النظام السوري واليمني :والسباق المحموم من اجل البقاء/ خليل الوافي


تتساقط اوراق التوت العربي عن وجوه انظمة فشلت على جميع المستويات في تحقيق تعايش معقول مع شعوبها .والتي ظلت صابرة لعقود دون ان ترى للافق بوادر اشراقة شمس جديدة .هكذا تحول المشهد السياسي في اكثر من عاصمة عربية .وافرزت رؤية مختلفة لمستقبل الشعوب العربية في اتخاذ قرارات حاسمة وفعالة لتغيير سلطة .ظلت راسخة في التربة العربية دون ان تثمر فواكه ناضجة يستفيد منها الجميع .بل اثمرت انواع الصبار .واشكال الاعشاب التي تقوم بدورها في دورة الحياة .ولم تصمد طويلا امام جفاف التربة من ديمقراطية محلية وعدالة وجراة في تعددية قوية تحدث قطيعة مع انواع النفوذ والفساد .ومظاهر الاحتكار والاقصاء..
السلطة بمفهومها العام لم تتبلور بالشكل المسموح به لتكون مدعومة من الشعب .فهي ظلت معزولة ومنبوذة من القاعدة .وقنوات التواصل بينها ظلت سنوات مقطوعة مما تسبب في فقدان الثقة .واحتدام الصراع الايديولوجي بين ممارسات السلطة في حماية النظام .وبين شعب يريد ان يفهم حقيقة السلطة في توفير شروط الحياة له دون وصاية و لا مضايقات واحتكاكات التي اسهمت في اشعال فتيلة هذه الثورة العربية التي تمتد شعلتها في كل مكان .وفي كل الاتجاهات .وما تفرزه هذه الثورة من تحديات كبرى تحملت الشعوب الحجم الكبير من الخسائر لتتحقق اهدافها الكبرى.والبراهين والادلة الدامغة واضحة للعيان لمن لا يفهم او يستصغ ماهية الثورة في صناعة سياسة شعبية كقاعدة اساسية لاي تحول مرتقب
الثورة العربية .مازالت تفاجىء العالم بامكانياتها البسيطة والقوية في ان واحد من ان تقدم نفسها كرهان حقيقي لرغبة الشعوب في الانتفاضة .والمطالبة باحقيتها في التغيير والاصلاح .واذا ظلت بعض الانظمة تشغل مهمة المتفرج والمحايد دون ان تتحرك في تجاه الاصلاحات الاساسية الواجب اتخاذها .والقطع مع الطرق الملتوية في احتواء الازمة مرحليا في تسليط الجهاز الامني والبوليسي على الشعوب .ومعاقبته على هذه الخطوات .فان الامر يحتاج الى طريقة شمولية وواعية من صناع القرار السياسي في كل بلد حتى لا تسقط هبة الدولة .ويعلو صوت الشعب .عندها لا تبقى حدود واضحة لسلوك النظام من جهة .ومطالب الشعب من جهة ثانية .ويصبح المشهد غير قابل للاحتواء وممارسة سلطة القمع .والامر يختلف بتاتا عما تحدثه الطبيعة في حياتها .فهي تمر بقوة في فترة معينة رغم الخسائر التي تحدثها فهي انية ومرحلية سرعان ما تنتهي في ساعات او ايام .اما الثورة وشرارتها تندلع وتستمر في الاشتعال حتى تحرق من كان سببا رئيسيا في اشعالها .وتنجح الثورة التي تصنعها السواعد والهامات .والارادة الشعبية في الذهاب الى ابعد الحدود حتى تحدث ذلك الفارق المطلوب والهدف الرئيسي..
وهذا الكلام ينطبق على النظامين السوري واليمني اللذان يستمران في نهج سياسة القتل باشكاله المتنوعة .وممارسة استعمال الاسلحة التي تتوفر عليها لحماية النظام .وبقاءه مدة اطول على حساب ارواح المدنيين .وفوق جتث الشهداء التي تسقط كل يوم وكل لحظة .لان الانظمة غير راغبة في اي حوار حقيقي وملموس لوقف العنف .واراقة الدماء الزكية .وضياع مقدرات الشعوب في انتماءها لهذه الانظمة التي كشفت عن وجهها الحقيقي في حق من وضع ثقته في اجهزة وضعت بالاساس لحماية ورعاية مصالحه.لكنها انقلبت عليه .وباشرت فيه جميع الاسلحة وطيران حربي .والمدفعية الثقيلة .واحراق البيوت فوق اهلها .وتعذيب المدنيين حتى الموت .انه مشهد الرعب العربي الذي نجحت فيه الانظمة الفاسدة في تطبيقه والاشراف عليه
ان دمشق وصنعاء ينتظران الاسوء بهذا السلوك الذي فاجا الجميع .ويضرب في الصميم حقوق الانسان في الحياة والتظاهر .ولن يسكت المجتمع االدولي طوال الوقت.فلابد من ساعة قريبة تحسم فيها هذه المهزلة التاريخية التي تمارسها صنعاء ودمشق .ولحظات الحسم العسكري قادمة اذا استنفدت المبادرات واللقاءات التي تعلن عن استخلاص المحاولات الجادة لعدم التدخل العسكري
انها الفرصة الاخيرة امام حزب البعث .والمؤسسة العسكرية في اليمن بقيادة علي عبد صالح الذي تفنن في المراوغة السياسية .لكنه سيسقط في فخ اعماله .وستكون نهايته اعنف .بما حل بالقذافي والعبرة بالخواتم .واستعمال الخيار الامني والعسكري كسلاح رادع في قمع الشعوب .وهو اختيار فاشل .وهذا ما نراه يتاكد كل يوم في اكثر من عاصمة عربية
الجامعة العربية تقوم بالخطوة الاخيرة لانقاذ نظام الاسد من اي تدخل عسكري مرتقب بعد تصريحات مسؤولين امريكيين باحتمال توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري .ومطالب الثورة في الداخل بحظر جوي في المرحلة الحالية بعد استفحال الوضع .مما زاد الامور تعقيدا هو سحب السفير الامريكي من دمشق كما فعل النظام نفس الشيء.وهذا ينم عن خطورة .وموقف تصاعدي في حدوث الاسوا خلال الاسابيع المقبلة
وهذا ما لا يريده اي عربي ان يحدث .لكن النظام السوري عازم على البقاء واستعمال العنف ضد المدنيين حتى اخر نفس .ومما يوشك في حدوث ازمة حقيقية في منطقة الشرق الاوسط .لا يعلم احد نتائجها الكارثية
وكل يوم تفاجئنا جامعة الدول العربية في اعطاء مزيدا من الوقت والفرص الضائعة للنظام السوري في ترتيب بيته من الداخل .وصياغة موقف جديد خلال الاحد المقبل ليقوم النظام في عملياته الشنيعة في حق ابناء سوريا الذين يعيشون اسوا ايام حياتهم .انه امتحان الثورة ومعرفة حقيقة كل عربي ازاء ما يتعرض له الشعب السوري .ونحن نقدم له مزيدا من الوقت حتى ياخذ قراره النهائي حسب اجندة يفرضها النظام على المجتمع الدولي .دون ان ينتضح موقف الجامعة حول ما يجري .وهذا التعامل خلق نوعا من الشك والريبة في نوايا الجامعة التي تدعم الانظمة الاسبدادية وتزكي افعالها .وما يمكن ان نفسر هذا التخاذل العربي في نصرة الشوب المظلومة.... ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق