لن يستطيعوا تسويق رواية "إختراعنا"!/ سعيدالشيخ

ما زالت الولايات المتحدة الامريكية تتحفنا كل يوم باختراع جديد، ولكن هذه المرة تقدم اختراعا يقوم على الجهل أو على التزييف المعرفي الذي يقف على أعمدة من الكراهية، وبما ينسجم مع القبح الامريكي الموصوف.
"الشعب الفلسطيني تم اختراعه" هذا ما يقوله المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية المدعو "نيت غينغريتش" لقناة "جويش" التلفزيونية اليهودية.
هل يفهم هذا الصهيوني لو أعدنا على مسامعه درسا في التاريخ يعرفه حتى تلاميذ المدارس الابتدائية في البلاد غير المنحازة بأن فلسطين بشعبها العربي وعلى مختلف أديانه قائمة في الوجود قبل ان تكون حتى امريكا بصيغتها كدولة... وان الحضارة العربية في فلسطين تمتد الى آلاف السنين، وهي واقع تاريخي منذ البدايات لا يحتاج الى نقاش مع معتوهين شغفهم تزوير التاريخ، وجعل العالم حسب معتقداتهم عبر ممارسات قذرة تأنف منها البشرية.
ندرك ان ما يقوله غينغريتش هو هذيان سياسي لا دخل له بعلم التاريخ والوجود الانساني، انما يدخل من باب المزايدات الانتخابية في امريكا لكسب أصوات اليهود. وهذا عهد كل مرشحي الرئاسة الامريكية الذين يلهثون كالكلاب المسعورة في قولبة المنطق والواقع من أجل كسب ود يهود امريكا الذين لهم تأثير ملموس في الحياة السياسية والاقتصادية الاميركية.
التاريخ القديم والحديث يؤكدان من هو الشعب الذي تم اختراعه وأقامة دولة له على أرض وطن شعب آخر.."الشعب الفلسطيني هو في حقيقة الأمر من العرب، وتاريخيا هو جزء من المجتمع العربي". هذا ما يقوله غينغريتش، ولكنه لم يكمل بأنه شعب موجود أصلا طيلة عهود التاريخ على الامتداد الطبيعي لبلاد الشام، وذلك قبل ان تقوم القوى الاستعمارية آنذاك بتقسيمها وثم في حقبة اخرى من التاريخ تجلب يهود العالم من بقية القارات وتدعمهم بكل اسباب القوة العسكرية وتقيم لهم دولة "اسرائيل" على الوطن الفلسطيني بعدما هجّر من هجّر من أبناء الشعب الفلسطيني. ولكن على ما يبدو ان هذا الأفّاق الصهيوني لم يقرأ من التاريخ الا الحقبة العثمانية، أو أنه ينتقي من التاريخ ما يحلو له وحسب شهيته العنصرية وميوله العدوانية المشبّعة بالكراهية.
أنه لأمر مأساوي ان يصل التفكير لدى بعض الشخصيات العامة الاميركيه الى هذا المستوى الرخيص في بث الاضاليل وتوظيفها في سياسة تقفز عن المعايير والقيم الانسانية والوقائع التاريخية، ولا تلزم نفسها بحدود الحقيقة والاخلاق. ومثل هكذا تصريحات تدل على مدى الاسفاف والسخف في الدوائر السياسية الامريكية.
حقا ان الامريكيين استطاعوا ان ينتجوا أحدث تكنولوجيا العصر المتطورة ، ولكن أبدا لن يستطيعوا انتاج وتسويق رواية "اختراعنا"، لأننا الحقيقة الدامغة الموجودة على مدى تاريخ البشرية، والتي ستظل تؤرق أصحاب روايات الاضاليل والاباطيل في المعسكر الامبريالي-الصهيوني ذات التاريخ الاسود بمواجهة عدالة القضية الفلسطينية.
انه الهراء الامريكي...وما من هراء الا وأصحابه الى مزابل التاريخ!

سعيد الشيخ/ مدير موقع ألوان عربية
www.alwanarabiya.se


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق