عيد حب.. ووطن بدون حب/ أنطوني ولسن

يحتفل العالم الغربي يوم الأربعاء 14 فبراير من كل عام بعيد الحب
وهو إحتفال بسيط في مظهره ، عميق في معناه .
بسيط في مظهره ، لأنه لا يكلف المحبين تكاليف باهظة . يكفي من الحبيب لحبيبته وردة حمراء وهي الرمز العميق للحب . الحب المعطي والمضحي.
يعيب الشرق على هذا الأحتفال ويعتبره نوع لممارسة الرذيلة .
إهداء وردة حمراء " برأيه العالم الشرقي " هو مقدمة يتبعها ما يمكن وصفه بقبول تكوين علاقة غرامية غير مشروعة غير مدرك أن المرأة في الغرب تربت ونشأت على إحكام العقل قبل العاطفة . وتعرف كيف تحافظ على نفسها لسبب جوهري جدا وهو نوالها لحريتها ومعرفت معنى الثقة بالنفس . وهذا غير موجود عند أعداد غفيرة من بنات جنسها في المجتمعات الشرقية اللاتي تربين على أن هذا حلال وهذا حرام دون تعريفهن لماذا هذا حلال وهذا حرام فيقعن مع أول ثعلب يعرف كيف يخدعهن ويحيل المحرم إلى محلل وينال بغيته ثم يزوغ منها . والمسكينة لا تعرف ماذا تفعل .
هذا لا يعني أن المرأة الشرقية سهل خداعها . لا .. في كثير جدا من الحالات التي تكون الأم مثقفة وتعرف كيف تحتضن أولادها ولا تتركهم لمخاطر الحياة والمشاكل المحتملة خارج باب المنزل فتحميهم من آي خطر داهم ، ولا تتركهم للهواجس والأوهام. بهذا تضمن الأم بالمشاركة مع الأب سلامة أولادهما ومعالجتها بالحكمة عندما يدق ناقوس الخطر .
عيد الحب . هو يوم التعبير عن الحب بالوردة الحمراء أو غير الحمراء . وهو يوم تجديد لمفهوم الحب ودفعة قوية لأستمرار الحب .
كلمة حب هي من أقدس الكلمات التي عرفها الأنسان . لأنها صفة الله . الله محبة . فهل هناك أقدس منها كلمة ؟!. لا أظن ...
أيضا أعلن الله حبه للأنسان عندما أعلن ذلك كما نقرأ في إنجيل يوحنا الأصحاح الثالث والآية 16 :
لِأَنْهُ هَكَذَا أَحَبً اللهُ ألْعَالَمَ حَتًى بَذَلَ أبْنَهُ ألوَحِيدَ  لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلٌ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ألْحَياةُ ألْأَبَدِيًةُ .
كذلك نقرأ من إنجيل متى 3 الآيات 16ـ 17 :
فَلَمَّا أعْتَمدَ  يَسُوعُ  صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ اَلْمَاءِ. وَإِذَا ألسَمَواتُ قَدِ أنْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ أللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ . وَصَوْتٌ مِنَ اَلسَمَوَاتِ قائِلاً هذَا هُوَ ابْنِيِ ألْحَبِيبُ الْذِي بِهِ سُرِرْتُ . آمين . 
أتذكر قصة مدينتين لتشارلز ديكنز التي تحكي قصة حب التضحية فيها محور القصة " التي أصبحت فيلما إنجليزيا يحمل نفس الأسم " . حب من طرف واحد هو بطل القصة الذي ضحى بنفسه من أجل إنقاذ زوج من أحبها دون أن تعرف شيئا عن حبه لها حتى نظرات عينيه التي كان يخفيها عنها لئلا تفضحه وتفصح عن حبه .
عند ملء الزمان رأي الله في علاه أن الوقت قد حان للتضحية من أجل الأنسان الذي خلقه وأحبه . فهل في الوطن مصر يوجد مسئول يحب مصرو يضحي بنفسه من أجل وطنه وشعبه ؟؟
 دعونا نلقي بنظرة سريعة على رؤساءنا ونحاول أن نبتعد عن العواطف التي كادت أن تقضي علينا .
فلتكن نظرتنا على الثلاثة رؤساء " عبد الناصر ، أنور السادات ، وحسني مبارك " . لأنهم أكثر رؤساء مصر تأثيرا في التاريخ الحديث والمعاصر . والسبب في ذلك لأننا من عاش جزء من حكم الملك فاروق والذين حملوا في جيناتهم من أباءهم وأجدادهم ذلك الزمن الجميل وعند قيام إنقلاب العسكر ظنوا أن الحال سيسير ألى ما تطلع إليه أحلامهم .
مع الأسف .. الأول إنساق وراء أحلامه هو وليست أحلام الشعب الذي رأي فيه ما كان يأمل ويتمنى . لكنه استيقظ على حرب كانت وصمة عار عليه وعلى حكامه .
الثاني الرئيس السادات ..حمل على أكتافه عبء ثقيل تركه له الأول " عبد الناصر " فجأة . وأهم شيء كان تركة هزيمة 67 ومصر في حالة شبه إفلاس بعد رفض الأتحاد السوفيتي إعطاء أسلحة لعبد الناصر . ومع ذلك بمساعدة عربية خاض معركة إسترداد الكرامة المصرية . وقد نجح الجيش المصري الباسل بإسترداد كرامة مصر والشعب المصري .
لكن زيارة السادات لأسرائيل وتوقيع معاهدة كامب ديفيد ، وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه . وكانت نهايته على أيدي من أطلق صراحهم من الجماعات الإسلامية المتشددة والتي كان يظن أنها ستحميه بعدما أعلن أنه رئيس مسلم لأمة مسلمة وارتمي في أحضان الأمريكان . مع الأسف هو أيضا إهتم بذاته مفضلا إياها على الشعب  المصري .
أما الثالث وهو الرئيس مبارك فهو الوحيد الذي طالت فترة توليه الحكم وكان بإمكانه فعل الكثير من أجل مصر والشعب المصري . لكن المال وجمعه والسلطة المطلقة جعلاه يبتعد كثيرا عن الشعب ومطالب الشعب . بل أنه أدار ظهره لمصر وترك الجماعات الأسلامية المتشددة وعلى رأسها جماعة الأخوان " المحظورة " حتى اليوم ، لأنه لم يتم تفكيكها أو الأعتراف بها كجمعية مرخصة .. أقول ترك لهم الحبل ع الغارب يفعلون ما بدى لهم طالما هم بعيدين عنه وعن السلطة . فكان فسادا منه وحكومته بالإضافة إلى عملية التوريث لأبنه جمال مع الخصخصة التي بدأ بيعها والتي إستفاد منها إبنه الأكبر علاء . وليذهب الشعب إلى جهنم .
بعد تنحي مبارك عن سدة الحكم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وظهور قوة الجماعات الأسلامية والتي على رأسها جماعة الأخوان المسلمين . مرت مصر بفترة إنتقالية لم يستخدم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكمة في إدارة شئون مصر خاصة أن الشعب إستمر في ثورته والتي بات من الواضح أن الأخوان إستطاعوا ركوب الموجة والتمكن من الوصول إلى سدة الحكم وسأترك للتاريخ الحكم على المجلس العسكري للقوات المسلحة ودوره حتى تسليمه مصر للأخوان والسلفين . لأن التاريخ خير شاهد على الأحداث .
نصل إلى الوضع الحالي بعد أن تولى الرئيس مرسي سدة الحكم في شهر يونيو من عام 2012 ومصر على صفيح ساخن .
لم يشعر المواطن المصري البسيط والمفكر أن ما يقوم به الرئيس من أعمال ليس فيها عملا واحدا يوحد الله ويقول ان هذا العمل من أجل مصر والشعب المصري . ومن عنده دليلا يثبت به عكس هذا القول فليقله .
الشعب غير راض عن أداء الرئيس وحكومته . الرئيس لا يلتفت إلى مطالب الشعب ويسير في طريقه المرسوم له للوصول بمصر إلى ما فيه مصالح جماعة الأخوان " المحظورة " وحزب الحرية والعدالة الذي تم إنشاءه على الرغم من تحريم إنشاء أحزاب ذات خلفية دينية . لكن ما باليد حيلة . هذه هي مصر الأن !!..
لا أحد يهتم بمصر والشعب المصري بما في ذلك المعارضة مع الأسف . لم يبقَ في مصر من يهتم بها سوى زهرة شبابها الذين  يتم إغتيالهم بإيدي الأثمة الكارهين لمصر .
هل يمكن تصديق الخبر القائل أن دولة قطر قد صرفت شيكا بـ 250 مليون دولار لحماس ، لحماية مرسي ومنع سقوطه ( عن الأخبار العربية ) . ليتولى الحمامسة مهمة الدفاع عن الرئيس محمد مرسي العياط المفروض فيه أنه رئيسا مصريا مهمته رعاية شئون المصريين وليس حماس وجماعتها ! .
فماذا أقول للذين يحتفلون بعيد الحب ؟ هل أقول لهم   
HAPPY VALENTIN‘ S DAY
الذي يعبر عن الحب في الوقت الذي يعيشه وطني الأم مصر بدون حب؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق