وأخيرا وجدها اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة..وجد وظيفة تملأ الفراغ وتعني بالدفاع عن الاسرى بعدما استقال هو وحكومته وحركته من المقاومة.
وحتى لا نظلمه بأنه الوحيد الذي يعيش حالة البطالة من المقاومة، نذكر ان جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني هي عاطلة عن العمل المقاوم وتبحث عن وظيفة تبرر من خلالها أسباب استمرار وجودها.
واخيرا وجدها اسماعيل هنية.. وصرخ بها على الملأ.. قضية الاسرى قضية مركزية، ومن أجلها طالب بضرورة توحد المقاومة والفصائل للدفاع عن قضيتهم، ودعا الى مواصلة العمل حتى تحريرهم. وبتوجيه الكلمة الى الامة العربية والاسلامية يقدح صوته مطالباً بانتفاضة ونهضة شاملة من أجل الأسرى.
انه الانشاء الخطابي المتسرّب من لغة خشبية لا تنمو الا بالصراخ والمزايدات. بعدما أُصْمِتَت المقاومة بهراوة الحكومة، وبسياسات لم يعد تحرير فلسطين محورها الرئيسي. وبعدما باتت الحكومة هي أقصى الرجاء للقوى الفلسطينية المتنفذة، وعلى بلاطها لتتزحلق كل مساعي المصالحة الوطنية والوحدة وكل مشروع وطني تحرري.
ما من فلسطيني على وجه الكون لا يتمنى تحرير الاسرى... هؤلاء الذين تعشقهم فلسطين وتبكي على آلامهم، وتتعاطف بكل شغف انساني مع فلذات أكبادهم وامهاتهم وأبائهم الذين أعطوا فلسطين جوهر الحياة والوجود .
وتحرير الاسرى له طرقه المجربة من قبل في تاريخ الصراع مع العدو، ويعرف السيد هنية هذه الطرق أكثر من غيره .. وهي بالتأكيد ليست في الخطابات والصراخ. وليست في العويل والنحيب، وليست في النصرة التي ينشدها من الخارج، فزمان النصرة في هذا الزمن العربي الردئ بات من الخرافات. والرهان على منجزات ما يسمى "الربيع العربي" من حكومات وقوى ونخب تتأهب لتركب السلطة هو الوهم والسراب بعينه بعد البيانات المكررة من جهات مختلفة
تجربة أسر الجندي الاسرائيلي شاليط مازالت ماثلة في الاذهان ونذكر بفخر نتائجها الطيبة في تحرير الف معتقل فلسطيني وعودتهم الى أحضان أهلهم والى حريتهم الغالية. ومن قبل شهدنا تحرير آلاف الاسرى الفلسطينيين والعرب بمقابل أسرى عسكريين اسرائليين وقعوا في يد المقاومة الفسطينية في بيروت، أو في يد المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان.
فكيف يتوه هنية عن هذه التجربة الغنية ولا يجدها ؟.
.jpg)
0 comments:
إرسال تعليق