هناء شلبي : تصنع تاريخا/ سري القدوة

الأسيرة هناء يحيى شلبي، سكان جنين، اعتقلت بتاريخ 14/9/2009، وصدر قرار باعتقالها إداريا لمدة ست شهور، وجدد الاعتقال للمرة الثالثة على التوالي دون إبداء أي أسباب قانونية ومنطقية.
وفي قاعة محكمة الاستئناف الخاصة بالاحتلال ادعى ما يسمى بقاضي المحكمة أن هناك ملفا سريا يقضي باستمرار حجز الأسيرة شلبي، دون أن يعطي أي مجال للمحامية تمارا بيلد، ولا للأسيرة بالدفاع أو رد التهمة.

أنه منطق القوة والغطرسة التي يتمتع بها الاحتلال .. انه قوة القمع المنظم الذي يفرض علي شعب فلسطين الاعزل الذي يطالب بحقوقه وارضه المغتصبه .. إنه قرار سياسي لا يستند الى شرعية قانونية ولا الى منطق إنساني حيث لا لائحة اتهام، ولا تهمة واضحة تحاكم عليها الاسيرة هناء شلبي ..

اطلق سراح الاسيرة شلبي ضمن صفقة شاليط وسرعان ما اقدمت سلطات الاحتلال الي اعادة اعتقالها مجددا بشكل همجي وعنجهي وغير انساني ..

لم يكن بوسعنا أن نتخيل حجم المعاناة التي تتلقاها الاسيرة الفلسطينية هناء شلبي والتي اعلنت الاضراب عن الطعام واستمرت في اضرابها الي حتى كتابة هذا المقال .. 36 يوما وما زالت الاسيرة هناء صامدة في وجه الجلاد المحتل الغاصب .. في وجه سياسة الاحتلال الاسرائيلي الرافضه للسلام ولحقوق شعبنا الفلسطيني .. وفي المقابل لم نكن نتصور مدي وقاحة رجال ( الشين بيت - المخابرات الاسرائيلية ) التي اصدرت قرار الاعتقال بحق الاسيرة الشلبي وتحويلها مرة اخرى للاعتقال الاداري وممارسة الحقد الاسرائيلي الاعمى بحقها ..

أن الأسيرة شلبي تستمر في إضرابها المفتوح عن الطعام وذلك احتجاجاً على الممارسات التعسفية لإدارة السجون، ورفضاً لسياسة الاعتقال الإداري غير القانوني بحق الأسيرة حيث ما زالت سلطات الاحتلال تنتهك القانون الدولي الإنساني من خلال اعتقال مئات الفلسطينيين اعتقالاً إدارياً

أن عنجهية المحتل تمتد من خلال عمل يعتمد علي الكراهية والحقد للإنسان الفلسطيني حيث يدلل اصرار اسرائيل علي استمرار اعتقال الاسيرة شلبي ومواصلة تنفيذ سياسة الاعتقال الاداري علي مدي الكراهية والحقد الذي تعلمه هؤلاء في ( عصابات البلماخ واشتيرن والهجنا ) حيث تعلموا مبادئ تقول ( العربي الجيد هو الانسان الميت ) .. مفهوم القتل عندهم والتعذيب يفوق كل ما يمكن أن يتصوره الانسان حيث تمارس اسرائيل ارهاب دولة منظم وسياسة مدروسة تتنافي مع القانون الدولي وابسط القواعد الدولية الخاصة بمعاملة المعتقلين الفلسطينيين كاسرى حرب ..

أن سلطات الاحتلال لم تتعامل مع أي معتقل فلسطيني كأسير من الاساس فهي تتعامل معه كمجرم ومخرب ويستحق القتل وهذا ما يكرس العنجهية الصهيونية ومعاملة الاسرى بشكل اجرامي وغير انساني ووقح ..

أن اضراب الاسيرة شلبي وتسليطها الضوء علي قضايا الاسرى الفلسطينيين الذين يخضعون لعمليات اعتقال وتعذيب بشكل وحشي سواء كانوا اسرى اداريين او اسرى محكومين او اسرى موقوفين في كل الحالات اسرائيل وأجهزة المخابرات ومدرية السجون العامة تتعامل مع الاسير الفلسطيني كمجرم وليس كأسير وفقا لمتطلبات القانون الدولي ..

وهنا نوضح بان الاعتقال الإداري الاعتقال الإداري هو الاعتقال الذي يصدر من جهة ما تجاه شخص ما دون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام بحيث يكون بناء على ملفات سرية استخبارية أو بسبب عدم وجود أو لنقص الادلة ضد متهم ما.. وقد برز هذا الاعتقال بشكل خاص في الاراضي الفلسطينية حيث مارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد المناضلين الفلسطينيين الذين لم يثبت ضدهم مخالفات معينة بحيث انه إذا وجد ضابط المخابرات انك تشكل خطرا على امن المنطقة فيستطيع بجرة قلم ان يحولك للاعتقال الإداري دون ابداء الأسباب.

أن هناء شلبي تخوض اليوم اضرابا عن الطعام من اجل معركتها العادلة ضد محاكم الاحتلال الظالمة، لإلغاء أحكام الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها انتهاكا فاضحا للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية كافة.

إن المؤسسات العربية والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مطالبة بالوقوف إلى جانب الأسيرة هناء شلبي ويعد ذلك واجب أخلاقي وقانوني وإنساني، يفرضه الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الذي يحرم المس بحياة وحرية وكرامة الإنسان .

ونطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والجهات المختصة بالتدخل والمساعدة للإفراج عن الأسيرة هناء شلبي المعتقلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي وعن كافة الأسرى والأسيرات واغلاق ملف الاعتقال الاداري .

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق