مصر تلفظ أنفاسها الأخيرة/ مجدى نجيب وهبة


** قد يكون هذا العنوان هو أكثر تفاؤلا من الوضع الحالى الذى وصلنا إليه .. ففى مفاجأة غير متوقعة جاء حكم المحكمة الإدارية العليا بالموافقة على إصدار حزب البناء والتنمية المنبثق من الجماعة الإسلامية بعد شهر من رفض لجنة الأحزاب له ، ليؤكد أن برنامج الجماعة الذى طالب بتهيئة المجتمع المصرى لتطبيق الشريعة الإسلامية .. وإقامة الحدود ، قد جاء القرار كما صرحت المحكمة متفقا مع الإعلان الدستورى الذى نص على أن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع ..

** وبعد هذا الحكم القضائى تكاد أن تسقط كل حوائط الجدار الفولاذى التى تحمى الهوية المصرية والمواطنة ليسقط هذا الجدار .. بل يقول البعض أن الجدار هدم أصلا بعد أن زاد مشعلى الحرائق ومدبرى المؤامرت الذين إستطاعوا إختراق جميع الوسائل والمنافذ والأبواب .. فماذا نطلق على أحداث مذبحة 9 أكتوبر والتى سقطت فيها عشرات من شباب الأقباط .. بل أن قامت بعض المدرعات بدهس وفرم أجساد الأقباط دون مراعاة لأى عقل أو منطقة أو أخلاق ..

** دعونا نتعجب .. ما الذى أوصل مظاهرة سلمية إلى إحداث هذه المذبحة الدموية ، فقد رأينا سابقا أن المجلس العسكرى إلتزم بعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد شعب مصر المسالم مهما كانت الظروف .. وحدثت أحداث أكثر سخونة وفوضوية وأكثر إنفلاتا أمنيا وتهديدا للأمن والأمان فى مصر .. ومع ذلك إلتزمت القوات المسلحة بأقصى درجات ضبط النفس وعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد أى متظاهرين أو معتصمين ..

** نعم حدثت أحداث كبيرة أكثر من فوضوية بل رأينا اللافتات التى حملها بعض الجماعات الإسلامية وبعض التنظيمات والحركات الثورية تطالب برحيل المجلس ، بل وسقوط المشير ، كما رأينا أحد الناشطات السياسية والتى تعمل طبقا لأجندة تخريبية تقوم بتهديد المجلس العسكرى وبعد إحالتها للتحقيق معها والإفراج عنها بكفالة ، عاد المجلس بالتنازل عن بلاغه المقدم ضدها .. وناشطة أخرى تسعى بكل ما تملك لإهانة المجلس العسكرى قامت بتوجيه السباب والشتائم إلى المجلس على الهواء مباشرة فى إحدى البرامج الفضائية ورغم ذلك لم يتخذ المجلس أى إجراءات ضدها .. إذا فماذا حدث ، وما هى الأصابع الخفية والخارجية والتى حركت أصابع داخلية ضغطت على الزناد فأحدثت كل هذه المذابح والفوضى ..

** دعونا نعود بالأحداث إلى الوراء قليلا فى الفترة السابقة ..

تصريحات جماعة الإخوان المسلمين ضد المجلس العسكرى .. إنتقدت بشدة طريقة إدارته للمرحلة الإنتقالية ، وهددت بالقيام بثورة ثانية فى حال عدم الوفاء بإلتزاماته التى قطعها على نفسه وتسليم السلطة إلى المدنيين .. بل أعلن د. عصام العريان أن الإخوان سيقفون ضد المجلس إذا تبنى وضع الدستور أولا قبل الإنتخابات ، ورغم أنه كان مطلب كل القوى السياسية والشارع المصرى إلا أنه فجأة صمت الجميع وإستجاب المجلس لطلبات الجماعة .. كما هدد الإخوان بالخروج لمليونية ضد المجلس العسكرى إذا أصر على إجراء الإنتخابات البرلمانية من دون تعديل فى قانون الإنتخابات وتحديد إلغاء المادة الخامسة من القانون والتى تحرم الأحزاب من الترشيح على الدوائر الفردية .. ورضخ المجلس مرة أخرى لطلبات الإخوان ووافق على إلغاء المادة الخامسة ؟!! ..
** وهنا نضع مليون علامة إستفهام على إزدواجية تعامل المجلس ، فهل يعقل أن يصدر المجلس العسكرى قرارا بسحل الأقباط حتى لو كانوا أشد أعداء للوطن ..

العاشرة مساء ودور منى الشاذلى التخريبى .. منذ إندلاع أحداث 25 يناير وتعيش منى الشاذلى فى حالة تحفز غير عادى ضد الدولة والتى بدأتها بالهجوم الدؤوب على الشرطة ، ثم إنقلبت للهجوم على المجلس العسكرى وهى تختار بعناية فائقة ضيوفها وهم الذين يجيدون فن التعامل مع ملف الشرطة والطعن فى دور الشرطة أمثال علاء الأسوانى وبلال فضل ومجدى الجلاد وفريدة الشوباشى وعمار على حسن وجمال فهمى .. والعشرات من الشخصيات التى تجيد التجريح فى دور الشرطة وإجهاضه لإحداث أكبر قدر من الفوضى والإنفلات الأمنى .. والأن يأتى الدور على المجلس العسكرى .. نفس الدور ونفس السنياريو الذى لجأت إليه منى الشاذلى .. فأمس الأول أذاعت منى الشاذلى خبر حول إستنكارها لإقتحام الشرطة العسكرية لقناة 25 يناير وقناة الحرة .. وقدمت الشكر لموقع اليوتيوب .. فماذا قدمت لنا منى الشاذلى فى عرض الأحداث الأخيرة ؟!! .
1- المشهد الأول وما تم لقناة 25 يناير :
وقد طلبت منى الشاذلى البدء فى عرض المشهد .. المشهد خالى تماما من أى صورة أو ما يدل على وجود إقتحام ولكننا سمعنا صراخ أشبه بسيدة تغتصب أو تتوجع من ألام الولادة وهى تصرخ حرام عليكم .. ولا شئ نراه .. هذا أول شريط بثته الإخوانجية منى الشاذلى ..

2- المشهد الثانى .. قناة الحرة :

مقدم البرنامج يقوم بإذاعة نشرة الأخبار ، أو كما يبدو موجز لبعض أحداث ماسبيرو وفجأة صراخ وأصوات عالية ومازال مقدم البرنامج جالسا فى مكانه وهو يعلن أن هناك إقتحام لقوات الشرطة العسكرية لمقر القناة الأن ، وقال أحد الجنود دخل على الهوا الأن ويحاولون إلقاء القبض على بعض الشباب فى المبنى ، ثم يحاول أن يبدو على المذيع إنزعاجه دون أن يحرك ساكنا من على كرسيه بل نحن نسمع أصوات فقط ، ثم فجأة يتوسل المذيع للجندى ويقول له براحتك خالص دور زى مانت عايز .. ويعود المذيع ليعلن دون أن يحرك ساكنا من مكانه أن قوات الجيش يبحثون عن أشخاص هربوا منهم ، والشئ المدهش أن مذيع الحرة لا يتحرك من كرسيه بل فقط نسمع بعض أصوات الضوضاء لمحاولة إفتعال أصوات .. إذن نحن أمام فيلم هندى من الدرجة العاشرة تروج لها منى الشاذلى لتسريب خبر هجوم الشرطة العسكرية على قناة 25 يناير وقناة الحرة ، ومنى الشاذلى تشكر مراسل الفيديو وتقول له أكيد اللى واقف على الكاميرا مشى وسابها متسلطة على المذيع .. ولا تعليق

أسماء محفوظ .. والتى حامت حولها الشبهات العديدة .. إستغلت الموقف وذهبت إلى المستشفى القبطى ومعها بعض الناشطين التابعين لمنظمتها حتى تبدو فى الصورة أكثر وطنية .. بينما هى فى الواقع تشحن الشارع المصرى ضد المجلس العسكرى وخصيصا بعد إستدعائها للمجلس للتحقيق معها فيما نسب إليها للمرة الثانية بإهانة المجلس العسكرى ، وقال أحد المراسلين أنها تلقت صفعة على وجهها من أحد الشباب المسيحى وقالت أنها متفهمة للظروف الراهنة ، وقد برر القبطى قيامه بذلك لأنها على حد قوله قامت بدهس صورة البابا بقدميها وحرضت السلفيين ضد المسيحيين ..
نوارة نجم .. ناشطة وسياسية لها علاقات وثيقة ببعض التنظيمات الإرهابية التى ظهرت على السطح بعد نكبة 25 يناير ، قامت بتوجيه السباب للمجلس العسكرى على الهواء مباشرة فى برنامج وائل الإبراشى "الحقيقة" أكثر من مرة ، ورغم ذلك لم يقبض عليها المجلس ولم يقدمها للمحاكمة ، كما قامت أثناء المظاهرات بعد سقوط النظام السابق بتوجيه عديد من البذاءات للرئيس السابق محمد حسنى مبارك دون مراعاة لأى أداب الحوار ، ونقلت هذه الألفاظ معظم القنوات الإعلامية ... أدلت نوارة نجم بعديد من الحوارات أمام وسائل الإعلام بهدف خلق حالة من الشحن لدى الأقباط تجعلهم يتطاولون على المجلس العسكرى .. وفى حوار لها تم نشره على جميع صفحات ومواقع الإنترنت أثناء الأحداث .. قالت "وصلت الساعة 7 ودخلت الشارع من ناحية رمسيس .. كلمت واحد قال لها إحنا عند كوبرى الجلاء وبيحدفوا علينا طوب .. لما وصلت منزل الكوبرى فى تجاه عبد المنعم رياض ، واحد قال لها خلى بالك إحنا بننضرب .. راحت عند رمسيس هيلتون لقت دم ومفرمة بالأرض وستات بتصوت وناس عمالة تقول لها بصى .. بصى ، وهى مش معاها موبايل بكاميرا لإنه إتسرق وماشية بموبايل قديم أبو 200 جنيه .. والكلام لنوارة نجم .. شافت بنفسها ناس مصابة برصاص ومقتولة برصاص حى ، لقت الجيش أو الأمن المركزى بيضرب قنابل مسيلة للدموع وناس طالعة من شوارع جانبية معاهم عصيان بيجروا وراهم .. ومشوهم من ماسبيرو لحد ما وصلوا رمسيس وجدوا ناس بتحدف طوب .. وأضافت أن هناك ناس حدفت عربيات الأمن المركزى بالطوب .. كما تواجد مدنيين من مطلع كوبرى أكتوبر وراهم أمن مركزى ثم وراهم الجيش نازلين بيهتفوا "إرفع راسك فوق إنت مسلم" ... واحد واقف عند الكوبرى إحنا مش جايين نضرب حد .. إحنا جايين نحمى الجيش ، فنوارة قالت له .. إنت بتحمى الجيش من إيه ، قال لها من المسيحيين ... أجابته أنا شوفت المدرعات داست على الناس والعربيات بتدوس عليهم ، ماشوفتش حد مسلح ومحدش ضرب حاجة على الجيش .. التليفزيون بيخرف كتير .. أنا بادفع مرتب للشرطة عشان يحمينى .. فيه عسكرى أمن مركزى مسك دراع واحد وقال له إنت مسيحى !! .. وأعد يضرب فيه ومسكوا ولد أخر مسيحى فضلوا يضربوه ..
** وردا على هذا الجزء .. هل كان هناك وقت أن يقوم عسكرى بالأمن المركزى بإيقاف شاب ثم الكشف فى ذراعه عن وجود صليب من عدمه حتى يقوم بضربه فى تلك اللحظات العصيبة التى كان كل فرد يريد النجاة بنفسه ولا هناك متسع لحوار بين إثنين وكانت الأفواج تملأ هذا المكان .. هذه أول دعاية للتحريض ضد الأمن المركزى ..

** عزيزى القارئ .. أكتفى بهذا الحوار من المدعوة نوارة نجم ، والتى بالقطع سيصدقها الجميع .. وسيدعون لها البعض الأخر .. وهم لا يعرفون أن المدعوة نوارة نجم هى من أحد تنظيمات حركة 6 إبريل التى قد تكون السبب الرئيسى فى إحداث هذه الكارثة والتى سبق أن تكررت فى أحداث المحلة يوم 6 إبريل 2008 ، فى هذا التاريخ قرر عمال المحلة التظاهر للمطالبة بحقوقهم ، وقد إستغلت هذه الظاهرة حركة "6 إبريل" وإندست وسط المتظاهرين وأحدثت فوضى وتخريب وتدمير وحرق وسرقة المنشأت وحرق الأقسام وسيارات الشرطة فى صورة لم يسبق لها مثيل من أحداث دموية مرت بمصر ..

** هذا هو السيناريو الأكثر تصديقا لأحداث ماسبيرو والتى راح ضحيتها العشرات من الأقباط ومازال هناك المئات المصابين والعشرات المفقودين .. نقول لأقباط مصر أفيقوا قبل أن يدهمنا التيار وإبتعدوا عن هذه المنظمات الإرهابية ولا تجعلوها تسير بينكم فليس لها هدف سوى تخريب وتدمير مصر بالكامل ، وقد رأيت العديد من شرائط الفيديو التى تبث على بعض القنوات وقد صورت أحد زعماء حركة "6 إبريل" وهو يتواجد بالمظاهرة ويقوم برشق الطوب ومعه بعض زملائه على الأقباط ثم عادوا ورشقوا الجيش المصرى حتى بدأت تندلع الفوضى إنطلقوا وسط المتظاهرين الأقباط وهم يهتفون "مسلم ومسيحى إيد واحدة" ..

**.. إحذروا يا أقباط مصر وإكتفوا بالإعتصامات والتعبير عن سخطكم أمام الكنائس حتى ينجو الوطن من تلك الأيام التى تمر بها مصر .. حماك الله يا أرض مصر وحمى شعبك أقباطا ومسلمين من سرطان الفتنة الطائفية ومن سرطان الإرهاب المتأسلم وبعض التنظيمات التى تدعمها أجندات خارجية .

صوت الأقباط المصريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق