** هذه الرسالة أبعثها إلى كل الكتاب والشرفاء .. الذين نتابع مقالاتهم وكتاباتهم .. منذ إندلاع الفوضى فى مصر .. ونتشرف بنشر كل أفكارهم البناءة فى موقعنا "صوت الأقباط المصريين" .. فقد نشرنا المئات من المقالات ، وإستقبلنا المئات الأخرى من مقالات أصدقائنا الكتاب فى كل المواقع .. كتبنا وحذرنا منذ بداية الأحداث ، أننا فى إنزلاق إلى الهاوية .. ولم يسمع أحد !!! .. حذرنا من الإنتخابات قبل الدستور .. والجميع إستهزأوا بما قلناه .. تعبنا من الكتابة .. ولا تفرق عن أحد سوى كتبنا أو لم نكتب .. فلا أحد يهتم .. وقد حان وقت إلتقاط الأنفاس والحساب والتساؤل ؟!!!! ...
السؤال الأول .. ما فائدة الكتابة .. وهناك من لا يقرأ .. وإن قرأ لا يفهم .. وإن فهم ماذا يفعل ؟!! .. وإن فعل هل سيسمعه أحد ؟!!! ...
** الإجابة .. لا فائدة من الكتابة .. فقد أضعنا وقتنا هباء .. دون فائدة .. فإذا كتبنا عن مؤامرة تقسيم الوطن .. قالوا ، ليس هناك مؤامرة .. ولكن هناك مارد إنطلق ، إسمه "الربيع العربى" .. وإذا قلنا .. لم نجد ربيع ، ولا حتى خريف ، ولا أى ألوان للطيف .. ولكننا وجدنا ، مجموعات مرتزقة ، قبضوا ثمن هتافاتهم ، وإعتصاماتهم لإسقاط الحكومات ، طبقا للخطة الموضوعة !!! ..
** وجدنا مجموعات من العاهرات .. خريجى بيوت الدعارة .. تم تعيينهم فى كباريهات ، تغيرت أسمائها من "كباريهات" إلى "فضائيات" .. جلسوا هؤلاء الغوانى والعاهرات ، وهم يتعرون ، ويعرضون بضاعاتهم الرخيصة على الملأ .. وطبقوا بعض الأمثلة الشعبية التى تقول "الوطن اللى محدش يعرفنى فيه .. شلح وبيع فيه" .. و"اللى يعرف أبويا يروح يقوله" .. و"اللى إختشوا ماتوا" .. و"مولد وصاحبه غايب" .. و"الجنازة حارة والميت كلب" .. و"إذا كان رب الدار بالدف لاعبا .. فما شيمة أهل الدار" .. و"أبرز تجد الونجز" .. وأخيرا "رقصنى ياجدع على واحدة ونص" ..
** وإنضم إلى مولد الفضائيات ، بعض القوادين .. الذين يعلنون عن بضاعاتهم الرخيصة .. والتى لم تعد تثير إلا أصحاب العاهات ، وأرباب السوابق ، وخريجى السجون ، وأصحاب الأفكار الظلامية ، والفتاوى التكفيرية .. الذين تهافتوا على شراء هذه البضاعة ، بأى ثمن ، فهم يعبدون النصف الأسفل للمرأة ، ويتفننون فى فنون المداعبة للوصول إلى النصف الأعلى حتى يحققون شهواتهم ..
السؤال الثانى .. إذا قلنا أننا أصبحنا فرجة ومسخرة أمام العالم .. وحذرنا من الفوضى الهدامة ، والتى أعلنت عنها أمريكا أكثر من مرة .. وكتبنا .. وكتب غيرنا المئات من المقالات ؟!!! ..
** قالوا لنا .. أى فوضى تتحدثون عنها .. أنتم لا تدرون أننا فى ثورة .. وأن هناك ثورات ظلت مئات السنين .. ونحن نبنى دولتنا من جديد .. مصر فى مرحلة المخاض .. الولادة متعثرة .. الديمقراطية تسيل من أجلها الدماء .. الحرية ثمنها غالى .. نحن جميعا خرجنا من السجون ... وصفحات سوابقنا ناصعة البياض .. لم يكتب فيها إلا جرائم القتل والإغتيال والإغتصاب !!!
وإذا سألنا من أنتم .. ألم يكن منكم مجموعات تدربت فى الخارج فى معسكرات تخريبية لإسقاط الدولة .. وقد أحدثت حرائق فى بعض المحافظات .. منها على سبيل المثال ، محافظة "المحلة" .. ألم يكن منكم جماعات محظورة إرتكبت جرائم قتل ضد الوطن ، وضد الأقباط ، وضد المسلمين .. وأطلقوا فتاويهم لتكفير الأخر ، وإستباحة دمه وماله وعرضه .. ألم يكن بينكم البلطجية والقوادين والعاهرات ...
** قالوا من قال ذلك .. نحن نطبق شرائعنا ، ومعتقداتنا ، وأفكارنا التى نادينا بها منذ حوالى مائة عام .. فالقتل والدمار والخراب والهدم والإقصاء والتكفير هو أسمى أمانينا .. ونحن الأن على الأبواب لتحقيق هذا الحلم !!! ..
السؤال الثالث .. إذا قلنا .. لقد إنهار إقتصادنا .. وإنهارت السياحة .. وإنهارت السمعة .. وإنهارت المبادئ .. وإنهارت القيم .. وإنهارت الثقافة .. وإنهارت الدولة .. وسقطت ؟!!! ..
** قالوا .. لم ينهار شئ .. فعندما نستولى على الحكم .. سنعمل على تنمية الإقتصاد ، وإنعاش السوق ، وتوفير موارد المعيشة من طعام وشراب ...
قلنا كيف ؟!! .. هل سوف تستخدمون الفانوس السحرى ، وتطلقوا المارد .. ليقدم لنا كنوز العالم ، ويضعها بين أيديكم ؟!! ..
** قالوا .. لن نستخدم الفانوس السحرية .. ولا العصا السحرية .. ولكننا سنلزم الرجال بإرتداء الجلباب القصير ، والبنطال الأبيض ، والشبشب .. وبذلك سنوفر أدوات الرفاهية من ملابس القمصان ، والبدل ، والكرافتات ، والأحذية الشعبية ، والماركات العالمية .. وبذلك سنوفر المليارات ...
وإذا قلنا .. ماذا سنفعل فى المصانع التى تدار لصناعة هذه الملابس والمحلات التى تدار لبيع هذه الملابس!! ..
** قالوا لنا ، سنبيع المسواك والبخور والسبح وشرائط الكاسيت .. وفتاوى إرضاع الكبير .. وبول الرسول .. وبول البعير .. وجناح الذبابة .. ونقض الوضوء .. وحديث الإبريق !!! .. أما المصانع ، فسوف نسخرها لإنتاج الأسلحة والسيوف التى تساعد على تطبيق شرع الله !!! ..
وإذا سألنا .. وماذا تفعلون مع المرأة .. هل ستفرضون زيا موحدا ؟!! ..
** قالوا لنا .. بارك الله فى أفغانستان ، والصومال ، والسودان ، فقد سبقونا فى تقديم هذه الأزياء .. وهنا ليس أمامنا أى خيار إلا ثلاثة أنواع من الملابس التى يلتزم بها المسلمات الشريفات .. وهى الحجاب ، وهو أبسط الإيمان .. والنقاب ، وهو زى الأخت المؤمنة .. أو الشادور ، وهو زى الأخت شديدة الإيمان .. أو الإسدال ، وهى للأخت متوسطة الإيمان !!! ..
وإذا سألنا .. ماذا ستفعلون مع الأخوات المسيحيات ؟!! ..
** قالوا وبكل فخر .. سوف نجعلهم يترهبنون .. ألم يكن عندهم راهبات فى الأديرة ، وراهبات فى المدارس الخاصة ، يدرسون بعض اللغات .. سيلتزمون بإرتداء نفس الملابس .. وبذلك نوفر ملايين الجنيهات بل المليارات ...
وإذا سألنا عن حلاق الرجال .. أو كوافير المرأة ؟!! ..
** قالوا .. محظور على الرجل الذهاب إلى الحلاق .. تحت أى ظرف من الظروف .. فيجب أن يطلق اللحى ويترك شعره .. أما المرأة فسوف نغلق كل الكوافيرات .. ومحظور عمل الرجال فى هذه المهنة .. وإلا تعرض للجلد وربما للرجم .. بعد تطبيق قوانين جماعة "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" .. وبذلك وفرنا ملايين الأموال التى كانت تذهب فى مقابل تزيين المرأة ...
وإذا قلنا .. ماذا نفعل فى البنوك الإستثمارية .. فسوف تتوقف القروض وتنهار البنوك ؟!! ..
** قالوا لنا .. لن نكون فى حاجة إلى البنوك .. بارك الله فى إخواننا من المستثمرين الإسلاميين .. الذين كونوا ثروات طائلة ، نافست أعلى ناطحات السحاب فى العالم .. ونافست ثروات الملياردير اليونانى "أوناسيس" .. وطريقنا هو توفير البلح المبارك للشيخ "نادى" ، وسوف نقوم بالمضاربة بالبورصة العالمية بأموال المودعين .. وياصابت يا إتنيلت خابت .. وكله بشرع الله .. فلن نقبل الربا فى الأموال التى يتحصل عليها المودع من البنوك .. فهى ربا ، ومرفوضة شرعا !! ..
وإذا قلنا .. ماذا نفعل بالفن والفنانين الذين يتقاضون أموالا طائلة ؟!! ..
** قالوا .. لقد وضعتم أيديكم على المصيبة الكبرى .. هذا الفن العاهر الذى يقدم المحرمات والبوس والإثارة الجنسية ، ويدفع شبابنا لإرتكاب الفحشاء .. فسوف نطالب بهدم السينمات فورا ، وغلق جميع المسارح ، والكازينوهات .. وتحويلها إلى زوايا ودور للعبادة للوعظ والإرشاد .. وسوف نطلب من الإخوات الفنانات التوبة ، والرجوع إلى الله ، وإرتداء النقاب .. إسوة بالأخوات السابقات من الفنانات .. فإذا إستجابوا ، فلهم الثواب والأجر .. وسوف ينضموا إلى الإخوات المؤمنات التائبات .. "والله غفور رحيم" .. وإذا رفضوا وأصروا على الغواية ، فليس أمامنا إلا تطبيق الحدود والشرع .. و"الله المستعان" .. وبذلك نوفر الأموال الطائلة التى تدفع للتسويق للفتنة .. "لعن الله من أيقظها" ..
وإذا قلنا .. وماذا عن الأنشطة الرياضية .. مثل كرة القدم ، ومسابقات تمثيل مصر فى المسابقات الأفريقية والعالمية ؟!! ..
** قالوا .. والله هذه اللعبة هى الفتنة الكبرى .. فلو ذهب هؤلاء المدعوين "الألتراس" ، وهتفوا على حدود إسرائيل ، وغنوا أغانيهم .. لهربت إسرائيل على الفور .. وألقوا بأنفسهم إلى البحر .. ولن نطلق قذيفة واحدة .. وكما قال شيخنا الجليل "محمد حسان" .. وشيخنا المبارك "عبد المنعم الشحات" .. أن الكرة فتنة ، وإرتداء اللاعب الشورت هو قمة الفتنة ، التى تثير الغرائز فى المنازل ، وفى الملاعب .. وكفانا ما حدث فى بورسعيد .. وعلينا أن نتوقف عن هذا النشاط فورا !!! ..
وإذا قلنا .. وماذا عن الصحافة المقروءة ؟!! ..
** قالوا .. الحمد لله .. فقد تم الإتفاق مع معظم الكتاب بإلتزامهم بالكتابة عن الفتوحات الإسلامية .. وحروب طالبان .. والإخوة المناضلين فى تنظيم القاعدة .. وسر صعود حماس إلى سدة السلطة الفلسطينية .. وعظمة الحوثيين .. وسوف نلاحق أى كاتب أو صحفى "فستك" ، يحاول الخروج عن شرع الله .. والعقوبة ستبدأ من الجلد 40 جلدة حتى السجن 10 سنوات .. "والله الموفق" !!! ...
** هنا إنتهى الحوار والتساؤل .. فهل مازال أحبائى الكتاب ، يصرون على الكتابة .. أرجو أن يضع كل كاتب تعليقه ، ربما نخرج بموقف موحد .. و"الله المستعان" !!!!!!!!!.......
صوت الأقباط المصريين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق