من هناك من تلك السفوح الشاهقة .. من حيث تحلم الروح بلقاء الجسد نتطلع اليك يا وطني .. وترنوا عصافير الفجر البرية .. الي لقاء امواج البحر الهادر .. ليكبر الفرح القادم وينتصب الشهيد امام المجد القادم .
تتفجر دموع اللقاء فيك يا وطني .. يكبر الالم ليكون الحلم الطويل له معني اللقاء ..
ما اجملك ياوطني وانت تكتمل الان .. ما اجملك عندما تلتقي محبيك .. عندما تترجم لحظات الفرح ومعني الحب الاسطوري الخالد فينا الي حقيقة .. ترتعش الايادي عندما تصافح النصف الاخر وترتمي في احضان الطبيعة لتتشكل من جديد ابتسامة امي عند دوار الساعة في حيفا عروس البحر المتوسط ..
يا وطن الاسري تكامل .. يا وطن الشهداء تكامل .. يا وطن محمود السرسك وخضر عدنان وهناء الشلبي .. يا وطن الجوعى والعطشى للحرية .. ياوطن تكتمل صورتك وتكبر مع اشراقة الفجر القادم ليكون قادمك الاحلى .. ويكون فجرك المشرق فينا .. لتعيش وتحيا .. يا وطن الشهداء والأسري يا وطن المخيم والبندقية .. يا وطن صبرا والبداوي ونهر البارد .. يا وطن كل فلسطيني يعشق الارض الطيبة ويقف كل يوم عند ساعة الغروب .. ينتظر فجر العودة والرحيل بصمت الي بقايانا المتناثرة .. الي وطن عاش فينا اسمة .. فلسطين ..
تلك هي الملحمة البطولية التي تكتب بدون عنوان وتأتي فجأة بدون أي مقدمات .. فماذا يعني أن تكون انت كما انت .. ماذا يعني أن تكون انت الفعل والحب .. وأنت لمحة الوفاء والبقاء .. وأنت الشعر الذي لم يكتبه الشعراء .. وأنت النص الاخير في دفاتر العودة والتحرير .. انت كنت كما انت .. انت كتبت اسمك في سجل الخالدين .. وكنت خالدا في الذاكرة الفلسطينية القادمة .. أردت أن تعيش للأجيال .. وان تسجل قصة العودة مع حزيران .. أردت أن تكون الفعل والعمل والقول وأردت أن تثبت لهؤلاء الصامتين .. أن الصمت لم يعد له وجود في قاموس العمل وان العمل والموقف هو سيد الفكرة..
هذا هو انت عملت دون أن تتوقف ودون أن تتسائل عن المصير .. كان هدفك أن تكون ( محمودا ) في السماء .. تتلمس الفكرة لتصنع ملحمة الفلسطيني في صحراء النقب .. وتترجم معني أن تتذكر يوما حصان صلاح الدين وقلاع عكا .. انت عشت فينا وكتبت ملحمة الحقيقة .. عشت الواقع وكنت الوفي لحالة الا وعي في ذاكرة المجد الفلسطيني القادم ..
حبيبي محمود اكتب اليك بصمت عن لحظات الصمت التي عشت بها ولعلك تقرا نصي يوما ما فتشعر بوجعي وألمي وإحساس شعبي الذي فقد البوصلة وأضل الطريق .. جئت انت بصمتك وجرحك لتصوب معني الرحيل وتكتب ملحمة صمودك في تاريخ صنعة العظماء منا .. كنت في لحظاتك صمودا وإرادة وروعة الحب الذي تنامي فينا وشكل معني للوفاء والبقاء .. معني للفكرة والرحيل الاخير ..
انت شكلت بوصلة الوطن من جديد .. واخترت طريقك نحو الفرح والبقاء .. وسجلت فكرة عنوانها أن نكون ونحيا من جديد .. وان لا نقف ننتظر امام طابور الموت مرتين .. عشت حرا وحلقت في السماء رغم قيودك .. وعاشت فلسطين وانتفضت لأجلك .. وسجلت ملحمة التواصل مع الاجيال لتكتب وعلي راس الصفحة الاولي .. فلسطين عربية .. فلسطين تصنع ثورة .. ثورة الكرامة والنصر .. ثورة التحرير والعودة .. ثورة البقاء والإرادة ..
تلك هي التي تسمي فلسطين .. هي وطن الاحرار والشرفاء والأبطال الذين يكتبون حكاية عشقهم لحيفا وحكاية بقائهم في قلعة الصمود رفح .. وحكاية نهر البارد الفلسطيني الصامد امام كل محاولات الابادة المتجددة ..
هم ابطال فلسطين يرفضون الانقسام والأيام السوداء .. يرفضون أن يكون الوطن وطنين .. ويرفضون أن تنقسم فلسطين .. وان يتاجر بها في سوق عكاظ .. يرفضون أن نركع .. ويصرون أن لهم وطن وحكاية لهم معني أن تكون الروح عاشقة للأرض .. وان تكبر فينا فرح الطفولة للقاء من احببناهم وعشنا لأجلهم ومن لا يمكن أن ننساهم ..
هي فلسطين التي تتشكل فينا من جديد .. هي الفكرة التي تكبر كل يوم .. هو وطن الاحرار والأبطال والشرفاء الذي يتكامل فينا .. هي كلمات العودة الخالدة وقطعة خبز في يد امرأة عجوز تنتظر امام بوابة فاطمة لتعود .. هي صحوة شعب يتزاحم علي جسر العودة ليكتب اسم فلسطين في ذاكرة المجد عنوانا وحكاية عشق لا تنتهي ..
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق