ك
انت رئيسة الوزراء جوليا غيلارد وحزب العمال يحاولون العودة من الصحراء السياسية التي وجد الحزب نفسه فيها بعد النزاعات الداخلية على القيادة ،والتي شوهت صورة الحزب لدى الناخبين، بالاضافة الى الضريبة التي وضعتها حكومة غيلارد على الكربون بعد ان تراجعت عن وعدها الانتخابي اثناء الحملة الانتخابية العام 2010 بأن اي حكومة برئاستها لن تفرض هكذا ضريبة،وذلك من اجل الوفاء باتفاقية وقعتها مع حزب الخضر.
انت رئيسة الوزراء جوليا غيلارد وحزب العمال يحاولون العودة من الصحراء السياسية التي وجد الحزب نفسه فيها بعد النزاعات الداخلية على القيادة ،والتي شوهت صورة الحزب لدى الناخبين، بالاضافة الى الضريبة التي وضعتها حكومة غيلارد على الكربون بعد ان تراجعت عن وعدها الانتخابي اثناء الحملة الانتخابية العام 2010 بأن اي حكومة برئاستها لن تفرض هكذا ضريبة،وذلك من اجل الوفاء باتفاقية وقعتها مع حزب الخضر.
في تشرين الثاني الماضي التقت مصالح الحكومة مع مصلحة النائب بيتر سليبر، الذي يمثل مقعد فيشر في ولاية كوينزلاند الذي ترك حزبه بعد ان ادرك ان التحالف سوف لن يختاره للمنافسة في الانتخابات الفيدرالية القادمة، بعد ذلك تمت ترقية سليبر الى منصب رئيس البرلمان مما سمح للحكومة ان تزيد من عدد مقاعدها الى 75 مقابل 73 لتحالف الأحرار الوطني.
التموضع الجديد لسليبر سمح للحكومة بالتراجع عن اتفاق مع النائب المستقل عن مقعد هوبارت من الولاية تزمانيا اندرو ويلكي القاضي بتنظيم العاب المقامرة وتحديد سقف لإنفاق المقامرين على آلات البوكر بدولار واحد، ادى نفض الاتفاق الى سحب ويلكي لدعمه للحكومة في كانون الثاني الماضي.
قبل ان تركب رئيسة الوزراء الطائرة متوجهة الى سنغافورة ومن ثم الى كاليبولي في تركيا للمشاركة في احتفالات الانزاك السا بعة والتسعين، فجرت صحيفة التلغراف الاسترالية الجمعة 20/04/2012 القنبلة الفضيحة والتي تطال رئيس مجلس النواب بيتر سليبر، حيث ادعى احد مستشاريه جيمس آشبي بأن سليبر تحرش به جنسياً بالاضافة الى اتهامه سليبر بإساءة استخدام مخصصات بدل النقل التي تدفع من اموال دافعي الضرائب.
على أثر انتشار اخبار الفضيحة بدأ زعيم المعارضة طوني ابوت حملة من اجل استقالة سليبر وقد ساند أبوت في دعوته النائب المستقل اندرو ويلكي الذي وجدها فرصة للإنتقام من الحكومة لنفضها الإتفاق معه.
سليبر الذي نفى التهم التي وجّهت اليه، اعلن التنحي عن منصبه مؤقتاً حتى ينتهي التحقيق بالتهمة الموجهة اليه بإساءة استخدام اموال دافعي الضرائب. أما قضية التحرش الجنسي فإن القضاء المختص سينظر فيها لاحقاً على اساس انها فصية مدنية.
لا شك ان الفضيحة شكلت صدمة لريسة الوزراء التي كانت تحاول تجاوز فضيحة النائب كريغ تومسن المتهم بإساءة استخدام بطاقة الائتمان عندما كان ممثل اتحادات نقابات عمال الخدمات الصحية، وذلك لدفع أموال لقاء خدمات في بيوت الدعارة، والذي من المتوقع ان يصدر التقرير المتعلقة بقضيته في اوائل شهر ايار القادم.
ومن الملاحظ ان حكومة غيلارد ركزت خلال الاسابيع القليلة الماضية على استعادة ثقة الناخبين واظهار نفسها انها حكومة مسؤولة اقتصادياً، وذلك من خلال اصرارها على وضع ميزانية بفائض مالي يقارب المليار والنصف، بالاضافة الى اعلان غيلارد عن سحب الجنود الاستراليين من افغانستان في اواسط العام القادم اي بعام قبل الموعد السابق المقرر في العام 2014 ،والمعلوم ان نشر الجنود في افعانستان كان دائماً يلاقي معارضة اكثر من 60 % من المواطنين منذ بدء الأزمة.
الى ذلك اعلنت رئيسة الوزراء عن وضع خطة جديدة لمعالجة أزمة المسنين المزمنة حيث اعلنت عن زيادة مهمة في عدد الأماكن المخصصة لإيواء العجزة واخضاع المؤهلين لإختبارات الدخل واعفاء المنزل العائلي من ذلك.
السؤال البديهي الآن هو كيف ستواجه الحكومة المستجدات وهل ستؤدي فضيحة سليبر الى انتخابات مبكرة؟
في اسوأ الأحوال سيحتفظ العمال بالحكومة اذا ما تعادلت الاصوات الداعمة للحكومة مع اصوات المعارضة 74 لكلا الطرفين حيث من غير المتوقع ان يسحب اي من النائبين المستقلين روب اوكشوط او طوني وندزر دعمهما للحكومة ،عندها ستضطر القائمة بأعمال رئيس مجلس النواب آنا بورك العمالية للتصويت وترجيح كفة الحكومة هذا على المدى القريب.
اما على المدى البعيد فإن حزب العمال في وضع انتخابي لا يحسد عليه حيث تتوقع استطلاعات الرأي ان يخسر حزب العمال ما بين 26 الى 30 مقعداً من اصل 72 مقعد التي يستطر عليها الآن (س م ه 21/04/2012 ص 17)، وكانت نفس الصحيفة قد عنونت في 23/04/2012 الى ان حزب العمال قد يخسر في كلا المجلسين لو جرت الانتخابت الآن.
من الآن حتى موعد عودة البرلمان للإنعقاد في الثامن من أيار القادم موعد تقديم الحكومة للميزانية العامة ،سوف تستمر اخبار الفضيحة الأخيرة تحتل الحيز الأهم من التغطية والتي تطال حتى حزب الاحرار كما لمّح الى ذلك رئيس مراسلي الشؤون السياسية في صحيفة سدني مورنغ هيرالد فيليب خوري الذي أشار الى ان سليبر كان يحصل على حماية حكومة جان هاورد وان طوبي أبوت كان ينوي الاعتماد عليه لتشكيل حكومة اقلية وكان قد اختاره للمنافسة على المنصب في العام 2010 (س م ه 23/04/2012 ص 11).
أخيراً نحب ان نشير الى ان جيمس آشبي من اصحاب السوابق حيث غرم 2000 دولاراً عندما كان يعمل في
. NEW- FM في نيو كاسل بعدما وجه تهديدات الى منافسه بول فيدلر في إذاعة NX- FM راديو
أما بالنسبة الى بيتر سليبر فالجدير ذكره انه في السابق وخلال الاثنا عشر عاماً من عمله كنائب كان قد أعاد 20000 الف دولار للخزينة قد صرفها بدون وجه حق( س م ه 24/04/2012 ص 6)، وفي العام 2003 تم
.التغطية على سليبر من قبل حكومة جون هاورد على اثر ادعاءات بتحرشات جنسية حيث يظهر سليبر في شريط فيديو وهو يتسلل عبر النافذة الى غرفة نوم احد الموظفين ويعناقه بشكل صريح.
اياً يكن الامر، فان الاتهامات بين الحكومة والمعارضة حول فضائح سليبر ما زالت مستمرة لكن في النهاية لا يمكن التخفيف من الضرر السياسي الذي لحق بالحكومة واتفاقها مع سليبر.
Email:abbasmorad@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق