قالت رئيسة وزراء أستراليا جوليا جيلارد مخاطبة أحد المتشددين الإسلاميين في أستراليا:
«لماذا أنت متعصب لا تسكن في السعودية أو إيران؟ ولماذا غادرت دولتك الإسلامية أصلاً؟ أنتم تتركون دولاً تقولون عنها: إن الله باركها بنعمة الإسلام، وتهاجرون إلى دول تقولون عنها: إن الله «أخزاها» بالكفر، من أجل الحرية، العدل، الترف، الضمان الصحي، الحماية الاجتماعية، المساواة أمام القانون، فرص العمل العادلة، مستقبل أطفالكم، حرية التعبير، إذن لا تتحدثوا معنا بتعصُّب وكُره، فقد أعطيناكم ما تفتقدونه.. احترمونا أو غادروا».
ومع حدَّة كلام الرئيسة، وأنه فعلا بارك الله ديارنا بنعمة الإسلام، إلا أن هذا كان ردة فعل لحالات التعصب التي تبدو على بعض المسلمين في تلك البلدان المتطورة مثل أوروبا أو أميركا أو أستراليا، لأن هذه الدول فعلاً توفر للإنسان العدالة والكرامة والمساواة وفرص العمل، وإلا لماذا يهاجر المسلمون لهذه الديار؟ وكم من قوارب الموت انقلبت ومات من عليها في محاولات للهروب من الواقع السياسي المرير في العديد من البلدان الإسلامية.
كما أن تلك الدول المتطورة توفر للمجتمع الضمان الصحي، وحليب الأطفال، والتعليم المجاني، بل والبيوت الآمنة لبعض «الهاربين» من دولهم المتخلفة وأنظمتهم الفاسدة. وندرك حجم طلبات التأشيرات لتلك الدول التي تعتبر بلاد النعيم المفقود لهؤلاء، ولكن بعد أن يتمتع هؤلاء بالجنسية واستحقاقاتها، يبصقون على جوازات سفرهم الأصلية، ونجدهم يسلكون مسالك أخرى مخالفة للقوانين التي تنظم الحياة في تلك المجتمعات، ويقومون بنكران الجميل ونسيان روعة المرافق العامة، والمتنزهات، والمستشفيات، والجامعات، وعدالة القضاء، وحرية التعبير.
فبعض ناكري الجميل يتجمعون ويؤلفون جماعات إرهابية متطرفة! ويبدؤون في تحدي الأنظمة المحلية، بل وإزعاج المواطنين، عبر التجمهر وقطع الطرق، رغم أن القانون ينظم عملية التجمهر والمظاهرات دون عوائق، وليس كما يحدث في بلدان هؤلاء المهاجرين، فإن رفع أحدهم رأسه مطالباً بحقه الذي يضمنه الدستور، طار رأسه أو أُلقي في «غيابت الجُب»، كما أن بعض هؤلاء المهاجرين لا يريد أن يعمل عملاً شريفاً يضمن له الحياة الكريمة، فينطلق في ترويج المخدرات أو الدعارة أو السرقة، ولقد شهدنا أكثر من مرة في جنيف حادثتين لعرب مهاجرين قاموا بسرقة أكاديميين في محطة القطار! وبذلك يشوهون الصورة الأنقى للشخص المحترم الذي لا بد أن يُطبق مبدأ «يا غريب كون أديب»! كما أن هذا البعض يزعج السلطات، كون القانون يحميه، ويستغل بنود القانون بالخروج عن السوية وارتكاب حماقات، خصوصاً هذا البعض الذي تبدو عليه «سحنات» محددة، تخالف ما درج عليه المجتمع.
إن كلام رئيسة وزراء أستراليا مهم، وفيه رسالة لكل من يهاجر من أجل مستقبل أفضل وحياة كريمة! وفيه نصيحة لكل الذين يحملون الكراهية، والتخلف، والعصبية، ورفض الآخر، والطائفية، وعدم الاهتمام بالنظافة! فإذا كان المهاجر الذي فرَّ من الطغيان والظلم والبطالة والفقر وفساد الأنظمة وغياب حرية التعبير، يحاول ترويج الأفكار المخالفة للثقافة الغربية (المفتقدة في بلده) من غياب الديمقراطية، وتردي الخدمات الصحية والتعليمية، ونهب الثروات، والتغوّل على القضاء، والاستحواذ على فرص العمل، و»صياعة» الأطفال في شوارع الانحراف والجريمة، ومن حياة قميئة، وترقب لطوارق الليل، والخطف والقتل الطائفي، وغياب أي شكل من أشكال الحرية، فكيف يمارس أعمالاً مخالفة في البلدان التي توفر له كل أسباب الحياة الكريمة، بل ويقوم بتنغيص حياة أهل البلاد الأصليين، بالممارسات المتخلفة التي جلبها معه من بلاده.
لقد شاهدنا -في أوروبا وأميركا- بعض الممارسات للمتشددين الذين يجاهرون بعدائهم لأهل البلاد الأصليين ويتحدون السلطات، ويزعجون الجيران، كما أن بعضهم يفتقد النظافة العامة، وبعضهم يجاهر بالعداء لـ «الاستعمار، الاستكبار العالمي، الرأسمالية»، ويرفعون شعارات ضد هذه البلدان التي تؤويهم، وتوفر لهم بيئات الإنجاب والتعليم والتطبيب.
وللأسف فإن تلك التصرفات تضر ليس بالمسلمين والعرب المقيمين في تلك البلدان فقط، بل تضر بالعرب والمسلمين السائحين والمرضى ومرافقيهم، الذين ينشدون الراحة والأمان في تلك البلدان.
أعتقد أنها قضية وعي في المقام الأول! لأن أغلب المهاجرين من الطبقة المسحوقة، غير المتعلمة، والمتطرفة أيضاً! ولا بد أن تتخذ إجراءات لقبول المهاجر، لا أن يُسمح للجماعات المتخلفة بتكوين خلايا تعبث في المكان وتصدره للخارج، وبذلك تعمُّ النقمة على كل العرب وكل المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق