الهزيمةُ الماحقةُ مرسومةٌ على وجه بشار/ سعيد علم الدين

الحرب كر وفر وانسحاب كتيبة الفاروق من باب عمرو يدل دلالة واضحة على قمة المسؤولية الوطنية والانسانية التي يتحلى بها الجيش السوري الحر حفاظا على أرواح المدنيين من قصف دبابات جيش الاسد العشوائية المدمرة وممارسات شبيحته الوحشية القذرة.
ولكن في البداية تحية اجلال واكبار الى روح الصحافية الأمريكية الشجاعة ماري كولفين، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك والشفاء العاجل للجرحى من أحرار الصحافة الغربية الشجعان الذين أبو الا ان يدخلوا جحيم باب عمرو ليكشفوا للعالم اجمع أضاليل وافتراءات وفبركات واداعاءات اعلام النظام البشاري الحربي الكاذب الخائب ويوثقوا بالصوت والصورة المجازر الوحشية التي ترتكبها كتائبه الدموية المجرمة وشبيحته الهمجية بحق السكان العزل من اطفال ونساء.
تاكد للعالم أجمع عبر هؤلاء الصحافيات والصحافيين الباحثين عن الحقيقة والتي وجدوها جلية واضحة، بما لا يقبل الشك، أن العصابات المسلحة التي يثرثر بها اعلام النظام البشاري منذ انطلاق ثورة الكرامة والحرية على أيدي أطفال درعا، هي في الواقع عصابات جيشه المنهار معنويا وعسكريا وأدبيا وأخلاقيا ووطنيا وعقائديا وعربيا وانسانيا، رغم الدعم الإيراني الروسي العراقي الحزبلاتي الغير محدود له، ورغم سلاحه الثقيل من طائرات ودبابات ومدافع وصواريخ وأدوات تنصت وتشويش حديثة، وليس الجيش السوري الحر الذي يدافع ببسالة عن اهله والمتظاهرين السلميين وبسلاحه الفردي الخفيف.
إن الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش الحر بعدده القليل وسلاحه الفردي في جميع أنحاء سوريا هي انجازات ثورية جبارة راسخة ثابتة يبنى عليها وتعود بالدرجة الأولى الى ذكائه الحاد في تحديد الاهداف الثمينة والموجعة للنظام، وبسالته المتفانية في القتال دفاعا عن اهله واحتضان الشعب له، بينما كتائب بشار رغم عددها اللامحدود وعتادها الثقيل والتدخل الخارجي لمصلحتها هي في ارتباك شديد ومن تعثر الى تقهقر ومن خيبة الى اخرى وفي حالة يرثى لها من الانهيار المعنوي.
ولهذا فهي تحاصر وتقصف وتدمر بهمجية وعشوائية المدن والقرى والارياف بالمدفعية والصواريخ من البعيد غير قادرة على القتال وجها لوجه لعدم ثقتها بنفسها، ولانهيار معنويات كتائبها بالكامل.
كيف لا والجيش الحر الثائر بانشقاقه عن كتائب بشار يختار طريق الشعب طريق الحرية والصواب والحق، بينما شبيحة بشار القاتل بقصفها العشوائي للمدن والحواضر هي في تقهقر وفوضية وتخاذل لأنها على شططٍ وباطل!
كيف لا وباب عمرو باب الثورة والتحدي والمقاومة والممانعة الحقيقية انتصر في صموده الاسطوري التاريخي باللحم الحي والصدور العارية على كتائب بشار العاجزة عن اقتحامه رغم دباباتها، لانها كتائب مهزومة اخلاقيا ومربكة وطنيا ومشتتة عقائديا وفاشلة ميدانيا.
ولهذا فلم يكن من بشار أمام هذا العجز الفاقع الا ان أمر بإرسال وحدات خاصة من دبابات قوات الفرقة الرابعة التي يقودها الشبيح ماهر. هذه القوات دخلت خلال الليل الى الشوارع الرئيسية الواقعة حول منطقة بابا عمرو الجنوبية المحاصرة لافتة انه كتب على الدبابات "وحوش الفرقة الرابعة".
نسوا هؤلاء الوحوش الهمجيين من كتائب ماهر وبشار ان من يجابههم في باب عمرو هم اسود سوريا الحقيقيين الثوار.
فالشعب السوري ثار بركانا متفجرا لن يهدأ حتى تحقيق الانتصار!
الشعب السوري يقدم الدماء الزكية ويضحي بأغلى ما يملك ولن يتراجع حتى استعادة حكم سوريا ممن اغتصبها في غفلة من الزمن وورثَّها لمن لا يستحق حكمها بشطحة قلم.
فبشار لم يكن لحظة واحدة رئيسا شرعيا دستوريا حقيقيا للجمهورية العربية السورية ولا حتى والده الذي انقلب بدموية متآمرا بخبث على الرفاق، وإلا لما فعل بها وبأهلها ما يرتكبه الآن من دمار ومجازر وارضه في الجولان محتلة أمام انفه من قبل اسرائيل ومنذ اربعين سنة. لقد كان بشار وما يزال وريثا قاصرا لشلل وزمر وعصابات ومخابرات حافظ مما جعلهم يتلاعبون بخفة الصبيان بالدستور حتى يضعوه خلفا لوالده المقبور.
الشعب السوري الجبار سيحاكم بشار على ما يرتكبه من مجازر بحق النساء والاطفال يندى لها الجبين وستظل وصمة عار تاريخية بحق البشرية المتخاذلة حتى اليوم عن نصرة الشعب السوري المظلوم وحمايته من القتل الهستيري والذبح الهمجي.
فالوريث القاصر والمتلقي لحكم سوريا على طبق من ذهب أثبت في أكثر من محطة بأنه أقصر نظرا من معمر.
وقصر نظر بشار وغباؤه السياسي والأخطاء المتتالية والمتراكمة رافقته منذ وراثته لنظام والده الاستبدادي الدموي المخابراتي، والا لما خرجت قواته من لبنان بلا قتال تجر أذيال الخيبة والمرارة والهزيمة بعد خمس سنوات من تنصيبه على عرش نظام ابيه الاستبدادي.
النصرُ للثوار السوريين الأبطال رغم التضحيات العظام قادم لا محال!
أن من لاحظ تعابير وجه بشار بظهوره الاعلامي الاستعراضي الفلكلوري يوم الاستفتاء في الوقت الذي كانت فيه شبيحته ترتكب المجازر بحق العزل الابرياء في حمص وادلب ودرعا وباقي المدن والأرياف السورية تتعرض للارهاب الممنهج وتقصف بالصواريخ وتدك بقنابل المدفعية، رأى الهزيمة الماحقة مرسومة بتفاصيلها على وجهه وهي لن تكون أقل دويا ودموية وبشكل مشابه تماما وربما أسوء من هزيمة معمر القذافي الشنيعة.
فبشار يسير على طريق القذافي تيها وغرورا ولن تنفعه لا روسيا ولا الصين ولا ايران ولا صغار الساسة في لبنان.
كيف لا، وكلماته السفسطائية وحركاته الصبيانية وتعابير وجهه البائسة بالبسمة الصفراء يوم الاستفتاء مع الحيرة الظاهرة على وجه زوجته اسماء تشي بهزيمة قادمة سوداء ستلف آل أسد ومن لف لفهم من مصاصي دماء الشعب السوري !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق