حقيقة الأحداث .. "المجلس العسكرى" والفوضى الهدامة/ مجدى نجيب وهبة

** أكد اللواء "عادل عمارة" ، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بالأمس ، بشأن الإشتباكات المستمرة فى وسط القاهرة ، "أن الأحداث المتوالية منذ إندلاع ثورة يناير ، أثبتت منهجية التخطيط لهدم الدولة من خلال إستمرار حالة الإنفلات الأمنى ، وزعزعة الثقة بالأمن ، والتشكيك فى نزاهة الإنتخابات ، وهدم قوات الشرطة ، والأن الإحتكاك بالقوات المسلحة" ..
· ولو تناولنا خطاب السيد اللواء "عادل عمارة" .. يقول "أن الأحداث المتوالية منذ إندلاع ثورة يناير ، أثبتت منهجية التخطيط لهدم الدولة من خلال إستمرار حالة الإنفلات الأمنى " ... وللرد على هذه العبارة:
** يبدو أن سيادة اللواء ، يصر على عملية خلط الأمور ، ففى 25 يناير ، لم تكن هناك ثورة إطلاقا ، لأنه لم تكن هناك مواجهات ، بل خرج شباب مصر للتظاهر ، وليس للقيام بثورة ، و"الثورة فى المعنى العسكرى والمعنى المتدارك المفهوم محليا وعالميا ودوليا أنها إنقلاب عسكرى ضد النظام القائم مهما كانت النتائج ومجريات الأحداث" ، لم تكن هناك إلا دعوة عبر الفيس بوك من خلال صفحة شاب لم نكن نسمع عنه يدعى "وائل غنيم" ، وهو موظف بشركة يهودية "جوجل" ، يتقاضى مرتبه بألاف الدولارات ، ومتزوج من سيدة يهودية .. هذا ما ذكرته بعض المواقع عن سيرته ... إستغل حادث لمواطن سكندرى يدعى "خالد سعيد" ، ونشر على صفحته دعوته للتظاهر يوم 25 يناير ، تحت مسمى "كلنا خالد سعيد" ، وكانت المطالب "حرية – عدالة – تنمية" ، ولأن هذه المطالب هى مطالب شعبيه ومطالب للشعب المصرى بالكامل منذ عشرات السنين ، فقد كان الخروج والحشد بنسبة كبيرة إستغلها البعض لهذه الظاهرة ، ووظفت بكل جدارة وحرفنه ، وإندس وسط الشباب عناصر تخريبية عديدة معروفة لدى الجهات الأمنية بأسلوبها التخريبى .. هذا بجانب إندفاع ميليشيات الإخوان والمدربين على أعمال الكراتيه والعنف ، وقالوا جميعا "ياصابت ، يا إثنين عور" .. سارت الأمور كما يريد كل طرف ..
** رأى المجلس العسكرى أنه الوقت المناسب للإنقلاب السلمى على السلطة ، بعد أن زادت الفجوة بين ضباط الجيش ، وضباط الشرطة ، بما حصل عليه ضباط الشرطة من إمتيازات تفوق إمتيازات ضباط الجيش .. هذا بجانب إستياء قيادات الجيش من فكرة التوريث ..
** وجد الإخوان أنها فرصة العمر التى إنتظروها 85 عاما ، والأن الملعب مفتوح ، فى الوقت الذى أعلنت فيه بعض قيادات الإخوان عن عدم مشاركتهم فى التظاهر ، وهذا عكس الحقيقة تماما ، فهم يظهرون عكس ما يبطنون ، وهو ما يسمى عند جماعة الإخوان المسلمين بـ "التقية" .. فهم يلجأون لأسلوب إعلان ذلك بعدم مشاركتهم تلاشيا للإحتكاك بالنظام فى حالة فشل المسيرة ، فى الوقت الذى دفعوا بالألاف من ميليشياتهم المدربين على قيادة المظاهرات الدموية ...
** كانت منظمة "6 إبريل" لها هدف وأجندة معروفة لدى الجميع ، هى إسقاط النظام ، وهم يجيدون إحداث الفوضى ..
** الشباب المصرى خريج الجامعات .. شباب محبط ، فمعظم الخريجين لا يجيدون أعمال تليق بمؤهلاتهم ، فأصبحنا نجد "عامل بمقهى" يحمل ليسانس أداب ، و"سائق تاكسى" يحمل بكالوريوس تجارة ، وضاعت الأمانى وتحطمت فوق صخرة الجمود الفكرى لمن يديرون شئون البلاد ، وتحولت الشرطة إلى أمن لحفظ سلامة النظام ، وتركت الجريمة فى الشارع المصرى تنمو وتكبر ، وتركت البلطجة ، وتركت إنتشار المخدرات .. فقال بعض المسئولين "دع الشعب يتناول ما يريد من المخدرات ونبات البانجو ، فلسنا محتاجين لشعب واعى ، بل نحن نريد شعب مسطول !!!!" ...
** الفئة العاملة .. وهى أكثر الطبقات تضررا من النظام السابق ، فالذين لم يستطيعوا التعامل من خلال الحصول على رشاوى لقضاء مصالح الجماهير .. أو اللجوء لأعمال إضافية ، كانوا يعيشون تحت خط مستوى الفقر ، حتى لو كان هذا المواطن يعمل مدير عام بأحد المصالح الحكومية ...
** ومع ذلك ، كان لا يمكن أن تنجح هذه المظاهرات فى إسقاط النظام ، حتى بعد الخطة الشيطانية التى ضربت الشرطة فى مقتل ، وأسقطت الشرطة ، وحرقت جميع الأقسام وإقتحمت السجون .. كان هناك خط أحمر وهو الجيش .. ومنذ أول لحظة نزل فيها الجيش لحفظ النظام ، والقضاء على البلطجة التى إنتشرت فى ربوع مصر ، كان أول قرار للمجلس العسكرى "نحن مع المطالب المشروعة للثوار" ... ولم يكن هناك أدنى مقاومة من النظام ، فسقط النظام سقوطا مروعا ، ولم يصدق المتظاهرين أنفسهم ، وإندفعت جماعة الإخوان ليعتلوا المشهد من خلال منصات التحرير ، وتولى "محمد البلتاجى" ، و"عصام العريان" ، و"سعد الكتاتنى" إدارة هذه العمليات ، بل أن كل القنوات التليفزيونية كانت تتسابق فى فتح أبوابها ، لإستضافة كافة رموز الإخوان المسلمين ، والسلفيين ، وكثف الإعلام هذه الجرعات بين الإخوان المسلمين ، وبين شباب قالوا نحن "الإئتلافات الثورية" التى بلغت أكثر من ألف إئتلاف ، كما شارك فى هذا الدور شباب "6 إبريل" ...
** وبدأ المشهد يأخذ صورة ثورة ، وبطولات زائفة ، وخلق الأكاذيب ، وتصديقها ، وإفتعال معركة الجمل ، وهى معركة وهمية .. وظل النائب العام يزج بكل رموز النظام السابق تحت إتهامات وهمية ، وهى "موقعة الجمل" ، وكذب الجميع ، وبارك المجلس العسكرى هذه الأكاذيب ، وهو خطأ ما كان يجب أن يقع فيه المجلس العسكرى ...
** ولدى سؤال واحد .. أين هم المعتدون أو المتهمون الذين تم القبض عليهم فى "موقعة الجمل" .. الإجابة ، لا يوجد ولا متهم واحد ، ولكن كل من كان يراد أن يتم القبض عليه ، كانت توجه لهم تهمة التحريض على موقعة الجمل ، حقيقة هذه الموقعة ، فهى لا تعدو أن تكون مجموعة من قاطنى منطقة "نزلة السمان" .. خرجوا بالجمال والأحصنة ، للتعبير عن إستيائهم بسبب متظاهرى التحرير ، ومطالبهم التعسفية ، بعد أن توقفت الحياة السياحية ... وأثناء سيرهم هجم عليهم المتواجدين بالتحرير ، وأشبعوهم ضرب ، وأسقطوهم من فوق الجمال ، وربما فقد البعض فيهم حياته ، وهذا ما رأيناه أمام أعيننا .. ومع ذلك إختفى هؤلاء القادمين من نزلة السمان ، ولم نعد نسمع عن أحد منهم ، ولكننا سمعنا فقط عن المحرضين ، رغم أن معظم من تم إتهامهم بذلك ، ليس له علاقة لا بالجمل ولا بالحصان !!! ...
· يقول اللواء "عادل عمارة" .. "إستمرار حالة الإنفلات الأمنى ، وزعزعة الثقة بالأمن" ..
** يبدو أن سيادة اللواء ، مع إحترامى للمجلس العسكرى ولكل أفراده ، ولكن هناك حلقة مفقودة وهامة جدا .. من خطط لإسقاط الشرطة فى أسلوب ممنهج وشيطانى ، وإطلاق سراح المتهمين بالأقسام ، والمحبوسين بالسجون ، وسرقة جميع الأسلحة ، وقتل ضباط الشرطة ، وبعض أفراد الأمن المكلفين بحراسة الأقسام والسجون ، وحرق أقسام الشرطة بالكامل ، وإنطلاق البلطجية للسطو على العقارات والمساكن وترويع الأمنين ، وقتل أصحاب السيارات والإستيلاء على سياراتهم وممتلكاتهم الخاصة ، وخطف الإناث والإعتداء عليهم ، فبدأ المشهد أن الدولة أصبحت بلا قانون ولا مؤسسات شرطية ، وأن المشهد العام تحول إلى إحتكاك بين الشرطة التى إنهارات ، وبين أفراد من الشعب المصري .. التى وصلت إلى حد التعدى على ضباط الشرطة ، وقد شاهدنا تعرض بعض ضباط الشرطة للإعتداءات المتكررة ، كلما حاولوا أن يمارسوا عملهم بالعودة إلى الشارع ، وحفظ الأمن .. وصل إلى حد البصق على ضباط الشرطة ، وسحل بعضهم ، فهل يمكن أن يكون هناك ثقة تعود بين الشرطة والشعب فى ظل هذه الفوضى !!! ...
· أما عن التشكيك فى نزاهة الإنتخابات :
** هل هناك أدنى شك فى أنها أسوأ إنتخابات برلمانية مرت بمصر منذ عهد الفراعنة .. حالات تزوير فجة ، وصلت إلى حد إختفاء صناديق الإقتراع بالكامل .. إختفاء كشوف الناخبين ، فقد ظهر ببعض اللجان كشوف إنتخابات الترشيحات الفردية فقط ، أما كشوف القوائم فإختفت من بعض اللجان ، ولم يعد الناخب يعرف أين ذهبت هذه الكشوف .. لجوء بعض القضاة لتوجيه الناخبين إلى إنتخاب "حزب الحرية والعدالة" ، وعندما تم ضبط بعض القضاة ، قام السيد رئيس اللجنة العليا للإنتخابات بالإدعاء كذبا أن سيدة ضريرة كانت تريد أن تنتخب ، فقام أحد القضاة بمساعدتها للوصول للعلامة ، ونتساءل "كيف حضرت سيدة ضريرة إلى اللجنة ، فهل لم يكن معها مرافق لكى يرافقها حتى داخل لجنة الإقتراع ؟!!" ... إستخدام الدين فى التأثير على الناخبين ، وهى اللعبة التى يجيدها جماعة الإخوان المسلمين ، رغم التصريحات العنترية للمجلس العسكرى ، ورئيس اللجنة العليا للإنتخابات ، إلا أن التصريحات شئ ، والذى يحدث على أرض الواقع شئ أخر مخالف له تماما .... التأثير على الناخبين بوضع أجهزة "لاب توب" أمام جميع اللجان لمساعدة الناخب للوصول إلى لجنته الإنتخابية ، والتى إستغلها جماعة الإخوان المسلمين فى الترويج لحزب "الحرية والعدالة" ، مع النسبة الكبيرة للأمية المنتشرة بين الناخبين ، ومع ذلك لم يحرر محضر واحد ضد حزب "الحرية والعدالة" ، وكان ذلك يحدث أمام سمع وبصر الجميع .... ترويع بعض اللجان من قبل البلطجية بإستخدام الأسلحة النارية والبيضاء لترويع الناخبين .... تغيب بعض القضاة عن حضور اللجان ، مما عطل العملية الإنتخابية بالساعات ، كما أدى تغيب وصول الكشوف إلى اللجان إلى عودة كبار السن من اللجان قبل الإدلاء بأصواتهم ...
** مخالفات فجة سجلت بالصوت والصورة ، لم تحدث فى أى إنتخابات برلمانية ، كانت كل الخطوات تصب فى صالح الإخوان ، ومع ذلك يصر المجلس العسكرى على إنها عرس إنتخابى لم يحدث من قبل ...
** سؤال أخر يحمل فى باطنه الكثير .. هو إصرار الإخوان على إجراء الإنتخابات البرلمانية قبل عمل الدستور ، يضع مليون علامة إستفهام ، رغم أن الشعب جميعا رفض ذلك ، بل أن الشعب خدع ، وسوف يخدع ملايين المرات ، ولماذا يوافق المجلس العسكرى على كل مطالب الإخوان ، وهى صورة واضحة للعامة ، أن هناك شبه إتفاق ، بل ومؤكد بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى ..
** المجلس الإستشارى الذى كونه المجلس العسكرى ، معظم الكوادر المتواجدة به تنتمى إلى التيار الإسلامى ، حتى الكاتب السياسى الذى إختاره المجلس .. الدكتور "حسن نافعة" هو أحد كوادر التنظيم السياسى الفكرى لجماعة الإخوان المسلمين ، وله عمود ثابت بجريدة "المصرى اليوم" ...
** ومع إستعراض المرحلة الأولى والثانية من الإنتخابات .. فالخلاصة أن هناك إقصاء متعمد لجميع القوى الليبرالية والسياسية عن المجلس الجديد ، وأن يكون المجلس مقسم بين الإخوان والسلفيين .. يعنى تشكيل حكومة إسلامية ودولة إسلامية ، رغم تزوير إرادة الناخبين ، ثم تقولون "نحتكم للصندوق" ، وتروجون فى الإعلام أن الإحتكام للصندوق هو الفيصل والحكم ، رغم أن الصندوق يتم فيه تزوير إرادة الشعب والناخبين بتزوير الشعارات الفجة والتى حملت أن من قال "نعم" للإستفتاء فهو فى الجنة ، ومن قال "لا" ، فهو فى النار ..
** نعم ، هناك فئة كثيرة وشريحة من الشعب لا يعرفون شئ عن جماعة تيار الإسلام السياسى المسمى بحزب "الحرية والعدالة" ، والحقيقة أنهم لا يؤمنون لا بالحرية ولا بالعدالة ، ولا يؤمنون بالديمقراطية ، ولا يؤمنون بالمواطنة ، ولا يؤمنون بالتعددية .. ومع ذلك يخرج علينا المجلس العسكرى كل يوم بتصريح إنهم لن يسلموا الدولة إلا لحكومة مدنية ، فأين هى هذه المدنية .. هل الإخوان يؤمنون بالدولة المدنية .. وقد أدلوا بتصريحات مباشرة وعنترية ضد السياحة والمرأة والتعليم ونظام البنوك ، مما زاد من الخراب فى البلد ، قبل أن يمارسوا أعمالهم ، فماذا سيكون الحال عندما يتسلمون السلطة ويصيروا حاكمين بأمر الله ، وليس بالدستور ..
** والسؤال هنا ، رغم سخونة الأوضاع فى الشارع المصرى ، وتهديد كل القوى السياسية .. هل المجلس العسكرى يصر على تسليم الدولة لجماعة الإخوان ، تنفيذا لتعليمات ورغبات السياسة الأمريكية ، وتعليمات واشنطن الأخيرة ؟!!! ..
** نريد خطاب سياسى واضح ، يكشف كل المؤامرات والمخططات التى تدبر ضد مصر ، ومن هو الطرف الثالث الذى يتحدث عنه المجلس العسكرى منذ إندلاع 25 يناير .. أين هو هذا الطرف الخفى ، وإذا أصر جموع الشعب على رفض الإخوان ، هل سيصر المجلس العسكرى على تسليمهم السلطة رغم أنف الإرادة الشعبية؟!!! ..
** وماذا سيكون الموقف لو ألغى المجلس العسكرى الإنتخابات البرلمانية الحالية .. هل سيخرج جماعة الإخوان والسلفيين لإحراق مصر ، ومن سيتصدى لهم ، وهم يهددون المجلس العسكرى بأنهم سيجعلوا البلاد بحور من الدم ، وهم على إستعداد لتقديم مزيد من الشهداء ، وهذا التصريح ورد على لسان أحد كوادر الإخوان المسلمين ، وورد كذلك على لسان المرشد العام "محمد بديع" ، الذى بالقطع سينكرونه ، فهم معروفون بأنهم كذابون يجيدون فنون الكذب والمراوغة ...
** الكرة الأن ليست فى ملعب أى قوى سياسية ، ولكنها فى ملعب المجلس العسكرى ، فإما أن يأخذوا بالوطن إلى بر الأمان ، وإما أن يأخذوا بالوطن إلى الفوضى الهدامة ، وهو المصطلح الذى تسعى أمريكا إلى زرعه فى مصر ... فهل تنجو مصر أم تذهب إلى عالم أخر من الفوضى ؟!!!!!!!!........
صوت الأقباط المصريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق