نحن من صنعناهم!!/ ميمي احمد قدري

بعد أحداث بورسعيد بيومين كعادتي قبل النوم أقرأ ماتيسر لي من القرآن
ولكن في هذا الوقت بالذات طرأت لي فكرة فناديت زوجي وسألته من هو البلطجي؟
وكيف أصبح بلطجي ؟ أليس له قلب مثلنا ... أليست له عائلة وزوجة وأولاد؟؟ يخاف عليهم
فنظر لي زوجي نظرة العارف وقال ::فكري تجدي الرد... وفعلا فكرت وأشعلت فتيل البحث داخل عقلي ووجدت اجابة سؤالي واجابة عدة أسئلة آخرى ... كنت أهرب من الخوض فيها
كانت هناك ظاهرة تشغلني وتأخذ حيزا كبيرا من تفكيري ألا وهي ظاهرة أطفال الشوارع
كان ما يشغلني عندما أرى الأطفال يلتحفون بالبرد في عز طوبة ويفترشون الأرصفة ولا يجدون من يرحمهم بغطاء او بطعام يقيهم وحش الجوع وأولادنا يتمتعون بالدفء والحنان واحضان ذويهم
وهؤلاء يفقدون كل شيء .. يفقدون حتى المعاملة الحسنة من الآخرين أثناء تأدية اي خدمة في مقابل مادي أبسط ما يقال عليه باقي ما نتبرع به على مضض
ماهو مستقبل هؤلاء؟؟هل يكبرون وفي قلوبهم ذرة رحمة لمن لم يَرحمهم؟؟
هل ينتمون لوطن لم يجدوا فيه مكان لهم ... فهم نشأوا في العراء ولم يأمنوا على أنفسهم
لم يرحمهم أحد حتى بالكلمة الطيبة وأظن انكم مثلي تردد في أذانكم جريمة سرقة أطفال الشوارع والتجارة في أعضائهم ... يا قلوب البشر!! وصلت الجريمة في حق أطفال الشوارع أن يحاول البعض الذي لا يملك ذرة رحمة في سحب حق الحياة منهم ... الأكيد ان هؤلاء الاطفال تجرعوا الظلم والتحفوا بالقسوة وعدم الولاء لأي شيء ... كيف يكون هناك ولاء لشيء لم يجربوه ولم يتعرفوا عليه ولم يتذوقوا طعمه .. هل نطلب منهم أن يرتلوا القرآن وهم لم يروا المصحف من قبل ؟!!!... هل نطلب منهم أن يَرحموا وهم لم يُرحموا ولم يُجربوا كيف تكون الرحمة؟!!
الأكيد ان هؤلاء الأطفال هم بلطجية الغد
ونحن من صنعناهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق