في الوقت الذي كان تنظيم مرتزقة التكفير داعش ، الأسبوع الماضي ، يقترف جريمته البشعة بحق الموروث الحضاري العراقي وتدمير الكنوز الأثرية التاريخية في اعرق متاحف العراق في نينوى بمنطقة الموصل ، كانت جماعة "تدفيع الثمن" العنصرية المتطرفة تضرم النيران بمبنى تابع للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بالقدس ، وتخط شعرات معادية للمسيحية وللنبي عيسى عليه السلام ، وذلك بعد يوم من إضرام النار بمسجد الهدى بقرية البجعة في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية على أيدي هذه الجماعة الدينية المتطرفة ، التي تشن منذ فترة هجمات متكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والضفة الغربية وداخل الخط الأخضر . وقد سبق أن أشعلت النار في عدة مساجد ، ودنست المقابر والكنائس والأديرة ، وكتب شعارات معادية مسيئة للرموز الدينية الإسلامية والمسيحية .
وهذه الممارسات والأعمال الإجرامية التي ترتكبها هذه الجماعة المتطرفة بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية ، هي بلا شك جزء من مسلسل العداء الصهيوني لكل ما هو عربي وفلسطيني ، ونتاج للتربية العنصرية والتثقيف العنصري المتطرف للمؤسسة الرسمية الحاكمة ، ودليل ساطع على همجية ووحشية المستوطنين والمحتلين الذين يمارسون العنف والإرهاب والاعتداء على شعبنا الفلسطيني ، وتمثل انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والمواثيق الدولة وتتعارض مع الشرائع الدينية .
إنها باختصار أعمال وممارسات إجرامية وإرهابية لا تختلف عن ممارسات داعش وأخواتها ، وما تقوم فيه من انتهاكات بحق دور العبادة وتشريد المسيحيين وتهجيرهم من مدنهم وقراهم الأصلية في العراق وسوريا ، وتستوجب الإدانة العالمية الواسعة ، ومن الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي لتوفير الحماية لكل أماكن العبادة وللمقدسات الإسلامية والمسيحية ، والإسراع في إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية ، وتمكين شعبنا الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق