سألني صديق عن حزني وألمي وعن السبب ...
قلت له عندما تعلم لماذا سيزول العجب ...
وطني وما فعل الطاغية من دمار وخراب جلب
دمر البلاد وجعل منها نارا وحطب
مدن قديمة في جبين التاريخ حرقها.. أه عليك يا حلب
ماذا أقول وصوتك يعذب الأحرار بنداء العتب
أسواقنا ومشافينا دمرها السفاح..
والصلبان والمآذن والقبب
شباب بعمر الورد تموت تحت التعذيب..
وعلى بسمة الشفاه للحرية طلب..
يغتصبون الحرائر والعذارى..
ذوات الدين والأصل والحسب
ويقول المجرمون نحن شبيحة الأسد..
نقتل بأمر السلطان ونسحق كل من شجب
عصابات تروع الأهالي وتخطف الأبرياء..
وتعيش على السلب والنهب
مشردونا ملؤا بلاد الجوار..
وكلهم من بطش الطاغية هرب
أهلنا في العراء..
وأجسادهم من البرد صار فيها صليل وعطب
الطائفية تكبر فينا كل يوم..
والفتنة تملؤنا ضغنا وغضب
قسمونا إلى موالي ومعارض..
وثائر وشبيح وأقليات وعرب
الذبح على الهوية صار مألوفا..
والحقد والإجرام في النفوس غلب
الأخوة يقتتلون.. أخوة التراب والدم والنسب
وأعداؤنا يتسامرون غناء وطرب
يطلقون الأهازيج على سقوط كل قطرة دم
وعلى كل طائرة دفع الشعب ثمنها أرواحاً وذهب
كلما تحدث السلطان عن الإصلاح والتغيير..
نقض العهد وكذب
يا ويلنا من ذاكرة التاريخ ..
ومن ما سنترك من مصائب لأجيالنا القادمة ولهذا البلد
هل علمت الآن يا أخي لماذا أنا حزين..
وما هو السبب؟
نائب ألماني سابق من أصل سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق