إذا كان مطلب " التشبيب " لدى شباب حركة 20 فبراير ، من بين أكثر المطالب ترديدا ، في شعاراتها المرفوعة ، أثناء وقفاتها الاحتجاجية في الشوارع ، فإنه ليس أقل أهمية من بين المطالب الأساسية الأخرى ك" الحد من الرشوة و الفساد المالي و إهدار المال العام و ترشيد النفقات و تدبير الشأن العام و تعميم الخدمات الصحية لدى المواطنين ، وغيرها من الحقوق المهضومة كالحق في السكن والعمل و الحياة الكريمة .
فإنه يبقى ، أي مطلب " التشبيب " من بين أهم الرهانات ، التي من الممكن أن تحد من العديد من الأخطاء التي تسببت فيها الوجوه القديمة ، في مجال تدبير الشأن العام ، من حيث فشلها في تحقيق الوعود التي أمطرت بها المواطنين لسنوات .
ولأنهم ، هم المستقبل ، كان طبيعيا ، أن يطالبوا بحقهم في الدخول في معترك السياسة ، عبر لائحة وطنية ، ليقلوا كلمتهم ، في تسيير وتدبير الشأن العام و ما الاجتماعات واللقاءات الشبابية ، التي تعقد هنا وهناك ، إلا من أجل أن يصبح للشاب كلمته في السياسة و ليس فقط " كومبارس " ، للجيل الأول ، الذي ينظر إلى الشباب ، كجيل فاقد للحنكة والتجربة وغير مدرك للعبة السياسية ، ما يفقده المؤهلات التي من شأنها ، أن تدفع به ، إلى ولوج قبة البرلمان و الجماعات المحلية و غيرها من المؤسسات المنتخبة ، للمساهمة من الداخل عوض المشاهدة من الخارج .
ولأننا مقبلون ، على استحقاق إنتخابي ، كان من الطبيعي ، أن تشارك المرأة كما يشارك الرجل و أن يشارك معهم الشباب جنبا إلى جنب ، حتى تكتمل الرؤية ، فجيل " الفايسبوك " له لغته الخاصة ، لا يصعب على الجيل الأول ، فك شفرتها ، وإلا ما معنى ما يجري هنا في سيدي البرنوصي وغيره من المناطق و الأقاليم والمدن ؟ا .
فالملفات ، التي تنتظر النخبة السياسة الجديدة ، في هذا الحي ، قد تكون شبيه بانتظارات شباب كل المدن و إن كان لكل مدينة مميزاتها وخصوصياتها ، إلا أن المشترك هو :
جلب الاستثمارات الأجنبية لتحريك عجلة الاقتصاد .
تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة و مبادرات التشغيل الذاتي .
إيجاد مناصب الشغل جديدة و تشغيل ذوي الكفاءات و الشواهد العليا .
القضاء على دور الصفيح والبناء العشوائي و الباعة المتجولين و احتلال الملك العمومي
الحد من الرشوة المحسوبية و الزبونية و الوساطة في العمل وقضاء المصالح الإدارية .
الحد من تلوث البيئة لما لها من إنعكاسات خطيرة على صحة المواطنين .
إحداث مرافق الترفيه و التثقيف و الرياضة مع تخصيص فضاءات خاصة بالطفل .
تشجيع المواهب المحلية في كل القطاعات و المجالات (الرياضة ، الثقافة ، الفن ...).
إحداث مكاتب خاصة ،لاستقبال شكايات المواطنين وتظلماتهم وحل مشاكلهم الإدارية .
لأن النخبة ، التي تراهن عليها ساكنة سيدي البرنوصي ، سواء في الإنتخابات التشريعية أو الجماعية ، للدفع بعجلة التنمية المحلية و الوطنية ، لا بد لها وأن تشكل القطيعة مع الماضي ، لأن الوجوه القديمة ، فشلت في تجديد الثقة بينها وبين المواطن ، بينها و بين الناخب الذي أصبح لديه "بروفايل " جديد ، خاص بالبرلماني و المستشار الجماعي المنتظر ، فهو لا يشتري ذمم المواطنين و لا يعطي الكلام المعسول دون تطبيقه و يظهر و يختفي عند الضرورة والحاجة ، متنصلا من كل وعوده ، و ليس هو الذي ينسخ برامج الآخرين وينسبها لنفسه و لا يطبق منها بندا ، وليس هو الذي يستغل فقر المواطنين وحاجتهم إليه ، لتوظيفهم في حملاته و خرجاته الانتخابية ، بل هو القادر على وضع برامج و تصورات عملية ، قليل الكلام كثير العمل ، منفتح غير منغلق على محيطه العائلي ، هو الذي يفعل أكثر مما يقول .
لأن زمن الكلام في الهواء ، قد انتهى مع الربيع العربي وعصر التحولات و زمن المحاسبة و الشفافية السياسية و الشعارات التي تطالب هذه الفئة " بالرحيل " من أجل بقاء النخبة التي تستحق كراسيها و تجديد الثقة فيها ، خدمة لهذا الحي ولهذا الوطن الذي نحبه ونعشق تربته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق