فاطمة احمد حسن فتاة في ربيع العمر وطالبة ثانوية متفوقة من قطاع غزة ، تقدمت لامتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) وحققت نجاحاً كبيراً وحصلّت نتائج مشرفة وكانت من بين العشرة الاوائل الناجحين.
في صباح يوم الاحد الماضي ، وبعد ظهور ونشر النتائج عبر وسائل الاعلام المختلفة ، راحت تحتفل مع افراد عائلتها بنجاحها ، لكن هذه الفرحة لم تكتمل ، فقد سقطت صريعة مضرجة بدمائها برصاصة اطلقها شقيقها من مسدسه بطريق الخطأ ، عندما كان يحتفل معها فتحول الفرح الى مأتم.
وهذه الحادثة التراجيدية ليست الاولى من نوعها ، فقد جرت حوادث متشابهة كثيرة كانت نتائجها مؤسفة ومؤلمة ووخيمة.
فففي الاسبوع قبل الماضي تسبب اطلاق النار في عرس بمجد الكروم الجليلية بمصرع الشاب المأسوف على شبابه امير حمدان ابن التاسعة عشرة ، الذي كان يحتفل بعرس اخيه ، فانقلب الفرح ايضاً الى ترح.
الواقع ان شعبنا تعود على اطلاق النار والمفرقعات ابتهاجاً وفرحاً في الاعراس والليالي الملاح وطلعات العرائس والحفلات الخاصة ، كاعياد الميلاد وطهور الاطفال وعودة الحجاج والمعتمرين من الديار الحجازية وغير ذلك. ولكن في الحقيقة ان ظاهرة "الطخ" هذه اصبحت ليست للفرح والابتهاج فحسب ، وانما هي تعبير عن قوة واستعراض عضلات ليس الا..! .
ان النتائج المترتبة على العبث بالسلاح واستخدام الالعاب النارية كثيرة وخطيرة وتنتهي في الغالب بالمآسي والكوارث وسقوط ضحايا . وهذه العادة هي عادة بدائية متخلفة ، والشعوب المتحضرة والمتمدنة ، التي تعشق الحياة ، لا تلجأ الى "الطخطخ" للاحتفال والابتهاج . بل هنالك مظاهر متعددة للفرح منها الرقص والطرب والدبكة والزغاريد. وسقى اللـه ايام زمان حين كانت النسوة تزغرد في كل مناسبة سعيدة ، اما في ايامنا هذه فقد تحولت "الزغرودة " الى "رصاصة" تلعلع في السماء .
لقد قيل وكتب الكثير عن ظاهرة استخدام السلاح والمفرقعات في الاعراس ، لكن لا حياة لمن تنادي ، فالآذان صماء ، وقليل من الناس من يسمع ويتعظ ، وبالمقابل الآخر يتمادى ويتظاهر ويتفاخر ويتباهى بالسلاح حتى في طلعة ابنته العروس ..!
نعم .. طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ، وعلينا جميعاً محاربة هذه الظاهرة السيئة المعيبة والمتخلفة والتصدي لها بكل قوة ، وذلك بمقاطعة كل عرس يستخدم فيه السلاح . وعلى القوى المجتمعية والمدنية والاهلية اخذ زمام المبادرة ، وعلى ائمة المساجد في خطب الجمعة الحث على ترك هذه العادة الضارة، وما تسببه من كوارث ومصائب ، فنحن في غنى عنها. وعلى الشرطة العمل على مصادرة جميع الاسلحة المرخصة وغير المرخصة من مدننا وقرانا العربية ، فقد اصبحت مصدراً للازعاج والعنف الدامي المتفاقم والمستشري في مجتمعنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق