ماذا يريد الأقباط من الرئيس "عبد الفتاح السيسى"؟/ مجدى نجيب وهبة

** سؤال أصبح يلح داخل نفس كل قبطى فى مصر .. وتحديدا بعد ثورة 30 يونيو 2013 .. والتى شارك فيها الأقباط بخروج جماعى عن باكيرة أبيهم  فى 30 يونيو 2013 ، و3 يوليو 2013 ، و26 يوليو 2013 .. بعد أن فاض بهم الكيل ، وقرروا إما أن نكون ونحافظ على دولتنا مصر ، أو لا نكون  وليذهب الوطن للجحيم !!...
** دعونا نعود بالذاكرة إلى الوراء فى أواخر حكم الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" ، وبالتحديد منذ أحداث الزاوية الحمراء ، والكلمة الشهيرة التى أطلقها السادات دون أى وعى ، ليتلقفها الإرهاب والجماعات الإرهابية .. قال "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة" .. ثم قام بإتخاذ بعض الإجراءات التعسفية مجاملة للإخوان ، وقرر عزل البابا الراحل "قداسة البابا شنودة الثالث" ، وتحديد إقامته بالدير .. وما عانى منه الأقباط بعد ذلك من حوادث إرهابية ، ومواجهات طائفية ، وحوادث عنف ، وقتل .. قد تكون كثيرة جدا جدا ، ولكننى سأحاول أن أتذكر بعض هذه الأحداث الإرهابية الطائفية الإجرامية ..
عام 1978 .. إعتداءات وحشية على الأقباط بأسيوط ، ونهب محلاتهم وحرقها ، والإعتداء على كنيسة الملاك .
إعتداء الجماعة الإسلامية على الطلبة المسيحيين فى جامعة أسيوط بالسيوف والجنازير .
عام 1990 .. أحداث دموية ضد الأقباط فى منفلوط ، وسقوط 6 شهداء ، و50 جريحا بسبب شائعة بناء كنيسة .
إعتداء دموى على الأقباط فى أبو المطامير بالبحيرة ، وقتل 6 من بينهم كاهن المركز .
عام 1991 .. هجوم مسلح على الأقباط فى إمبابة .
عام 1993 .. هجوم على الأقباط فى قرية المنشية بأسيوط ، راح ضحيتها 13 قبطى .
عام 1994 .. هجوم إرهابى مسلح على دير العذراء مريم بالمحرق بالقوصية ، وقتل 5 رهبان بالمدافع الرشاشة .
عام 1996 .. الإعتداء على الأقباط فى كفر دميانة  ، ومذبحة النصارى فى مركز البدارى .
عام 1997 .. قتل 9 أقباط أمام كنيسة مارجرجس بقرية الفكرية ، مركز أبو قرقاص .
قتل 13 قبطى وإصابة 6 بجراح فى عزبة تكلا بنجع حمادى .
عام 1998 .. مذبحة الكشح الأولى وقتل قبطيين ..
عام 2000 .. مذبحة الكشح الثانية وقتل وذبح وحرق 19 قبطى أمام أسرهم ، ونهب بيوتهم ومتاجرهم ..
عام 2005 .. مهاجمة الكنائس القبطية بالأسكندرية ، وإصابة العشرات .
عام 2006 .. تهجير 15 عائلة من قرية حجازة بقرية الحمام ، مركز قوص ، محافظة قنا .
عام 2007 .. جرحى من الأقباط وتدمير منازلهم ومتاجرهم بقرية بمها العياط .
عام 2008 .. مصرع 4 راهبات وإصابة خامسة بعد عودتهن من الأسكندرية .
عام 2010 .. الإعتداء على أقباط نجع حمادى عقب خروجهم من الكنيسة فى إحتفاال عيد الميلاد المجيد وقتل 6 أقباط .
فى نهاية عام 2010 ، ومع نسمات فجر عام جديد ، تعرضت كنيسة القديسين بسيدى بشر بالأسكندرية عقب خروج الأقباط من الصلاة ، والإحتفال بالعام الجديد بعمل إجرامى ، أودى بحياة الكثيرين وإصابة المئات ..
تعرض كنيسة الوراق لعمل إرهابى فى أواخر أكتوبر 2013 ، وتم إستشهاد بعض الأطفال الأبرياء .
** فى عصر محمد مرسى العياط .. تعرضت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأول مرة فى تاريخ الكنيسة فى مصر ، إلى الهجوم بالأعيرة النارية والمولوتوف والغازات المسيلة للدموع من قبل الإرهابيين ، ووزارة الداخلية ، وذلك أثناء الخروج بنعوش الشهداء الذين سقطوا فى مذبحة الخصوص الإرهابية بعد الصلاة عليهم ..
** أخر كلمات قداسة البابا تواضروس الثانى ، لوفد البرلمان البريطانى الذى قام بزيارة الكاتدرائية مؤخرا .. قال "إن الكنيسة دفعت ثمن وقوفها بجوار ثورة 30 يونيو بحرق 100 كنيسة" ..
** نعم .. دفع أقباط مصر الثمن باهظا ، للدفاع عن هذا الوطن .. ومع ذلك تعرضوا فى زمن السادات وطوال فترة حكم مبارك إلى أبشع أنواع الإضطهاد والسفالة والإنحطاط من إرهاب الجماعات الإسلامية وشيوخ التطرف إلى تجاهل بعض المسئولين فى الدولة لقضايا الأقباط وشكواهم ، سواء كانوا فى المحليات ، أو رؤساء أحياء ، أو محافظين ، أو داخل بعض أقسام الشرطة ..
** عندما أحيكت أكبر مؤامرة ضد الوطن فى 25 يناير 2011 .. ناشدت كل من الكنيسة والأزهر جموع الشعب بعدم الخروج للتظاهر حرصا على أمن وسلامة الوطن ، وإستجاب العديد من الشباب الواعى لكل من نداء قداسة البابا الراحل "البابا شنودة الثالث" ، وشيخ الأزهر .. ولم يخرج إلا بعض الشباب القليل الخبرة .. ولم يكن بالميدان إلا كما سبق أن أشرنا ، الإخوان المسلمين ، وحركة 6 إبريل ، وشباب الوطنية للتغيير ، والإشتراكيين الثوريين ، وحركة كفاية ، والغد ، وكل من لم يجد له عمل ، وأطلقوا على أنفسهم ثوار .. يضاف إليهم بعض الحقوقيين أو الذين يدعون العمل بجمعيات حقوق الإنسان ، وعلى رأسهم جمال عيد ، وجورج إسحق ، وحافظ أبو سعدة ، و ..  ، و ... والذى ثبت الأن إنها بالفعل كانت مؤامرة مدبرة من قبل أمريكا بإستخدام الإخوان وحماس وشباب لا يدرك معنى كلمة مصر ، ويسهل تأجيرهم لإسقاط الدولة المصرية
** وبعد إن إكتشف الجميع الخديعة الكبرى التى تعرضت لها مصر .. بل وتعرض الأقباط للعنف الممنهج والإرهاب بتحريض مباشر من أمريكا ، والإتحاد الأوربى ، وبعض الدول الغربية ، والذى أدى إلى حرق الكنائس .. ولأول مرة فى تاريخ مصر ، الهجوم على الكاتدرائية وهدم الكنائس وتهجير الأقباط بعد طردهم من منازلهم ونهبها ..
** بدأ أقباط مصر فى الخروج ضد النظام الإرهابى لمحمد مرسى العياط ، فلم يعد هناك ما يبكون عليه .. وخرج مع الأقباط أشقائهم المعتدلين من المسلمين فى مواجهة الطاغية مرسى وعصابته .. وزادت حدة خروج الشعب حتى وصلت إلى ذروتها فى 30 يونيو 2013 .. لتنطلق أعظم ثورة فى تاريخ الشعب المصرى ، بل وفى تاريخ كل دول العالم بعد أن شاهد العالم خروج أكثر من 35 مليون مواطن فى كل ميادين مصر ، مطالبين بمحاكمة مرسى وعصابته وحماية الجيش للشعب .. وأثبت أقباط مصر أنهم جنود عظماء فى هذا الوطن ، وأستطيع أن أقول أن خروج الأقباط بأكثر من 20 مليون مواطن مسيحى مع أشقاءهم المسلمين كان بمثل حجر الزاوية التى قلبت الموازين وأطاحت بأحلام أمريكا وحلفاءها ، ومرسى وعصابته فى تحقيق أحلامهم أو مخططاتهم ..
** دعونا نتذكر للأهمية .. موقف دولة مبارك تجاه الأقباط ، وهناك المواقف والأحداث المخجلة التى لا تتسع الصفحات لسردها .. ولكن أكتفى ببعض الوقائع والأحداث .. ففى 15 يوليو 2008 ، رفض الأمن المصرى تنظيم مؤتمر عن الوحدة الوطنية لحزب التجمع فى المنيا تحت عنوان "ضد التعصب – ضد التطرف – ضد التخلف" .. بعد أحداث دير أبو فانا ، بدون ذكر أسباب رغم أن المؤتمر كان فرصة مناسبة لتوعية المواطنين بخطورة الفتن الطائفية التى بدأت تهدد النسيج المصرى ، والذكريات مؤلمة والأحداث بشعة ..هذا بخلاف عدم التصريح ببناء الكنائس ، وعدم الموافقة على ترميم بعض أبنية الكنائس التى ربما تتعرض للإنهيار ، وصل إلى حد رفض إعادة ترميم دورات المياة ..
** ولكن بعد ثورة 30 يونيو العظيمة ، تغيرت بوصلة المواطنة ، ولم تعد تعمل فى إتجاه واحد .. بل أصبحت تعمل فى إتجاه كل المواطنين المصريين الشرفاء .. فالأقباط هم نسيج هذا الوطن ، ولن يسمحوا لأحد أن يعكر عليهم صفو حياتهم أو مستقبلهم أو  يهددهم فى دولتهم الأم مصر .. والأقباط لن يسمحوا مرة اخرى بالإعتداء على كنائسهم ، أو ممتلكاتهم .. فلم نخرج جميعا فى 30 يونيو إلا من أجل أن يكون لمصر رئيس لكل المصريين أقباطا ومسلمين ، وليس رئيس شرفى لا يرى ولا يتكلم ولا يسمع ..
** الأقباط ستكون كلمتهم واحدة هى نعم للقائد والزعيم البطل عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر ، فهو خير من أنجبتهم الأم المصرية ليعيد للدولة هيبتها وكرامتها ووقارها ، وينسف الإرهاب الأسود الذى بلينا به منذ أكثر من أربعين عاما ..
** الأٌقباط يتمنون أن يشاركوا فى الحياة السياسية ، وفى الوظائف الحكومية ، والمناصب السيادية لتعطى الدولة لكل ذو حق حقه على مبدأ الكفاءة والمواطنة وليس الجنس أو الدين أو اللون ..
** الأقباط يتمنون أن يشاركوا فى الحياة البرلمانية ليس عن طريق نظام الكوتة ، ولا عن طريق الإنتخابات بالقائمة ، كما يحاول أن يروج بعض المتنطعين من الأحزاب الكارتونية الهشة ، بل الأقباط يريدون أن يسعوا للبرلمان بمجهودهم الفردى ، وعلاقتهم بالجمهور ، وليس من خلال الشعارات البراقة أو الوعود الزائفة ..
** الأقباط يتمنون أن يتم تعيين بعض المحافظين من الأقباط ، ورؤساء أحياء ، وقادة فى الجيش والشرطة ، حتى لا نعيد تجربة الماضى الكئيبة ، ونتذكر ما حدث فى محافظة قنا إبان نكسة 25 يناير 2011 ..
** الأقباط يتمنون إزالة كل العوائق حول بناء الكنائس أو ترميمها ، وأن يكون القانون هو الفيصل فى تفعيل هذه القوانين ..
** الأقباط لم يوكلوا أى أحد أو حزب أو جماعة للحديث بإسمهم ، أو التعبير عن أفكارهم ، أو مخاطبة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، بل الأقباط سيندمجون فى الأحزاب الوطنية الشريفة التى سترفع شعار "مصر فوق الجميع" .. "المواطنة هى الحل" ..
** أما عن تلك الجماعة التى تخرج لنا بين الحين والأخر ، لتتحدث بإسم الأقباط ... سواء كانوا منظمات داخل مصر أو خارجها ، أو من يطلقون على أنفسهم منظمات الإتحاد الأوربى لأقباط مصر فى هولندا ، أو أمريكا ، أو أستراليا ، أو كندا .. فكل هؤلاء يمكنهم أن يكونوا جالية تضم كل الأقباط فى الخارج قد يمثلون أنفسهم .. وإذا كانوا يسعون للمشاركة أو العمل الوطنى .. فيجب عليهم الإندماج داخل الأحزاب السياسية الوطنية ، مثل جبهة مصر بلدى .. فلن يسمح أقباط مصر بترك الحبل على الغارب ، وترك كل من يتحدث بإسمهم أو يقرر مصيرهم ، سواء فى أمريكا أو أى دولة فى العالم ..
** وهنا لا أقلل من دورهم .. ولكنى أدعوهم لتكوين أحزاب مصرية فى كل دول العالم تضم الأقباط والمسلمين الشرفاء والمعتدلين ، وتكون مهمتها الدفاع عن المصريين أقباطا ومسلمين ..
** الأقباط لن يسمحوا بعودة أمثال الكدوانى المجرم الإرهابى فى المنيا فى الفترة من 1994 حتى نهاية 1996 .. وهو يقتل ويروع الأقباط ويحرق محلاتهم ، ويهتك أعراضهم .. والدولة صامتة لا تفعل ما يجب عمله للدفاع عن الأقباط ..
** الأقباط لن يسمحوا بالإستمرار فى هذه المسخرة والمهزلة التى تحدث لهم فى بعض قرى الصعيد بأسيوط من خطف بناتهم ومطالبتهم بدفع الجزية ..
** الأقباط لن يسمحوا بظهور شخصيات مثل "أبو يوأنس" الذى تعرض لقتل أحد حراس كنيسة العذراء بمدينة 6 اكتوبر ، ثم يأتى تبرير هؤلاء المرتزقة أن ذلك دفاعا عن الإسلام ..
** هذه هى مطالب الأقباط فى مصر .. وأؤكد أنها نفس مطالب أشقائنا المسلمين المعتدلين .. حمى الله مصر شعبا وجيشا وشرطة وقضاء .. وحمى رئيسها القادم المشير "عبد الفتاح السيسى" ..

صوت الأقباط المصريين

هناك تعليقان (2):