هناك فرق بين أنك لا تستطيع رؤية الحقيقة رغم وضوحها كالشمس الساطعة فى(عز الظهر)
وبين أنك لاتريد رؤيتها ولا تريد سماع صوتها فتضع أصابعك فى أذنيك
حتى لا تسمع صوتها الذى يؤذن فى كل مكان فيوقظ الضمائر النائمة لا الميتة
ففى الحالة الأولى ربما يعود الأمر لضعف القدرة على الإدراك ،وفقدانك القدرة على التحليل ،والاستقصاء، والاستنباط
وعدم قدرتك على قراءة ما بين السطور، وما فوقها
وهذا تقصير فى حق النفس
لأنك بذلك جعلتها جاهلة غير ملمة بما حولها مغيبة ،غائبة،وأشبه بجزيرة منعزلة
وفى تلك الحلة ستعتف مع الهاتفين وربما تكون أشد حماسة منهم ولكنك لا تعلم لماذا يهتفون ؟ ولمن ؟
بمعنى أدق ستصبح (إمعة )
وفى الثانية وهى الأخطر ،والأفدح
أنك لا تريد أن تراها لأنها إما ستصيبك بخيبة الأمل التى ستتشخص لك
أو لأنك لاتريد الاعتراف بالخطأ فتعتذر ، وتفضل المكابرة ضارباً عرض الحائط بكل مشاهداتك ،وأراء من حولك
أو لأنك وجد ت أن فى عودتك للصواب ستفقد الكثير فتفضل الاستمرار
ولكن نتيجة هذا الكبر ،والسير عكس الاتجاه الصحيح مثل من يقود السيارة بسرعة فائقة رغم علمه أنه سيصطدم بحائط سد أو شجرة
ولكنه يستمر فى القيادة.
الاعتراف بالحق فضيلة وتصحيح الخطأ أفضل مليون مرة من الاستمرار فيه
لأن التمسك بالخطأ نتائجه وخيمة، ومعروفة
ولكن الاعتراف هذا يحتاج للجرأة والشجاعة، ومواجهة مناصريك وأحبابك الذين دافعوا عنك ،أو صدقوك، أو هتفوا لك فى يوم ما
والا عتراف بالخطأ، والعدول عنه قدرة لا يملكها إلا النبلاء
الذين يعرفون قدر الكلمة ،وقيمة العهد ،والوعد
فلتعترف قبل فوات الأوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق