مناضلون من اجل الحرية/ راسم عبيدات

لم يدر لا بخلد المناضل عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني والمسجون حالياً في السجون التركية،ولا بخلد المناضل جورج عبدالله او المناضل الأممي كارلوس المسجونان في السجون الفرنسية،بأنه سيأتي وقت تضيق فيه البلدان والأوطان بالثوار والمناضلين،ففي الوقت الذي كانت فيه الكثير من العواصم تتسابق على استقبال الثوار والمناضلين واحتضانهم،نجد ان المناضل جورج عبدالله والذي دفع 28 عاماً من عمره دفاعاً عن قضايا الثورة والمقاومة والنضال العربي والأممي،بان لبنان مسقط رأسه والذي كان احد أبطال مقاومته ونضاله يرفض او يستصعب استقباله وعودته.
نعم كما علم الروائي الجزائري الراحل الكبير الطاهر وطار،نحن في الزمن الحراشي والرديء،نحن في زمن الذل والهوان والهزيمة،وإلا لما وصلت الأمور الى حد إقفال الحدود والأجواء والشواطئ في وجه الثوار والأبطال ولم يسمح لهم بالعودة.
ولعل الجميع يذكر أنه عندما كانت الثورة الفلسطينية ثورة بالمعنى الحقيقي،وكانت قبلة ووجهة كل الثوار العرب والأممين،قبل ان يحولها البعض إلى ثروة ومشروع استثماري،هناك الكثير من المناضلين العرب والأممين انتموا وانضموا الى الثورة الفلسطينية،من اجل المساهمة ودعم الثورة الفلسطينية في رفع العدوان عن الشعب الفلسطيني،ومشاركته مقاومته ضد العدو الصهيوني،وتحقيق حلمه في الحرية والاستقلال والدولة المستقلة،وكانت تحركهم في ذلك قناعات فكرية وصدق انتماء،ورغبة جادة وحقيقية في المقاومة،وليس طمعاً في جاه أو مصلحة او منفعة أو منصب،وفي خضم ذلك استشهد العشرات من المناضلين العرب والأجانب على مذبح المشروع الوطني الفلسطيني،وكذلك اعتقل العديد منهم فكان المناضل الياباني كوزو اكاموتو صاحب عملية اللد الشهيرة،قد انتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،هو وعدد من رفاقه في الجيش الأحمر الياباني،حيث جرى اعتقاله وسجنه في سجون الاحتلال الإسرائيلي،وليتحرر لاحقاً في صفقة التبادل الشهيرة التي نفذتها الجبهة الشعبية- القيادة العامة في ايار/ 1985،وكما هو أكاموتو،كان المناضل الأممي كارلوس والمسجون حالياً في السجون الفرنسية،حيث عمل في فرع العمليات الخاصة التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الشهيد وديع حداد،والذي جرت مطاردته لعدة سنوات من الدوائر الإستخبارية الغربية والأمريكية والصهيونية،حيث قام بتسليمه في صفقة مهنية للمخابرات الفرنسية، نظام الرقص بالسيف والعصا – نظام البشير- الذي لعبت سياسته وعنترياته الفارغة دوراً بارزاً في تقسيم السودان،وفي عهده استباحت وتستبيح إسرائيل ارض وأجواء السودان،تغير وتقتل وتدمر،ويكتفي نظام البشير ب"الجعجعة"والتهويش،وممارسة الكذب والدجل والخداع،عن رد مؤلم على إسرائيل لا يملكه او يقدر عليه.
والثائر الأممي كارلوس ما زال قابعاً في الزنازين الفرنسية،رافضاً التخلي عن قناعاته أو بيع القيم والمبادئ التي تربى عليها في مدرسة الحكيم وابو هاني وابو علي وأبو غسان،وكذلك كان المناضل الثوري جورج عبد الله اللبناني،والذي سيرى الحرية بعد 28 عاماً من الاعتقال في السجون الفرنسية،تلك الحرية المعلقة الآن على وجود بلد يستقبل هذا القائد المناضل،لكونه آمن واقتنع بأن الحرية والتحرر،تمر عبر النضال والكفاح ضد قوى الظلم والطغيان والاستكبار العالمي وفي المقدمة منها أمريكا رأس الحية كما علم القائد القومي والوطني الكبير الراحل جورج حبش،حكيم الثورة،والمناضل الكبير جورج عبدالله رفض كل المساومات والإغراءات من أجل أن يتخلى عن فكره وقناعاته ومبادئه،ومحاولة اللعب على الطائفية.
التعاطف العالمي مع المقاومة والثورة الفلسطينية من قبل قوى وحركات واحزاب التحرر العالمية والأحزاب الثورية والتقدمية،موجود على كل ساحات أوروبا وأمريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم،وما زالت الكثير من القوى والأحزاب،تتغنى بالثورة الفلسطينية كرمز للنضال والثورة ضد الصهيونية والامبريالية والرأسمالية المتغولة والمتوحشة،ونحن نشهد في الكثير من المسيرات والمظاهرات والمؤتمرات والإعتصامات والمهرجانات لتلك القوى والأحزاب الثورية،صور قادة المقاومة من حبش الى ابا عمار وليلى خالد وسعدات وغيرهم،ترفع وتتصدر تلك المسيرات والمظاهرات،والجماهير والقوى الثورية تكن الاحترام لثورتنا وقادتها التاريخيين ورموزها،فمن يعيد للثورة بريقها ومجدها في زمن حولها البعض لثورة رتب وراتب،فرحم الله ذلك الزمان الذي كانت فيه كل العواصم الغربية ترتعد خوفاً من الانتقام وردة الفعل الفلسطينية على اعتقال مناضليها او قادتها على أرض أي من هذه الدول،تخشى
واجبنا كثورة ومقاومة فلسطينية،وقوى واحزاب أن لا نتخلى عن المناضلين الذي ضحوا وقدموا أرواحهم ودمائهم فداء لثورتنا ومقاومتنا،ثوريتنا وواجبنا وقيمنا واخلاقنا تملي علينا ان نتبنى قضاياهم،وان ندافع عنهم،فعار علينا كثورة أن لا ننظم المسيرات والمهرجانات والإعتصامات المطالبة بإطلاق سراحهم،فهذا بحد ذاته نكران وجحود منا بحق هؤلاء الثوار والمناضلين.
ولنرفع صوتنا علينا ضد الحكومة الفرنسية،من اجل أن لا تستجيب للضغوط الأمريكية والإسرائيلية،باستمرار احتجاز المناضل جورج عبدالله،وعلينا قيادة حملة في كل عواصم ومع كل قوى الحرية والديمقراطية في العالم من أجل إطلاق سراحه،فهذا أقل واجب مطلوب منا كثورة ومقاومة وشعب فلسطيني تجاه مناضل دفع ثمانية وعشرون عاماً من عمره في سبيل ثورتنا وقضيتنا.
ولنبقي صورة ثورتنا ومقاومتنا مشرقة ومثالاً إيجابياً في قلوب وعقول الكثيرين من الثوار والمناضلين وحركات التحرر والأحزاب والقوى الثورية،الذين يطلعون لثورتنا كملهم وهاد لهم في نضالاتهم وتضحياتهم،وصور قادة ثورتنا ومناضلينا التي تتصدر إحتفالاتهم ومهرجاناتهم ومسيراتهم وإحتجاجاتهم،خير شاهد ودليل على مدي تأثرهم بهؤلاء القادة وتلك المقاومة والثورة العملاقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق