ألا يكفي المجتمعات الغربية والتي منها أستراليا الحرية الزائدة التي حصلت عليها المرأة؟ ..ألا يكفي .. أن المرأة أصبحت لا تعرف معنى الأستقرار والحب الحقيقي والأسرة السعيدة ؟ .. ألا يكفي .. ما تقوم به من أعمال تلعنها عايها جدتها . لأنها أعمال خارجة عن مفهوم الأداب والحشمة والأحترام ؟ .. ألا يكفي تحت بند الحرية هذا أنها أصبحت رخيصة ولا قيمة لها ؟ .. ألا .. يكفي ما وصلت إليه حال الأسرة من تفكك وإنحلال ؟ .. تخرج الزوجة المحروسة مع " البوي فريند " أمام زوجها وأولادها ولا يستطيع هو أن يعترض ، ويكتفي بالذهاب إلى الحانات والغرق في المشروبات الكحولية و " البوكر ماشين" .
ألا يكفي .. المرأة العصرية ما يلحقها من عار تحت شعار الحرية عندما تتحدث من خلال شاشات التلفزيون وتتبجح بسحاقيتها ، بل يزيدالطين بلة ، رغبتها في الإنجاب من المرأة الأخرى عن طريق رجل لوطي يمنحهما الإخصاب دون جماع . ويحتفل الثلاثة الشواذ بذلك اليوم العظيم الذي سيتم فيه التلقيح ؟
ألا يكفي كل هذا حتى تخرج علينا مجموعة من ألأكاديميين قضاة وأساتذة جامعات في علوم الطب والطب النفسي والأجتماع والتربية ، ويعلنون بعد دراسة استمرت عامين كاملين دفعنا رواتبهم نحن أبناء هذا الوطن من أموال ضرائبنا ، ليخرجوا الينا بمشروع قانون خاص بالأطفال لحمايتهم من والديهم . المشروع الذي يريدون من خلاله منح الولد حريات بلا حدود أو قيود . حرية الخروج عن المألوف والآداب والأحترام . حرية الأتصال برجال الشرطة وتقديم بلاغ ضد أمه وأبيه . حرية اللعب في المحلات العامة " سوبر ماركت " ، وتكسير وتخريب كل ما قد تصل اليه يده دون رادع من الأب أو الأم سواء بالكلمة أو باليد .
ألا يكفي .. ما قاله ولدّ امام القضاء في أميركا و ولدّ أخر في ولاية فكتوريا بأستراليا حق تطليق والديهما والبعد عنهما . وتم لهما ذلك مع تعهد من الوالدين الا يعترضا طريقهما أو يقتربا منهما وهما في سن اقل من 16 عاما .
الطريف في الحجة لهذا المشروع هو حماية الأبناء من بطش وتعذيب الأباء . وحمايتهم من ضرب والديهم لهم لتقويمهم واصلاح شأنهم . معنى هذا حمايتهم من الإصلاح وتشجيعهم " الأبناء " على الفساد والضياع تحت راية الحرية .
هل أعدّ المشرّعون الكرام البديل لبيت العائلة الذي يريد تقويم أبنائه سواء بالكلمة أو الضرب الأبوي ؟ أم أنهم بعد تأليبهم على والديهم اما أن يخرجوا الى طريق الغواية والإنحراف ؟ أو أنهم يعيشون مع والديهم دون احترامهم أو العمل على تخفيف تعب الحياة بالطاعة وعدم القيام بأشياء قد تنغّص على الوالدين حياتهما . الغريب في الموضوع أن يصير الوالدان مجرمان ويُحكَم عليهما بالسجن اذا حاول أحدهما تربية ولده أو إبنته التربية الصحيحة .
التعددية الحضارية والتنوّع الثقافي " على الرغم انني لا أؤمن بهما ولن أؤمن بهما حتى لو مدحهما أكبر رئيس دولة في العالم " ، المفروض في هذه التعددية أن يقول الناس رأيهم في مثل هذه الأمور الهامة وليست في " الفلافل " وهزّ البطون .
أتمنى على الأفراد وسائر الجمعيات والمؤسسات والهيئات ومديريها على مختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها أن يتحركوا ويتوجهوا الى ممثليهم في البرلمان ويقدموا اعتراضاتهم على مثل هذا المشروع ولا نكتفي بالفرجة والسبّ واللعن في هذا البلد الكريم .
نحن لسنا في بلاد لا تحترم الرأي . لذا على هذه الجمعيات التي تمثلنا أن تثبت أن التعددية الحضارية والتنوع الثقافي هي العمل الأيجابي لصالح وطننا استراليا بالخوض في معترك الحياة وإيضاح السلبيات ومدح الأيجابيات فيه لأننا جميعا سنتأثر بشكل أو بأخر بمثل هذه التشريعات .
الله يرحم أيام زمان عندما كان الصغير يحترم الكبير ويظل يحترمه وهو كبير وفي مركز قد يكون أهم من مركز الأخ الأكبر .
نتذكر للطوباوي مثلث الرحمات الأنبا شنوده الثالث أنه تذكر شقيقه الأكبر الأستاذ روفائيل بقوله :
أخونا الأكبر الأستاذ روفائيل أخذنا مرة معه لكي يعتني بنا ...
أخونا الأكبر الأستاذ روفائيل .. فهل بعد هذا الأحترام ... إحترام ؟
يا ليت العالم الغربي يعود إلى كنيسته ويعيش الحياة المسيحية المباركة كما كانت من قبل .
0 comments:
إرسال تعليق