ياااااا دكتور ابراهيم محلب,
يا عزيز مصر ورئيس وزرائها الجديد الذي بدأ ولايته منذ أسبوع فقط, بقرارات جريئة أشبه بقرارات عمر بن الخطاّب وجمال عبد الناصر وعبد الفتاح السيسي..
وأعلن منذ اليوم الأوّل حربه على الفساد وبدأ يجفّف منابعه جميعا, بداية من منع توفير قوارير المياه المعدنيّة في المؤسسات الحكومية, ليكرع الوزراء ماء النيل مع الشعب…ووصولا إلى منع الهدايا والهبات والإعلانات والرياء…بقرار جمهوري صريح ونافذ.
ها أنني أرفع صوتي عاليا يا سيدي الوزير الأوّل, و ها أنني أصيح بصوت مخنوق وصدر مكلوم وأكاد أنفجر بالبكاء كما الأيتام من القهر وقلّة الحيلة والجزع على صديقي في محنته: تدخّل شخصيّا بربكّ يا دكتور وفورا لإنقاذ حياة الشاعر الكبير فريد أبو سعدة…
لقد إختار الله أن يمتحنه ويمتحننا ويمتحنك أنت شخصيّا بهذا المُصاب الفجائي الذي أصابه منذ ثلاثة أيام…وهوّ يرقد الآن طريح الفراش في غرفة إنعاش لا يتوفرّ فيها الحدّ الأدنى من الرّعاية الضروريّة لكي يقوم معافيا من جلطة لم ترحم قبله الشاعر المناضل الصديق قاسم مسعد, وقبله الشاعر الكبير ذاب حلمي سالم أمامنا وقبله يبُس المبدع العربي الكبير ابراهيم أصلان وهو في أوجّ عطائه, وقبلهم مات خمسة من كبار المبدعين أمام عيني في مستشفيات القاهرة, خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط, بسبب التقصير من مسؤولين قساة, لا مبالين, لا يهمّهم حياة أو موت روّاد وكبار مصر…
فكن بربكّ عزيز مصر حقاّ يا دكتور ابراهيم محلب, وأعد لنا العزيز فريد أبو سعدة مع ابتسامته المُلهمة رجاء, ومع نكتته الألمعية وقصيدته المارقة ووردته الحمراء وملابسه المكوية الأنيقة التي تنافس قصائده أناقة وفتنة…
بربكّ يا دكتور ابراهيم محلب, يا عزيز مصر الجديد,,,لا تُعوّل على أحد من مساعديك ولا من مستكتبيك القدامى ولا الجدد…ولا أستثني منهم أحد…فكلّهم لا يسمعون…أجب نداء كاتب قيرواني يعيش بينكم ويحبّ أرضكم, وليس له مصلحة غير أن يرى مصر ترفل في ثوب العروس مبتهجة ومتقدّمة ورائدة وكريمة وولادة, وسبّاقة وجريئة وواضحة وعظيمة كما كانت قبل النكبة…أجب بربكّ نداء كاتب تونسيّ غير مغشوش ولا مرشوش ولا يحسب حسابات ضيّقة ويعيش بينكم ويشرب معكم من النيل المقدس ويبكي لبُكائكم ويفرح لأفراحكم ككلّ تونسي أصيل…ويصبر صبركم ولا ينافق ولا يكذب ولا يخون….
بربّك أنقذ فريد أبو سعدة…
ولك علينا أن أعدته لنا سالما: أن نعلنها فرحة طال إنتظارها…
وأنّ نحبّ البلاد أكثر وأن نمشي في الشوارع مبتهجين: ككلّ عباد ربي في أرقى الدّول ,,,
فنحن أيضا مثلهم, بشر وخليط من عجين النور والطّين.
الشاعر الكبير وأحد تيجان مصر الغالية بين يدي الله ويديك الآن…وإن لم يُنقل فورا إلى ألمانيا أو إلى المستشفى العسكري وفورا…فالأمر بيد الله وحده…فكلّ ساعة وكلّ يوم تأخير, هوّ حكم ضمني بالموت وشبيه بحكم ظالم بالإعدام على شاعر مصريّ عربي كبير في قيمة ومكانة فريد ابو سعدة العبد الفقير لله الغني بنصوصه الفصوص وأحبته وضحكته الصافية وألمعيته وجمال روحه…
انقذ ابن الله فريد ابو سعدة يا سيدي الوزير الأولّ الجديد: دكتور ابراهيم محلّب…
وبالله عليك يا ربيب النيل. لا تترك الموت والقدر اللّعين يزيد من يُتمنا وأحزاننا أكثر. فأعلامنا مُنكسة وقلوبنا مرّ ومآقينا أجاج وآمالنا في المسؤولين العرب, كما تعرف مجرّد بثور هشة تخنق وضيق وريش دجاج. وها أنت آخر بارقة من الأمل بعد الله, فلا تُخيّب ظني لا خيّبك الله …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق