أنا العراق العربي/ أسعد البصري


موسى جلب الوباء والغرق لشعوب كثيرة
لكنه جاء لتخليص شعبه تلك كانت مهمته الأساسية
هذه اللغة التي تبدو غريبة
كما تبدو لي أنا نفسي
ستفتح لنا دربا في الظلام
إن المستقبل نفسه يأتي من الماضي أحيانا
لقد حاولتم أن تصبحوا أمريكان فلمعت مؤخراتكم في أبو غريب
و حاولتم أن تصبحوا إيرانيين فكانت جثثكم تطفو في دجلة كل ليلة
تعالوا نتعلم من جديد أن نصبح عربا
هذا هو الدرس الأول في الثقافة القومية
شعب قديم كالعراق لكي يعيش يحتاج إلى وجدان
إلى أسطورة تكون سببا مقنعا للإستمرار بالحياة
ما هي رسالة السنة العرب في العراق بلا قومية عربية ؟؟
يعيشون بلا وجدان ولا ثقافة مؤثرة
يتحولون إلى فئران ظلامية
يطاردها الشيعة بتهمة الإرهاب في بلاليع المساجد
السني العربي ليس عبوة ناسفة تنقل الموت
كما تآمر حزب الدعوة والمخابرات السورية و إيران
هذه الخدعة انتهت و الشعب السوري مع العراق العربي اليوم
سوريا الخنجر الذي سمم قلب العراق العربي
تعود لتصبح الدواء والأمل والخلاص
المهتمون بهذا الشأن عليهم أن يحفظوا كلامي عن ظهر قلب
لأنني صمت طويلا و هذا رأي معتّق ممزوج بالزمن و الإيمان
أنا أعرف الطريقة التي يضحك بها خصومكم عليكم حين تتكلمون
وأعلمكم بلا مقابل اللغة الوحيدة التي تجعلهم يبكون
ما هو مصير النشيد ؟؟
بالمناسبة نشيد البعث لحنه الرحابنة
رجاء الذي لا يعجبه هذا العمل عليه أن لا يسمع فيروز
أوليس الرحابنة هم الذين لحنوا كل أعمال فيروز؟!
الرحابنة قوميون هذا معروف بلا نفاق
وكما قال المتنبي
(( مالي أكتّمُ حبّاً قد برى جسدي ))
لأجل مَنْ ؟؟ لأجل جماعات ضالة ؟؟
أضع نشيد البعث حتى لا يخوفونا دائماً بهذه التهمة طز
لا بأس من أن يقول كل إنسان رأيه بلا مجاملة
في الحقيقة لم يعد هناك وقت لأسير بسرعة الآخرين البطيئة
الكلام يقعدك في منتصف الطريق
عليك أن تقوله و ترتاح
في المصائر القومية المتعلقة بالوجدان
تحدث تضحيات كبيرة و فجائع
أنت كاتب لا ناطق باسم منظمة إنسانية أو إغاثة
وماذا قدم عليّ بن أبي طالب مثلا من رفاه واستقرار في عهده ؟؟
حروب داخلية و مآسي و خيانات و كوارث و عصر أسود
لكنه تاريخ صعب اجتازته الأمة ببطولة عليّ و إيمانه
ماذا حقق جورج واشنطن و نابليون
و محمد مصدّق و جمال عبد الناصر لشعوبهم؟؟
لم يحققوا سوى الكوارث على صعيد الواقع المادي
لكن الروح القومي لتلك الأمم و في مراحل حاسمة من تاريخها
قدمت تلك الشخصيات القوية التي مثلت الكرامة و العناد القومي
بكل أسف لن يكون صدام حسين موضع مصالحة
مثقفون كثيرون يشاطرونني الرأي ولن نهبه لأحد مجانا
خصوصا وأنتم تتظاهرون في سبيل نوري المالكي
القاتل الجبان ل صدام حسين بعيد الأضحى
و بمساعدة الأمريكان و إيران
ولماذا نحني الرأس ليس عيبا أن يكون
فتى بني الدنيا فتانا
كما يقول الجواهري الخالد
(( فتى دوّى مع الفلك المدوّي فقال كلاهما : إنا كلانا
فيا ابن الرافدين ونعم فخرٌ ، بأن فتى بنى الدنيا فتانا ))
إن اجتثاث البعث في العراق معناه
أن يسيطر الفرس والأكراد على المؤسسات الإعلامية والدينية
تحت مسميات الشيوعية والإسلام والديمقراطية والخراء
في غياب كامل لأي نشاط قومي عربي
هكذا يصبح عندك عراق هجين بمؤخرة عربية كبيرة
لكن رأسه فارسي - كردي هل فهمتم ؟؟
إن مسعود البارزاني البطل قدم لنا خدمة كبيرة
برفضه هذه المعادلة الفاسدة و حرر العرب منها
لقد حاربناه بشرف و حاربنا بشرف
كانت صحيفة حزب الدعوة المعارضة ( الموقف الإسلامي ) التي
يصدرها السيد نوري المالكي في دمشق
تسعينات القرن الماضي . و كذلك صحيفة نداء الرافدين
الناطقة باسم السيد الحكيم والمجلس الشيعي الأعلى
التي يصدرها السيد باقر الزبيدي ( مؤسس فرق الموت فيما بعد )
كل من هاتين الصحيفتين المعارضتين حينها للنظام العراقي
تصر على كتابة اسم طارق عزيز هكذا ( طارق حنا عزيز ) في
إشارة إلى مسيحيته . كذلك ميشيل عفلق يتم انتقاد نواياه
ك نصراني أولا . السؤال هو كم نصرانياً في حكومة حزب الدعوة حالياً ؟؟؟
لهذا لم يعتذر طارق عزيز لهؤلاء العملاء الطائفيين في موقف تاريخي كبير ؟؟
لقد عاش حياته مع رفاق عراقيين عرب
كشخصية سياسية محترمة قيادية وطنية
التقى بكبار رجال العالم و جرب الحياة
هل يعتذر طارق عزيز لعصابة طائفية
جعلت المسيحيين العراقيين المرعوبين البائسين هذه الأيام
يخرجون في موكب عزاء للإمام الحسين في شوارع بغداد ؟؟؟؟
لا تعتذر يا أبا زياد .... الوفاء أهم من الحياة
أنا العراق العربي محاصر في العراق الشعوبي
رجل لبناني عربي مسيحي في أستراليا اسمه شربل بعيني
عنده موقع إعلامي ينشر لي مجانا مشكورا
أما الإعلام الشيعي - الشيوعي الكردي الإيراني العراقي
فقد توقف تماماً عن نشر أي شيء لي
هؤلاء لا يحاصرونني بل أنا مَن يحاصرهم
أنا العراق العربي
حين يكون للعرب في العراق صحف و كرامة
سيحملونني على الرأس و يفدونني بأرواحهم
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا
صروفُ الليالي والجدودُ العواثرُ
مضاض بن عمرو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق