غيمةٌ من أبسط الفراشات/ محمد رفعت الدومي

علي حافة قريتي التي لا يلتقط الغرباء أبداً تعرجات روحها دون دليل من أهلها كان حقل الذرة الذي له شكل المثلث، وكان نسيم المساء يعلق في قامات العيدان المرتعشة، وكنت، ككل مرة، قد استسلمتُ تماماً لحذر اللقاء الحرام، لذلك، تسللتُ إلي الحقل الذي له شكل المثلث بعد أن أصبح في حكم المؤكد تثاؤب كلِّ الطرقات عن المارة، وضمور ضوء القمر هذه الليلة، وجلستُ في انتظارها وحيداً، أغرس وجهي بين يديَّ منقبضاً من القلق والاضطراب، هي دائماً تأتي عند كلِّ اكتمال لرغبتي في تفجير نزوتي في جسدها، لكن موت أمها قد أعاقها شهرين وبعض الشهر عن أداء هذا القدَّاس البشريِّ، مع ذلك، لم أتوقف يوماً عن الذهاب في الموعد المتفق عليه..

تتآكل أصداء البيوت المغلقة علي الأسرار الصغيرة كلما تقدم الظلام في العمر، وتتَّحدُ مع حفيف الأشجار المتطفلة البعيدة، ونقيق الضفادع، ودقات أجراس كنيسة بعيدة، وارتعاشات عيدان الذرة علي إيقاعات غامضة، وعواء كلاب بعيدة تحتشد، نظرت من خلال أوراق الذرة إلي السماء، كان قليلٌ من الرماد يسكنها، فكَّرتُ بصمت، ألم يجد الله للقمر شكلاً أفضل من الدائرة، مع ذلك، استطاعت عيناي أن ترصدا نجماً يولد! 

طارت طرقُ اليمام فجأة، وامتلأ المكان برائحة المانجو المدانة بالبياض، وكان هذا وحده كافياً بالقدر الذي يوقظ الرغبة في كلِّ حواسي، ونارَ المرح الداخليَّ، لابدَّ أنها الآن تسير في الدروب الوعرة قادمة إليَّ ، تسحب خلفها كالعادة غيمة من أبسط الفراشات، قلت لنفسي لابد أنها استسلمت هي الأخري لحذر الحكاية فاختارت أن تسلك طريق الجسر الغربيِّ، فهو ، وإن كان أشدَّ طرق القرية وعورة، الطريق الأمين لمن يريد التخفي عن العيون المتربصة..

من كان يصدق أن النجمة التي يرقص فوق خصرها كلُّ المراهقين في قريتي، وفي القري المجاورة، وفي البلاد البعيدة، ويتمرغون فوق طراوة جسدها تحت سماء مزيفة، ويمرنون أجسادهم تكريماً لها علي ممارسة العادة السرية في العتمة، سوف تنام عارية عما قليل تحتي!

ارتفع ضجيج رائحة المانجو المسكرة، وأصبح الليل وسيمًا، كلُّ شي تغير، لم يكن لليل هذا المظهر الذي الآن يسعدني، لقد التقطتْها عيناي تسعي في حذر شديد تحت غيمة من أبسط الفراشات بين عيدان الذرة، يمرر النسيم أنامله الرقيقة في شعرها الخيليِّ ، ليست أطول النساء، لكنها، أطول نخلة في غابة النساء، لقد بدا واضحًا أن ذعرَ المدن وتقاليد الفراق العائليِّ لم تحسم شيئاً من فتنتها، كم كانت مشعة في أسود الحداد ولائقة جداً!

تخليت عن حذري وركضت نحوها، أحطم عن عمد، حتي مررت منحنيًا تحت أقواس عطرها الملكيِّ، واستسلمنا لعناق مرضيٍّ طويل! 

قبلتُ بخشونةٍ عينيها الغارقتين تحت شفتيَّ، وقاطعت أغنية الكرز في شفتيها بقبلة حمَّلتها كلَّ أشواقي وأشجار حنيني لحرارة هذا البياض المجرد، كنت أسمع في جسدي هدير الموج، وأشمُّ رائحة النبيذ في لعابها، عاودتُ عناقها بقوة واستلقينا متعانقين.. 

حكت لي وأنا أجوس بشفتيِّ في كلِّ تفاصيل جسدها العارية كيف كان موت أمها مؤلمًا، وانحدر اللؤلؤ من عينيها حقيقيَّاً وحارًا، تمنيت لحظتها لو أنني أستطيع أن أنكل بكلِّ أحزانها الماضية والمؤجلة وأرمم بالزنابق جراحها، غير أنني لم أدر ماذا يجب عليَّ أن أفعل لتهدئة قلب أحزانها سوي المزيد من اللثم والعناق!

استعادت بعد خسارة الكثير من الدمع هدوئها، واشتعلت بيننا لغة الصمت الدارجة حتي جاءت اللحظة التي سحقت روحي بغموضها وجمالها، لقد خلعت جوربها عن قدمين ناصعتين، ورأيت منعطف ركبتيها الخاص، فشعرتُ أني أترنح علي حافة غامضة، لقد تحول الكون كله إلي جملة روحية، هنا عند كل شئ، ورائحة السواحل البعيدة، واختل ايقاع أعصابي وسط غيمة من موسيقي صوفية مبهمة، تمنيت لحظتها أن يتجمد الوقت، أو، أن ألفظ أنفاسي الأخيرة وسط كل هذا الذهب، وضبطتُ الدموع تسيل من عينيَّ حارة مجردة، وكما يفعل الواصلون، رفعتُ رجلها اليمني إلي شفتيّّ وقبلتها قبلة حقيقية، ثم رحتُ ألعقُ بإخلاص باطنها الطريَّ وهي تسرِّح شعري بأصابعها الرقيقة في حنان كالقطن أبيض! 

سرعان ما بدأت أتخبط في شبقي، نمتُ فوقها، وبكلتا يديَّ أقبض الآن علي ثدييها، شوق ساعات الانتظار الطويلة ها هو الآن يتناثر هنا وهناك، وها أنا أصطاد من كلِّ ملليمتر في جسدها نجمة، أمضغ الحلمتين اللتين تمنحان من يمضغهما السكينة بكلِّ فيضها وأسرارها، أقطع المسافة من ثدي إلي ثدي في وردتين، أحكُّ فراشة الحناء علي كل ثدي بأظافري، أراقب هدير الحليب المحتجز في ثدييها وسط سحابة من العطر المستخلص من جذور غريبة، أتمسك بكل طريٍّ فيها، هي احتشدت أيضاً، وراحت تتمسك بكلِّ صلبٍ لديَّ.. 

دفعتني برفق ثم خلعت كلَّ ملابسها عن جسد من أحجار كريمة، رأيت كل ما هو خاص وحميم، نزعتُ علي عجل أنا ثوبي أيضًا، وتهدل الليل فوقنا عناقيد ماس!

لم ننتبه خلال دوراننا في الشبق أننا ندمر عن عمد كل ما يطاله جسدانا من عيدان الذرة حولنا، كان عراء رغبتها تلك المرة واضحًا ومشتعلاً، دقائق حمراء، أفلتَ بعدها السائل اللزج مني وانساب قطرة قطرة علي سُرَّتها، نبت العرق علي جبهتي فجأة، وهي، كما قدَّرتُ، بحكم العادة، ما زالت في منتصف الهياج، لكنها، كما يحدث في كلَّ مرة، تظاهرت بالاكتفاء عندما لمست ارتخاء رغبتي كما حرجي:

- خلاص ؟

- وانتي ِ؟

- أنا كمان .. قبلك..

ولكي تبرهن لي، تلك الخبيثة، علي اكتمال نشوتها، أمسكت يدي برفق وأدخلتها في مهبلها، دافئاً ومبتلاً بقشدة شهوتها كان، وكانت أبسط الفراشات تنظر بالداخل من النافذة الضيقة، أطلقت لدي انزلاق أصابعي في الشرخ المبتل آهة عميقة، كما أطْلَقَتْ يدها تعبث في صدري، ازداد وجهها احمرارًا وأنفاسها سخونة، لم أكن بحاجة لأن أفهم أنها تطالب الآن قضيبي المرتخي بتهدئة حرائقها، رجَّ الخجل قامته في وجهي، ودفعًا لهذا الحرج اقترحتُ عليها، لأول مرة، في انكسار مذل، أن أجفف مهبلها بثوبي، وهي، لرقَّتها الشديدة لم تجد في اقتراحي مبررًا للإذعان للسخرية، فقط رفضت اقتراحي جادة، وبررت رفضها بخوفها عليَّ من شكوك أمي إذا رأت قشدة شهوتها الجافة علي ثوبي عند غسله، وهي، اقْتَرَحَتْ، لسبب ما، أن أقوم بتجفيفه بقميصها هي، انتابتني أمام هذا التيار من الرقة مشاعر ملتبسة وغامضة، ولأنني كنت مرتبكاً وفي ذروة خجلي، ولا أدري ماذا يجبُ عليَّ أن أفعل، وضعت في ارتجال يدي بين فلقتي مؤخرتها وأنا أرفعها قليلاً لأرتب لشفتيَّ وضعًا يسمح لهما بلعق خاتم الورد بينهما، وفيما بدا أنها فطنت إلي ما أنا عاقدٌ العزم عليه تخلصت من يدي بحركة مباشرة، واعتدلت ضاحكة، لقد تحللت كلُّ تعابير وجهها إلي تعبير امتنان، فغرستُ بحركة مباشرة أنا أيضاً شفتيَّ تحت إبطها ألعقه، كنت لا أستطيع مواجهتها، وكانت تلمس انسحاب عينيِّ خجلاً إلي ركنهما، فعانقتني بقوة واستلقينا متعانقين! 

تسللت يدها إلي قضيبي فجأة ووضعته بين فخذيها الناصعين، وراحت تحركهما فخذاً عكس فخذ بنعومة وهي تتغزل بحجم قضيبي، طراوة فخذيها ، وحلمتاها اللتان تتبادلهما شفتاي، أناتها المهتاجة المدبرة، كانت أسبابًا وجيهة ليعود قضيبي إلي الحياة أشد صلابة هذه المرة..

ارتجافة مهبلها لحظة الملامسة كانت هائلة، حركاتها عصبية ومبتذلة، كان الاحتكاك عنيفًا، وهي تعبث بيدها في صدري وتصرف بأسنانها النظيفة، وتموء كقطة بيضاء! 

اقتحمتها أكثر من مرة، وفي كل مرة عندما تنطفئ رغبتي تعثر هي في الظل علي أسباب وجيهة لجولة أخري، حتي داهمت سكينتي اللحظة التي أكرهها دائمًا، وتضمر عندها كل الزنابق، حين تهمس جادة:

- كفاية النهاردة!

كنتُ، بحكم العادة ، أستدلُّ علي برودة جسدها من نظرة عينيها، ومن ارتخاء حلمتيها، ومن انخفاض النبض في بظرها المبتل، ومن تعبير الارتواء علي وجهها الطيب، ومن قدر المنيِّ الذي ادَّخره كلَّ مرة في جسدها..

يحدث هذا عادة عند اقتحام الفجر فراشنا العائليَّ ، تنهض بهدوء، تقف فوقي قليلاً ثم تختفي فجأة وتختفي معها غيمة من أبسط الفراشات، ويفرغ الحقل نفسه..

كنتُ أنظرُ بعينين غارقتين إلي الموكب المحلق في الجبال البعيدة، مع ذلك ، كنت سعيدًا لأنني تركت بعضاً منِّي في جسدها، بعضي ذاك كان من الممكن أن ينمو تحت سرتها بصوت مسموع لولا أنها تحرص علي استعمال الحبوب التي تجعل الحمل مستحيلاً..

امتصت عينيَّ فجأة قطةً بيضاءُ تُخلِّصُ جسدها الصغير من أحد كيزان الذرة وتسقط علي الأرض، ثم تتابع سقوط القطط البيضاء من الكيزان، لم يمنعني الذعر أن أسمع صوت تكسر غصن شجرة متطفلة بعيدة، فررت من الحقل مبتعدًا أتفادي الارتطام بالقطط الصغيرة ..

في منتصف الطريق إلي قريتي التي الآن تستيقظ، كنت أشعرُ، كما يحدث في كلِّ مرة، بضربات الألم المباغت بين فخذيَّ، وكنت أتسائل في كل مرة، من أين لمهبل هذه الأنثي التي في رقة الفراش كلُّ هذه العضلات القوية؟

كان مهبلها يعضُّ عنيفاً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق