هذا هو العالم الأحمق يا كل عواصم القهر!!
يا عواصم الظلام والجبروت والمسالخ البشرية!
أعلن أنا المواطن البسيط الذي لا أملك سوى ما تبقى من حروف أنني ضد التسلط والجبروت والإرهاب الممنهج الدولي الذي تمارسه الدول الكبرى، إرهاب تُمْتَهن فيه الذات البشرية في كل منحى من المناحي؛ السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، إرهاب تستباحُ فيه دماء الشعوب المغلوب على أمرها، إرهاب يُضْرب فيه الآمنون في عقر دارهم، ويستخرجهم من بيوتهم، ليغرسهم في سجون المنافي والصحاري، إرهاب تعلن فيه تلك الدول الأثيمة يوميا أنها معه بكل ما أوتيت من صلافة ووقاحة وشناعة وقلة ضمير!!
أعلن هنا أنني ضد من ساند ودعم ووقف مع المحتلين القدماء والجدد، الذين فرقوا بين الأخ وأخيه، وبين الزوجة وزوجها، وبين الحبيب والحبيب، وأضحى القريب بعيدا بعيدا، ضد من قسمونا وحدات وكنتونات متصارعة على الوهم في اتفاقيات أوجدوا لها نواطير تحرسها من قادة ليس لهم في الرجال نصيب، سوى ما نبت من زغب تحت إبطهم، ففاح نتنهم يزكم أنف التاريخ، ليلعنهم كلما حلّ ذكرهم!!
أعلن هنا أنني ضد كل دكتاتور عربي وفقيه وشيخ ومفكر يعطي شرعية للإرهاب الدولي، ويجرم الضحية، ويسكت عن توغل الدول الكبرى في الروح والجغرافيا لتهلك الحرث والنسل، فتمصنا دماء وجهدا ووقتا وحضارة لنعود قبائل لا تعرف سوى الجنس والأفيون، وسراب الصحراء القاحلة!
أعلن هنا أنني ضد كل من شارك في أي تجمع دولي أو محلي أو إقليمي أو ندوة أو سهرة أو برنامج تلفزيوني أو إذاعي يفند فيه إرهاب المقهورين الموجوعين، ويمتدح الجلادين ويستميحهم عذرا، ويتأسف لهم عمن يوصف بأنهم "جهلة الأمة"، ويتباكى على الإسلام المفترى عليه!!
أعلن هنا وأنا بكامل قواي العقلية ونشاطي الفكري الكامل والمتزن أنني ضد كل فكرة وكل جملة وكل كلمة وكل حرف لا يقول صاحبه كلمة حق من أجل نصرة المظلومين المقهورين في كل زمان ومكان في هذا العالم المشبع بالقهر والزفت المغلي!!
أعلن هنا براءتي التامة من كل تضليل أو تجريم لكل مقاوم يدافع عن نفسه أو يدفع عن نفسه وبأي وسيلة متاحة شر من اقتحم أرضه وسماءه وأهال عليه من لهيب الصواريخ، وأعلن انحيازي الكامل جسدا وروحا وفكرا مع كل جائع وسجين ومضطهد لا يراعي فيه المتجبرون حقا أو ذمة أو حرية!
أعلن هنا البراءة من كل ما عدا الحق والعدالة والجمال وأبرأ براءة تامة من حب الحرب والقتل والتضييق والسجن والإرهاب والضحك على الذقون، ولكنني مع كل حركة ومقاومة وتصرف ونسمة هواء تحشرج في حلق كل جائر متسلق مخادع انتهازي خائن للضمير والإنسانية والمنطق مهما كان موقعه السياسي والفكري والأدبي والوجداني والديني!
أعلن هنا أن هذا الإعلان سيظل ساري المفعول حتى تطهر الأرض من الظالمين، ويسود العدل، ويتجندل الطغاة في سلاسل من نار، ويُرْكَلون بالأرجل، وتلعب بهم الصبيان ويتندر بهم كل ساهر، ويصبحون مثلا سائرا في تحقق العدل الإلهي السرمدي الأزلي الكلي الشامل، ويضحون عبرة لكل من تسول له نفسه اللعب بمصائر البشرية!!
----------------------
وعلى ذلك ألتزم وأوقع حتى توافيني المنية غير آبهة بحاكم أو جائر!
فلسطين المحتلة- نابلس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق