إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم/ عبير حجازي


فى حوار لى مع صديقة ظلت تنعى وترثى ما وصلت إليه البلاد من أحوال وتتعجب مما يحدث على أرض مصر من أمور ذادت عن الحد وتخطت قوى الإحتمال , فأجبتها قائلة يا عزيزتى إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , فردت فى إندهاش وماذا نفعل أكثر من ذلك حتى نتغير , لقد ثرنا وبذلنا الأرواح والدم وفقدنا شباب من خيرة شباب مصر ما بين مصاب وشهيد , فما عسانا أن نفعل أكثر من ذلك حتى نتغير ؟؟؟
لا يا عزيزتى لم نتغير بعد عندما ننقسم على أنفسنا وتفرقنا المصالح الشخصية والمطالب الفئوية والفتن الطائفية وتمنعنا من أن نقف صفا واحدا من أجل نصرة مصر فنحن لم نتغير بعد .
عندما تشتتنا الشائعات ونغمض عيوننا ونصم آذاننا ونلغى عقولنا عن رؤية الحق , بل ونبذل الجهد فى تبرير ما هو باطل واضح جلى فنحن لم نتغير بعد .
عندما تمتد يد المصرى لتقذف بالحجارة التى سبق وبنوا بها تاريخا أذهل العالم لا ليبنى بها أو يعمر وإنما ليهدم بها ويدمر فنحن لم نتغير بعد .
عندما تمتد يد المصرى مصوبة نيران أشعلتها كى تحرق تاريخا وتراثا نتباهى به على مر الزمن فنحن لم نتغير بعد .
عندما ندفن برؤسنا فى الرمال مثلنا كمثل النعام ونلغى العقل والمنطق ونلقى بحجب من الظلال نخفى بها الحقائق ونبذل الجهد فى إيجاد مبررات وهمية وحججا خرافية وشماعات بالية كى نلقى عليها ما اقترفناه من آثام فنحن لم نتغير بعد .
عندما تترامى إلى مسامعنا كلمات كالأجندات الخارجية والأيادى الخفية والخيبة القوية ونعلق عليها كل أخطاء البرية ونهرع جميعا لترديدها بدون فهم أو وعى فنحن لم نتغير بعد .
عندما نجند أنفسنا لخلق وإيجاد وإلقاء التهم نتقاذف بها بعضنا البعض ما بين خائن وعميل وماسونى ومتطرف وقابض ودافع ومرتشى و بلطجى فنحن لم نتغير بعد .
عندما تتغير ثقافة شعب بأكمله من الإتحاد قوة والعمل عبادة إلى يا أنا يا إنت مفيش أنا وأنت فنحن لم نتغير بعد .

عندما تتحول ملاعبنا التى سبق وشهدت أحلى إنتصارات مصر وأحلى الأعياد الرياضية لساحة للشماريخ والتدمير والتكسير فنحن لم نتغير بعد .
عندما يتم فبركة الصور والفيديوهات وتتبادلها المواقع والصفحات من اجل إلصاق التهم بهذا أو ذاك فنحن لم نتغير بعد .
عندما نترك أصول ديننا السمح الوسط أخر الرسالات ونتفرغ لنقاش تافه حول الخمر والمايوهات فنحن لم نتغير بعد .
عندما يضيق الأفق وتتحجر العقول وتتوه الأفكار والمعانى وتفقد الأمن والأمان أهم ما لمصر من صفات وهى من قال عنها الواحد الخلاق
( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) لتصبح أرضا لا يأمن من فيها على نفسه ولا ماله ولا عرضة فنحن لم نتغير بعد .
عندما تنقسم قوى الوطن الثلاث شعب وجيش وأمن وتفرق بينهم السبل من يد واحدة إلى شتات فنحن لم نتغير بعد .
عرف العالم الكبير آينشتاين الغباء بأنه أن تفعل نفس الشيئ وبنفس الأسلوب ثم تنتظر نتائج مختلفة وطالما نحن مصرين على الغباء فنحن لم نتغير بعد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق