هذه قاعدة فقهية شهيرة لأنه من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه أى لو فرضنا أن شخصا ما قتل عمه أو أبيه ليرثه فتعاقبه الشريعة بحرمانه من الميراث..
وقياسا على ذلك ننادى بقانون الغدر الذى تم تغيير اسمه إلى قانون العزل السياسى واقترح تسميته بقانون "اللى اختشوا ماتوا" إذ أنه لو كان عندهم نقطة دم مازلت تجرى فى عروقهم أو ذرة إحساس ما جرؤوا على ترشيح أنفسهم بعد كل ما فعلوه فى البلاد والعباد.
ويحدد المرسوم، الذى يصدره المجلس الأعلي، عددا من الجزاءات لمرتكبى جرائم إفساد الحياة السياسية، وتشمل العزل من الوظائف العامة القيادية وسقوط العضوية فى مجلسى الشعب أو الشورى أو المجالس الشعبية المحلية، والحرمان من حق الانتخاب، أو الترشح لأى مجلس من المجالس السابقة لمدة أقصاها خمس سنوات من تاريخ الحكم، والحرمان من تولى الوظائف العامة القيادية لمدة أقصاها خمس سنوات، والحرمان من الانتماء إلى أى حزب سياسى لمدة أقصاها خمس سنوات من تاريخ الحكم، إضافة إلى الحرمان من عضوية مجالس إدارة الهيئات أو الشركات أو المؤسسات التى تخضع لإشراف السلطات العامة للمدة نفسها.
والحقيقة لا أعلم سر هذه السنوات الخمس التى حددها القانون هل هى خمسة وخميسة حتى لا نحسدهم عندما يعودون إلى مناصبهم مرفوعين الرأس وقد أخرجوا لنا ألسنتهم ليقولوا لنا موتوا بغيظكم ؟ يجب أن يمتد هذا القانون طوال العمر وليس خمس سنوات فقط.
فهؤلاء الذين استثمروا نجاح الثورة لصالحهم - رغم أنهم كانوا أشد أعدائها - وجاءت لهم المناصب على طبق من فضة أقل ما يقال عنهم أنهم يقتلون القتيل ويمشون فى جنازته ، هم قتلة ويريدون أن يرثوا القتيل ألا وهو الشعب المصرى يريدون أن يرثوا عرش مصر فهذا الذى لم يكن يعلم ما يدور على أرض مصر نقول له إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة وإن كنت تدرى فالمصيبة أكبر وإن عذرك بأنك لم تكن تعلم بموقعة الجمل هو عذر أقبح من ذنب ولا يعفيك من المسؤولية إلا أن تكون فاقدا لحواسك الخمس وفى هذه الحالة لا تصلح لرئاسة وزراء مصر لأن مصر لا تحتاج لوزير أبكم وأصم وأعمى..ولا نستبعد اليوم الذى تفاجئنا به الصحف بخبر تعيين مبارك رئيس وزراء وكأننا فى لعبة الكراسى الموسيقية فمن كان بالأمس رئيس وزراء يصبح اليوم رئيسا للجمهورية ومن كان رئيسا يصبح وزيرا وكأن مصر عدمت رجالها ولم يتبق غير هؤلاء العشرة الذين يتبادون أماكنهم ولا أجد فى هذا السياق إلا كلمة الخليفة العباسى عندما علم بتولى شجر الدر حكم مصر:"إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فاعلمونى حتى أرسل لكم رجلا".
هؤلاء لا يكفى عزلهم سياسيا فقط بل يجب أن نطبق عليهم عقوبة الخسروان وهى أن يركب المجرم حمارًا بطريقة معكوسة يمشى به بين الناس وعلى جانبى الحمار تتدلى أجراس وجلاجل لذلك قيل: فضيحة بجلاجل ، وقيل أيضا تجريس أى فضيحة باستخدام الأجراس لكى ينتبه كل الناس ثم نسلط عليهم أطفال الشوراع تغنى لهم أنشودة :هؤلاء من باعوا أوطانهم وخانوا دينهم وشعوبهم وأمانتهم.
ونطبق عليهم عقاب موسى عليه السلام للسامرى حين قَالَ "فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ"
في تفسير الجلالين يقول: ((لاَ مِسَاسَ)).. أي لا تقربني ، فكان يهيم في البرية وإذا مسَّ أحدًا أو مسَّه أحد حُمَّاً جميعًا (أى أصابتهم الحمى). وقيل أنه نيت له شعر كشعر الحيوانات وأصبح مثلهم .. قال لـه موسى: لقد فعلت هذا لتنال العزة والسيادة، وليس جزاؤك الآن إلا أن تلقى الخزي والهوان بين القوم. فعقابك أن تنادي بين بني إسرائيل كلما مررت بهم: لا يمسَسْني أحد، لأن موسى قد نهاكم عن أن ترتبطوا بى بأية علاقة، بل اقطعوا علاقاتكم بي كلية. (( وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ)).. واعلم أن عقابك هذا سيستمر طيلة حياتك. وهذا عقابك في الدنيا، وهناك عقاب آخر أيضًا ولا بد أن ينالك.
لا بد أن يطبق عليهم قانون البعير الأجرب قال النابغة الذبيانى:
فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني
إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ
إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ
القار هنا: القطران. وإنما شبه نفسه بالبعير الأجرب المطلي بالقطران، لأن الناس يطردونه، إذا أراد الدخول بين إبلهم، لئلا يعديها بدائه.
لا بد أن نفعل كل هذا بهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر ولكل من تسول له نفسه أن يخون مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق