فؤاد الرازم... سنرجع يوماً الى حينا/ مأمون شحادة

لم تستطع مدينة القدس وقباب مسجدها من احتضان عميد الأسرى المقدسيين "فؤاد الرازم" وهي تنظر الى باب العامود منتظرة الافراج عنه ضمن صفقة التبادل بالفرح والتهليل والتبريك، ولم تنتظر دموع الفرح ان تطرق ابواب مقل العيون للانسياب على وجنتي الاب والام والاخوة والاصدقاء، فرحاً بملامسة اقدام اسيرنا ثرى فلسطين الطهور.
هكذا بدت ملامح الحزن المغلف بالفرح اثناء توافد الجموع الغفيرة وهي تردد الاهازيج على انغام الشبابة ابتهاجاً بقدومه ولو لم يكن "الرازم" قد وطأ ثرى القدس الطهور، لكنه احتضن ثرى غزة هاشم، كهاشم من قبل.
هكذا هي المعادلة وحش يقتل او يسجن ثائر، وارض القدس تنبت الف ثائر، فالفارق بين الوحش ومن تنبته الارض: ان الاول يشبه "ابوللو" بقيثارته اليونانية، اما الثاني فيشبه الراعي مارسياس بنايه اليوناني المصنوع من عشب البوص، وما بين الاثنين تتجسد قصة جريمة ارتكبتها القيثارة بقتلها الناي الحزين، ولكن الاخير اصبح بعد الممات نبراساً وثورة لعشق الحرية والاوطان.
فؤاد الرازم، انا اعرف انك لو استطعت الغناء لغنيت للقدس مثلما غنى سميح شقير: " كنت امد يدي .. لأعانق منك يدا وانا العاشق .. وانا الصوت وأنت صدى "، ولكنك تجيد الشعر وتحب مطلع اغنية فيروز لبنان: "سنرجع يوماً الى حينا".
ان شمس الصباح وغروبها يا "رازم" هي تماماً مثل التي تشرق وتغرب في القدس، وكذلك هي نفسها في الحرم الإبراهيمي وغزة هاشم وصولاً الى أي بقعة مكانية، فالاماكن لن تكون حاجزاً بينك وبين بوصلتك المقدسية، فنبراسك مسجدها، ووجدانك بواباتها، وعزيمتك صخرتها.
عميد الاسرى المقدسيين، "سنرجع يوماً الى حينا"، فباحات الاقصى ومصاطبها العلمية مشتاقة لركوعك وسجودك وتلاوة ايات من الذكر الحكيم، وستجلس على جبل الطور لتطل على جبل المكبر، لتكتب قصيدة درويش:"سجل انا عربي".
wonpalestine@yahoo.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فؤاد الرازم: اسير مقدسي اصدر بحقه حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة، يلقب بعميد الاسرى المقدسيين، افرج عنه ضمن صفقة شاليط، حيث ابعدته سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى قطاع غزة بعد ان امضى في سجون الاحتلال 31 عاماً .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق