صديقتي العزيزة أيا كان مستواك العلمي أو التعليمي أو الثقافي أو الإجتماعي ، أيا كانت وظيفتك أو درجتك العلمية، ومهما إختلفنا في الطباع فكلنا يجتمع علي قلب وعقل إمرأة واحدة تتمني أن تعيش الحب، أن يكون لها قصة حب تعيشها تتذكرها ترويها للأصدقاء والأحفاد فيما بعد ،كلنا تريد أن تكون بطلة أميرة أحلام لرجل هو ملاكها الحارس وبطل أيامها ومعشوقها علي الدوام .
ولأن لكل منا مواصفات خارقة فيمن يتمناه ولأن من طباع البشر الإستعجال فدائما نشعر بتأخر الحدث ،بتأخر تحقيق الحلم ،ولأننا جميعنا قد تربينا علي الحياء فكلنا يستشعر الخجل في التحدث في هذا الموضوع .... الحب والوقوع به والبحث عن حبيب .... وهذا ما تغلب عليه الفيس بوك ، لأنه لا يكلف المرأة في البدايات علي الأقل إلا الموافقة وقبول طلب الصداقة
وخاصة إذا كتب الشخص عن نفسه أنه خريج كلية من كليات القمة أو أنه يحتل مركزا مرموقا أو أنه من رجالات الصناعة أو الأعمال وإذا كان يشارك ببعض من الأشعار الآخذة بالألباب وبمقطوعات الموسيقي الساحرة ويا حبذا لو كان رياضيا أو وسيما ويظهر ذلك من صوره فهو علي كدة قيمة وسيما وعريس مثالي خاصة في ظروف تفشي ظاهرة العنوسة السرطانية في مجتمعنا ... وأكثر ما يسلب لب الفتاة ثقافته وخاصة إذا تبادلا الحوارات الجانبية عبر الشات ثم عبر الموبايل وبعد أن يتغني بدلال الصوت وسحر الضحكات ..... فهنا قد وقعت الأنثي فريسة لهذا الصائد ولا حد سمي عليها .... وهي تعتقد أن هذا هو الحب ولكنه صدقيني لا يمت للحب بصلة والدليل علي ذلك ما سوف أحكيه لكم في قصة حقيقية 100بالمائة فصاحبتها صديقة شخصية لي وهي شخصية محترمة جدا ......
صديقتي هذه طبيبة في العقد التالت من عمرها متوسطة الجمال متواضعة التكوين وتنتمي الي أسرة متوسطة الحال أيضا قد يظن البعض عكس هذا لمجرد أنها تعيش في منطقة المهندسين ، ممن تربو علي أن الخروج من البيت لابد أن يكون بسبب ، ولذلك وجدت في الفيس بوك سلوتها في الأوقات التي لا يكون هناك مشفي ولا عيادة أو في أوقات السفر ... هي شخصية مثقفة خجول ولذلك صداقاتها قليلة فهي لا تبادر بطلب الصداقة من أحد وإذا طلب أحد صداقتها تتردد كثيرا وإذا قبلت تقبل علي إستحياء وعلي مضض ... تعرف عليها رجل كان يسجل في بياناته أنه أستاذ في الإقتصاد في جامعة عين شمس من خلال صوره يبدو وسيما بعض الشيء متواضعا في ملبسه ومن كلامه يفاخر بأنه من عائلة مكافحة وأنه عصامي بكل ما تحمله الكلمة التي إندثرت من معني .... من صوته بعد أن تعددت الحوارات والتي أظهرت ثقافته ودماسة خلقه طلب منها رقم الموبايل بحجة أنه كان يشعر بألم ما في الليل وأراد أن تكتب له علي مسكن لولا أنها لم تكن متواجدة وبعد الشكوي من أنه تألم كثيرا ولأن تليفونها أساسا موجود مع معظم المرضي في العيادة ومع طاقم العمل بالمشفي فلم تجد مانع من إعطائه له .... وقد حدث المنتظر أو المخطط حيث أثني علي صوتها ووقع أسير رنين ضحكتها وهي أيضا وجدت أن صوته يؤكد رجاحة عقله وإتزان شخصيته ... وحتي إذا ما حدث وإصطدمت أفكارهما مع إنطباع أنه أستاذ جامعي كان دائما يرجع الموضوع الي أنه من مستوي بسيط وعائلته مازالو يقطنون في حي المنيب ...وكانت سريعا ما تقتنع بما يقول .....
طالت فترة التعارف بينهما وكثيرا ما كررا اللقاء ولكن ظروفهما معا لم تكن تسمح فمرة كانت هي السبب حيث أتي الي منزلها وأهلها ضيوف ومرة كانت لديها إجتماع ومرة كانت ستسافر لتحضر محاضرة في الفيوم وغيرها من الأعذار التي جعلتها تصدق أعذاره هو أيضا .... بصراحة لم يقف الموضوع عند هذا الحد فقد نصب عليها وهذا ما لم تصدقه أو تعقله وقتها .... حيث إتصل يوما وقال أنه في مؤتمر ما في السلوم أو مرسي مطروح أو مرسي علم أو ما شابه وقد تم الحجز لهم في فندق منعدم الخدمة وأنه تقريبا في الصحراء وبات يسخط ويلعن وفي النهاية إدعي أن شحن الموبايل سوف ينتهي وعليه لن يتمكن من التحدث مع أحد وطلب منها أن تشحن له لأنه في هذه الصحراء لا يجد أحد يبتاع منه كروت شحن أو غيره وحدد مبلغ الشحن 100جنيه ... وبالطبع وعلي الفور شحنت له صديقتي لأنها لا تستطيع أن يمر يوما بدون سماع صوته ....ولأنه قال لها إن هذا المبلغ سيكون دافعا لضرورة مقابلتها حتي لو موش عشان واحشاني وعايز أشوفك هيكون عشان موش بحب أكون مديون لحد!!!!
ولكن عندما عاد بالسلامة مرت مدة طويله مع تكرار الحجج التي لم يرد الي خلدها قط أنها مفتعلة ...
ويوما ما كان المعروف أنه طبقا لجدول مواعيدها أنها في المشفي لتجري العمليات .. وحدث أمر ما فألغيت العمليات فأقنعتها إحدي الصديقات أن تنزل وسط البلد تتجول قليلا وتشتري بعض الأشياء وتحتسيا الشاي في أي كافيه أو تقضيا الوقت بطريقة غريبة من باب التجديد وكسر الروتين وقد كان.....
الساعة العاشرة صباحا في شارع شهير في وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير وأمام محل ملابس وجدت هذا الرجل الذي يقوم بجمع القمامة ولا تدري ما الذي شد إنتباهها إليه .... غير أنها وقفت ونظرت إليه وتلاقت عيونهما لأول مرة علي الحقيقة بغير شاشات اللابتوب أو الموبايل فعرفته وعرفها ولم يكن منه إلا أنه نظر للأرض ...
لم تذكر لصديقتها شيئا ولكن جاءت الي لتبكي لتصرخ لتولول لتندب حظها .....
مع كل الإحترام لجامع القمامة ولوظيفته الشريفة ولكن لماذا الخداع .... هذا هو السؤال??
لماذا ننسلت من جلدنا!!!?? لماذا لا نحاول أن نكون نحن وكفي??
ولماذا لا نرضي بما كتبه الله لنا!!?
ولماذا نجرح ونخدع من ليس لهم ذنب فيما نعيشه أو ما نعاني منه???
ف النهاية صديقتي وأختي عايزة تحبي?? أخرجي .... نعم أتركي الفيس بوك وأخرجي .. روحي النادي أو الكافيه .... إخلقي لنفسك مكانا يكون ملكا لك يعرف بك وتعرفين به .... ثبتي جلستك به مدة معينة كل يوم ساعة أو نصفها وفقط وسوف تجدين من يهتم بك ويحفظ عن ظهر قلب موعدك ويهتم بأن يتواجد معك أو بالقرب منك بأي شكل كنتيه وبأي وضع كنت عليه وأيا كانت وظيفتك أو هيأتك ..... وقتها لن يكون هناك ما يستدعي الجهل وما يسمح بالخجل
.... وقتها فقط ستدركين هل فعلا هذا حب أم وهم ولكن أن تقضين حياتك وراء شاشة الكمبيوتر وأن تقعين في شرك وهم الفيس بوك رغبة أو بحثا عن الحب الذي غالبا يكون وهم وأحيانا يكون خدعة ماكرة ممن لا يهتمون بمشاعر غيرهم فهذا ما لا يقبله عقل أبدا .....
ألا هل بلغت اللهم فإشهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق