ابن سورية البار البطل الشهيد جول جمّال في ذاكرة الوطن والاحرار/ اكرم برجس المغوّش

التاريخ يفتح للابطال صفحاته الناصعة وهو لا يقبل الا الاحرار الذين يذودون عن الوطن بارواحهم في صفحاته الخالدة. واحد من هؤلاء الاشاوس البطل التاريخي والضابط البحار والشهيد الحي جول يوسف جمّال ابن بلدة مشتايه الرابضة في وادي النصارى ـ محافظة حمص في الجمهورية العربية السورية الذي تخرج من الكلية البحرية في مدينة الاسكندرية وتسلم من الرئيس الخالد جمال عبد الناصر بكالوريوس في الدراسات البحرية وساعة ذهبية مكافأة له لنجاحه وتفوقه بامتياز.

بدأ جول عمله في الكتيبة الطوربيدية المصرية متطوعا في البحر الابيض المتوسط حيث كان له شرف الاستشهاد في عملية فدائية اثناء العدوان الثلاثي (الاسرائيلي والفرنسي والبريطاني) على مدينة بورسعيد البطلة حيث قام بمهاجمة اكبر واضخم باخرة فرنسية في العالم (جان بار) ودمرها تدميرا كاملا على من فيها، حيث تعتبر اهم ما في الاسطول الحربي الفرنسي والتي يبلغ طولها 300 متر تقريبا ومجهزة بافتك اسلحة الدمار الى جانب طاقمها من الضباط الكبار وعددهم 88 ضابطا مدربا ومحترفا مع 2055 جنديا بحارا. فقضى عليها البطل العظيم جول جمال بعملية استشهادية نوعية سحق فيها التآمر الفرنسي والصهيوني والبريطاني وهزمهم شر هزيمة وهو ابن سورية البطل الذي آمن كل الايمان بعروبته الصادقة ليستشهد دفاعا عن مصر العروبة، مصر جمال عبد الناصر...

اين هي الآن (جامعة الدول العربية) واين هؤلاء من سورية العروبة وابنها البار البطل جول جمال ورفيقه البطل الشهيد سليمان الحلبي الذي اعدم الجنرال الفرنسي كليبر وهما ابناء سورية ولسان حالها مع جميع الاحرار الذين يقولون بالفعل والممارسة: شيمتنا هي الوفاء لامتنا الخالدة ولمعلمنا وبطل استقلالنا وقائد ثوراتنا ضد العثمانيين والفرنسيين والصهاينة قائدنا العظيم البطل سلطان باشا الاطرش وصحبه الميامين من رفاق دربه الفرسان وخاصة شقيقه المقدام اللواء زيد الاطرش الذي انشد وانشدت معه سيدة الغناء اسمهان عندما كانوا يناضلون ويستشهدون فيما بعض العرب يتفرجون ويتآمرون وهنا التاريخ يعيد نفسه:

يا ديرتي ما لك علينا لوم

لا تعتبي لومك على من خان

حنّا روينا سيوفنا من القوم

ما نرخصك مثل الردي باثمان

لا بد ما تنجلي ليالي الشوم

ويعتز جيش قايده سلطان

وان ما تعدل حقنا المهضوم

يا ديرتي ما حنا الك سكان.

نعم استشهد البطل جول جمال مع من قبله وبعده من اجل راية العروبة خفاقة وتقديرا لبطولته وايمانه المطلق بامته منحه الرئيس الخالد جمال عبد الناصر الوسام العسكري الاكبر وبراءة النجمة العسكرية...

كما منحه وساما مرموقا ووسام القديسين بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس. وقدمت لروحه الطاهرة الاوسمة العديدة من رابطات وجمعيات ثقافية وعسكرية ووطنية ابرزها نشيد البحرية للملحن السوري محمود الشريف والمكتوب بماء الذهب بعنوان (الله واكبر) هدية الى رئيس الجمهورية العربية السورية شكري القوتلي.

وخير وسام وارفعه مقام قول القائد العام للثورة السورية الكبرى وبطل الاستقلال سلطان باشا الاطرش «ان شهادة البطل جول يوسف جمال» ابن سورية البار دفاعا عن مصر العروبة هو شهادة بطل آمن بأمته العربية وجسد ايمانه بهذا الاستشهاد الكبير رحمه الله».

ونقول امة انجبت الابطال جول جمال وكمال نصر وغالب العيسمي ونسيب الزغبي ونايف العاقل ويوسف عماشة ومجيد الزغبي ووجدي الصايغ وحليم المغوش وسناء محيدلي وسيطان الولي وغالية فرحات وابتسام حرب ومحمد الدرة ومروان البرغوتي وبلال فحص وهادي حسن نصرالله وعاطف الدنف وسمير القنطار وسواهم من قادة احرار وشهداء ابطال.. امة لا يمكن ان تهزم وستنتصر في القريب الآتي وستعيد الحق العربي في فلسطين والجولان ولواء اسكندرون وعربسان وجميع اراضينا العربية المحتلة..

لك الخلود ايها البطل المقدام.. لك التاريخ ايها الفدائي العريق.. لك ارض العرب يا ابن سورية المجد لك كل التحية والتقدير يا جول يوسف جمال ومع الشاعر الذي مجدك آنذاك ويوم استشهادك نردد:

لم تمت بل احييت فكرا عليه

طال عهد المستعمرين القبيح

ان لم يكن للذل استراح سوانا

فلغير التحرير لا نستريح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق