" معاد بلغوات " أو "الحاقد " ، اللقب الأكثر تفضيلا ، لدى جيل " مغاربة حتى الموت " ، ما كانت لأغانيه ، أن تجد طريقها إلى شباب اليوم ، لو أنها كانت بعيدة ، عن نبض الشارع ، فهو برأي العديد ، من متبعي ريبرتواره الغنائي ، يتحدث عن ما يحسه الشعب ، من ظلم و فقر و قلة الحيلة ، شأنه شأن مطربي جيل اليوم ، من الأسماء الجديدة ، التي لم تعرف حقها في الإعلام التقليدي و و جدت في الشبكة العنكبوتية ، النافذة التي من خلا لها ، تطل على عشاق هذا الفن الجديد .
جيل " البيتزا " ، أو إن شئنا القول ، جيل الأكلة السريعة ..و الشات و الإيقاع السريع في كل شيء ..في الجنس ..في الحب ..في الأكل .. إنه شباب " الهمبورغر " بإمتياز " ، له أسلوب مغاير في التفكير و في رؤية الأشياء ، لم يجدها إلا في أغاني الراب ، التي تتحدث عن القهر ، الضياع ، البطالة ، الفقر ، الهجرة ، عن جيل فقد بوصلته بين التفكير في الهجرة و البحث عن الذات في مجتمع ، لا يؤمن بالكفاءات بقدر ما يؤمن بشعار المرحلة " باك صاحبي باك ما شي صاحبي " ، " لي ماعندو فلوس كلامو مسوس " ، و غيرها من الشعارات التي دفعت بالكثيرين إلى معانقة " الحاقد " و أمثاله وتتبع مساره الغنائي و ظروف اعتقاله و محاكمته ، و تأسيس مجموعات على الفايس بوك ، للتضامن معه عبر الوقفات الاحتجاجية ورفع الشعارات ، من أجل إطلاق سراحه .
لشباب " التي جي في "، لغته الخاصة و همومه الذاتية ، التي لم تعد تستوعبها الأغنية المغربية المعاصرة و لا السينما المغربية التي لا تتحدث إلا عن وحول وفي الجنس و لا المسرح الذي هجره أهله قبل أن يهجره جمهوره ، و لا قنواته التي تفتح ذراعها ، لأغاني مطربي الدرجة الخامسة و ل" عاود دردك زيد دردك " ، فكان اليوتوب و الفايس بوك .
المواقع الأكثر زيارة ، لدى جيل " الحاقد " ، الذي أصبح يمل بسرعة ، ويبحث عن الجديد في المواضيع و الكلمات و الألحان و الإيقاع السريع في كل شيء .
الجدار الذي ، استطاعت أغاني الراب الشبابية ،أن تجتازه و بتفوق ، بحيث أن شباب حركة 20 فبراير ، وجدوا صوتهم في أغانيه و معاناتهم مجسدة في الكلمات التي يعبر من خلالها ، عن أمال و آلام جيل و حدته قساوة الظروف و إن فرقت بينه الجغرافيا .
فشباب " التي جي في " ، قد قهرته البطالة ، المحسوبية ، الوساطة ، الفقر المدقع ، إنهم بتعبير الأديب الكبير طه حسين " المعذبون في الأرض " ، أو بتعبير أشد قساوة ، إنهم " أبناء من لا صوت لهم " ، حيث الفساد و الرشوة و إنعدام الكرامة ، تجد التربة الخصبة ، لتفريخ الأمهات العازبات و أطفال الشوارع و مدمني الشيشة و المخدرات و القرقوبي و العاهرات بكل الأصناف .
و حين اختار " الحاقد " و أمثاله ، الحديث عن معاناة " الشعب " و عن همومه ، هنا توحدت الرؤيا ، ففن الراب ، الذي قيل عنه و بشأنه ، بأنه فن سريع الزوال و سيلقى المصير عينه ، الذي لقيته أغاني " بوس الواوا " ، حقق ما عجزت أن تحققه أشكال تعبيرية أخرى ، في مواكبة شعار " إرحل " و " لقد إنتهت اللعبة " ، فكان مصيرها الإهمال و التجاهل .
المصير المنتظر ، لكل فنان اختار أن يكون " خارج التغطية " و الحديث في كل شيء ، إلا عن صوت الشارع و معاناة الناس .
الحل هو الإنصات إلى نبض الشارع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق