إلي الرئيس مبارك: طال الصمت/ سلوي أحمد‏

التزم الرئيس مبارك الصمت منذ  تخليه عن الحكم في الحادي عشر من فبرايرفلم نستمع اليه بعدها  الامن خلال  الخطاب الصوتي المسجل الذي تحدث فيه لبني وطنه ليبرئ ذمته المالية امامهم في ظل الشائعات التي روج لها الاعلام العميل من امتلاك مبارك  لمليارات الدولارات , فجاءت  الينا كلماته لتنفي كل تلك الشائعات ولكن للاسف  اصم الجميع اذانهم ولم يستمعوا اليه وظلوا يستمعون الي القنوات الفضائية التي جعلت من سمعه زعيم عربي مصدر لكسب الملايين ,لم نستمع اليه ويا ليتنا استمعنا فها هي الايام تثبت لنا  يوما بعد الاخر صدق مبارك وكذب من روج لتلك الشائعات ومن صدقها ورددها .

     تحدث مبارك في هذه المرة  ثم ساد الصمت ولم نستمع اليه مرة اخري منذ ذلك الوقت وحتي الان لم نسمتع اليه بالرغم من اننا في امس الحاجة الي ان نسمعه فمع كل حدث كنا نتنظر كلماته فاثناء المحاكمات اعتقدنا ان الوقت قد حان ليتحدث ولكنه اكتفي بتلك الكلمات    "  بلادي وان جارت علي عزيزة       واهلي ان ضنوا علي كرام    "
فقط تلك هي الكلمات التي نطق بها بعد تلك الرحلة من الصمت فجاءت لتثبت لنا  عظمة هذا الرجل ففي الوقت الذي ُسب فيه وأهين بعد كل تلك السنوات من العمل من اجل مصر وشعبها لم يقابل السب بالسب ولا الشتم بالشتم بل قابل اخلاق الاندال باخلاق الابطال فارتفع قدره عن ذي قبل في الوقت الذي ازداد فيه  قدر من اهانة انحطاطا .

    مرت محاكمة مبارك دون ان نستمع اليه إلي  ان جاء الحكم عليه بالمؤبد بعد ان امعن القاضي في ظلمه فلم يكتف بالحكم الجائر علي بطل اكتوبر والرجل الذي خدم مصر  وشعبها طوال كل تلك السنوات لم يكتف بذلك بل كانت تلك المقدمه التي سبقت النطق بالحكم هذه  المقدمة الظالمة التي اغفلت اي انجاز لفترة حكم دامت ثلاثين عاما اضاعها القاضي بكلمات رنانه جيده الصياغة ولكنها ظالمة  عديمة الانصاف خلت من العدل تلك الكلمات التي  جاءت من رجل من المفترض انه يقيم العدل بين الناس ولكنه فضل ان يكون ثائرا علي ان يكون عادلا وهنا انتظرنا مبارك ان يتحدث ولو بكلمة  ولكنه ظل صامتا لم يتفوه بكلمة واحدة .
      وذهب الرئيس مبارك إلي مستشفي سجن طره وتعرض لازمات صحيه كادت ان تؤدي بحياته ليس هذا فقط بل انه وفي كل يوم كان يتعرض  لمزيد من الظلم حينما يزج باسمه في كل حدث يحدث بمصر فيتهم مبارك بانه هو من دبر وخطط بعد ان يفشلوا في الوصول الي حقيقة ما يجري او بعد ان يقوموا باعمال تخدم مصالحهم فيغطون علي ذلك بالزج باسم مبارك في كل كبيرة وضغيره حتي فشلهم في ادارة البلاد وتسيير شئونها ارجعوه الي مبارك ونظامه .

    كل  هذا وانت سيادة الرئيس  صامتا لا تتحدث فإلي متي الصمت سيادة الرئيس ؟ الي متي الصمت وتاريخك يمحي ويشوه ؟ الي متي الصمت وانجازاتك تسرق وتنسب لغيرك ؟ الي متي الصمت والجميع ينسب خير العصر لنفسه وشره لك ؟ الي متي الصمت وقلوب من احبوك تناديك ان تتحدث اليهم وتخاطبهم ؟ الي متي الصمت سيادة الرئيس ومصر التي عشت واهبا حياتك من اجلها تضيع من بين ايدينا ؟

      إن مصر اليوم تناديك بعد ان تمزقت وسارع الجميع بتقسيمها واخذ نصيبه منها ان مصر التي بنيتها ودافعت عنها واعدت اليها سياتها علي ارضها تناديك مصر التي حفظت دماء ابنائها تناديك بعدما اغرقتها دموعها وهي تري دماء ابنائها  تسيل يوما بعد الاخر علي ارضها مصر تنادي من كانت في عقله وقلبه ولم يفكر يوما في سواها مصر تنادي بطل اكتوبر وزعيمها الذي عاشت تباهي وتفاخر به اما الجميع تنادي من  ظل محافظا علي سيادتها ووحدتها من عاش حاملا هم ابنائها جيل بعد جيل من اقام  مصانعها وشيد مدنها ومد كباريها من عمرها واعاد اليه الحياه من جعلها رائده في كافة المجالات وجعل صوتها مرفوعا في المحافل الدوليه تنادي من عاش نسرا يحمي سمائها ويقف في وجه كل من تسول له نفسه الاقتراب منها او من شعبها ان مصر تنادي مبارك .

      سيادة الرئيس طال الصمت وطال وها هي الايام تمضي والعمر تمر ساعاته فهل ستتركنا دون ان نستمع اليك ؟هل ستتركننا ونحن في أمس الحاجة اليك؟ وان كنت لا استطيع ان ألومك فلست انت من حبستنا خلف الجدران وعزلتنا عن حياتك لست انت من تركت صوت الحكمة والعقل سجينا واستمعت الي اصوات جوفاء لا تعي ما تقول او تفعل ولكن ولانك عودتنا ان نلجأ اليك بعد الله فنحن نناديك ان تتحدث دافع عن مصر سيادة الرئيس كما كنت تدافع عنها دائما لا تتركها وتتركنا لهذا المستقبل المجهول تحدث الينا واليها فلم نعد نحتمل الصمت ولم نعد نحتمل ان نراها وهي تضيع من بين ايدينا لم نعد نحتمل ان نراها في ثوب الضعف والهوان لم نعد نحتمل ان نراها  وهي تنكسر وتنحي لم نعد نحتمل انا نراها بغيرك سيادة الرئيس لم نعد نحتمل أن  نراها بغير مبارك

 الكاتبة \سلوي أحمد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق