الحلم.. يستمد عوده من أفق السماء/ ميمي احمد قدري

يا لؤلؤةَ البحـر
في أسرِ الشوقِ قولي
قولي يا ذاتَ البريق...
ماذا في قبة البحـر العميق؟
أتت شهُبُ الأمنياتِ
تهوى ذاكَ البياضَ
لتلتفَّ بشرنقة الدورانِ
وتقتصَّ الذاتَ
من دوران النواةِ العتيق...
كيف صُبت رقابُ الحشْر
من هوجاء الوترِ الرقيقْ!!!
بالصافناتِ من عبقِ ما يُستلهمُ
تحت سفحِ النغمِ المبتورِ من الأفق الدقيقْ
حيث سال الغرام ُجُوعاً
من عجافِ السنين
وجفَّ الوادي بالعشيقْ
***
سبعةٌ طافت
والخوفُ من حارس الليل
صادرَ البابَ متسللا
فنأتي ليفيقَ الحلمُ
يستمدُّ عودَه من أفق السماءِ
لهباً حيث يُكمل حرارةَ النشوةِ
في النواة ليمتزجَ الرحيقْ
ويضيءَ للجلاد كي يهربَ
ومعه القطيعُ في قناعٍ ،
وينزف الشريانُ
وكأنّ رائحةَ القدَرِ تهب زاحفةً
إلى الطريقْ
يا قادماً من المغيب أشفقْ
لكي لا يطولَ الانتظارُ
وتهب عاصفةٌ أخرى
لتفتكَ بسرب الطيور الآمنة
من حيث لا تطيقْ
***
يا لؤلؤة البحـر
يا مَن ملت الانتظارَ وعيناها تبكي على الشريانْ
وأيُّ فتنةٍ لمّا يختلط التهويلُ بالتهوينِ
كما
اختلط الصخرُ بالعقيقْ
متى يأتي؟.. ولماذا تأخر؟..
تتمردُ السماءُ على حرارة النشوة
وتُمطـر الأشواقَ بدعاء السفرجلة
آه أيها البهيجُ
أكاد أموتُ في غيابك ،
تعبتُ من دوران المدارِ في العقيق
على أُصبعِ الوصالِ
وفجأةً .. تأتي اللؤلؤة من البحرِ
وعلى كفها رائحةً البيت العتيقِ
***
أفق أيها المجهولُ
لقد حان وقتُ النشأة الأولى
قبل ازدحامِ الرحيق في حرارة الشمس
وهو طليقْ
وصبَّ الماردُ ماءه في جوف المدار ،
وتبسم تبسماً أضاءَ الطريق
***
حان وقتُ اقتلاعِ الرعاة والقطيعْ
في شقاق إلى النهاية وانتهى دور الجياع
وفاض الشريان واخضر الوادي
وإذا الرعاة تُساق...
هلمي يا لؤلؤة البحر
والحُـر يأتي حراً طليقاً
من قبة البحر العميق
***
هذه لؤلؤةُ الكنانة
عصيّةً على الخانعـين
في عصور الاحتقار والهوان والنفاقْ
نعم هنا أغار .. وهنا مات الأحرار
ليكتمل دوران اللؤلؤة في الكنانةِ
في الشريانِ .. في العقيقِ
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق