تعلمنا من عبقريات العقاد رحمه الله، أن لكل شخصية إسلامية عظيمة لها مفتاح شخصية، والمتابع بإنصاف لحياة الراحل العظيم السادات يصل بغير عناء يذكر لحقيقة أن مفتاح شخصية هذا البطل كان هو الشجاعة، فلكم كان يتمتع بقدر مدهش من خلق الشجاعة وكأنه لا يخاف أبدا أو كالذي ادخر خوفه كله من الله تعالى، فهو لا يعبأ بخسائره وإن كانت حياته طالما أنه يدافع عن قضية يؤمن بها، فالسادات الذي تم طرده من الجيش المصري لمواقفه من جيش الاحتلال الإنجليزي هو السادات الذي تم اعتقاله وحبسه عدة مرات لذات الأسباب، وهو السادات الذي تم الزج به في السجن في قضية أمين عثمان، وهو السادات الذي عمل أثناء هروبه من السجن عتالا على سيارة، وهو الذي التحق بتنظيم الضباط الأحرار وأذاع بصوته بيان الثورة، وواجه الملك فاروق بوثيقة التنازل عن العرش، وهو من قضى على مراكز القوى وأعاد الحياة الحزبية للمصريين إرساء للديمقراطية وهو من قام بالاستغناء عن الخبراء الروس في أيام معدودة قبل حرب أكتوبر ورفض تزويد مصر بأسلحتهم بشروطهم المجحفة لأنه كان يرى أن مصر وحدها هي من تصنع قراراتها، وهو صاحب قرار حرب أكتوبر المجيدة، وصانع السلام الذي لو التف حوله قادة العرب لكان لهم ما أرادوا، وهو من مات واقفا كالشجرة بين جنوده تقديرا لهم ولعلم بلاده، فهل يمكن بعد هذا كله أن ننسى هذا البطل ونحن نحتفل بانتصارات أكتوبر - قطعا - لا.. لأن بطل أكتوبر الذي نحتسبه شهيدا عند الله تعالى، وإن كان قد رحل عن عالمنا فلقد أحياه الله في قلوب جميع المصريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق