في العيد نكتب، وفي الحقيقة لا نكتب، لأننا لا نقول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر أو الوزير الفاسد، المهم أن نحسبها في ميزان الذهب، فالقضية ربح وخسارة، ونحن في غنى عن وجعة الرأس.
في العيد ومن قبلة رمضان الذي يفترض أن يكون مباركاً عشنا الهزيمة، لا أتحدث عن الجوع والموائد الرمضانية العجاف، أتحدث عن الجوع الروحي الذي يجتاح وطننا العربي من محيطة إلى خليجه.
في فلسطين أم القضايا، وعدنا الدكتور بدولة المؤسسات، بقي الدكتور وما زلنا ننتظر دولة المؤسسات، ولسان حالي يقول موت يا حمار، فدولة المؤسسات ليست لنا عندما نتحول إلى مشروع اقتصادي وامني لشريحة اعتقدت أنها تضحك علينا وأننا نصدقها، وفي الحقيقة نحن نضحك من أنفسنا وعلى أنفسنا.
جاء العيد والدكتور قدم الساعة ستون دقيقة، أما أمير المؤمنين في غزة فقرر أن يؤخر الساعة ستون دقيقة، للحقيقة هيك السياسة والمواقف العقائدية، والشعب الذي يرفع شعار نريد إنهاء الانقسام أصبح يخجل من نفسه لان الجماعة كل يوم برفعوا شعار انهاء الانقسام في خطاباتهم وتصريحاتهم.
في العيد كيلو التفاح بعشرة شواقل، وهذا مسحوب على اقتصاد السوق، معلش وزير الزراعة مش فاضي للشعب، اللة يعينو اللي فيه مكفية، وحتى ما نغلط وكما قال السيد الوزير أطال اللة في عمرة ليبقى صخرة رابضة على صدورنا المتهم بريء حتى تثبت إدانته، طبعاً أنا لا اقصد المواطن الذي هو متهم حتى تثبت براءته.
في العيد علينا آن نكبر ونهلل للحكومة ونصلي للة شكراً وعرفناً على نص الراتب، يا هل ترى هل حصلت الشريحة التي سرقت حلمنا على نص راتب؟؟ وهل عايشوا الموائد الرمضانية العجاف؟؟ وهل وقفوا على أبواب البنوك التي تستفرد في البلاد والعباد؟؟؟ وهل جلسوا للحظة مع ذاتهم حتى يزبطوا ميزانية العيد والمدارس؟
على أبواب العيد كثرت الندوات السياسية المتعلقة بالدولة واستحقاق أيلول مثل ما بحكوا، حضرت ثلاثة لقاءات، وبصراحة اكتشفت أن الشعب غلطان، وان القيادة صامدة، يا جماعة القيادة ما تنازلت!!!! القيادة صامدة!!! والجيد أن قيادتنا منسجمة مع بعضها من يسارها إلى يمينها؟؟؟؟ حتى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية يقول في معرض حديثة عن الانقسام لكل واحد أيلول ويقصد غزة ورام اللة، السؤال أين ايلولك أنت؟؟؟
في العيد تعودنا على زيارة مقابر الشهداء، في الصباح يلتقي بعض الأصدقاء الذين عقدوا اتفاق غير مكتوب وحافظوا على تقليدهم، كانوا يسهرون حتى الفجر وهم يصنعون الإكليل من ورود تجمع من الحدائق المنزلية، واليوم تائي الأكاليل جاهزة جميلة ولكن مضمونها مختلف.
دعونا ونحن نعيش العيد أن نترحم على روح كاتبنا السعودي عبد الرحمن منيف الذين الذي حكى لنا في خماسية مدن الملح والعرب العاربة والأنظمة الفاسدة التي لا تهتم إلا بجمع الذهب وبالبطون والجنس الوسخ، فنحن عبيد لهم، نحن لا شيء، هكذا ينظرون ألينا، وما التسريبات حول ألقذافي ومبارك وحاشيته إلا بعض الحقيقة، أما سوزان مبارك وأشرطة الجنس التي سجلتها لقادة عرب حكاية أخرى.
القتل والاغتصاب والليالي الحمراء والمتاجرة بالمخدرات لسان حال النظام العربي الرسمي الذي كما قال شاعرنا العراقي مظفر النواب كم سيسقط من طبقات تسمي احتلال البلاد ضيافة، هي طبقات ترفع شعار أطيعوا أولي الأمر منكم، وهي طبقات كنزت باعت مقدراتنا للأجنبي، ووصفتنا بالفئران وكان الرد الشعبي يا حيف.
قالوا أن أبو ذر الغفاري خامس خمسة في الإسلام وأنة أول من حيا محمد بتحية الإسلام، وقالوا أنة يمشي ويموت ويبعث وحدة، وقالوا أن أبو ذر كان يفضل الفقراء على نفسه، وكان أبو ذر يؤمن بعدم اكتناز المال، ، وقال فيه الرسول الكريم أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيس بن مريم، وبعد أن نفي أقام في الزبدة هو وزوجته وغلامه حتى مرض، بكت علية زوجته بسبب أنة يموت في الصحراء لوحدة ولا يوجد كفناً له، فقال لها : إذا مت فغسلاني وكفنانني وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكما فقولا له هذا أبو ذر، فلما مات فعلا ما أمرهما بة، وبالفعل مشى وحدة، ومات وحدة.
هذا هو حال أبو ذر الفلسطيني، يمشي وحدة ، ويموت أشلاء وحدة ويحملون علية أنة مقصر تجاه القضية الوطنية، وما يعاني منة الفلسطيني ينسحب على العربي، فالفلسطيني الجيد من وجهة نظرهم هو الفلسطيني الذي يضع "شوافات البغل" ويقاوم "الإرهابي الذي في داخلة، والعربي الجيد هو العربي الذي يناصر النظام الرسمي وإلا فالموت والتعذيب والملاحقة في انتظاره.
ما أحوجنا في هذه المرحلة إلى أبو ذر الفلسطيني الذي يقول للأعور أنت اعور دون خوف أو وجل، وان يخرج في يوم الاستحقاق ،استحقاق أيلول رافعا صوته في وجه شريحة تعاملت مع الأرض المحتلة كمزرعة ونحن عبيد نجلد يومياً على طريقة القرن الواحد والعشرين، وما أحوجنا انزع الشرعية عن مفاوض سقط وأسقطنا وعن مقاومة تأكل المقاومة وتختصرها في مشهد احتفالي عقيم أتى على قدسنا وأرضنا المحتلة باسم اتفاقيات السلام الملعونة.
لا طاعة للقذافي السيئ الذكر الذي وصف شعبة بالجراذين، ألقذافي الذي أصبح جزءُ من التاريخ الوسخ لامتنا العربية، ولا طاعة لبلطجية نظام مبارك الساقط أصلا، ولا طاعة للنظام السوري وشبيحتة حيث الموت والتعذيب والهمجية، لا طاعة للذين يبيعون البلاد والعباد، ولا طاعة لمفاوض فلسطيني لم يغترف يوماً بخطأة وكأنة قدرنا، ولا طاعة يا أخ رفيق النتشة للوزراء الفاسدين وتجار القضية الذين باعوا الأموات منا قبل الأحياء، وهم ليس أولي الأمر منا حتى نطيعهم إنهم صناعة أجنبية اسقطوا على شعوبنا العربية بهدف سرقة أروحنا وتحويلنا لمجرد جثث حية تأكل بعضها.