ماذا تغير ؟ا
السؤال الأكثر ، ترديدا لدى ساكنة مقاطعة سيدي البرنوصي ، بحثا عن إجابة منطقية ، تجعل ذات الوجوه الانتخابية ، تتحرك من جديد من أجل تعبيد الطريق ، أمام الوجوه التي ترغب في تولي تسيير ، الشأن المحلي بالمنطقة ، كأن حي سيدي البرنوصي ، منطقة عقيمة لم تنجب غير تلك الوجوه ،التي أخذت أكثر مما أعطت للساكنة و للحي .
فزيارة خفيفة ، إلى حي سيدي البرنوصي ، الذي يزخر بأكبر حي صناعي بالمنطقة ، في الوقت الذي يعيش فيه ، أبنائه على وقع البطالة و الفراغ و كثرة مقاهي ، على إمتداد شارع " شوفوني " كما يتوفر على أغنى فريق في كرة القدم ، دون أن تظهر مظاهر الثراء على أبناء الحي ، فقط الفقر و العوز ، الشيء الذي يدفع بالعديد منهم ، إلى بيع أصواتهم ، لمن يدفع أكثر أثناء الحملات الانتخابية .
كما تنتشر فيه ، دور الصفيح ، في وقت رفع فيه شعار " مدن بدون صفيح " و غيرها من الشعارات للقضاء على البناء العشوائي و الحد من انتشاره ، خصوصا و أن مدينة الدار البيضاء تنتظرها مشاريع كبرى ك"الترامواي و المسرح الكبير للدار البيضاء " .
يحدث كل هذا و الساكنة مازالت ، تشتكي من إرتفاع فاتورة الماء و الكهرباء ، ومن غياب الفضاءات الخضراء، بحيث أن الحدائق التي أهملت ، بسبب غياب إرادة سياسية لدى المجلس ، في النهوض بالبيئة و العناية بالفضاءات الخضراء ، جعلت السكارى و المشردين و أبناء الشوارع ، يتخذونها وكرا للالتقاء و ممارسة كل ما يخطر و لا يخطر على بال ، من شرب " الماحيا " و الإعتداء على المواطنين و تناول المخدرات و كل ما من شأنه ، أن يحول هذه الفضاءات من مكان للترفيه إلى تربة لتفريخ الجريمة .
هذا دون الحديث عن قطاع الصحة و النظافة و غيرها من القطاعات ، التي لا تجد اهتماما من لدن المجلس ، الذي يعقد دوراته دون إخبار الساكنة ، لتقف عند حقيقة المشاريع و الأوراش ، التي تصرف من أجلها أموال طائلة ، ناهيك عن الصفقات المبرمة من أجل تحقيق مطالب الساكنة ، في مشاريع تنموية تعود بالفائدة على ساكنة المنطقة .
فحي سيدي البرنوصي ، مازال يعيش على إيقاع الأزبال المتراكمة هنا و هناك و ضعف الإنارة في الشوارع ، وكذا على واقع الفراغ الثقافي و الفني من حيث غياب مجموعة من الأنشطة الإشعاعية ، على الرغم من وجود مركب ثقافي ، مجهز بأحدث التقنيات و التجهيزات التكنولوجية ، كما يغيب عنه التواصل بين المجلس و الساكنة ، من خلال موقع إلكتروني ، متجدد كل ساعة ، لإخبار الساكنة بالأعمال التي يقوم بها المجلس ، خاصة و أننا نعيش في زمن " الإدارة الإلكترونية " ، الرهان الذي تنتظره الساكنة من أجل الخروج من مأزق تعطل مصالحها ، بسبب كثرة الإضرابات التي يعرفها هذا القطاع . حي سيدي البرنوصي ، تعاني ساكنه من غياب فرص العمل ، بسبب إقفال العديد الشركات بالحي الصناعي ، من كثرة الأعطاب التي تتعرض لها تجهيزات المستشفى العمومي ، من تناسل البراريك القصديرية بالمنطقة ، ناهيك عن غياب أسواق نموذجية للقضاء على الباعة الجائلين و أماكن الترفيه الخاصة بالأطفال ، إلخ .
كل هذه الطموحات و الآمال و غيرها ، لن تتحقق بمجلس جماعي جامد و غير متحرك و متفاعل مع إنتظارات الشارع ، الذي مل من الوعود الكاذبة و من إعادة الثقة في ذات الوجوه ، لتسيير شؤون المنطقة ، التي تحتاج إلى الشباب ، و إلى طاقات و نخبة جديدة ، لها القدرة على وضع برامج تنموية و مشاريع من أجل النهوض بالمنطقة، التي لم تنصف و لم تأخذ حقها من التنمية ، بسبب تقاعس المجالس السابقة عن خدمة الشأن المحلي و تحقيق التنمية الشاملة بالمنطقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق