والله أنا مسلمة ولكن معترضة/ ايمان حجازى

 فى زمن ليس بالبعيد منا كنا نعترض براحتنا ولا نوصم بالكفر وكنا نتظاهر ونعارض كلام الحكومة والرئيس ولم يكن الخلاف يصل الى باب دارنا . كنا جميعا معترضون ومعارضون والكل له شكوى سياسية تخص الأسعار والبطالة ووسائل المواصلات وتدهور حالة الطرق وطفح المجارى وغلاء الأسعاروغير ذلك من الشكاوى , كانت الشكوى عامة وموحدة وكان لسان الشعب كله ينطق بلسان واحد وبلهجة ساخطة واحدة .

ولكن الآن بعد أن زج بالدين فى السياسة فإنقسمت الأصوات وتلاشى التفاهم والتوحد وللأسف دب الخلاف بأذرعه الجافة والقاسية بين الرفقاء ففرق أصدقاء الدرب الطويل وباعد بين الدم والأخوة

بعد أن دخل عنصر الدين فى الحوار أصبح على من يعارض أن يقسم 100 يمين لمن يعارضه أنه مازال على دين الحق ومازال يعتنق الإسلام ويشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويرجو من الله ومن معارضه أن يصدقه وألا يكفره

وبعد أن زج بالدين فى السياسة وبعد أن نجح أنصار الرئيس فى إقناع مؤيديه و مريدين وأعضاء التيار الدينى الإخوانى وبعض التيار السلفى بأن من ينصر الرئيس فقد نصر الله ودينه ومن يعارض الرئيس فهو زنديق وكافر ومرتد ويبحث عن الرزيلة بل هو غارس فيها منغمس حتى شوشته , إنقسم المجتمع ليس فقط بمعناه المعروف الواسع ولكن حتى فى معنى العيلة الواحدة أصبح الأخ يشكك فى إتجاه وقناعات إبن أبيه إذا تعارض مع إتجاهه الإسلامى وفرقت الفكرة بين صداقات العمر ورفاقة الطريق

أتذكر فى أحداث ثورة يناير 25 إنقسم المجتمع أيضا بين ثوار وفلول ولكن لم يكن هذا الإنقسام مهما لهذه الدرجة لأننا لم نكن نكفر بعضنا بعضا ولكن كان إنقساما إجتماعيا  مؤداه وسببه أهدافا إجتماعية وثورية بحتة , وإنما هذه المرة الفرقة صارت أبشع والهوة إتسعت فضربت أواصر العائلات فجعلتهم أشتاتا وقضت على عشرة العمر فإعتبر البعض أن من يعارضه كافر يستحق أو لا يستحق الهداية

ليتنا بقينا على حالنا ولم ندخل الدين فى السياسة , ليتنا بقينا حرية كل فرد فينا تقف عند حد حرية صديقه فلا يضره ولا يضر نفسه ... و ليت الأمر وقف عند حد الخلاف فى الرأى الذى لا يفسد للود قضية بينما أصبح الأمر متعلق بإراقة الدماء بل وإهدارها أيضا فهل هذا من الدين فى شىء !!!!!؟

وفى الغد عندما نذهب الى الصناديق لنقول رأينا ببساطة بصراحة بصدق بقناعاتنا الشخصية فى دستور وضع ومن المفترض أنه يحمى المجتمع المصرى ويعمل لصالحه ولفترة مستقبلية  المفترض أنها ستكون طويلة, هل سنقول ما يمليه علينا ضمائرنا من أجل مصرنا أم من أجل الحفاظ على أواصر عوائلنا وعائلاتنا والإحتفاظ  بعلاقات دامت عمرا وسنينا ولم يفرق بيننا وبينها إلا دخول الدين فى السياسة ؟؟؟

رحم الله مصر ورحمنا من مصير لا يعلمه إلا الله

وسامح الله من زج بديننا ضمن دهاليز السياسة القذرة وحاسبه على كل نقطة دم أريقت فى هذا الخصوص وعلى كل قطيعة تسبب عنها وفيها هذا النهج

القلب ينفطر على مصر ومستقبلها وأبنائها

والعين تدمع دما لا دماءا على كل من لم يحكم عقله وإنساق وراء شعارات لم يخضعها للعقل والتدبر

ألا هل بلغت اللهم فإشهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق