إضطهاد الأقباط المستمر/ أنطوني ولسن

الأقباط هم أصل مصر . أي هم الشعب المصري على مدى العصور والأزمنة ، وعلى مدى تعدد الغزاة والمحتلين . هذا شيء يجب على شعوب وقادة العالم الغربي والعربي وغيرهم من شعوب العالم الأعتراف به وعدم تجاهله مهما كان عدد أقباط مصر حتى لو وصل العدد إلى عائلة واحدة وليس إلى ملايين العائلات كما يوضحه حقيقة تعدادهم الذي يزيد ولا ينقص عن 15 مليون أضف إليهم الملايين المتواجدة خارج مصر . وهذا لا يعني تجاهل أعداد الأقباط المسلمين الذين يعيشون على أرض مصر وهم بأعدادهم الكثيرة جزء لا يتجزء من الشعب المصري الذي إنصهر فيه اليوناني والروماني والعربي وصار الجميع يعرفهم العالم بالمصريين دون تدخل الدين في التوليفة المصرية ، فلكل إنسان حرية إختيار دينه وما يؤمن به ويتبع . لكن ليس له حق التفرقة بين المصريين بسبب إختلاف الدين أو العقيدة أو المذهب .

عندما غزى عمرو بن العاص مصر ونصب خيام جيشه فوق جبل المقطم عند الجزء الذي عُرف بعد ذلك بالأزبكية بعد معجزة نقل جبل المقطم التي تمت في عهد أول فاطمي دخل مصر " المعز لدين الله " ، و مطالبة وزيره اليهودي له بتحدي الأقباط بنقل جبل المقطم كما يقول " كتابهم المقدس " . تم التحدي وبالفعل إستطاع سمعان الخراز أن تتم المعجزة على يده بصلاته المستمرة والتي تم فيها نقل الجبل إلى مكانه الحالي بالدراسة . ومن يريد معرفة الكثير عن هذا الموضوع عليه فقط  الذهاب إلى أي كنيسة أرثوذكسية في أي مكان في مصر والعالم ويستقي المعلومات ويتعلم .

أعود إلى عمرو بن العاص وخيامه التي نصبت فوق جبل المقطم وما حدث عند فجر أول يوم له في مصر .

سمع هو وجنوده أصوات صليل سيوف قادمة إليهم ، فأمر جنده بفك الخيام مع البقاء على خيمته حتى تتضح الرؤية . وكانت المفاجئة أن القادمين إليه هم جماعة الرهبان حاملين صلبانهم ورافعينها عاليا مطالبين عمرو بن العاص بحمايتهم من المقوقس والرومان . فما رأيكم أيوها الجهلاء المغيبة عقولهم بتعاليم جماعات إرهابية يحركها كالدمي كل من لا يريد الأستقرار لدول الشرق الأوسط لمعرفتهم بنهم هذه التيارات المتأسلمة للحكم والسيطرة ، جزء منهم لتحقيق أحلامهم والخلافة ليتمكنوا من نهب وسرقة الأوطان التي يعيشون على أرضها ويعيشون عيشة الخلفاء السابقين ولا صلة لهم بما يسمى وطن ، بل جُلّ همهم تحقيق كل ما يحلمون به الأستيلاء على العالم بأجمعه . فهل فهمت الدول التي تساندهم وتشجعهم وتمولهم بالسلاح والمال أنه سيأتي عليهم الدور لأحتلال بلدانهم وتحويل شعوبهم إلى كفرة وتصير دماءهم حلال لهم . هذا الجزء هم جماعة الأخوان غير المسلميين بل المتأسلمين ، وليسوا بمصريين بل محتلين . لأن إنتماءاتهم ليست لمصر . وهذا جزء أصيل ومتأصل في تعاليمهم وعقيدتهم وإيمانهم .

جزء أخر لا يقل فكره عن فكر الأخوان وهم السلفيون الراغبون إلى إرجاع عجلة التقدم والحياة والتقدم الحضاري والعلمي إلى عصور الجاهلية وما قبلها . يمنعون الحضارة والتقدم ، ويصرون على إعادة المرأة إلى ما قبل الأسلام وإعتبارها عورة يجب تغطيتها ومنعها من العمل ومكانها المنزل فقط . أما عن الأقباط في رأيهم فحدث ولا حرج فلا يعترفون بهم ولا قيمة لهم في كتابهم وتعاليمهم ، فهم كفرة ومحاربتهم وإستحلال مالهم وعرضهم حلال لهم . يحرمون على الغير ما يستبيحونه لأنفسهم من فسق ومحرمات . من الطبيعي ليس هذا هو الأسلام الذي قبله المصريون .

تولى الأخوان مسؤلية إدارة البلاد بعد نجاح ثورة الشباب في 25 يناير 2011 . وياليت الشعب المصري الذي إنتخبهم كانت لديهم ولو بقدر قليل من بعد النظر ولم ينتخبوهم .

نسأل أنفسنا ما الذي جناه الشعب المصري من عام بأكمله من حكم الأخوان في شكل د. محمد مرسي ؟ ونسأل أيضا هل قدم الحكام الجدد جديدا عن الحكم السابق ؟

الأجابة على السؤاال الأول نجد أن الشعب المصري خلال عام مر عليهم من حكم الأخوان أن مصر والشعب المصري لم يجني شيئا يذكر بالمرة . والإجابة عن السؤال الثاني نجد لضحالة الفكر الأخواني في شئون الحكم نجدهم يقومون وهم في الحكم بتطبيق كل ما كان يفعله نظام مبارك من سلب وبهب لصالحهم وصالح كل من ينتمي إليهم مع السرعة في أخونة مصر ومؤسساتها والبدء في بيع مصر لمن يدفع لهم .. أكرر من يدفع لهم وليس للشعب المصري . فهل هناك عار أصاب مصر بوجودهم أكثر من هذا العار؟

أما عن أقباط مصر المسيحيين فلا فرق بين حكم الأخوان وحكم ما قبل الأخوان . الأضطهاد كما هو بل إزداد . ونسأل مرة أخرى لماذا الأقباط ؟ ما الذي إرتكبه الأقباط من جُرم ينالون عليه جزاء قتلهم وخطفهم نظير فديات وإتهامات تلصق لهم بإزدراء الأديان " الدين الأسلامي " بغير حق ، وحرق منازلهم ومحلاتهم بعد نهبها وسلبها ؟ هل حقا وفعلا ما نسمعه من وقت وأخر أن مال وعرض النصارى حلالٍ للمسلمين ؟

المسلم في بلاد الغرب الكافر لهم من الحقوق مثلما لأي مواطن من أصل هذه البلاد والمفروض أيضا عليهم واجبات تجاه البلد الذي يعيشون على أرضه .

فما بالنا بأقباط مصر أصل الوطن مصر وأكرم شعوب العالم . لجأ إليه الأنبياء والرب يسوع وهو طفل ، والتاريخ مليء بكرم مصر والشعب المصري بما فيهم عمرو بن العاص ومن جاءوا بعده . فهل يكون جزاء الإكرام القتل والنهب والسرقة وحرق منازلهم ومحلاتهم وخطف بناتهم القصروإجبارهم على ترك ديانتهم و .. وإلخ .. من إنتهاكات لحقوقهم وإفتراءات عليهم بتهم لم يرتكبونها مثل حرق مساجد وخلافه ؟

حمدنا الله على قيام الثورة الثانية في 30 يونيو 2013 ، وتم تأكيدها في 3 يوليو 2013 بقرار عزل د. محمد مرسي وإبعاده عن الكرسي  ، بل وظهر جليا من الحكومة المؤقته جديتها في أخذ مصر والشعب المصري إلى الطريق الصحيح إلى نهضة حقيقية للوصول بمصر إلى ما تستحقه بين الأمم .

لكن يبدو أن مصر " المنحوسة " ستظل " منحوسة " . لأن الحكومة المؤقته يبدو أنها حكومة كبار السن ، بطيئة في إتخاذ القرار ، مرتبكة كما وصفها البعض ،تشكيلها فيه عيب واضح وجلي ولا نعرف لماذا تم الأتفاق عليه ، وأعني به تعين الدكتور محمد البرادعي نائبا لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية .

وأسأل إذا كان الدكتور البرادعي هو المسئول عن الشئون الخارجية ما هي صفة وزير الخارجية ؟ ألا يذكركم هذا بشيء فعله الرئيس المخلوع في حكومته بتعينه مستشارا للشئون الخارجية متخطيا بذلك مهام وزير الخارجية ؟

لو قلنا أن تعين مستشار للرئيس المخلوع للشئون الخارجية قد تم من الأهل والعشيرة . فعلى أي إتجاه تم تعين الدكتور البرادعي نائبا لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية ؟ ولماذا لم يتم تعين نائبا للرئيس للشئون الصحية أو التعليمية مثلا وهما من أشد الحاجة للرعاية والأهتمام الخاص من أي حكومة تتولى إدارة خدمة الوطن مصر والشعب المصري ؟

لا شيء في قلبي أو فكري ضد الدكتور البرادعي ولا غيره . لكني أرى أن مكانه بين الشعب . لأن الشعب هو المحك الحقيقي لكل متشدق بإسمه . وهو أي الشعب الذي في أشد الحاجة إلى كل مؤمن ومخلص بمصر ولمصر والشعب المصري .

أرجوك أن تنزل إلى الشارع المصري لتحكم بنفسك إلى ما وصل إليه الأمر إن كان في رابعة أو النهضة أو مناطق عديدة من الجمهورية . وأن ترى أنت وجبهة الأنقاذ وكل حر في مصر ما يحدث للأقباط ولا تحرك لأحد منكم . فهل أنتم راضون على ما يحدث ؟ أم أنكم تخافون على ما وصلتم إليه أو تأملون الوصول إليه في المستقبل ؟

كفى مصر ما آلت إليه حالها . أرحموها وارحموا شعبها المصري الأصيل وليس الدخيل ليرحمكم ويرحمنا الله جميعا . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق