قال لي صديقي.... يا أخي الواحد فينا صار مثل حمار الفرح يا للمية يا للحطب، وقال كمان أنا اليوم ملتي مديونير ونفس أصير رئيس حتى اكب على وجه الدنيا، وخاصة انو هاشغلة مش صعبة، بمعنى أن تكون وزيراً على سبيل المثال هذا يعني انك ولدت في ليلة القدر أو امك داعيالك، فالوزير في بلدنا له امتيازات بترفع الراس حتى لو شغل منصبة بضعة أشهر وهذا أحسن لأنة سيصبح وزير سابق، والوزير السابق له امتيازات، ولاولادة امتيازات ولأصدقائه امتيازات، يا أخي مرتب عمال على بطال ويقال أن مرتب الوزير خمسة الآلاف دولار غير البراني وجواز السفر الأحمر.
بعد حوار تنازل صديقي عن الوزارة واكتفي بان يطرح أسمة للوزارة القادمة وخاصة أنة لا ينتمي إلى الفصائل ألفلسطينية، بمعنى أنة والحمد للة تكنوقراط مية في المية، وبدقة اكبر ما دخل في وجعة الراس وانتمى لفتح أو لغير فتح من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اللي روحها عم تطلب الرحمة وقراءة الفاتحة اللهم إذا بعثت من جديد كما الفنييق لتعيد لشعبها الاعتبار.
صديقي معو حق، ومن حقو وحق كل مواطن لا ينتمي للفصائل أن يصبح وزيرا، لكن صديقي دائما متعجل فهو من أنصار كن فيكون، وهو لا يتقن فن الانتظار، لأنة ببعض الانتظار قد يصبح وزيراً خاصة أنهم في الحوار طرحوا حوالي 170 مرشح لوزارة المصالحة حفظها اللة، وكل هؤلاء لا علاقة لهم بالفصائل، وتكنوقراط على سن ورمح.
شردت قليلاً وحاولت أن أجيب على سؤال لذاتي فقط، ما الفرق بين التكنوقراط والمهني والوطني والحربجي؟ المشكلة أن يكون هناك فرقاً، فعلى كل الوجوه وكيف ما دورتها أنت في مشكلة لانك تقع في فخ التمييز، فمن يغير المعقول أن لا يكون التكنوقراطي وطني، وجريمة إن نتعاطي مع فكرة أن الوطني الذي ينتمي إلى الفصائل إرهاب، والمشكلة الأكبر أن الفصائل وخاصة المتصالحة خرجت علينا وكأنها اكتشفت إكسير الحياة لشعبنا لتقول اطمئنوا الحكومة مش فصائلية الحكومة تكنوقراطية.
تعمقت في شرودي الذي وصل لمرحلة الهبل، وتذكرت حديث"العجايز" عندما كنا نقول لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة ولا صوت يعلو فوق صوت منظمة التحرير في الانتفاضة الأولى وما قبلها، وكيف أن بعض الأصدقاء قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال، وان الآخرين كانوا يكسروا قرارات القيادة الموحدة ويذهبوا للعمل في المستوطنات ليتحولوا إلى مقاولين وبالمناسبة المقاولين أشكال وألوان ولتمر السنوات لصبح بعضهم اليوم من أصحاب الأيادي البيضاء أو تكنوقراط.
تذكرت كيف كان الشباب منغمسين في العمل الجماعي والتطوعي وينظموا المهرجانات التطوعية ويشاركوا في مخيم العمل التطوعي في الناصرة ويقطعوا الأميال ليصلوا إلى هذا الجبل أو ذاك ليمارسوا وطنيتهم على طريقتهم الخاصة، هؤلاء اليوم أصبحوا بين المطرقة والسنديان لا تكنوقراط ولا فصائل، وتذكرت احدهم كيف باع الأخضر واليابس وبول على كل من حوله وتحول اليوم إلى تكنوقراط، بالطبع هناك استثناءات ولكنني أتحدث من حيث المبدأ واستجدي جهابذة السياسة والفكر الفلسطينيين والعرب ليقولوا لي ما الفرق الجوهري بين الفصائلي والتكنوقراطي سوى رضا رب نعمتنا العم سام والدولة التي تتحكم بلقمة خبزنا وبحياتنا وكأنها قدرنا.
نبهني صديقي وتنبهت إلى نفسي لأعود للواقع التعس واقع يعيد إلى الأذهان صحراء التيه والهروب من الحقيقة التي تقول لا وزير ولا غفير ولا غيرو، وحتى إخواننا من ترشحوا للمجلس التشريعي كانت عيون بعضهم إلى الراتب والسيارة والوجاهة، ومن عايش الانتخابات الأولى والثانية يدرك ذلك، وقد قادني حظي التعس أنني أجريت العديد من الندوات الانتخابية على المحطات المحلية ما زاد من قناعتي أننا نلعب لعبة مضحكة، ففي إحدى المرات جاء الإخوة المرشحين ومن دون ذكر الأسماء، وقبل الظهور على الهواء بدأت ارتب لإلية الندوة لأنهم كانوا يدفعون 300 دولار على الساعة لمالك المحطة، فإذا بأحدهم يقول لي أنا لا أريد أن أتحدث، تفاجأت وقلت له لماذا أنت هنا إذا؟ فقال لقد حلفت يمين أن لا أتحدث هذه الليلة، يا صديقي .... هذا يمثلني ويمثلك في المجلس التشريعي.
اتفق معك يا صديقي أننا أسرى الحالة الغريبة العجيبة، فنحن بلد العقداء والوزراء والتحكم برقاب البلاد والعباد باسم دولة القانون التي تفتقر إلى القانون، فالقانون عليك وعلي، والقانون لا يحمي الفقراء ولا يخدم سوى باشاوات المرحلة الجدد الذين يقفزون من السفينة مع أول عاصفة ولنا في ذلك تجارب كثيرة، ألا تذكر الذي سرقوا قوتنا وهربوا أنهم الباشاوات، يا صديقي أننا نعيش زمن الأنفاق والاتوات والحكومات وصواريخ البزنس وزواج الأربع.
لا تفكر يا صديقي أن تكون وزيرا، فأنت تنتمي للذي ضرب حتى تقفع قفاه، وأنت يا صديق من قال يا راية العمال والفلاح، وأنت ما بيلبقلك تكون وزير، لانك لا تنتمي إلى العالم التكنوقراطي، وانتم عثر من مهدك إلى لحدك، وأنت لا تمسح الاخذيه ولا تلمع الزجاج، ولذلك أنا ادعوك يا صديقي لان تكون مع الشعب لان الديمومة لمن أعادوا لك ولي كرامتنا في ميدان التحرير وساحات الكرامة العربية، لذلك لا أنصحك بان تكون وزير ولا غيرو وبقية القصة عندك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق