كنت أتمنى ألا يفسر الصراع السياسي بين النظام الحاكم في سورية وبين غالبية أبناء الشعب السوري، على أنه صراعٌ مذهبي بين أهل السنة والشيعة، كما كنت أتمنى أيضا أن يبقى أهل كل مذهب على مذهبه على أن يتفقوا على شيء واحد - ذلك - بأنهم مهما اختلفوا مذهبيا فهم في النهاية أبناء دينِ محمد ( ص )،.. بل وكنت أحلم ألا يكون انحياز أي من الفريقين لأي نظام في العالم إلا لمناصرة الحق ولا يقف أحدهم إلا في مساندة أقامة العدل واسترداد الحرية المسلوبة لأصحابها، ولطالما أتساءل ما هي الخسائر والأخطار التي كانت ستحيق بنا عندما نكون دعاة تقريب بين المذاهب الإسلامية.. ليعود المارد الإسلامي قويا متماسكا مرعبا لأهل الباطل أينما أقاموا، ولكن ما حدث ويحدث خلاف ذلك بكل تأكيد!، لعلني أرى بصدق وبغير أي انحياز أن مناصرة حكومة إيران لنظام الأسد على حساب دماء الشعب السوري أوسع الشقاق بين مذهبينا أكثر وأكثر وعمّق هوة الخلاف بينهما، والغريب حقا!، أن معظم أهل السنة كانوا وحتى وقت قريب يتحدثون ويفاخرون بالثائر البطل حسن نصر الله الزعيم الشيعي الذى أتعب الإسرائيليين وكسر شوكتهم منذ زمن قريب، هذا الرجل الآن أصبح بعد أن قدم نموذج البطل الرائع متهما بعد أن أحدث صدمة بالغة في نفوس كل من أحبوه من أهل السنة وذلك لسبب مساندته المعلنة لنظام الأسد، ودعمه دعما كاملا على كل الوجوه ليضمن استمراره وبقاءه.. وهذا ما تفعله إيران بكل حسرة وأسف،.. وإني لأسأل الشيخ حسن نصر الله والإيرانيين، ألم يكف الأسد ونظامه وحضراتكم جميعا علما أن وجود غير المأسوف عليه على قمة هرم بلاده قد أحدث فتنة يروح فيها الكبير والصغير وتنتشر كل طرفة عين في كل بقاع سورية كانتشار النار في الهشيم، يا سادة، لقد كان بإمكان الأسد صناعة سيناريو الانسحاب من السلطة دون السماح لسائر القوى الدولية السياسية للنزول لحلبة الصراع تحقيقا لمصالحها وبغير أن يكلف الوطن السوري ليدفع لحماقته التاريخية تلك الفاتورة المروعة من دماء أبنائه، والسؤال الآخر والأخير لكم جميعا.. أقول هل بمساندتكم الظالمة هذه قد ضمنتم وحافظتم على الأسد ونظامه أم أهدرتم بذلك مقدرات سورية ومكتسباتها ومكتسباتكم وشققتم بحرا سيظل جاريا بدماء أبنائه حتى تشرق شمس الحرية على بقاعها بزوال الأسد ونظامه وإني لأرجو وأدعو الله أن يكون ذلك قريبا، فإلى أين أنتم ذاهبون ولصالح من تفعلون!، أقول كما قلت من قبل، أن محكمة التاريخ سوف تصدر حكمها عليكم في ليلة أو ضحاها، فهل أنتم منتهون، فصبرا أيها الشرفاء في سورية إن موعدكم النصر لا محالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق