شرب السّم أهون من السلام/ أسعد البصري

بصراحة لا دستور ولا عملية سياسية هذا كلام فارغ
أحزاب شيعية تابعة لإيران عندها هدفان
١- نهب ثروات العراق إلى إيران
٢- اجتثاث السنة من العراق وليس اجتثاث البعث
بحيث تكون النتيجة عراقاً مخرباً تماماً
فيه شيعي فقير و سنّي قتيل
السنة العراقيون سيبادون قاتلوا أم لم يقاتلوا
يروي المرحوم المعارض الشيوعي السعودي عبد القادر المنقوش
الذي كان يسكن مع أحمد عبد الحسين في غرفة واحدة بكندا
أنه بعد سقوط بغداد وسطوع نجم باقر الزبيدي
الذي يعرفه السيد عبد الحسين جيدا
حيث عمل غلاما مقربا لديه
عشر سنوات في جريدته نداء الرافدين بدمشق
في إحدى الليالي  الباردة بكندا
قبل هجرته إلى أسياده في بغداد
قال السيد عبد الحسين
(( باقر الزبيدي سوف يبيد السنة العراقيين ))
قال له المرحوم عبد القادر كيف ؟؟
قال : أنتم لا تعرفون باقر الزبيدي
ولا مع مَن يعمل ولا مشروعه في العراق
كل التفجيرات التي حدثت في العراق وإدخال القاعدة
كان بتنسيق مخابراتي إيراني / سوري/ عراقي
حيث فتحت سورية معسكرات كبيرة
لتدريب القاعدة والإنتحاريين
بدأوا بتفجير المقامين العسكريين
ثم قتل الشيعة المدنيين و ترويعهم بالتفجيرات
بعد كل هذه الجرائم
تم إقناع المواطنين الشيعة البسطاء
بإبادة السنة و تهجيرهم من بغداد
هذا هو المكسب نسبة السنة في بغداد
انخفضت من ( ٦٠ )   إلى ( ١٥ ) بالمئة
ضحايا التفجيرات هم شهداء مشروع صفوي قديم
للوصول إلى بغداد شيعية خالصة
هذه حقائق انكشف بعضها
والباقي ينكشف بعد سقوط النظام السوري
الأسرار هي سبب استماتة   
النظام الإيراني والعراقي في الدفاع عن النظام السوري
النظام العراقي الحالي العميل
إذا تم تهديده وإحراجه سيقوم بتفجير ضريح
الحسين والعباس وعلي بن أبي طالب و الكاظم
في ليلة واحدة وسوف يشغل الفضائيات والخطباء
للصراخ واللطم والدعوة للثأر من النواصب
لهذا على أهل الأنبار أن يستعدوا
ولا يظنوا القضية نزهة
هذه حكومة صفوية خبيثة و مستعدة لكل شيء
النظام الإيراني يتخذ سياسة واحدة في العراق
منظر الدم الشيعي وصراخ الأمهات و الجماجم
هذا المشهد يجعل العقول تصمت وتتحكم الغرائز
لهذا دعموا الإرهاب لأنه يحقق لهم هذه الصورة الدموية
المنسجمة مع الخطاب العاشورائي الحسيني والمظلومية
البعثيون العراقيون عندهم خبرة بهؤلاء الناس
منذ رفض الخميني مساعي السلام العراقية عام ١٩٨٢م
واستمر ببناء نظامه والقضاء على خصومة
تحت مشاهد الموت والقتلى والحرب والشهداء
الخميني لم يبدأ الحرب على العراق فقط
بتصريحاته التحريضية الملتهبة الدموية الطائفية
بل هو الذي رفض دعوات السلام منذ عام ١٩٨٢م
حتى حين وافق على قرار الصلح عام ١٩٨٨م قال مقولته الشهيرة
(( شرب السم أهون عليّ من قبول قرار السلام ))
هذه العقلية الصفوية تحكم العراق اليوم
عقلية الذين يعتبرون شرب السم أهون من السلام
عقلية تصدير الثورة و ولاية الفقيه والحرب الدائمة
لقد تحمل الرئيس صدام حسين وحده كل هذه المسؤولية
مسؤولية الأرض الخراب والثغور والصراع على بغداد

هامش 1 عن الإبادة الثقافية
.................................. 
لقد وهبنا الله الرصافي والجواهري
في الزمن الجميل الوطني كنا نكتب عنهما معاً
الجواهري لغته جبارة و أكثر موهبة من الرصافي
لكن الرصافي أكثر وطنية و مبدئية من الجواهري
في الحقيقة لا يوجد أحد بوطنية و بكبرياء الرصافي و نزاهته
   الرصافي مفكر وناثر ساحر موهوب إضافة لشعريته
 الواقع الطائفي جعلنا ننسى الرصافي تماماً
وكأنه لا يوجد شاعر و مثقف و مفكر عراقي كبير
اسمه معروف الرصافي ؟؟ لماذا ؟؟
حتى تمثاله في بغداد مدفون بالقمامة
لأنه سني عنده بعض الأفكار ضد  أفكار الشيعة و إيران 
وهل هذا سبب كاف لطمس ذكره تماماً من الثقافة الوطنية ؟؟
الكارثة المثقفون الطائفيون
يريدون دفن سعدي يوسف بجلالة قدره حياً
هل هؤلاء مجانين ؟؟ والله لا أعرف
ماذا نعلم الأطفال في المدارس
بدلاً من الرصافي والجواهري و سعدي يوسف و علي الوردي ؟؟
هل نعلمهم أحمد عبد الحسين و أحمد عبد السادة و رياض الوادي ؟؟
مدينة الصدر تسيطر على الثقافة العراقية  
ما معنى هذا النزوع الغوغائي ؟؟
هل يتحرك المثقفون الشيوعيون والوطنيون والقوميون
لإنقاذ الثقافة الوطنية ؟؟

هامش 2 الكاتب القومي ليس دليلاً سياحياً
...............................................
في المسبح الكندي هناك غرفة ساونا خشبية ساخنة حقاً
مهاجر عراقي و مهاجر إيراني يتحدثان
الإيراني يقول بأن الخميني كان غلطة ونظام الملالي كارثة
العراقي يقول صدام حسين كان غلطة والنظام الحالي كارثة أكبر
كلاهما ترك أطفاله يلعبون مع أطفال الآخر
 في القاعة الكبيرة لكرة السلة
زوجاتهما بالمايوه تغطسان عميقا
 في المياه الدافئة للمسبح المغلق
الزوجة العراقية فقدت خمسة كيلوغرامات
تقول لصديقتها الإيرانية
الإيرانية تقول لها إن الركض خلف ولدها المشاكس
 منحها رشاقتها هذا العام
أغسل كرشي بالماء والصابون
لأنني لا أكتب هلوسات مهاجرين متقاعدين
ولا أبناء شركات متعددة الجنسيات
أنا كاتب منحني الله هذه القدرة العجيبة
على تجاوز المتع الفردية والأمنيات والرغبة بالتشبه بالآخر
بحيث ألتصق بمشيمة الأمم
و حقيقة تاريخها الذي يصنع الحياة والموت والمعنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق