العامل الفلسطيني هو من صنع الاحداث وشعر وتأثر بها وكتب التاريخ والعامل الفلسطيني هو ثورة وهو من يصنع ويبني الوطن والعامل الفلسطيني هو من زرع السنابل لتملئ الوادي وهو من حمل الفأس ليزرع الارض الطيبة وهو من يرفع علم فلسطين متحديا الجلاد وهو من حمل البندقية مكافحا عن حقه .. وهو من شارك في الانتفاضة وقاد الثورة وهو من وقف مدافعا عن القدس وعن ارضه وشعبه .. العامل الفلسطيني باني الدولة وحامي المشروع الوطني ..
العامل الفلسطيني يختلف عن كل عمال الارض الذين يحتفلون اليوم بعيدهم في ظل اوضاع صعبة يعيشها .. فهو من تصدي للاحتلال وكان على الدوام في طليعة النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال، حيث قدمت الحركة العمالية الفلسطينية التضحيات الجسام وعشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وتحملت في الوقت نفسه وما تزال تتحمل العبء الأكبر من نتائج سياسات الاحتلال وآثارها المدمرة على الاقتصاد الفلسطيني وعلى مستوى معيشة ألمواطنين مما يستوجب إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية للسلطة الوطنية الفلسطينية ، من خلال إعادة توجيه الموارد المتاحة بما يعزز صمود المجتمع، ويخفف من اعباء الاحتلال والفقر والبطالة.
واليوم يعيش عمال فلسطين وشبابها المأساة الحقيقية في ظل ارتفاع منسوب البطالة وعدم وضوح الخطط التنموية العامة وقد اشار تقرير جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني بمناسبة يوم العمال العالمي الي ارتفاع معدلات البطالة في الضفة والقطاع حيث ارتفعت بشكل كبير .. وبلغ عدد العاطلين حوالي ربع مليون .. منهم 19 % ذكور و 28 % اناث ... وهنا وفي ظل تلك الاحصائيات واللاوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا لا بد من وضع السياسات التنموية الهادفة الي الحد من البطالة ووقف سياسة التعيينات العشوائية والفصائلية والتوجه الي استيعاب الشباب الخريجين العاطلين عن العمل .. فكل التحية لهؤلاء العمال الصامدين وخاصة العمال العاطلون عن العمل .. والشباب الذي يقف في طابور الانتظار من اجل مستقبل افضل ..
أن التقدم في هذا المجال هو جزء لا يتجزأ من منظومة العمل العام وضرورة ايجاد السبل لتوحيد الامكانيات بين القطاع العام والقطاع الخاص والجهد المبذول على كافة المستويات الرسمية والأهلية لإنجاز خطط عمل هادفة الي الحد من البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب بعيدا عن الحزبية المقيتة والواسطة والمحسوبية والعمل علي استنهاض مشروعنا الوطني والذي لا بد له من الوصول إلى نهايته الحتمية المتمثلة أساسا في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من العيش حرا عزيزا في دولته المستقلة عاصمتها القدس .
ان عمال فلسطين والحركة العمالية الفلسطينية وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هم احوج ما يكونوا فيا إلى تعزيز وتطوير وعيهم وتنظيمهم النقابي والسياسي ، وخاصة في ظل ممارسات الاحتلال وحصاره الظالم ووطأة الاحتلال والحصار والعدوان والاستغلال في داخل فلسطين وخارجها والظروف التي تعيشها الشعوب العربية، في هذه اللحظة التي يتحرك فيه الشارع العربي بالاحتجاجات والانتفاضات ضد القمع بكافة اشكاله وبالتحولات الديمقراطية التي انطلقت من اجل تعزيز مكانة ووحدة نضال الشعوب العربية ضد التبعية والفساد والاستبداد والتدخل الخارجي ومن اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
في ظل ذلك يتطلع شعبنا الي استكمال الوحدة الوطنية وانهاء حالة الانقسام والاستبداد في قطاع غزة ووقف تهريب الانفاق والعمل علي انهاء الانقسام ..
أن شعبنا الفلسطيني في ظل هذه الوضعية التي يعيشها يطلع اليوم الجميع والكل الوطني الي ضرورة وضع حد لسياسة تأكل رواتب الموظفين وتوفير الحد الادنى من تشغيل الموظفين وتخفيض الضرائب وتطبيق القانون الفلسطيني بتحديد الحد الأدنى من الأجور وتوفير فرص عمل للعمال المتعطلين عن العمل وتوفير حياة كريمة لأبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات الشتات والدول العربية وحمايتهم وتوفير العلاج الصحي لهم وخاصة في ظل توقف مساعدات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وعدم الوفاء الدولي بالالتزاماتهم تجاه الشعب الفلسطيني ..
اننا في يوم العمال العالمي نحي ابناء شعبنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الذين يخوضون اروع صفحات النضال من خلال التضامن والوفاء للحركة الأسيرة التي تقوم بإضرابات متواصلة عن الطعام دفاعاً عن حقوقها، ولوقف الانتهاكات الوحشية العنصرية من سلطات الاحتلال والسجون ضدها، حيث يسهم عمال فلسطين بدورهم الطليعي في النضال الوطني ويقف عمالنا بكل قوة وثبات ووفاء إلى جانب نضالات الأسرى المضربين عن الطعام وصولاً إلى تحقيق مطالبهم في إلغاء العزل الانفرادي كونهم أسرى حرب وليسو جنائيين ،واستئناف الزيارات بما يصون كرامتهم الإنسانية على طريق تحريرهم من أسر الاحتلال البغيض .
اننا ندعو ابناء شعبنا وفي مقدمتهم عمالنا البواسل إلى تكثيف المشاركة في الفعاليات الجماهيرية لإسناد الحركة الأسيرة ونصرتها وإلى ضرورة المشاركة الشاملة والنشطة في جهود استعادة الوحدة الوطنية وتطبيق اتفاق المصالحة ..
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق