التفويض الرابع للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى/ مجدى نجيب وهبة

** للمرة الرابعة .. ينطلق الشعب المصرى بكل طوائفه وكل إنتماءاته بالملايين لتفويض الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسى" للإنطلاق إلى الأمام ومساندته فى مشروعه العملاق ، مشروع القرن وهو قناة السويس الجديدة ..
** الجميع يتذكر التفويض الأول ، عندما خرج الملايين من أبناء هذا الوطن العظيم لمطالبته بإسقاط حكومة الإخوان ، وبالفعل إستجاب السيد الفريق أول عبد الفتاح السيسى لنداء الشعب وأطاح بالإرهابيين وأعلن خارطة الطريق فى حضور ممثلين من الشعب المصرى ..
** التفويض الثانى .. عندما طلب الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ، تفويضا من الشعب المصرى لمواجهة الإرهاب .. فخرج الملايين لتفويضه ..
** التفويض الثالث .. عندما أصر الشعب المصرى على تكليف المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع على قيادة سفينة الوطن ، حتى يصل بها إلى بر الأمان .. بعد أن توحدت الإرادة الشعبية والجيش المصرى والشرطة المصرية تحت هدف واحد هو الخروج بمصر إلى بر الأمان ..
** وقد أوفى الرئيس بكل تكليفات الشعب المصرى رغم وجود الكثير من المعوقات ، والكثير من المتأمرين والخونة .. ولكنه أصر على أن يمضى إلى الأمام . رافضا أى خوف أو النظر إلى الوراء .
** ولم يمضى بضعة شهور على تولى الرئيس زمام الحكم فى مصر إلا وأطلق أكبر مشروع عملاق فى منطقة الشرق الأوسط كلها ، وهو مشروع قناة السويس الجديد .. هذا المشروع الذى بدأ ديليسبس فى حفره بسواعد مصرية ودماء أجدادنا وبتمويلات خارجية .. وأصبحت قناة السويس أكبر مجرى ملاحى مائى للسفن العابرة من الشرق للغرب ، وإكتسبت مصر موقعا هاما متميزا جغرافيا وأمنيا لمدخل العالم العربى ..
** كل ذلك يتذكره الشعب المصرى .. وبالعودة إلى المشروع العملاق لقناة السويس الجديدة .. هذا المشروع فوجئ به الشعب المصرى ينطلق فى بضعة ساعات وليس سنين ، ودراسة جدوى ، ولجان لدراسة الجدوى ، ولجان لدراسة الأرض ، ولجان لدراسة موقف الدول الغربية وأمريكا ، ودراسة جدوى لفكرة تمويل القناة ، و .... ، و ... ، وكل هذه الدراسات كانت تبدأ بحماس إعلامى .. ثم فجأة تنتهى وتموت وتتحول إلى ذكريات يتم نسيانها بعد مرور عدة أيام .
** لم يحدث شئ من هذا القبيل ، ولم يستغرق الإعلان عن المشروع بضعة أيام وإنطلق الرئيس ، ومعه كل شباب مصر ورجال الإعلام المصرى ورجال الأعمال فى موكب مهيب إلى محافظة الإسماعيلية لإعطاء إشارة البدء فى إنطلاق مشروع القرن ..
** دعا الرئيس رجال الأعمال إلى التبرع للمشروع .. وإعتقد الرئيس أن أموال رجال الأعمال ستتدفق لدعم المشروع وفاءا لدين رجال الأعمال تجاه الوطن الأم .. مرت الأيام بطيئة ، وساهم بعض رجال الأعمال بكل ما يملكون وساهم رجال القوات المسلحة ، وتقاعس الكثيرين غير مبالين بالدور الوطنى النابع من قلوبهم .. لأن الرئيس لم يرغب فى الحصول على هذه التبرعات رغم أنف البعض .. بل ترك لهم حرية العطاء ومساعدة مصر .. فكانت النتيجة هى هروب العديد من رجال الأعمال من تقديم المساعدة .. وبالطبع كانت الحصيلة محزنة بكل المقاييس .. فلم يكن أمام الرئيس المصرى إلا خيارا واحدا هو طرح المشروع على الشعب للمساهمة والمشاركة فى إتمامه ..
** طرحت الأسهم بمبالغ تبدأ من عشرة جنيهات إلى 100 جنيه إلى 1000 جنيه ، ومضاعفات هذه الأرقام .. ووضع كل الشروط التى تبدأ بنسبة الأرباح حتى ضمان عملية السحب للشهادات أو إيداعها بكل حرية بدون أى شروط أو قيود .. ولأن الشعب المصرى صاحب ثورة 30 يونيو .. هذا الشعب العظيم بكل فئاته خرج فى أول يوم لطرح هذه الأسهم بالملايين .. وكانت الأرقام مفرحة .. فقد وصلت جملة شراء هذه الأسهم فى مدة 3 أيام إلى ما يقرب من 30 مليار جنيه ..
** نعم .. ثلاثة أيام فقط على طرح الأسهم وبلغت قيمة الشراء 30 مليار جنيه .. رغم أن قيمة الأسهم التى تم عرضها للمساهمة فى المشروع لا تتعدى 60 مليار جنيه .. بمعنى أنه تم وضع نصف المبلغ فى خلال 3 أيام .. وهذا يعنى أن الشعب لم يهتم بدراسة نسبة الربح أو الخسارة .. فمصر هى الضمانة الوحيدة للمشروع .. ولكن الشعب كان له رأى أخر هو مشاركة الرئيس لشعورهم بأن مصر أصبحت ملكا لهم ، وهم أصحاب هذا الوطن .. فخرجوا بالملايين لتفويض الرئيس للمرة الرابعة لدعمه فى كل قراراته ..
** سيادة الرئيس .. هذا هو الإستفتاء الحقيقى على ثقة الشعب المصرى بقيادتك الحكيمة لهذا الوطن ، وثقة الشعب المصرى فى وطنيتك الخالصة ، لتخليصها من الفوضى والإرهاب ..
** لذلك فأعتقد سيادة الرئيس أن الشعب المصرى يطالبك بالضرب بيد من حديد على كل المتآمرين والخونة وخفافيش الظلام التى باتت تهدد ثورة 30 يونيو وتحاول أن تزعزع الثقة فى عبور هذا الشعب بالسفينة إلى بر الأمان ..
** إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يمتلك كل هذا التفويض من الشعب المصرى فعليه أن يدرك أولا ما تحاول بعض الصحف المصرية الخاصة أن تبثه وتنشره على صفحاتها فى محاولة لتوريط مصر وهدم الدولة .. فقد نشرت جريدة المصرى اليوم خبر يقول "مصر تشارك فى التحالف الدولى لضرب داعش" .. وتفاصيل الخبر تقول ((انضمت مصر إلى الجهود الدولية لمواجهة تمدد تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا، وأعلنت وزارة الخارجية أن القاهرة ستشارك فى اجتماع بمدينة جدة السعودية، غدًا، لبحث تفاصيل تشكيل التحالف الدولى ضد داعش)) ...
** فهل لا يعلم الرئيس المصرى والقيادات العسكرية فى مصر والقيادات الأمنية أن قصة سوريا هى نفس سيناريو العراق ، وأن داعش هى منظمة أمريكية .. وما تفعله فى سوريا والعراق من قتل وذبح وحرق كنائس الأقباط هو بأوامر مباشرة من أوباما ، واليوم أمريكا تدعو لضرب داعش ولكن الحقيقة هو ضرب سوريا وتدميرها كما حدث فى العراق وليبيا .. وسوف يحاكم التاريخ كل من يتورط فى مشاركة أمريكا لضرب الجيش السورى والشعب السورى من أجل حفنة من البلطجية يطلقون على أنفسهم "معارضة" أو الجيش الحر .. بل على القيادة المصرية أن تعلم أن الخطوة القادمة ستكون ضرب الجيش المصرى بنفس الأسلوب .. وعلى القيادة المصرية أن تعلم أن إسقاط الدولة المصرية هو أخر حصون الدفاع عن دول الخليج ... فإنتبهوا أرجوكم قبل فوات الأوان !!!...
** أما على الصعيد المحلى .. هناك محاولات مستمرة لزرع الفوضى فى الشوارع والميادين .. نرجو أن تعطى توجيهاتك للسادة رؤساء الأحياء بالمرور على الشوارع الرئيسية والجانبية وملاحظة الفوضى والتهريج الذى وصلنا إليه .. فقد إنطلقت الفوضى من الباعة الجائلين إلى أصحاب المحلات ، وأصحاب بعض العقارات .. وإنتشار ظاهرة وضع مواسير أمام كل العقارات وكل المحلات لمنع ركن السيارة أمام أى محل .. مما جعل أصحاب الجراجات يتحولون إلى مافيا لسرقة أصحاب السيارات ، فقد وصل أسعار ركن السيارات لبعض أصحاب هذه الجراجات فى المناطق الشعبية إلى مبلغ 250 جنيه  ..
** وهذا يعنى بحسبة بسيطة .. أن أصحاب الدخول المحدودة ويمتلكون سيارة .. يضطرون إلى دفع مبلغ 1000 جنيه لبعض بلطجية الجراجات بل وصلت البلطجة لبعض هذه الجراجات إحتلال الشوارع والأرصفة ومنع أصحاب السيارات من ركن سياراتهم حتى يضطروهم للجوء إليهم .. بإستخدام بعض البلطجية ..
** سيادة الرئيس .. قد يبدو الموضوع بسيطا وتافها .. ولكن الواقع أنه ضمن مسلسل البلطجة .. الذى بدأ يفرض وجوده على الشارع المصرى مع تقاعس الجهات الامنية ومسئولى الأحياء .. حمى الله مصر شعبا وجيشا وشرطة !!..

صوت الأقباط المصريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق