أفكر مليا بهذه اللعبة السخيفة المسماة "اختبارات الفيس بوك"، ومنها اختبار "زوجتك المستقبلية" من المشهورات، للذكور طبعا!، إذ إن للإناث اختباراً خاصّاً من المشاهير.. ويا لحسن حظي وحظ الكثيرين إذ كانت الفنانة اللبنانية اللعوب الظريفة المشتهاة هيفاء وهبي هي زوجتي المستقبلية، ولكن يا للحسرة التي تدمع العين فهي كذلك زوجة الكثيرين من أمثالي منفذي الاختبار!
راحت السكرة وحضرت الفكرة، لأعيد التفكير مليا أيضا، فكم أصبح عدد أزواج هيفاء وهبي حتى اللحظة؟ لا شك في أنهم كثيرون، بل ويزدادون كل حين، فكيف سنتشارك بفنانة واحدة أم أن لكل زوج فيسبوكي محتمل حظه من هيفاء وهبي، زينتها وأشياءها وسماع أغنياتها؟ فقد قدم لنا الفيس بوك الزوجة، ولم يقدم لنا الحل، فالزوجة وطبيعة إشتراكيتها لهذا العدد الهائل من الأزواج معضلة كبرى، تستدعي الحل العاجل، فليس بمقدور هؤلاء الأزواج السكوت عن حقهم بهيفاء وقد زوجهم الفيس بوك بها بمهر مقداره "سبعة أسئلة"!!
إن هيفاء وهبي كما وصفتها نتيجة الاختبار لتغرينا بها هي "مغنية لبنانية جريئة وقوية الشخصية, إنها كل ما تحتاج إليه هذه الأيام"، لاحظوا أنه يخاطبني أنا شخصيا، ولكن ماذا عن الآخرين، من المؤكد أنها لكل واحد منهم أيضا "كل ما يحتاج إليه"، صورة مرعبة حقا، ماذا على الفيس بوك لو عدل في اللغة قليلا ليقول "إنها كل ما تحتاجون إليه".
للمرة الثالثة أعيد التفكير في هذا الاختبار السخيف، أفكر مليا، وعلى نحو جدي، بعيدا عن السخرية، ما هو موقف "حكومة الظل في المملكة الزرقاء" من هذه الزيجة الإلكترونية المستقبلية البائسة؟ إنني أكاد أقرأ فرمانا صادرا عن تلك الحكومة يقول، وبلهجة صارمة خالية من المداهنة أو التسامح: "والله يا عيب الشوم عليك يا فراس لو تزوجت امرأة مثل هيفاء وهبي أو كانت هيفاء وهبي زوجتك المستقبلية".
والآن، وبعد هذه الورطة، ما هو قراري النهائي؟ هل سأترك هيفاء وهبي للآخرين، وأتنازل عنها بهذه السهولة؟ لن أتردد، سأختار أنا هذه المرة لتكون زوجتي المستقبلية هي شبيهة "نجاة الصغيرة" لعدة أمور أهمها: أن نجاة الصغيرة نفسها لن تقبل بي زوجا لعدة أسباب كذلك، لعل أوجهها أنها مطربة ومشهورة ومن جيل العمالقة، وأنا ما زلت شابا، قليل خبرة ومال، كما لن أفكر بهيفاء وهبي ولا بشبيهتها لا من قريب ولا من بعيد!
وعلى ذلك سأبحث عن اختبار فيسبوكي جديد، يطلّق هيفاء وهبي مني، ويخرجها من قوامتي، فهي جرئية وأنا لا أحب الجرأة في النساء، أحب أن تكون المرأة هادئة ناعمة كرذاذ المطر، تروي الروح والفكر والنفس قبل أن تروي متعة الجسد الزائل!
كل اختبار وأنتم بخير أيها الفيسبوكيون؟ ولكن إياكم أن تصدقوا أن كل هذا وهم، إنه مجرد لعبة أعصاب ظريفة، وتشهير بأعراض الفنانات الطاهرات العفيفات اللواتي لن يقبلن بهذه الاشتراكية الزوجية الماجنة، ولكن هل يا ترى سترفع هيفاء وهبي على أزواجها دعوى لحقوق الزوجية والقوامة؟ أم سترفع دعوى ضد إدارة موقع الفيس بوك؟
أنا لا أرى أن شيئا من ذلك سيحدث لأن هيفاء وهبي بكل بساطة لن تنفع ولن تشفع بعد هذا التاريخ المجيد من الحياة الفنية الحافلة بكل ما هو مثير للشفقة والاشمئزاز!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق