لحظة تاريخية ونادرة تلك التي نرى فيها العالم يقف على قدميه منتصبا دون ان يكون مقلوبا عندما يتعلق الأمر بقضية فلسطين.
منظمة اليونسكو الاممية التي تعني بشؤون الثقافة تصوّت على قبول فلسطين عضوا كاملا له وعليه كامل الحقوق والواجبات.. ومن أجدر من فلسطين عندما الأمر يتعلق بالثقافة الانسانية والتراث والتاريخ.
ها هو العالم يعيد لفلسطين معنويا حضارتها المسلوبة، رغما عن ارادة الولايات المتحدة الامريكية التي هددت المنظمة الثقافية بسلاح المال لتعطيل الحق الفلسطيني بالوجود.
العالم الذي اختنق بالسياسة العدوانية الامريكية صفّق طويلا مرحّبا بفلسطين، وهو بذلك انما كان يتنفّس بنقاء ويطيّر حمام السلام في فضاء اليونسكو، بوجه الجبروت الامريكي الذي ما عاد يستطيع اخفاء كراهيته للشعوب الفقيرة والاستخفاف بإنسانيتها وحقوقها.
العالم ينتصر لانسانيته في اليونسكو.. ويرد على الابتزاز الامريكي عبر تأكيده على أن العالم ليس مجرد أموال، ولا مصالح واستثمارات فقط..
ما حدث في اليونسكو هو أول اليقظة الذي يقود العالم الى ساعة الحقيقة، هذه التي على مهندسي السياسة الامريكية استيعابها بعقلانية دون عصبية زائدة ودون غضب. عليها ان تتعلم من الدرس الذي قدمته الدول التي صوتت لصالح فلسطين، بأن هناك قيما اخلاقية وثقافية لا يمكن هتكها على مذبح الوحشية الاميركية.
وساعة الحقيقة تكشف عن ان المستقبل لفلسطين، والعالم ما عاد يقبل البلطجة الامريكية المساندة للاحتلال الصهيوني وسياساته العنصرية.
فلسطين في اليونسكو... وعلى امريكا ان تقبل هذه الحقيقة وتداري كراهيتها عملا بمبادئ حقوق الانسان والحرية والعدالة. وهذه المبادئ لا يجوز استمرار التعامل معها بأزواجية وتلوينها حسب المصالح والاهواء.
العقلانية المطلوبة من الولايات المتحدة الامريكية تحتم عليها الآن مراجعة سياساتها العدوانية تجاه القضية الفلسطينية وقضايا الشعوب المقهورة، ومن أجل سلامة دورها الدولي لايمكن لها ان تستمر بشذوذها وكيدها اللذان كشفا في اليونسكو، كم جسمها سقيم بالكراهية....والتهديد بإستعمال الفيتو في هيئة الامم المتحدة ضد عضوية فلسطين بجب ان يكون من اولويات هذه المراجعة.
نعم، فلسطين في اليونسكو مقدمة لأن تكون في كل المحافل الدولية دولة مستقلة...اذاً لتشرب "اسرائيل" البحر الميت.. ولتصاب امريكا بالجلطة الدماغية.
*كاتب فلسطيني
www.alwanarabiya.se
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق