أراجوز الدبلوماسية السورية وكنتروله في الجامعة العربية يستهبلان عقول العرب/ محمد فاروق الإمام

بعد أسبوع دامٍ، على قبول النظام السوري للمبادرة العربية دون تحفظ، والتي نصت على:
1-وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين.
2-الإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة.
3-إخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة.
4-فتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سورية للاطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد ما يدور فيها من أحداث.
وتنص المبادرة كذلك على أنه "مع إحراز تقدم ملموس في تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها الواردة في البنود السابقة تباشر اللجنة الوزارية العربية بإجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الحكومة ومختلف أطراف المعارضة السورية من أجل الإعداد لانعقاد مؤتمر حوار وطني خلال فترة أسبوعين من تاريخه.
وقد أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بصفته رئيساً للجنة المشكلة لمتابعة تنفيذ بنود المبادرة العربية، بأن على سورية التنفيذ الفوري لكل هذه البنود دون تحفظ أو تلكؤ أو لف أو دوران.
وقد استبق المعلم تقييم اللجنة الوزارية العربية التي تشكلت لمتابعة ما التزمت به دمشق من تعهدات بقبولها جميع بنود المبادرة دون تحفظ، موجهاً رسالة للأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أكد فيها أن "سورية التي أعلنت التزامها بخطة العمل التي جرى الاتفاق عليها تؤكد قيامها خلال أسبوع بتنفيذ معظم بنود هذه الخطة وذلك خلافاً لما تروج له بعض الفضائيات المغرضة، وأن مندوب سورية الدائم لدى الجامعة سيطلع مجلس وزراء جامعة الدول العربية على الخطوات التي اتخذت في هذا الصدد".
وقبل أن يعقد مجلس الوزراء العرب اجتماعه المقرر اليوم السبت للاطلاع على تقرير الأمين العام للجماعة العربية حول ما اتخذته سورية من إجراءات فعلية على الأرض تنفيذاً لما تعهدت به، بادر مندوب سورية لدى الجامعة العربية يوسف أحمد بتقديم مذكرة رسمية يوم الجمعة إلى الأمانة العامة للجامعة تتضمن ترحيب النظام السوري وتعاونه التام مع زيارة بعثة من جامعة الدول العربية إلى سورية، معتبراً أن زيارة بعثة جامعة الدول العربية إلى سورية ستسهم في الوقوف على حقيقة التزام سورية بخطة الجامعة وفى الكشف عن دوافع وأجندات بعض الأطراف الداخلية والخارجية التي تسعى إلى إفشال خطة العمل العربية.
وأكد المندوب أن دمشق ملتزمة بخطة العمل العربية التي أقرها مجلس الجامعة في 2 تشرين الثاني الجاري وهى جادة في تنفيذ بنود الخطة وقد قامت فعلا بتنفيذ معظمها.
ونفس هذا المندوب تقدم بمذكرة احتجاج رسمية "شديدة اللهجة" إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية اتهمه فيها بالسعي نحو تشجيع تدخل خارجي في سورية، وأعربت المذكرة عن انتقادها الشديد له بعد لقائه ممثلين عن المعارضة السورية في القاهرة، كما عبرت عن استيائها لتسريبه بعض وقائع اللقاء الذي جمعه مع بشار الأسد بتاريخ 10-9-2011، مشددةً على أن هذه التسريبات أساءت بشكل كبير للثقة التي من المفترض أن تكون قائمة بين الحكومة السورية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية حسب وصف المذكرة.
وقال "إنه يعبر عن شديد استغرابه وقلقه من هذه الخطوة التي تشكل سابقة خطيرة في العمل العربي المشترك"، واصفاً التصرف الذي قام به الأمين العام بـ"غير المدروس" ويتجاوز صلاحياته وتفويضاته ومهامه التي حددها ميثاق الجامعة ونظامها الداخلي.
واتهمت المذكرة أداء الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال الاجتماع الذي عقد قبل أيام، وما لحقه من تصريحات ولقاءات عقدها الأمين العام للجامعة العربية في وقت لاحق، بأنها تعكس ما وصفته بالتوجه السلبي والمنحاز وغير المتوازن، واصفة ما حدث بأنه ينصب بشكل فاضح مع توجهات أطراف عربية لاستغلال جامعة الدول العربية في تحقيق أهداف مخالفة لميثاق الجامعة.
أراجوز دبلوماسية النظام السوري وليد المعلم وكنتروله في الجامعة العربية يوسف أحمد يريدان استهبال العرب بأسلوب ممجوج لا يمكن أن يصدقه أحد، وسفرهما قائمة من الأكاذيب لا أول لها ولا آخر، هذان المهرجان يريدان استهبال العرب والحصول على مهلة جديدة للإيغال في دماء السوريين، بعد كل هذه المشاهد المؤلمة التي تمزق نياط القلب وتفتت جلمودها، تعرضها شاشات التلفاز والقنوات الفضائية العربية والأجنبية ويشاهدها الملايين حول العالم، وقد ملأت ساحات وميادين وأزقة وأحياء المدن السورية في طول البلاد وعرضها أشلاء الضحايا والجرحى، نتيجة قذائف مدفعية الميدان الثقيلة ومدفعية الدبابات وراجمات الصواريخ التي سوت بيوتها وأبنيتها مع الأرض على رؤوس ساكنيها، بدل من أن يسحبها من المدن وأحيائها غير آبه بالإنسان السوري الذي بات لا يساوي عند هذا النظام جناح بعوضة، وقد ساق الآلاف إلى المعتقلات والسجون دون أن يطلق ما فيها من سجناء وموقوفين وهم بالآلاف تنفيذاً لما جاء بالمبادرة العربية والتي قبلها النظام دون تحفظ، وزرعه الألغام المحرمة دولياً في حقول تلك المدن وبراريها لتكون فخاخاً تفجر أجساد المواطنين السوريين، وقد حصل هذا في محافظة درعا وتفجر أحدها بعدد من المواطنين، بعد أن أخفق هذا النظام السادي البربري في كسر إرادة الشعب السوري المصمم على إسقاط النظام ورحيله بكل أشكاله ومسمياته، وألقاب مجرميه وسفاحيه وقتلته، مستفيداً من كل هذه المهل التي أعطيت له على مدار ثمانية أشهر.
اليوم السبت سيجتمع وزراء الخارجية العرب لتقييم نتائج المبادرة، وسيكون هذا اليوم هو يوم الفصل بالنسبة لعلاقة العرب بسفاح سورية وعصابته، والاختبار الذي سيكشف عن مصداقية الجامعة أو عجزها، وقد حدد ثوار سورية مطالبهم منها في مظاهراتهم العارمة التي انطلقت متحدية آلة القمع الأسدية في معظم المدن السورية في جمعتهم التي أطلقوا عليها تسمية (جمعة تجميد العضوية)، والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً حقيقياً ووحيداً للشعب السوري وثورته، وفرض العقوبات الرادعة والقوية السياسية والاقتصادية والدبلوماسية على النظام الفاشي في دمشق، حتى إرغامه على الرحيل وتسليم السلطة إلى ممثلي الشعب بشكل سلمي، وبأقل من هذه المطالب، وهي الحد الأدنى، لن يقبل الثوار، وسيذهبون إلى مطالبة الجامعة العربية، وقد عجزت عن حمل النظام على الرضوخ لمطالب الشعب السوري المحقة والعادلة، في رفع هذا الملف إلى مجلس الأمن ليتخذ ما يجده مناسباً لحماية الشعب السوري من آلة القمع الأسدية وفق المعايير والقوانين الدولية المعمول بها، وإيجاد منطقة عازلة مع حظر جوي تمكن أفراد الجيش السوري الشرفاء من اللجوء إليها لمواجهة هذا النظام والعمل على إسقاطه، مدعوماً من الشعب السوري بمختلف أطيافه العرقية والدينية والمذهبية والمجتمعية والسياسية، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق