قبور العرفاتيين وأرواحهم تشارك السوريين ثورتهم/ ماجد هديب

منذ أيام ووفقا لتقارير إخبارية لقنوات فضائية ومن بينها قناة الجزيرة القطرية فان العديد من القبور الجماعية قد ظهرت ومن بينها قبور تعود ووفقا لتلك التقارير لأكثر من ثلاثة عقود تضم رفات مقاتلين فلسطينيين حيث بُعثر ما فيها من عظام لمقاتلين كانوا قد قضوا نحبهم في حينه بأوامر من الأسد المقبور ضريبة انتماء هؤلاء المقاتلين الصادق لثورة من اجل فلسطين ونتيجة لإصرارهم على الالتفاف حول قيادة رمز ثورتهم ياسر عرفات والتمسك بشرعية وجوده وقيادته ,وكأن تلك العظام أصرت بظهورها المبعثر أن تشارك السوريين ثورتهم ضد نظام فاشستي عاث في الأرض فسادا وفي القضايا العربية تلاعبا واستبدادا , كما إنها أرادت أيضا أن تثبت للعالم أجمع دموية هذا النظام وإجرامه ولتُذكِّر أيضا بعض من يوالون هذا النظام من الفلسطينيين القابعين في قصور دمشق المشيدة من جماجم الشهداء والمجبولة بدمائهم أيضا بأن خزي الدنيا وذل الآخرة لهم مع أن هؤلاء لن تنفع فيهم أي ذكرى.
قبل ثلاثة عقود كان النظام السوري قد كشف عن وجهه الحقيقي وأسقط القناع عن وجهه القبيح كما تكشفت زيف شعاراته التي كان يتستر بها تنفيذا لشروط إجلاسه على عرش سوريا بعد أن نجح في الإطاحة بالنظام الوطني فيها بتكليف من قوى الاستعمار التي أرادت لإسرائيل أن تحيا بأمن وأمان ,وقررت بان تقمع الثورة الفلسطينية وتخلع كل من يدعمها حيث دفع نظام الأتاسي الوطني في حينه ثمنا لمواقفه الوطنية مع القضية الفلسطينية وتصريحاته النبيلة لصالح الثورة الفلسطينية ردا على ما تتعرض له تلك الثورة من معارك تصفوية, فقد كلفت قوى الاستعمار في حينه الرئيس المقبور حافظ الأسد بخلع الاتاسي عن حكم سوريا وإعادة دبابات الجيش السوري التي كانت في طريقها لحماية الثورة الفلسطينية من المذبحة التي كانت تتعرض لها في عمان حيث كانت الدول الاستعمارية قد قررت شطبها عن الوجود وكلفت أدواتها في حينه وعلى رأسهم النظام الهاشمي في الأردن القيام بتلك المهمة بعد تهيئة عوامل إنجاح هذا الشطب داخليا وخارجيا ,ولم يكن هذا الانقلاب الذي نجح فيه الأسد إلا احد أهم هذه العوامل الخارجية وذلك لإنجاح شطب الثورة الفلسطينية أو ترويض قيادتها وحتى إنهاء وجودهم وفقا لما تقرره مصلحة إسرائيل وأمنها .
بدأ النظام السوري ومنذ انقلابه المشئوم بتنفيذ المهام الموكولة له بحماية إسرائيل في ظل وجوده بثوب أرادت له الدول الاستعمارية ارتدائه لإنجاح مهامه وهو ثوب المقاومة والممانعة والصمود والتصدي حيث تم تكليفه بالعمل على احتواء العمل المقاوم تحت عباءة تلك الشعارات الزائفة كأسلوب استعماري جديد في إنهاء المد الثوري العربي أو انحساره ,وذلك إما بترويض قيادات ذلك العمل المقاوم بنفس تلك الشعارات التي تستر بها وتحت عناوينه الزائفة واستراتيجياته المخادعة منها الصمود والتصدي, وإما بقمعه ثورات وإنهائها عن الوجود في حال فشل هذا النظام في ترويض قيادات تلك الثورة كما حدث في تل الزعتر والبارد والبداوي , وإما بإشعال الحروب الأهلية في بلاد المواجهة لا شغال من فيها عن الاصطفاف والتوحد ضد إسرائيل وأهدافها التوسعية في جبهة واحدة كما حصل في لبنان ,وإما بمشاركته في حصار من يهدد إسرائيل ووجودها كما حصل عندما شارك إسرائيل في حصار بيروت عام 1982حيث اسقط هذا النظام قناعه المزيف في حينه علنا وبتعمد وذلك منذ اللحظة التي اصطفت فيها طوابير دباباته ومدافعه الثقيلة لتحية الجيش الإسرائيلي وهو في طريقه لحصار المقاومة في بيروت وفقا لما رواه معلق الحرب الإسرائيلي في حينه زئيف شيفي.
أصر الرئيس المقبور حافظ الأسد بالإعلان عن وجهه الحقيقي بعد أن اسقط القناع عن وجهه القبيح فبعد أن شارك بحصار بيروت فانه قد قام أيضا بمصادرة السلاح التي كانت اليمن قد أرسلته لمقاتلي الثورة عبر مطار دمشق ,بل حتى إن للبطاطين والتمر نصيب من السرقة أيضا ومن هنا بدأ خلاف القيادة الفلسطينية مع النظام السوري في أوج مراحله وخاصة عندما تعهد المقبور الأسد بإكمال ما لم تستطع إسرائيل بقواتها تنفيذه في بيروت وهو إنهاء الوجود الفلسطيني المسلح حيث بدا بشق وحدة الفلسطينيين وضرب قواعد الفدائيين بالمدفعية الثقيلة في طرابلس وهي نفس تلك المدفعية التي أنزلت فوهات سبطاناتها كنوع من التحية للجيش الصهيوني المتقدم صوب بيروت لحصارها وإخراج المقاومة منها .
الرئيس الوريث لعرش أبيه الأسد اسما لا فعلا ما كان له أن يجلس على ذلك العرش لولا تقديم أوراق اعتماده هو الآخر في حماية إسرائيل وحراسة مستوطناتها في الجولان والتعهد بالمضي قدما على خطى والده المقبور وإلا ما كان للدول الاستعمارية أن تبارك هذا التوريث في حينه وتعمل على حمايته ولذلك فان الابن الوريث أصبح أكثر خطورة على القضية الفلسطينية وأصبحت سياسته أشد انعكاسا على الشعب الفلسطيني ومستقبله منذ أن تم هذا التوريث فقد نجح هذا الابن الوريث ولو نسبيا فيما فشل به والده حيث استطاع إضعاف منظمة التحرير لإفراغها من محتواها كمقدمة لتشكيل مرجعية جديدة بديلة يحتويها وتأتمر بأوامره وذلك عندما أوعز لأدواته بانقلابهم المشئوم على الشرعية الفلسطينية حيث أرادت إسرائيل بذلك التخلص من شريكها في اتفاقيات سلام تيقنت إنها مقدمة لزوالها.
ندائي إلى القيادة الفلسطينية في هذا اليوم الذي بُعثرت فيه عظام الفلسطينيين وجابت أرواحهم سماء الوطن السوري لتحيي من فيه من ثوار انتفضوا على ظالمهما المشترك بضرورة العمل على تشكيل اللجان المتخصصة لمتابعة ملف المفقودين في سوريا والاطلاع على تلك المقابر للكشف عن هويات من فيها وإعادة دفنهم بما يليق بتضحياتهم ليس وفاءا لهم فقط ,وإنما وفاءا لفلسطين التي قاتلو من اجلها وإخلاصا لزعيمنا الراحل الذين قضوا نحبهم لتمسكهم في الاستضلال بكوفيته كرمز لشرعية نضال الفلسطينيين واخص بهذا النداء الأخ الرئيس محمود عباس فهل من مجيب؟.
ALAZHAR76@YAHOO.COM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق