كنجمان بريوستر . رئيس جامعة Yale الأمريكية
بابيك (Papik) هي الكلمة الروسية التي تطلقها الممرضة الأوكرانية اوكسانا بالنسكايا (Oksana Balinskaya) ككنية على القذافي والتي تعني (الأب الصغير) واسم الكنية يستخدم إما للتحبب أووووو للتهكم . لن تتاح للقارئ (إذا رغب) ومحبر هذه الكلمات الفرصة لسؤال الأب الصغير ما إذا كان يعلم بان كنيته بابيك ويوافق عليها ، وذلك لانشغاله الآن في حرب الكر والفر مع الثوار الليبيين .
لكن شكرا للممرضة اوكسانا التي عملت لدى الأب الصغير وعمرها 21 سنه بان أطلعتنا على أب صغير ذكي ومجتهد ولا يصرف على نفسه الأموال فقط بل يصرفها على دولة ومرتزقة ، وذلك من حر ماله الذي استثمره في استخراج النفط طوال مسيرة 40 عاما ولم يقدم أي ميزانية به . مسكين حامل همه وهم غيره من صغره .
على النقيض ، فان وزير ماليته السيد عبد الحفيظ الزنتيني ، يبدو من اسمه انه أب كبير ، يشتكي ويعرب عن قلقة حسبما جاء في جريدة الجارديان البريطانية أن أرصدة حكومة الأب الصغير (بسبب شقاوته ) قاربت على النفاذ وذلك خلال الأشهر القليلة القادمة . إذ أن 75% من الليبيين يقيمون في الجزء الذي يسيطر عليه الأب الصغير . وهؤلاء (الضيوف) وهذا شرف كبير لهم أن يستضيفهم كجراثيم وجرذان ويستخدمهم كدروع بشرية بحاجة إلى مصاريف لتسيير الأعمال اليومية التي يحتاجونها . انه يتلها بقدر ما يبدو عليه !
من العادات السيئة للدول الغنية بالنفط أن المواطنين يصبحون كسالى ولا يرغبون بالعمل . وقد كان الراتب الشهري للممرضة التي تعمل مع الأب الصغير 3000 بعملة طز بامريكا، للأمانة ثلاثة أصفار أمام الـ 3 . والأب الصغير الآن يشجع النساء الليبيات على العمل في المخابز لان اليد العاملة الأجنبية فرت من البلاد كما فر وزير الخارجية السيد كوسا، من الحجم العائلي والثقيل، وهو يعرض خدماته حاليا على جهاز المخابرات الخارجية البريطانية المعروف أيضًا باسم(MI6) لأنه اقتنع أن البقاء مع الأب الصغير شغلة مش جايبه همها. وفرت هذه الممرضة لأنها كانت تخشى أن يظهر ورم بطنها لحمل عمره أربعة شهور ، وهذه الخيانة لن يغفرها الأب الصغير ،(حجم صغير وفعل كبير) لأنها بمثابة رصاصة في قلبة وبيت الكلاوي، ولن يرضى أن يكون الحمل من صديقها الصربي لان الأب الصغير كان مهووسا بان يحاط بالأشياء الجميلة من حوله والصبايا العذراوات (أشياء) جميلة. فضلا عن تأنقه باللباس المزركش ، يصلح اغلبه ستائر نوافذ، الذي يظهره وكأنه من نجوم الروك في الثمانينات . وقد أطلق على نفسه مسميات ، وهو حر في نفسه ، استطعت أن اجمع منها : منقذ البشرية وملك ملوك أفريقيا والفاتح العظيم والقائد ألأممي. وكان من عاداته ترك الضيف ينتظره وينسل خلسة ليبدل ملابسه التي للتو قد لبسها . لكنه كان ينسجم مع نفسه عندما يرتدي البذلة البيضاء، ليبدو كحمامة سلام . حتى انه اعترف بأنه كان يرسل مساعدات عينية (بقج ملابس ) لجاره الفقير الرئيس زين العابدين .
وكانت الصحف الأوكرانية تطلق مسمى (حريم ) على فرقة الممرضات . لكن اوكسانا علقت بجرأة على ذلك ." هذا هراء . إذ لم يحدث أن أي ممرضة لمست القذافي إلا إذا قامت بقياس ضغط دمه " وأضافت :" أن عمل الممرضة هو التأكد من أن صاحب العمل في حالة ممتازة " ، عودة الشيخ إلى صباه .
" كان كريم معي ووفر السكن المؤثث لي لكن كانت شقتي مزروعة بأجهزة المراقبة . وعندما نرافقه خارج ليبيا ، التي لا اعرف الفرق بينها ولبنان لأني لا أتحدث اللغة العربية ، كان يوفر لنا حياة الترف وقدم لمرافقيه الساعات الذهبية التي تحمل صورته الشخصية . وعندما كنا نعرض هذه الساعة كانت تفتح لنا كل الأبواب وتحل لنا كل المشاكل ".
أما ما كان يثير استهجان الممرضة ، وأنا كذلك" انه لم يكن ينام في الخيمة مطلقا" .هذه الخيمة ، الكرسي الذي دفع ثمنه، رمز البطولة الصحراوية كنا نحملها على رؤوسنا حتى تصدعت من حلة وترحالة ونومه ونهاره .
وعبرت الممرضة عن انطباعها وما شعرت به " أن نصف الشعب الليبي لا يحب البابيك . لقد كان مثل ستالين وبيده كل السلطة وكل الرفاهية . وهو يجبر أبناءه وحاشية (والممرضات) على البقاء معه ليموتوا بجانبه " .شخصية عجائبية ، إما أن يحكم ليبيا أو سيدمرها ولن يتركها إلا في (الحطمة) ، أنا ومن بعدي الطوفان . أما الزنتيني فيقول أن ألقذافي " لا يلعب أي دور في إدارة البلاد اقتصاديا ، فهو فيلسوف ، وسياسي ولا علاقة له بعدد المساكن أو الطرق التي يتم بناؤها " . لهذا السبب لم نسمع عن مكرمات وهبات وعطايا قذافية سامية للشعب الليبي كما جرت به العادة في الدول العربية الملكية !!!.
أب صغير ، أب كبير عهد المومياء ولى وصناعة الأصنام العربية ستموت. عهد القذافي نسخة واضحة عن مقولة "دليل الهاتف هو حقائق كاملة لكنه لا يحتوي على فكرة واحدة " مورتيمر ادلر، فيلسوف أمريكي.
إحدى أوجه عبثية الحياة أن الشيء المخيف في النفس هو أن حكامنا أغنياء من خيرات بلادنا وسفلة وقتلة بدون خجل وأنهم مصدر الهام لكوابيسنا اليومية ! لا يريدوا لنا الخير حتى لو أن نموت بسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق