بجَبينِكَ الأمجَادُ ُتكتتبُ/ حاتم جوعيه

(قصيدةٌ  مُهداةٌ  إلى المُطرب  الفلسطيني  الشاب  " محمد عسَّاف " -  نجم  برنامج  " آراب آيدول "  بمناسبةِ  فوزهِ  في  مسابقةِ  البرنامج).       
 أنتَ   الشَّذا  والفنُّ  والطَّرَبُ     بجبينِكَ      الأمجَادُ     ُتكتتبُ
صَرحُ الغناءِ وفيكَ  قد فخُرَتْ     كلُّ  الدُّنى  والشَّرقُ  والعَرَبُ 
أمجَادُكَ  الفنُّ  الذي  انبَهَرَتْ     بهِ تاهَتِ الأعرابُ ..لا الذهَبُ
هذي  فلسطينُ  المُنى  ائتلقتْ     تاهَتْ   سَنا ً... آمالُها    ُقشُبُ
فمِنَ المُحيطِ إلى الخَليجِ رَنَتْ     كلُّ العُروبةِ ... فيكَ  قد خُلِبُوا
حَلَّقتَ   مِنْ   قمَم ٍ  إلى   قِمَم ٍ     بمديحِكَ  الحُكَّامُ   ما   كَذبُوا
أمُحَمَّدَ   العَسَّافِ    يا   حُلُمًا      بهِ  تزدَهي الأقمارُ  والشُّهُبُ
كالطَّودِ   أنتَ   رَاسخٌ    أبَدًا     وَتحُفُّهُ     الأطيارُ    والسُّحُبُ
سَلسَالُكَ   التّريَاقُ    مُنسَكِبٌ     مِن شَهدِكَ العُشَّاقُ  كم  شَربُوا
الفنُّ   أنتَ ... تظلُّ   سُؤدُدَهُ      والغيرُ  مِن  إبدَاعِهِمْ   نَضَبُوا
فأعَدتَ  للفنِّ  الأصيل ِ  رَوَا      ئِعَهُ   وَرَونقهُ    الذي   طلبُوا
الكُلُّ  في عُرس ٍ وَفي  فرَح ٍ     دَمْعُ   السُّرُور ِ  كأنَّهُ    حَبَبُ
وَدُمُوعُ  أمِّكَ  عندَمَا  ذرفتْ      بحرَ  الدُّمُوع ِ  لأجلِهَا  سَكَبُوا
يا  أيُّهَا  العُملاقُ   في  شَمَم ٍ      َطودٌ   مَدىَ   الأيَّام   ينتصِبُ
وَمَدَارسُ  الفنِّ  التي  خَلُدَتْ      َفلِصَوْتِكَ   السِّحريِّ    َتنتسِبُ
لكَ ترقصُ الكلِماتُ في مَرَح ٍ    والجَوُّ   سِحرٌ .. كلُّهُ    طرَبُ
القولُ يَعجَزُ .. كلُّ  ما  كتبُوا     والنَّثرُ   والأقوالُ    والخُطبُ
الفنُّ  نبراسُ  الشُّعُوبِ   وَنَهْ      ضَتُهُمْ ... ويبقى الفنُّ والأدَبُ
يا   أيُّهَا  الصَّاروخُ   مُنطلِقًا      نحوَ   النُّجُوم ِ  تحُفُّهُ   الشُّهُبُ
نانسي  وَرَاغِبُ  فيكَ  قد  ذهِلا       أحلامُ  تاهَتْ .. صوتُكَ  العَجَبُ
سَأقولُهَا  " برَافو"  فأنتَ   لهَا        أهلاً .. فلا  زلفى  ولا  كذبُ
سَأقولُهَا  " برَافُو"  مُجَلجِلة ً      كم   رُدِّدَتْ   والفوزُ   يقتربُ
أنا  شاعِرُ الشُّعَراءِ  في وَطني     وَلأجل ِ حَقِّ  الشَّعبِ  مُغترِبُ
أنا   شَاعِرُ  الشُّعَراءِ  قاطبة ً     شعري هُوَ الصَّهْبَاءُ والرُّطُبُ
وَمُتنبِّىءُ العَصر ِ الذي َنفقتْ     فيهِ  المَبادِىءُ .. نُكِّسَتْ  طُنُبُ
ما  نِلتُ  في الإبدَاع ِ  جائِزةً      قد    نالهَا   المَأفُونُ   والذنبُ
قد   نالهَا   مُتصَهْينٌ   َقمِىءٌ      نذلٌ        وفسَّادٌ      وَمُستلِبُ
في مَجمَع ِ الأقذار  قد  رَتَعَتْ     كلُّ  المُسوخ ِ... تفاقمَ  الجَرَبُ
أنا     ثائِرٌ     دَومًا    لِعِزَّتِنا     لا   أنحَني ... والهَولُ   يَنصَبِبُ
روحي  فدَاءُ  عُروبتي  وَأنا      دربي النضالُ .. وإنَّني  صَلِبُ
إنَّ   العُرُوبة َ  كلّهَا   وَطني      وَلَهَا   انتِمَائي ... إنَّها   َنسَبُ
      
في  محَمَّدِ  العَسَّافِ  نشوتنا      مع    فوزِهِ  المَنشُودِ  نُحتسَبُ
في محَمَّدِ العَسَّافِ قد شَمُخَتْ     هَامَاتُ شعبي .. واختفى الوَصَبُ
" آراب أيدول" قد كانَ فارسَهَا      خَاضَ التنافسَ .. زالتِ  الصُّعُبُ
نجمَ   النُّجوم   تظلُّ   ُقدوَتنا     أنتَ  السَّنا  والشَّمسُ .. لا  غُرُبُ
فأعَدتَ  للفنِّ  الأصيل ِ نَضَا      رَتهُ    فأنتَ   ربيعُهُ    الخَلِبُ
غنَّيتَ للوَطن ِ الجَريح ِ لِفلسْ     طِينَ   التي  تجتاحُهَا   النّوَبُ
جَسَّدتَ آمالَ  العُروبةِ  .. في     كَ   سَيفخَرُ الأحرارُ  والنُّجُبُ
دَمعُ  الثَّكالى ...كلُّ   مُكتئِبٍ      وَمُناضِل ٍ    بالحُزن ِ   يلتهِبُ
يا    أيُّهَا   الغِرِّيدُ   يا   عَلمًا    ... صوتًا  مِنَ   الفردَوس ِ  يُنتدَبُ
يا  أيُّهَا  الشَّادي ... كَنارَ   فلسْ      طِنَ  الأسيرةِ ... أهلُهَا  سَغَبُ
عُرسٌ  بغزَّةَ   كلُّ .. كلُّ   فلسْ      طينَ  الحبيبةِ .. جَوُّهَا صَخَبُ
الكلُّ      مَسرُورٌ     وَمُبتَهِجٌ      والقلبُ يرقصُ ، نبضُهُ خَبَبُ
يا    ثورةً     للفنِّ    ساطعَة ً      بكَ   تشمُخُ  الأطوادُ  والهُضُبُ
فيكَ   جبينُ  الشَّرق ِ  مُؤتلِقٌ      أنتَ  الذي فخُرَتْ بهِ  العَرَبُ
حَيَّاكَ   رَبِّي   أنتَ    بَهجَتُنا     .. إنجَازُكَ   الآمالُ    والأرَبُ
صرتَ  المَنارَ غَدَوتَ  قِبلتنا     .. إبدَاعُنا   في  الفنِّ   ينسَكِبُ
وَرُقِيُّنا   لا    شَعبَ    يُنكِرُهُ      نحنُ السَّلامُ   وَأرضُنا   نُدُبُ
مِن  فنِّنا  الأكوانُ  قد  نهَلَتْ      وَسَيشهَدُ    التاريخُ    والحِقبُ
نحنُ   المَحَبَّة ُ   دائِمًا    أبَدًا      دَومًا  ظُلِمنا .. لم  يكُنْ  سََبَبُ
شعبي    الفلسطينيّ    نكبتُهُ      وَهُمُومُهُ ..   قد  آنَ   تُحتجَبُ
طالَ الثَّواءُ على الحُلُول ِ وَكُلُّ       الكون ِ في صَمْتِ ... وَيَرتقِبُ
المَجدُ .. لا   للسَّيفِ  مُعتدِيًا      ..لا القمعُ .. لا  التنكيلُ  والعَطَبُ
المَجدُ   لا  للسَّيفِ   مُقتحِمًا      حقَّ   الغَلابَى   والألى   نُكِبُوا
المَجدُ   لا  تنكيلُ  مُضْطَهِدٍ       تاريخُهُ   الأهوالُ    والرُّعُبُ
المَجدُ   في   عِلم ٍ  وَمَعرفةٍ     ...نشرِ الثَّقافةِ ... ينتهي الشَّغَبُ
المَجدُ   فنُّ  الخَالِدينَ ، سَمَا     ... لهُ  تشهَدُ   الأقلامُ   والكُتبُ
بالحُبِّ   تسمُو   كلُّ   أمنيةٍ       بالسِّلم ِ  يأتي  النَّصرُ  والغلبُ

      (  شعر  : حاتم  جوعيه  - المغار -  الجليل -  فلسطين )

يوميات نصراوي: عن الثقافة والتهريج/ نبيل عودة

زارني في بيتي في الناصرة صديق عزيز وشاعر مبدع اثبت نفسه على الساحة الأدبية، قال لي بمجرد ان اراح جسمة على المقعد في الصالون انه في سبيله لإصدار ديوانه الشعري الجديد.
قلت له بلا تردد، ان ذلك بشارة خير لعلها تساعد القارئ على التمييز من جديد بين الغث والسمين مما ينشر من شعر في بلاد صار الشعر فيها عقاب للقارئ.او كما قال أحدهم:"كثر الشعر وقل الشعراء"!!
قال : لكني خائف من النقد .
استهجنت خوفه .. فسارع يقول : لا أقصد الخوف من النقد الادبي ، إنما احتقر النقد الذي يسود صحافتنا ويسود بياض صفحاتها .
قلت : اذن اكتب مقدمة للديوان اذكر فيها ان نقد الديوان ممنوع إلا لمن يحصل على إذن مسبق من الشاعر ، كل من يتجاوز ذلك سيجازى قضائيا بتهمة التشهير وتجاوز الحدود .
ضحك حتى كاد يختنق ..
عندما استعاد انفاسه اضفت : كنا في مشكلة ادبية واحدة فأصبحنا في مشكلتين .
سأل : ماذا تعني ؟
أوضحت : كنا نتحدث عن فوضى الشعر في بلادنا ، المستوى المتدني لما ينشر ، فبرز من يحول الفوضى والشعر المتدني الى شعر عبقري وإبداعات لا مثيل لها منذ فجر الحضارة ، حتى تبدو الياذة هوميروس بجانب الشعر غير الناضج الذي شحذ اقلام نقادنا "الأوادم" وسحرهم  عملا ضحلا ساقطا .
وواصلت القول وهو مصاب من جديد بالإغشاء ضحكا : حتى محمود درويش لم يحظ بمثل هذا المديح المنفلت وهو في قمة عطائه قبل ان يغادرنا .. لا أذكر ان شعراءنا المعروفين، بدءا من توفيق زياد وسميح القاسم وحنا ابو حنا وحنا ابراهيم وجمال قعوار وفوزي عبدالله وسالم جبران وغيرهم ، حظوا بمثل هذا التقييم كعباقرة الشعر، كما يحدث اليوم في ما يسمى نقدا .
التقط انفاسه وسأل : الحل ؟
قلت بلا تردد: أن نشترك بالتهريج !!
- كيف ؟
- من تجربتي الخاصة ، اعرف أن المصارحة لا تنفع وتحولك الى عدو لئيم وحقود... لذلك الحل بإضافة المدائح بلا حساب ، جعل الناقد قمة العبقرية .. والمنقود أبرع المبدعون وألمعهم.

- أي التخريب ..؟! سأل . فأجبت :
- الكلمة الصادقة لا تفهم .. المبالغة بلا منطق وبلا عقل هي أفضل تنبيه للمجزرة الأدبية التي ترتكب دون عقاب.
عبر عن خوفه من أن ذلك يقود إلى مزيد من الغرور ، لدى من لا يفقهون معنى الأدب والإبداع الأدبي ، ممن يحملون صفة الشعراء عنوة ، أو يركبون حمار النقد بالشقلوب .. هذه المدائح الساخرة تزيدهم غرورا .
قلت: ربما.. لكن القارئ سيفهم، هذا هو المهم وأضفت: أحد أصدقائي المقربين والقريب من آرائي الثقافية أيضا، يمارس على موقع من مواقع الانترنت المديح المبالغ فيه... الموقع ينشر والمهزلة مستمرة ... بعض ردود الفعل التي وصلته تشير الى ان "السبت فات بقفا اليهودي"  (تعبير نستعمله بمعنى ان المسألة صارت من الماضي ). بدأ البعض يستهجن المديح .. ويبدو ان المدح بلا شواطئ أفضل من الكلمة الصادقة في عصرنا الشعري المريض ..
- " لكن من يستوعب ان المبالغة في المدح هي ذم ؟" وأضاف :
- المهم كيف سأحل مشكلتي بأن لا يتعرض لديواني من أحسنت وصفهم ...؟
قلت: كن جريئا واطلب مباشرة ممن لا تراه أهلا لمراجعة ديوانك أن يبعد شره عنك.. وإلا صنع منك شاعرا كبيرا,، هذا أنت تستحقه بجدارة.. ولكنك كبيرا مع خنافسه الشعرية، بأسلوب ممجوج خلو من الفكر الثقافي والنقدي واللغوي.
قال بحزن : أنا في مشكلة .
سألته: هل تريدني أن أقوم بالمهمة بدلا منك.. أنا لا أتردد..؟
تأخر في الاجابة، فسارعت أقول : هل اعتبر صمتك صمت العروس ؟

فأجاب بحيرة واضحة: لا أستطيع أن أكون فظا.
غضبت : هل تعتبرني فظا ؟
اعتذر : اطلاقا لا،  أعتبرك أجرأ من حمل القلم .. أتمنى أن يكثر أمثالك.
قلت: لا تمدحني أكثر من اللزوم حتى لا يصبح مدحك ذما..
انهينا الحديث، وصديقي الشاعر المبدع الأصيل، حائر كيف يطلب من بعض مهرجي النقد أن لا يكتبوا عن ديوانه الجديد.

موجة!../ ضحى عبدالرؤوف المل


تثاءب فاتحاً فمه محركاً لسانه بطريقة بهلوانية جعلتني أستجمع بصري كله لأرميه بعيداً عن لوحة ذكّرتني بتلك النبتة التي تلتهم كل شيء، وضع رجله اليمنى فوق شقيقتها وشدّ على فخذيه حتى ظننت أنه يكبت شيئاً ثائراً يخاف ان يسلبه أحد منه، وفي نفسي أخفي ذهولاً من أحمق يلوح بأجفانه كأنه يلوح بمنديل صبية تقف على قارعة طريق صحراوي.
لماذا الهروب؟..
أخاف تواجدي معك؟..
أشعل ضحكة رأيت منها أسنانه الصفراء مرة أخرى لكن نظرت اليه هذه المرة نظرة جعلته يتباهى، وكأنه يظن نفسه أوغلو او أمين معلوف او جورج دولاتور. انتعش بعدها واضعاً يده فوق إحدى ركبتيه واليد الأخرى على خده، وكأنه ينتظر رساماً ليرسمه كما رسم الموناليزا.. سألته:
هل تعشق نفسك؟..
رمقني بنظرة ظننت أنه لن يتكلم بعدها، زمّ شفتيه وشعرت بقبضة يده كأنها تتجهز لضربة «بوكس» ستصيبني لا محال في مكان ما على وجهي، بقي نصف ساعة انتظار، والطائرة ستقلع في الثالثة والنصف، والانتظار ممل..
بقي صامتاً يقرأ لدقائق.. حدثت نفسي فيها ليفجّر صمته فجأة ويقول: «أعشقكِ»!..
أنا؟!..
نعم أنتِ..
يا رجل التقينا منذ ساعات فقط، فكيف تعشق بدقائق لم تكتمل!.. دقائق ما زالت في مراحلها الجنينية الأولى، انتظر نمو الزمن بيننا، ثم اعترف كما تشاء بعشق امرأة، أتظن نفسك باولو كوبلو! أم بول أوستر، أم أنني في سن المراهقة، وسأطير كفراشة فرحاً، سألعن هذا المهرجان الذي فرض وجودي معك!..
ضحك مرة أخرى وكأنه الفك المفترس. لم أستطع الصبر على صمت سأنفجر منه..
هل تستعرض ضحايا العالم دائماً أمام الناس بطريقة ساخرة ومقرفة؟.
ماذا تقولين؟ عفواً؟.. لم أفهم؟؟..
هل تفتح فمك دائماً هكذا لكل إنسان تحادثه، فيرى الأنياب والقواطع؟ بل ويرى الأفعى التي تتلوى داخلك؟..
تجهم وجهه هذه المرة، أخذ شهيقاً ملأ رئتيه ثم زفر كأسد، وكأنه يستعرض قواه أمام لبوة ليست أنا بالتأكيد..
أنتِ وقحة؟..
إسترخيت، وكأن ما قاله تعبير جعلني أشعر بالرضى، فالمرايا الداخلية تعكس كل تفكير قد نفكر به، هزّ رجله وكأن الحذاء سيطير بعد قليل ليضرب وجه رئيس مرسوم في مخيّلتي.
فتحت حقيبتي الجلدية، أخرجت منها كل ما فيها، وتركت أشيائي على الكرسي، وعدت لصمت ساكن أتأمل المكان.
مجنونة ببقايا امرأة أفقدتني صوابي؟..
ماذا تفعلين؟ الكل ينظر كأن عيون «ويكيليكس» تتوزع هنا.
فعلت كما فعلت أنت!.. أخرجت كل ما في الداخل للخارج..
مؤكد مجنونة، أنت تفتقدين لقاعدة العلّة والسبب! أنا في مهمة محددة، وأنتِ تسخرين!.
لا جدوى من الجلوس أمام موجة جميلة لا تدرك قيمة بحر مدّ أطرافه لها.
موجة جميلة؟..
إقرئي هذه المسرحية، وستفهمين يا موجتي..

الرضوخ بين الممكن والمستحيل/ سهى بطرس قوجا


ما بين الممكن والمستحيل يكون هنالك واقف بينهما على أرض تدور به، في ذهول ودهشة لا يعرف هل يترك الممكن ويقبل على المستحيل ويسكنهُ والذي ربما قد يتعارض معهُ لاحقا، أم يبقى في الممكن الذي ربما بتصوره سيضيعهُ في واقع لا يحبذهُ، مُرغمًا؟! في الحالتين أنها حيرة بالنسبة لهُ وقرار صعب الاتخاذ في الاقتراب والتأمل والمثول أمام ما يريد، أنهُ كمثل بندول الساعة في ذهاب وإياب في نفس النقطة مُتمركز، لكن الدقائق والساعات تمضي به في الأيام وفي طرقات السنين لتأخذ من القادم وتضيف على ما هو ماضي!
والحياة مُستمرة تأتي بجديدها وتأخذ القديم وهو في القديم ساكن، فيا ترى هل لذلك القديم من ولادة؟! هل لهُ حياة سوف تتجدد مع كل برعم زهرة تتفتح في ربيع سنة جديدة؟! يتأمل فيما يسكن مُخيلتهِ كثيرًا ويتمناه أن يكون في واقعهِ واقع، ولكن أين لذلك الواقع من مثول؟! يقول بينهُ وبين نفسهِ: كم أنا بحاجة إلى فنجان قهوة ليفيقني من الدوامة التي أدور في رحاها، أنها ترفعني من أرضي وتهزّ تماسكي لتأخذني في طريقها حيث هي مسافرة؟!
ثم يردف ويكمل حديثهُ قائلا: أنا بتصوري أجدهُ مُمكنًا ولكن مستحيل أن يكون! كيف ليَّ أن أرضخ لمستحيل أنا من صنعتهُ ودعيتهُ للحضور في عمري؟! كيف ليّ أن أزيح تراكمات ترسبتْ في سنين حسبت من عمري ولكن لم أحس بها؟! كيف ليَّ أن أودعّ حياة عشتها بقليل من الإرغام  وعدم الاختيار ولكن فيها من لا يستحق الترك وأصبح جزء من جسدي؟! كيف أعيش سعادة أتذوقها لأول مرة وأحس بطعمها وأعلم أنها في حياتي صعب أن تتكرر ومستحيل أن تكون؟! كيف لملفات طواها الزمان أن تُفتح ويقرأ ما فيها وتصحح ربما؟! كيف بحياة طالما رغبت أن تكون من نصيب إنسان حيّ؟! كيف برحيق زهرة لازم الأنفاس وأحيياها في فترة كان الجسد ينحني من أجلها؟! كيف بأوراق الشجر التي كنت أجلس تحت ظلها وهي تعزف سمفونية موسيقية من مداعبة نسمات الهواء لها؟! كيف بزخات المطر التي كانت تتساقط على الوجه وتغسلهُ لتفيقهُ من أحلام صبيانية جميلة؟! كيف بتلك المشية الطاووسية بكامل أناقتها،  قوية يصعب كسرها وبنظرات ساحرة توحيّ بالجاذبية؟! كيف بزقزقة العصافير وهي تبشر بقدومها؟! (كيف) كلمة لن تنتهي من بداية كل التساؤلات التي تدور في المخيلة!
غالبًا ما تأتي الأشياء الجميلة على غير ميعاد، وبين أشخاص لا موعد يجمعهما، وفي زمن مُحدد ليس لها، وعمر معين صعب فيها أن تتحقق أو تتكرر. أنها حيرة حينما يُكبل التفكير الإنسان ويمنعهُ أن يواصل المسير بخطىّ ثابتة نحو ما ينشدهُ وما يتمناه، يريد ويرغب ولكن حين يتأمل ويفكر في حياتهِ وفي الحياة بمجملها  ومن يشاركهُ فيها يجدهُ مستحيل المنّال! فلا يستطيع التراجع عنهُ أو المثول لهُ، هنالك ما هو مستحيل يحيل بينهما يمنعهما من التواصل أو العبور للممكن مما يجعلهُ في حالة ما يسعى للرضوخ لأحدهما! والرضوخ حينما يفرض نفسهُ أو ربما تستدعيه الحاجة للحضور لا حدود تحدهُ، كون الظروف، الأشخاص، الأحداث، الوقائع، الزمن، جميعها لا تسمح بغير هذا، الرضوخ والقبول بالأمر الواقع وعيشهِ ربما مُتواصلاً. 
هناك الواقع الذي لا يمكن تغييرهُ، واقع مهما حاولت فيهِ فإنهُ يبقى في النهاية واجب الاستسلام إليهِ ومعايشتهِ، ليس عجزًا أو خضوع ولكنهُ الرضوخ لأمر من المستحيل أن يكون ممكنًا، بحيث يجعلك تشعر عندما تكون ماثل أمامهُ أنك تستصغر نفسك وتهينها ولكن الحقيقة غير ذلك، أنهُ أمر لابدّ منهُ ولا حل يكون وقتها غير الرضاء به وتصحيح النظرة إليهِ لكي تراهُ من زاوية أخرى تتأقلم عليها وتحبذها. وأعلم بأنها مشكلة حينما تصبح حائر بين حلم لا يكتمل وواقع لا يحتمل ولا يتحقق، ولكنها تبقى الحياة وهي تعزف سيمفونيتها في حضور ساكنيها.

حسن شحاتة الظلامي وهيباثيا الفيلسوفة قتلة مصرية واحدة/ أسعد البصري


كل إنسان يحترم البيئة التي يعيش فيها ولا يستفزها . لا تهدم تمثالا بوذيا في الصين ، ولا تشتم عمراً و عائشة في مصر ، ولا تدعُ لهدم الأضرحة في النجف ، ولا تمارس الجنس مع قاصر في كندا ... احترم الظروف التي حولك 
الحذر من الذين يقتنصون حوادث فردية من هامش الصراع الدموي الذي تقوده إيران . إهمال التهجير الفظيع ، و التغيير الديموغرافي المذهبي المليوني في بغداد . غض الطرف عن تشريد مليون سوري ، وقتل مئة ألف إنسان لترسيخ المشروع الفارسي في بلاد الشام . هذا المشهد العام الواضح يجري تجاهله تماماً ، ويتم التركيز على حالات فردية بشعة ، ويجري وتضخيمها على طريقة السينما الهوليودية . مثل واحد مريض يأكل كبد إنسان ، أو حادث إرهابي يرتكبه إرهابيون في قرية نائية ، أو حادثة مقتل الشيخ الشيعي في مصر حسن شحاته بطريقة بشعة و مؤسفة . الأصل في القانون المتحضر الشجب والإدانة للعنف والجريمة مهما كانت المبررات 
العقل الإيراني يدبر الجرائم الإستراتيجية والديموغرافية الكبرى ، ثم يحرك إعلامه في حوادث فردية على الهامش 
كيف حدث تطرف طائفي في مصر المتسامحة ؟ . ليس حزورة ولا لغزا . العراقيون الذين هُجّروا من بغداد ذهبوا إلى مصر . والسوريون الذين شُرّدوا من سوريا ، ذهبوا إلى مصر . مئات الآلاف من الناس . كلهم يذهبون إلى الجوامع ، ويختلطون بالشعب المصري ، ويقصون له ما حدث لهم . كل الحكايات تتجمع هناك وتشير إلى إيران . هذا أكثر تأثيرا من مليون فضائية و جريدة 
المثقف العراقي ، الذي لم يكتب عن المجزرة الجماعية في الحويجة ، التي نفذتها القوات الحكومية العراقية الطائفية ضد محتجين مسالمين يحملون العصي فقط . هذا المثقف نفسه ، يكتب عن سحل الشيخ الشيعي حسن شحاتة في مصر من قبل الغوغاء و السلفيين . أكثر من مئة قتيل في حويجة ، من ضمنهم الأطفال والمعوقين ، لم يتم قتلهم كالكلاب فقط ، بل رأينا كيف تدعس القوات العراقية على جثثهم بالأحذية 
ما يزعجني حقاً ، الإسلام الروحاني الذي عرفناه في طفولتنا تمزق تماماً . أصبح نوعا من الجيش المسلح الآن . كان الدين هو الكهف الأخير ، المهرب من الناس ، والفرار من الدنيا . لأن الإنسان في الحقيقة يصدر عن شعور ، و عقل ، و قلب ، و جسد ، و غرائز ، وأخيرا روح . كان هناك مكان للروح والإنسان فيما مضى . ماذا يصنع الإنسان بحياته في النهاية ؟ 
الإنسان العراقي مثلا ، يشعر بتعاسة لأن أشياء كثيرة تنقصه . وهنا في كندا الإنسان يشعر بتعاسة أيضا ، لأن شيئا لا ينقصه ، عنده كل شيء . الروح لا تحتاج إلى صراع ، و قنابل ، و لا إلى حرمان أو إشباع . بل إلى طمأنينة و طهر . الدين لا يصلح للحرب ، إنه للطمأنينة . حين تدخل الكنيسة في كندا ، تجد فيها عجائز ، و مرضى ، و زوجا ماتت زوجته ، و زوجة هجرها زوجها . لابد من طريق كهذه للروح في المجتمع . العزاء الإسلامي الروحاني يتعرض للتمزق ، والتسليح ، والدم ، والسياسة . وهذا مؤسف حقاً
كل الجدل العلماني قائم على فصل الدين عن السياسة . هذا أمر في رأيي لصالح الدين وليس ضده . إن المسلم لا يتخيل الإنفصال بين الحياة وبين الله . حياته الإجتماعية ، والعقلية ، وتكوينه النفسي ، وطبيعة لغته قائمة على وجود الله . لهذا كلما ظهرت تجارب بعيدة عن الله ، يشعر المسلمون بالغربة ، وتحدث عودة مضادة لا تفسير لها . تركيا ، و مصر ، و سورية ، والعراق ، و تونس و ..... الخ . ما هي المشكلة ؟ 
هناك شيء في الإسلام مختلف ، يجعل الروح تحنُّ إلى الله . هل هذا حنين إلى الماضي أم هو حنين روحي ؟ . لا أعرف ، هل هو حنين مُدَمّر ؟ . الله أعلم .
المثقفون يشككون في قدراتي العقلية ، لأنني أتكلم بطريقة متخلفة كهذه ، كما يرون . لكنني أتكلم على قدر إمكاناتي ، ولا أدعي أفكارا لم أعانيها بشكل شخصي 
إن مقتل الشيخ المصري حسن شحاتة بالطريقة المخيفة التي رأينا مؤسف حقاً . هذا العنف يذكر بعنف المسيحيين المصريين في الإسكندرية ضد الوثنيين الرومان قبل الإسلام . عنف جماعي سحل وطعن و جنون جماعي . هكذا تماما ، قتل المسيحيون المصريون الفيلسوفة المصرية الوثنية هيباثيا ( ٣٧٠م - ٤١٥ م ) 
طبعا الضحية حسن شحاتة حارث نار ، وزارع فتنة ، وشتام لأبي بكر و عمر و عائشة على وسائل الإعلام العربية والمصرية العلنية . قليل أدب ، و مدسوس من قم التي درس فيها بكل تأكيد . لا يشبه هيباثيا أعظم فيلسوفة جمالية ، آخر أساتذة الرياضيات والمنطق في جامعة الإسكندرية في العالم القديم . آلاف المصريين المسيحيين بقيادة الكهنة سحلوها ، و قطعوها في هستيريا أدت في النهاية إلى انقراض الديانة الوثنية بسبب الحرق والإرهاب المسيحي  
العبرة من هذه الحادثة المؤسفة ، ضرورة وقف التبشير الديني الإيراني بين الشعوب الفقيرة ، خصوصا في هذه الفترة المتوترة من تاريخ المنطقة  

إحتراق المارد.. ورحيل الخرفان/ مجدى نجيب وهبة


** 5 أيام فارقة .. تفصلنا عن الإطاحة بالإرهاب .. فلم يعد هناك صوت يعلو فوق صوت الشعب المصرى فى 30 يونيو القادم ..
** 5 أيام فارقة .. تفصلنا عن الإطاحة بالإرهابى الذى تصور نفسه أحد الزعماء وهو يلوح بيديه لجماعته وأبناء عشيرته ..
** 5 أيام فارقة .. ويفيق الإخوان من التعالى والعنتزة والغرور ..
** 5 أيام فارقة .. ويحترق المارد بعد أن خرج من السجون ، ليحقق أحلام وأمال الخرفان ..
** طالبوا القصور .. فسكنوا فى قصور الرئاسة .. وعاشوا حياة السلاطين .. إحتسوا كؤوس الخمر وسكروا حتى الثمالة .. عربدوا فى الأرض بإسم الدين .. وإغتصبوا النساء .. وأباحوا الحرمات .. وهتكوا الأعراض .. سرقوا أحلام الشباب وهددوا المؤسسات .. وأسقطوا القضاء .. وقتلوا أبناءنا فى الشرطة .. وهددوا الجيش .. تخيلوا إنهم سلاطين إلى الأبد !!..
** ولكن ثار الشعب بعد أن وثق بهم .. ثار الشعب بعد أن رأى قمة الفوضى والفجور .. ثار الشعب بعد أن رأى بناته تغتصب فى الميادين وتنتهك أعراضهن .. ثار الشعب بعد أن رأى ثرواته تنهب وتسرق ، ويعربد بها عصابات من البلطجية والقوادين .. ثار الشعب وهو يرى مصر تنهار وتباع فى سوق النخاسة .. ثار الشعب وهو يرى القوادين والسلاطين يعودون بنا إلى زمن المماليك والسلاطين والجوارى والعبيد ..
** إكتشف الشعب أنهم مجموعة من المعتوهين والمتخلفين عقليا وذهنيا .. ولا يصلحون فى هذا الزمان ولا فى أى زمان .. أدرك الشعب أنهم جماعة من اللصوص .. يتخذون من الإسلام وتعاليمه السمحاء ذريعة وستار للقتل بإسم الإسلام .. والإغتصاب بإسم الإسلام .. والسرقة بإسم الإسلام .. وخطف الفتيات بإسم الإسلام .. والدعارة بإسم الإسلام .. وإصدار فتاوى إباحة الجنس بإسم الإسلام .. وتهديد البسطاء والفقراء بإسم الإسلام .. رغم أن الإسلام برئ من كل هذه الجرائم البشعة !!..
** أدرك الشعب أنهم لا يصلحون إلا فى السكن فى المقابر وداخل القبور والكهوف ، يتعايشون مع خفافيش الظلام ، ووطاويط الليل .. يتلونون كالحرباء ويتربصون بالفريسة كالثعالب والذئاب .. ينقضون على الفريسة ويلتفون حولها كالأفاعى والحيات ..
** أدرك الشعب أن أفضل قصر لإقامتهم هو السجون والمعتقلات .. ولا مكان للعمل لهم إلا فى النحت فى الصخور ، وتمهيد الطرق لتفريغ طاقة العنف المتمكنة من تكوينهم الفكرى والنفسى ، ومن إستفحلت حالته فليس أمامه إلا عرضه على مستشفى الأمراض العقلية وتركه بالمستشفى حتى يقضى الله فى أمره !!..
** يوم 30 يونيو القادم .. ستصحوا الخرفان على صوت إحتراق المارد الجبار الذى أخرجوه من مصباح علاء الدين بعد أن عجز عن إشباع رغباتهم الدنيئة وطموحاتهم التى لا تتوقف ..
** يوم 30 يونيو القادم .. سيخرج الشعب المصرى ليعلن عن مطاردة الخرفان وبداية محاكمتهم على جرائمهم التى إرتكبوها فى حق هذا الشعب ..
** يوم 30 يونيو القادم .. هو تاريخ فاصل فى حياة الدولة المصرية للإعلان عن إستعادة الدولة بعد أن غابت عن العالم أكثر من عامين ..
** يوم 30 يونيو القادم .. هو العبور من الإرهاب إلى الأمان .. من الفوضى إلى دولة القانون .. من التدليس إلى التنوير .. من الخضوع للعاهرة أمريكا والقواد أوباما إلى إعلان إستقلال الدولة المصرية وحريتها .. من الزيف والضلال والكذب والسرقة والنهب والفجور والفسق والإجرام .. إلى دولة مصر الحرة الشامخة .. إلى جمهورية مصر العربية .. إلى مصر لكل المصريين .. وليس للجرذان والخرفان والإرهابيين !!..
وللحديث بقية !!!!...
صوت الأقباط المصريين

ما هكذا تكون الرئاسة/ أنطوني ولسن

غيوم الغضب العارم بدأت تتجمع وتنذر بمواجهات عنيفة بين أبناء الشعب المصري الذي قسمته جماعة الأخوان الغير مسلمين وأذنابها إلى كفرة ومؤمنين .
فشل الأخوان منذ تأسيسهم عام 1928 وحتى اليوم في أن تكون لهم مصداقية في كل ما ينادون به أو يفعلونه على الرغم من إرتداء عباءة الدين إن كان قولا أو مظهرا في لحية أو ذبيبة أو جلباب .
صاروا مثلاً يَحتذي به كل منافق وخارج على القانون وخائن لبلده ووطنه ، وأفعالهم تشهد عليهم .
لسوء حظ الشعب المصري خاصة والشعوب العربية عامة أنه جلس على كرسي الحكم رجل ينتمي إلى هذا الفصيل من الناس أو من ثائرون كذبة يريدون بالقوة والقتل وسفك دماء شعوب لا ذنب لهم إلا أن بلادهم صارت مطمعا للمرتزقة والإنتهازيين من الأخوان ومن يطمعون في المشاركة في حكم البلاد على الرغم أنهم لا ينتمون لتلك البلاد التي يحاربون على أرضها دون تكليف من أهل البلاد الذين على مدى التاريخ أثبتوا أنهم مهما صبروا وطال يوم الظلام سينتفضون ويثورون ضد من لا يرغبون من حكامهم . لكن ماذا تفعل هذه الشعوب وهناك من يرسم ويخطط وينفذ دون إستشارة لهم في من يقوم بهذا العمل أو ذاك .
فرضت ماما أميركا نفسها فرضاً وبدأت تختار الفصيل الذي ينوب عنها وينصاع لأوامرها ويثير الفتن في بلاد الربيع العربي فيقتل الأخ أخاه والجار جاره بأسم الدين . والغريب في الأمر أنهم إختاروا جماعة الأخوان المحظورة وأذنابها من فصائل متأسلمة .
السفيرة الأمريكية آن باترسون في مصر تخطت كل ماهو برتوكول دولي بين أي سفير أو سفيرة يمثل دولة أخرى على أرض الدولة التي أرسل للعمل بها .
في غطرسة لم يعهدها العالم تعاملت مع المصريين والمؤسسات المصرية وكأنها ممثلة من بلدها لأدارة شئون مصر حسب هواها وهوى من تساندهم من فصيل جائر لا ينتمي إلى مصر والشعب المصري حتى لو كانوا قد ولدوا وتجنسوا بالجنسية المصرية . لأنهم لا يؤمنون بمصر وطنا لهم .
لقد فشلت السياسة الأمريكية في تحقيق أي نجاحات لفكرة الربيع العربي . وأخطأت إذا كانت تظن أنها تعمل من أجل إستقرار المنطقة وحماية لأسرائيل .
على أرض الواقع لا إستقرار فوق أراضي دول الربيع العربي ، بل تشرد لشعوبها وقتل وحرق منازل وتهجير للناس دون ما ذنب إرتكبوه . أما حماية إسرائيل فهذا أمر غاية في الغرابة .
كيف تتم حماية إسرائيل وقد بدأت الجماعات الأسلامية التكفيرية من القاعدة والأسلام الجهادي وغيرهم من فصائل إسلامية إتخذت من أفغانستان مقرا لها ،بعدما أخذت الضوء الأخضر لتذهب إلى سيناء وتجعل منها مقرا جديدا لها .ألا ترى الأدارة الأمريكية أنها بفعلها هذا تزيد من التوتر وإشعال نيران حرب قتالية قد يستخدم فيها كل من الطرفين ما هو محرم وغير مسموح به من أسلحة دمار شامل لسيناء وماهو قريب من سيناء .
الدكتور محمد مرسي عيسى العياط  نتمنى عليك أن تستغفر ربك وتعلن قبل 30 يونيو هذا العام 2013 إستقالتك من رئاسة مصر وقبولك وجماعتك بمطالب الشعب المصري وما تتضمنه من خطة بإنتقال مسئولية الحكم إلى رئيس المحكمة الدستورية  العليا ووزارة إئتلافية إذا كنت بالفعل تؤمن أن مصر وطن لك ولعائلتك ولكل من يرجع إلى ربه ويعود بجماعة الأخوان إلى ما تكونت من أجله وهو الدعاية ورعاية الفقراء والمحتاجين .
لأنك على مدار عام لم تقدم لمصر والشعب المصري شيئا واحدا يتذكرونك به قد قدمت أو فعلت لهم . بل إزدادت حالة مصر مائة ألف مرة عما كانت عليه قبل توليكم الحكم . لقد كانت فترة حكمكم صورة طبق الأصل لصورة حكم الرئيس المتخلي عن إدارة البلاد . ولا أجد حرجا في القول بل أسوأ بكثير جداً .. جداً .
الدكتور محمد مرسي عيسى العياط لقد إنتهت مدة صلاحيتكم في إدارة شئون بلد مثل مصر فاذهب في سلام حرصا على سلامة مصر والشعب المصري .. لأنه
ما هكذا تكون الرئاسة .. لأن مصر ليست عزبة للجماعة
ولا هي حقل تجارب للأدارة الأمريكية ، ولا مرتعا خصبا
تجول وتصول فيه السفيرة الأمريكية آن باترسون .
مصر فقط لكل المصريين ...
 

الانهيار المالي العالمي.. سوريا .. أم حرب عالمية/ سليمان يوحنا

تعقيبا لما نشرته في البحوث السابقة فيما يخص الازمة المالية / الاقتصادية المتسارعة عالميا ، لايسعني في بداية هذا البحث إلا التنويه الى الخطورة الغير المسبوقة في هذا الشأن نتيجة تسارع هذا الانهيار والمعايير الحكومية التي بدأ تطبيقها في قبرص منذ " آذار " الماضي واعلان البنوك المركزية في الغرب بأن نموذج قبرص سيطبق في الدول الغربية في حال فشل المصارف مستقبلا ... مضمون النموذج اعلاه سيفاجأ ويصدّم الجميع ! لأنه ولأول مرة في التاريخ الحديث يتم تجميد وسرقة ودائع ومدخرات المواطنين في محاولة لإنقاذ نظامهم المالي المفلس..!.
 نحن بصدد متغيرات متسارعة على مدار الساعة واسابيع حُبلى بمفاجئات كبرى على مختلف المحاور، ومفترق طرق... ولكن الاخطر في هذه الحقبة التاريخية ليس الانهيار المالي بل خطر إندلاع حرب شاملة بدأ بسوريا تتورط فيها دول اقليمية مما سيجر اليها روسيا وحلفائها في مواجهة محور مجموعة " لندن 11" نحو حرب عالمية.
 بالفعل أن ما يُثير الدهشة والعجب هو كون البعض مستمرا في تصديق التلفيق والنفاق السياسي والمخابراتي والاعلامي المستمرمنذ التسعينيات في شن الحروب هنا وهناك بحجج واهية وخدّاعة مثل حماية حقوق الانسان.. .. فرض الديمقراطية.. !، الدوافع الحقيقية في تاريخ وقوع الحروب الكبرى في التاريخ تعود اسبابها بالدرجة الاولى الى تلك الحالة التي تسمى بنقطة اللاعودة " Bounday condition  " في انهيار النظم المالية لطبقة " النخبة المالية" .. التي تسيطر على النظم السياسية والايديولوجية والاعلامية دوليا .. حينها تبدأ شرارة الحرب عادة بحادث نوعي " ارهابي مصطنع " او تلفيق مفبرك من الدرجة الاولى " سياسيا  او عسكريا" لخلق الصدمة النفسية .... في الوقت الذي تكون فيه ماكنة الاخطبوط السياسي والاعلامي وادواتها في الحرب النفسية تعمل دون كلل .... وتهيئة الارضية الخصبة في تعبئة وشحن الانفس وغسل الادمغة والترهيب النفسي للشعوب وحكوماتها .. وصولا الى حالة العمى المنطقي والتجرد من الطبع الانساني والسير مع التيار السائد ... حينها لا جدوى من الشكوى والتذمر ، هذا ما يحصل دوما عندما يفشل الانسان في تسنّم دوره الحقيقي في الحياة .. والوقوف بوجه الشذوذ الفكري والايديولوجي الذي يصاحب البشرية منذ البدء..!
لا يسعني الا ان اعبر عن الرهبة والفجع للاحداث القادمة في حال وقوعها.. لأن ما يلفت النظر هي تلك الحقيقة التي تغطيها ستارات مصطنعة تشير الى اننا ولأول مرة في التاريخ من حيث الضخامة امام مسألة حياة او موت... من مفارقات القدر هو ما جرى في العقود الخمس الاخيرة من تكبّيل النظام السياسي والاعلامي الغربي بقيود تناقض ادبياتها وقيمها ودساتيرها والسيطرة على تلك الامم من قبل قلة قليلة " طبقة النخبة المالية العالمية ".. !، وبذا اصبح الغرب الذي هو على وشك السقوط.. ليس إلا أداة لترهيب الامم تحت لافتات تبدو براقّة للعقول السطحية للحد الذي يبدو عالمنا اليوم متجها نحو نقطة التصادم بين القوى العالمية ومذبحة قد لا ننجو منها..!
من أجل إعطاء الموضوع حقه لا بد من ذكر حقيقة تاريخية راسخة لكي لا نقع ضحية القوى التي تهيمن وتوجه ما يطفوا على السطح من أحداث تقع امام الأعين لصرف الانظار نحو اعداء وهميين ليسوا الا ادوات للعقل المدبر والعدو الحقيقي للانسانية القابع في عليائه متلذذا بالدماء البشرية منذ قرون...!، أرجوا الاطلاع على رابط للبحث الذي نشرته سابقا في اسفل الصفحة حول دور المؤسسة البريطانية التي هي في منتهى الحذق والمهارة في خلق الازمات الاستراتيجية  والتكتيكية واستخدام مواطن الضعف في الثقافات والاديان لخلق بقع ساخنة وقنابل موقوتة ومن ثم فرض الحلول التي تخدم أجندتهم للامد الطويل " فرق تسد".... هذه المؤسسة وبعد الحرب الكونية الثانية وقرب زوال زمن الاستعمار المباشر " المستعمرات"، مباشرة بعد الوفاة المفاجئة للرئيس الامريكي فرنكلين روزفلت الذي قال لتشرشل في مؤتمر يالطا عام 1944 " تشرشل، بعد انتهاء هذه الحرب ، لن يكون هناك مكان للامبراطوريات" ، حينها، انتقلت وببراعة للهيمنة على النظام المالي العالمي بفرض نظامها النقدي"  Monetary System"  بديلا للنظام الائتماني الامريكي " Credit System".
ما يسمى بالازمة السورية؟:
برأي، ما يجري في سوريا وما أُطلق عليه بالربيع العربي.. ! يعتبر من الخدع التاريخية الكبرى .. الانجح إطلاقا للمؤسسة البريطانية العالمية ضمن لعبة " الجيو – سياسي" في التحطيم الذاتي لكيان دول وشعوب تمتد تأثيراتها لعدة أجيال .... ونجاحهم في خلق واجهة عدو جديدة بعد انهيار " الشيوعية " والحرب الباردة ..،  " الاخوان المسلمين" والاسلام السياسي هم ثمار تسعون عاما من التخطيط المتأني وجهود مضنية تعود الى العشرينات من القرن الماضي، عندما قام حسن البنا رسميا بتأسيسها في عام 1928 ولكن جذورها تعود الى الماسوني والعميل البريطاني " جمال الدين الافغاني" في الربع الاخير من القرن التاسع عشر ... هؤلاء يعتبرون بعد انهيار " الشيوعية" هبة من السماء للمخطط البريطاني لأنهم امام ايديولوجية تُسيل اللعاب في خلق الازمات" الخلافة الاسلامية" ، الغريب أن يكون ما يُدعى بالغرب " المسيحي" ! عرّاب الربيع الاخواني ضد الانظمة العلمانية .! مولود انتظرته  بريطانيا بشوق خوفا من العقم بعد انتهاء الحرب الباردة ... من هنا الاحتفال البهيج بهذا المولود وتقديمه للواجهة العالمية في دعمهم لتركيا وتونس وليبيا ومصر والمعارضة السورية وسيأتي الدور للاجهاز على الاردن والسعودية ودول الخليج  ....
أن الاحداث والتطورات في سوريا منذ عام 2011 تعبر عن نفسها لكل متفحص وحيادي وباحث ، لأنها كشفت الكثير من المستور المخابراتي والاستراتيجي والازدواجية السياسية والاعلامية وسقوط الاقنعة حيال القاعدة والاخوان المسلمين ودور الامير بندربن سلطان وما يدعيه الغرب بمحاربة الارهاب !.. قد يتسأل البعض عن السبب الحقيقي للموقف الصلب لروسيا والصين في دعمهما لسوريا واستخدام الفيتو في اروقة مجلس الامن لأكثر من مرة لأي تدخل عسكري ... قبل سنتين اصدر الاقتصادي الفيزيائي " ليندون لاروش" تحذيرا فحواه ان الهدف الحقيقي مما يجري من عملية " بلقنة " الشرق الاوسط هو " آسيا " وبالذات روسيا والصين كذريعة لاطلاق شرارة حرب عالمية كما فعلوا في أزمة البلقان الاولى قبل الحرب الكونية الاولى.... هذا ما صرحت به روسيا حول الهدف من نصب منظومة صواريخ " باتريوت " في تركيا والاردن بإعتباره مكملا لتلك المنظومة المثيرة للجدل في شرق اوربا "  نظام الدرع الصاروخي الاوربي  " Anti – Ballistic Missile – ABM "  "وهدفه ليس دفاعي كما يدعي الغرب بل لتحويط اسيا وشل قدرتها في الرد مما يعتبر اخلال لمبدأ التوازن الاستراتيجي في حال اندلاع اي صراع نووي.
النخبة المالية العالمية المتمركزة في لندن وربيبتها " وول ستريت" تدرك جيدا بان الظروف قد أينعت وعلى وشك الخروج سريعا عن نطاق السيطرة وفقدان هيمنتها وسطوتها المالية الممتدة لأكثر من 320عام ! ، وهذا مرده الى الزخم المتصاعد في الولايات المتحدة نحو إحتمال تمرير وتطبيق قانون نظام فصل المصارف " كلاس ستيكل Glass Steagall "، لذا ليس مستغربا البتة زخم المناورات والتصريحات النارية وتلفيق وفبركة الاتهامات والهروب الى الامام لبعض القادة في محاولة التحصن بأزمة الخارج ، هربا من الازمات والمستحقات الداخلية كما هو الحال مع اوباما الذي يواجه ضمن ما يواجهه تهمة خرق الدستورالامريكي بإعطائه الاوامر للقوات الامريكية لمهاجمة ليبيا من دون الرجوع الى الكونغرس وكذلك " محمد مرسي"  الذي تخنقه الازمات الداخلية .... وآن الاوان لتحريك الدُمى الاقليمية ورفع سقف الخطاب الديني والسياسي وكأن سوريا هي عدو الانسانية، في الوقت الذي نحن فيه على وشك انعقاد مؤتمر " جنيف 2" ! الذي سيضع الحل السياسي والاحتكام للمنطق عوضا عن جرّ العالم للتورط بحرب عالمية ، علما أن أغلب الحروب الكبيرة تبدأ عادة بصورة غيرمتوقعة او عقلانية الا بعد فوات الآوان .
 يقينا، ستكون من سخريات القدر الكبرى ، وتراجيديا لن تتكرر،  إن وقع العالم في مطبّ المحور الخماسي المخادع  " اوباما، ديفد كامرون، الامير بندر بن سلطان، اردوغان ، فرانسوا هولاند" المسيّر من قبل المؤسسة البريطانية ..،لأن مجرد التفكير باطلاق شرارة حرب جديدة هو شرمطلق يعجز عنه حتى ابليس.. إننا امام حرب إن اندلعت ستكون الاولى والاخيرة في التاريخ " حرارية- نووية – Thermo-Nuclear" !، السؤال الذي يفرض نفسه: إذن لما هذا الجنوح نحو الجنون السياسي والتلفيق المخابراتي من قبل الدول التي تدور في الفلك البريطاني، لإشعال فتيل الحرب العالمية...  تارة باستخدام الزناد الاسرائيلي والتركي ..وتارة منظومة الدفاع الجوي الروسية  " اس 300 ".. وتارة التلميح بأنهم على وشك تزويد المعارضة السورية بالسلاح ! بينما تلك العملية مستمرة من قبل دول الخليج والسعودية والغرب منذ سنتين انطلاقا من ليبيا وعبر تركيا والاردن ولبنان ... ثم العودة مجددا الى تلك المعزوفة العقيمة التي استخدمت كذريعة لتدمير العراق " أسلحة الدمار الشامل" ، بالرغم ان مبعوثة الامم المتحدة  " كارلا دي بونتي " اكدت في تقريرها المقدم الى الامم المتحدة قبل اسابيع بأن السلاح الكيمياوي الذي استخدم في عدة مواقع سورية مصدره المعارضة التي تدعمها الغرب وليس الجيش السوري..! إذن ما هو الهدف من التلفيق والتصعيد حول الاسلحة الكيمياوية من قبل دعاة الحرب والتنسيق لنسف كل مبادرات الحل السلمي ومنها زيارة الامير بندر وعبدالله لفرنسا والملك الاردني لبريطانيا وامريكا للدفع نحو الخيار العسكري..  هذا ما يجري على قدم وساق من سرعة التحضيرات الخفية في الاردن " 3" الاف عسكري امريكي بدعوى التدريب او لتشغيل الباتريوت ! وتهيئة قاعدة " انجرليك" التركية  والاعداد لفرض حظر جوي فوق سوريا الذي بحد ذاته يعتبر إعلان حرب.. بينما الدبلوماسية الروسية تعمل بقصوى لمنع خروج الامور عن نطاق السيطرة في اي لحظة ... المثير للخوف هو اللامبالاة الغريبة لمجموعة " لندن 11" للتحذيرات الصادرة عن المؤسسات العسكرية والامنية الغربية ومنها الاسرائيلية ايضا لأي مغامرة في التدخل المباشر والمتمثلة برئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال  " مارتن ديمبسي" الذي لولاه ، لكان اوباما قد ورّط امريكا في تدخل عسكري مباشر عقب الانتهاء من تدمير ليبيا .. حسب المصدر الاعلامي الامريكي " بلومبيرغ" رفض الجنرال " ديمبسي "  قبل ايام طلب " جون كيري" لقصف مواقع عسكرية اثناء الاجتماع الذي نوقش فيه عملية تزويد المعارضة السورية باسلحة نوعية ...  ولكن معارضة العسكر لها حدود، لأنه بمجرد إطلاق الشرارة لن يكون امام العسكري المحترف الا القيام بواجبه الوظيفي.
 أدناه بعض الامثلة لما كان يخطط له في فترة الاسابيع الاخيرة للضغط على زناد الحرب بسبب الانتصار الاستراتيجي في معركة " القصير" وانقلاب الموازين والتهيئة لمعركة حلب التي تؤكد الاحداث بأنها ستكون المعركة الفاصلة ونهاية اللعبة السورية والربيع العربي وزمن الاستحقاقات السياسية والقانونية للمتورطين بها:
اولا:  عودة اوباما في الايام الاخيرة الى التصريح والجزم بأنه يملك أدلة على استخدام الجيش السوري للاسلحة الكيمياوية.. بالرغم من تفنيد الامم المتحدة وأجهزة المخابرات لهذه الادعاءات .... لان المطلوب سياسيا هو سبب وجيه لتجاوز معارضة المؤسسة العسكرية الامريكية لاي تدخل عسكري مباشر... تجاوز خط اوباما " الاحمر" في استخدام الكيمياوي هو السبب الذي سيفرض على الجيش الامريكي للانصياع لاوامر القائد العام.
ثانيا: قبل ثلاث اسابيع كان ملاك الحرب على وشك التمكن من اطلاق شرارة الحرب على احد المحورين: دفع اسرائيل لتنفيذ ضربة جوية على اهداف سورية مزعومة لمنظومة الصواريخ الروسية " اس-300" للدفاع الجوي المتطورة التي قامت عدة وكالات انباء عالمية بتلفيق خبر وصولها على لسان الرئيس السوري في المقابلة التلفزيونية مع تلفزيون المنار اللبناني، وتبين بعدها بعدم صحة الخبر والتأكيد الروسي بذلك ... الغاية كان دفع اسرائيل لشن ضربات جوية والرد السوري الذي جاء على لسان الرئيس السورري بأنه في حال تعرضنا لأي ضربة اسرائيلية إضافية فأن صلاحية الرد قد منحت للمؤسسة العسكرية من دون الرجوع للقيادة السياسية لإتخاذ ما يلزم.
اما المحورالاخر ما كان يخطط وفي طور التنفيذ من قبل " جبهة النصرة " المرتبطة بالمخابرات الاقليمية " وبلاك ووترز " لاستخدام الاسلحة الكيمياوية " غاز السارين" في احدى المدن التركية وتوجيه اصابع الاتهام فورا لسوريا وقيام تركيا بالرد الفوري ... مما يُلزم حلف الناتو بالتدخل للدفاع عن تركيا العضو، لكن الاقدار تدخلت في اللحظات الحاسمة وتمكنت الاجهزة الامنية التركية من القاء القبض على مجموعة مكونة من سبعة عناصر بحوزتهم كيلوغرامان من غاز السارين القاتل في مدينة أضنة .
ثالثا: محاولة المحور الثلاثي " اوباما، كاميرون ، هولاند" في مؤتمر الدول الثمان " G 8 " المنعقد في ارلندا قبل ايام لإقناع الرئيس الروسي بتغير موقفه تجاه سورية وتدويل الازمة السورية تمهيدا للتدخل العسكري كما حصل مع ليبيا .... هذه المحاولة باءت بالفشل كما رأينا في مضمون البيان الختامي للمؤتمر بعدم التطرق الى شخص الرئيس السوري كشرط للحل.. كان حريّ بهذا الثلاثي إدراك ان محاولة لوي ذراع " بوتين" محال ... حين صرّح بوتين في عشية انعقاد ذلك المؤتمر للصحفيين بأن الغرب يسّلح " آكلي لحوم البشر" بينما روسيا تتعامل بحسب القوانين الدولية والسيادية مع سوريا... إذن وكما يبدو بأن بريطانيا أمام موقف صعب في محاولة تنفيذ أجندتها...والبديل هو تجيش ودفع الدول العربية الدائرة في فلك بريطانيا والغرب نحو التصعيد وليس مستبعدا لتلك الدول عن إعلان الحرب على سوريا وحزب الله واللعب على وتر الطائفية لجر دول مجموعة " لندن 11" للتدخل عسكريا .... وبالتزامن مع ما يجري من مؤشرات لجهود غربية من سياسة المهادنة والدبلوماسية وبعث الاشارات المشجعة في محاولة عزل ايران عن سوريا بعد الانتخابات الايرانية الاخيرة.    
الازمة المالية / الاقتصادية:
أدناه نبذة مختصرة عما يجري ... لست أبالغ إن قلت بأننا في مستهل عاصفة من الانهيارات المتسارعة جارية على قدم وساق وعلى وشك خروجها عن نطاق السيطرة  ... هذا الانهيار دخل منذ اسابيع طور مرحلة تعتبر الاخطر، حيث الانهيار المفاجىء لسوق السندات التجارية "corporate bond market " الذي تسبب انهياره في عام 2008 بخلق ما دعى بألازمة المالية العالمية – Global Financial Crisis- GFC" نتيجة نضوب الائتمانات " عدم الاقراض " بين المصارف وتوقف الحركة التجارية وهروب الاموال مما وضع سوق " المشتقات-  Dirivatives" على المحك مهددا المصارف الكبرى بالافلاس لولا تدخل البنوك المركزية بضخ السيولة بصورة غير مسبوقة ... العامل الوحيد الذي ابقى المصارف مفتوحة هو الضخ الحكومي للسيولة واستخدام اموال دافعي الضرائب " التكفل الحكومي للمصارف  " “bail out في الاعوام الخمس الاخيرة للحد الذي ادى بدول الى الاعلان عن العجز في ايفاء ديونها مثلما الحال مع اليونان، البرتغال، اسبانيا... الخ، والمثير للانتباه التحذير الذي أطلقه رئيس بنك الاحتياط الامريكي" ben bernanki"  في كانون الثاني للكونغرس بأن الولايات المتحدة ستعجز عن ايفاء دفع ديونها ما لم يتم رقع سقف الدين العام " ضخ " المزيد من السيولة، ولكن حقيقة الامر هي ان الاستمرار بضخ السيولة النقدية يعني لا محال من حصول التضخم النقدي الشديد " hyperinflation " وفقدان العملة لقيمتها .. وان تم وقف الضخ حينها ستنهار المصارف! لذا فأن مضمون السياسة الجديدة منذ آذار الماضي " bail – in "  هو : شئت أم أبيت فأننا سنسرق مدخرات الناس والاستثمارات لغرض إنقاذ نظامهم ولو أدى هذا الى انهيار الدول والشعوب والفوضى.
  البعض من القراء يتذكر تحذيرات مؤسسة لاروش العالمية منذ عام 1994 حول حتمية إنهيار "العولمة الاقتصادية " ، وبدت تلك التحذيرات غريبة ومبالغ فيها ! ولكنها بدت تتوضح تدريجيا منذ عام 2000 وصولا للازمة التي سميت بالازمة المالية العالمية ”global financial crisis – gfc عام 2009 ، ولكن ما جرى لقبرص " ضمن دول الاتحاد الاوربي" دليل على منحى خطير يمسُّ من ليس له ناقة ولا جمل مباشرة .. في خطوة مفاجئة من آذار الماضي ، اعلنت قبرص تجميد كافة المصارف والحسابات ولمدة عشرة ايام  "Bank holiday "، حاول البنك المركزي الاوربي اثنائها ضمن شروطه لمنح قبرص قرض مقداره سبع مليار دولار " كحزمة" إنقاذ للبنوك في فرض سياسة استقطاع عامة بنسب معينة على كافة الحسابات ! ولكن معارضة السياسيين القبارصة لتلك الاجراءات خوفا على حياتهم من ردة الفعل الشعبية تم تخفيف تلك الشروط ضمن مقاييس جديدة نصّت على فرض سياسة غير مسبوقة وضوابط مصرفية على ودائع الناس ، وتم تبني القانون الجديد في البرلمان القبرصي تحت الضغط من الاتحاد الاوربي الذي أعلن ان هذه المعايير ستطبق ضمن كافة دول الاتحاد في حال فشل المصارف.. وجرى سريان إجراءات القانون الجديد فورا على اي حساب مصرفي يتجاوز ال " 100" الف يورو، وكما يلي: 37% يتم تحويلها قسرا الى اسهم مصرفية و 22% تلغى تماما، و 40%  تجمّد، ولكن حتى مبلغ ال 100 الف يورو المكفول من قبل الدولة؟ لا يحق لصاحبه سحب اكثر من 300 يورو في اليوم.. مما يعني إن كنت صاحب مصلحة تجارية او تدفع اجورا حينها لا مفر من الافلاس؟ هذا ما جرى لقبرص وسيشمل قريبا كافة الدول الغربية في حال فشل اي مصرف ! القانون اعلاه يسمى في الولايات المتحدة  ب " Dodd – FRANK BILL "  التي صادق عليه اوباما في عام 2010 ، وتم تمريره بشبه سرية وخديعة في كندا ضمن ميزانية الدولة للعام الماضي وفي نيوزلند وبريطانيا وهم بصدد ذلك في استراليا.
السياسة أعلاه يتم فرضها على الدول من قبل بنك التسويات الدولي – bank of international settlement – BIS الذي هو بمثابة البنك المركزي للبنوك المركزية العالمية ومقره في سويسرا . 
في بث علني على الانترنيت " Web Cast " ، بتاريخ 25 تموزعام 2009، حذر ليندون لاروش الحكومات الغربية بأن نظام " كلاس – ستيكل" لا بديل عنه في الوضع الحالي، وبأن كل الاجراءات المتخذة حينها من قبل تلك الحكومات من سياسة ضخ السيولة والتقشف الصارمة والتلاعب بالارقام لن تنقذ النظام المالي المفلس ، والدليل هو ما جرى بعد اربع أعوام من ذلك التحذير! وما هم بصدده اليوم لن ينقذ هذا النظام بصيغته الحالية حتى وإن تم سرقة الفلس الاخير من ودائع الناس.... هل يعقل أن يتم إنقاذ نظام مالي يئنّ تحت وطأة ديون من المضاربات " سوق المشتقات" تتجاوز " الالف واربعمائة " ترليون من الدولارات ! بينما مجموع الناتج الاقتصادي العالمي لا يتجاوز ال "2" ترليون دولار، الاغبياء فقط سيصدقون ذلك.
الحلول : هناك تحرك وجهود جدية تتبلور ويقودها بعض الاعضاء من كلا الحزبين في الكونغرس الامريكي نحو تحيّيد " اوباما " او الدفع نحو محاكمته بتهمة خرق الدستور وتجاوز صلاحياته ، ... هذا التحرك لم يأتي إعتباطا، بل نتيجة جهود حثيثة لبعض المؤسسات الامريكية من الذين يتعاونون مع مؤسسة لاروش في امريكا ولإدراكهم للخطورة التي تمثلها شخصية أوباما وكما جاء بتحذير لاروش في عام 2009 بأننا أمام شخصية " نرجسية" وخطيرة ويجب تحييده أو عزله لمنع استخدامه من قبل بريطانيا !، نأمل أن يتم هذا التحرك بسرعة وإيجابية وقبل فوات الآوان .... لأن بريطانيا لا تملك المقدرة في شن حرب عالمية من دون القدرة الامريكية .
أما الحلول المالية والاقتصادية فأنها متوفرة ولخّصها " ليندون لاروش" بثلاث نقاط اساسية " كلاس ستيكل، النظام الائتماني والعودة الى الاقتصاد الفعلي الانتاجي" ... المشكلة الرئيسية تتمحور في عدم وجود النية الصادقة للمؤسسة الحاكمة في تطبيق تلك الحلول ووضع النفع العام للشعوب فوق المصالح الخاصة للنخبة المالية!، ... يبدو إن ما نواجهه اليوم وبالذات في الغرب هو مرحلة لا تختلف عما جرى في الربيع والصيف من عام 1932 في صعود الانظمة الفاشية المدفوعة من قبل المؤسسات المالية في اوربا وما تبع ذلك من نتائج مدمرة... أنظروا الى المعلومات التي سربها عميل المخابرات الامريكية " ادوارد سنودن" من وثائق كشفت تورط الاجهزة الامنية الامريكية والبريطانية في برنامج تجسسي يسميه " أكبر برنامج مراقبة في تاريخ البشرية" ... ما نعرفه للآن من هذه الوثائق هو التجسس على أكثر من ملياري إنسان من ضمنهم 200 مليون مواطن امريكي من خلال التنصت على الهواتف والانترنيت والبريد الالكتروني والفيس بوك .. هل هذا لتعقب الارهابيين الذين تدعمهم تلك الدول في سوريا وليبيا ! أم هو صعود فاشية البنوك وتطبيق ذات السياسة التي طبقت في الفترة النازية في المانيا..!.
ختاما: أتأمل ان يقوم كل من يقرأ هذه المعلومات عمل المستطاع وبقدر الامكان في الاتصال بالمؤسسات ذات العلاقة والبرلمانيين والمطالبة في التحرك لوقف ما يخطط له قبل استفحال الامور !.
 الحياة هي أمانة ونحن وكلاء عليها وللأجيال القادمة، إن سمحنا للفشل، حينها أي حساب سنعطيه لخالق الكون ؟ وبما سنتحجج ، وكيف نبرر فشلنا ؟ البرهان سيمر امام كياننا كشريط يوخز طبعنا البشري الخلاق الذي وهب لنا في هذه البسيطة، ايها الانسان كيف فشلت وماذا أنجزت ! إعطي حساب وكالتك، وحينها لن يفيد البكاء وصرير الاسنان!
 لمن يرغب بالمراسلة ولاستفسار، يرجى مراسلتي على البريد الالكتروني ادناه واليكم بعض  الروابط الالكترونية لمن يرغب معرفة المزيد عن خلفية الموضوع:
وتقبلوا مني كل المحبة والاحترام.
sy@cecaust.com.au
 المحاضرة الاقتصادية في منتدى الجامعيين العراقيين في سدني بتاريخ 26 مايو 2013
http://www.youtube.com/watch?v=9ejaHRzywiE
البحث السابق حول الازمة المالية العالمية
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=577992.0
الدور البريطاني في زعزعة العالم...
كلما اوشك نظامهم المالي على الانهيار؟!
https://docs.google.com/document/d/1KOZDk0tsn0woqVoIR-WSqgcAvyyoZxl9M-X8rAVUGR4/edit?pli=1


ما أحـلى أن يسكـن الإخـوة معاً، بأمان/ مايكـل سـيـﭘـي

ما أكـثر الأحلام في هـذه الأيام ، تــُـشغِـل الإنسان في المنام ، راحة بعـد تعَـبِ الـنهار كأنه في سفـرة وإستجـمام ، يسمع أحلى هـديل الحـمام وضواعَ الـكـرَوان وأصوات أسراب الـصـقـور العـظام ، مع الأحـبة والرفاق في وئام .... إلاّ أنَّ نشاز نعـيـب الغـربان شـوَّه هارمونية الأنغام ، وأثارني فـدفعـني لأسأل أهـل الفال والعِـلم والجان والآنام ، عـن لغـز هـذه الرؤى الغـريـبة كـيف تجـمع بـين زقـزقة العـصافـير وتغـريـد الـبلابل في الحـديقة بجانب بَـحَّة بلغـم الغـربان اللـئام ؟ فـقالـوا لي لا تحجـب الزغاريـد بل إستمع إلـيها فـفـيها إنسجام ، و دَعْ الأخـرى تعـوي في قـَـيْـئِـها بما عـنـدها من سوء الهـضم ، وضيق الـنـفـَـس وصعـوبة الـفهم ، فهي كالحجـر الأصم لا يتـكـلم إلاّ ما يُـنـقـش عـلى سطحه ويُـعَـلـَّـم ، يُـواري عـن أنـظارنا ما في داخـله المخـفـي ويَـضم . 
قالوا لـنا : مَن يـدري ، فـقـد تبعـث الأحلام إلهاماً عـنـد كـثير من الأقـوام ، فـينـسجـون قـصصاً لأجـود الأفـلام ، وتجـمع الكـثيرين إلى سفـينة نوح من أولادَ الخاصة وأبناءَ الـذوات والعَـوام ، لـنـكـون في ترتيـب وإنـتـظام ، حـتى نرى غـصن زيتون في منـقار الحـمام ، عـنـدئـذ نـطـمئن ونمشي بسلام ، فـقـلتُ : آمنا بالله الـذي يخـلق الناس والأصنام ، لن نـُـقـصِّـر في القـول والفـعـل والـفـكـر والإيمان عـلى الـدوام .
ثم حـلمتُ بصوت طـنين أشبه بغـرغـرة مريض سكـران يتمرغـل في قاع الـوديان ، ولكـني إكـتـشـفـتُ أنـني متـوهِّـم وغـلطان ، حـين رأيتُ أبو سمرة الـولهان يطرق رأسه عـلى الجـدران متـنـقلاً بـين الحـيطان ، فالأخ لا يعـرف طعـم السُكـَّـر ولا الخـبز الأسمر ولم يـذق الـرز العـنبـر ولكـنه يجـيـد الهـذيان ، فـقـلتُ في حـلمي ماذا به هـذا الحَـيران ؟ أجائع هـو أم عـطـشان ؟ ألم يكـتـفِ بالخـمسة مضافاً إليها العـشرة من جـرعات التخـدير في أرض ناحـوم وزهـور نيسان ، كي يستـلقي منـتـشياً خامـداً كالـنعـسان ؟ أين الرفاق من أصنافه الغـربان ، أليس له أخ ، خال ، عـم وإبن عم ، أو زميل أو واحـد من الجـيران ؟ فـفي النوائب يحـتاج المرء إلى أن يسكـن مع غـيره كالإخـوان ، وأنا لا زلـتُ في الحلم تـذكـَّـرتُ مزمور داود وهـو يقـول : ما أحـلى أن يسكـن الإخـوة معاً .....
ولكـن حـذاري حـذاري أقـول لكـل مَن يُـصافح الـزوّار والخلان : لا تـخـتـرق حُـرمة الـدار وتـفـلتْ من الإطار لـتـلقى في نار البركان ... أقـول نعـم كـلـنا نعـمل في الـكـرْمِ ونستـظل سـوية تحـت الزيتـون والرمان ، ولكـن لكـل منا خـصوصياته عـزيـزة عـلـيه يضمها في الضمير والـوجـدان . أنـظر فـينا : بَـياض الأسنان ، شَـعـرَنا وعـيونـنا بألـوان ، وشـرايـينـنا تـنبض بتـناسق الميزان ، إنها هِـبات الخالق يعـتـز بها الإنسان ، نكافح في الحـياة من أجـل لقـمة العـيش بمحـبة القـريـب دون أنْ نـفـكـر بالصولجان ، فـمِنـّا مَن يعـمل في المصنع وآخـر في الـبستان ، يُـنادى بإسمه ــ لا بإسم غـيره ــ عـنـد خالق الأكـوان ، وكـل منا يعـتـز بشيء يملكه ( كإعـتـزاز العـريس بعـروسه ) فلا يُـشاركه بها غـيره عـلى الـفِـراش أيَاً كان ، ومَن لا يـدرك معـنى كلامنا فـلـيـذهـب إلى الشـطآن ، ليتـطـهَّـر في جـوف الحـوت ويكـتـسب خـبرة يونان ، عـسى أن يُـقـذفَ عـلى الساحـل مجـدَّداً فـيستـنـشق هـواءاً نـقـياً ويشفى من حالة الغـثيان . والآن نـقـول لكـل ساذج تائه في الصحـراء ظـمآن ، ونـكـرّر الكلام بهـِمّة الشجعان وبالمجّان : 
ما أحـلى أن يسكـن الإخـوة معاً ، دون أنْ يتبادلـوا عـرائسَهم عـلى فِـراش العـفة والطهارة والـنـزاهة عـلى مـرّ الأزمان .
نـقـول لـمالك الحـزين ، منـقارك معـقـوف منـذ أيام ماضيات ، أنتَ تبحـث عـن دودة مجَعَّـدة في مستـنـقـعات ، فـما الـذي جاء بك عـند منابع مياه صافـيات ، ونـضيف لمن يهـمه الأمر : حـين نكـتب بإسمنا الصريح عـلى المنابر مرفـقـين صورتـنا عـلى المنائـر ، لا نهاب الوضيعـين الواقـفـين عـلى الأرصفة ولا قـرقعة المبـتـذلين كأبواق الصغائر ، سـواءاً كانـوا مجازين بوُرَيقات من سـوگ المريـدي أو خـرّيجي ساحة الهـرج والمَعابر ، ومَن له ردٌّ أو تعـليق أو كلام السـوَفان الـدائر ، فـلـيعـرض ما عـنـده من نـتانة المقابر ، ولـدينا المرشحات الواقـيات من غاز الـنشادر ، لـنـرُدَّ عـليه بكـل إستعـداد وأمان بلا ستائر .

استيقظوا يا عرب فالخطب قد اقترب/ محمد فاروق الإمام


لم يرو لنا التاريخ لا قديمه ولا حديثه مثل هذا العهر الأخلاقي والإنساني الذي يتمتع به النظام السوري، فعلى مدار ما يقرب من ثلاث سنوات وهو يذبح بشكل ممنهج ومقنن الشعب السوري من الوريد إلى الوريد جهاراً نهاراً، ويدمر ويحرق البيوت والمؤسسات ودور العبادة والبنى التحتية في واضحة النهار بلا أي اعتبار أخلاقي أو إنساني، بدعوى أنه يحارب الإرهاب والمتطرفين والتكفيريين والقاعديين والمسلحين الذين جاؤوا تحت غطاء أممي يريدون هذا النظام المقاوم والممانع، وشر البلية أن هذا النظام بكل هذا الفجر وهذا العهر وجد من يسانده ويشد أزره ويحول دون سقوطه وإطالة عمره، وفي مقدمة هؤلاء دولة كبرى هي روسيا التي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن وتختزن ترسانة عسكرية فتاكة ومدمرة فتحت أبوابها لهذا النظام تقدم له كل ما هو حديث وفتاك من هذه الأسلحة، ليوغل في دماء شعبه وفي تخريب مقدرات بلده، بحجة أن هذه الأسلحة تنقل إليه بناء على عقود مسبقة وأن عليها الوفاء بما التزمت به لأنها تتعامل مع دولة وفق المعايير القانونية الدولية، إضافة إلى دولة تدعي أنها إسلامية وأنها ثورجية وأنها تلتزم في محاربة ومقاومة دول الاستكبار العالمي وتنتصر للضعفاء والمظلومين والمحرومين في العالم، هذه الدولة هي إيران "الجمهورية الإسلامية" التي لا تملك من اسمها أي دليل يشير إلى انتسابها للإسلام أو نصرة أهله، فهي تحارب دون النظام تحت غطاء عقائدي بكل ما تملك من رجال وسلاح وعتاد ومال غير آبهة بكل القيم المزيفة التي تنادي بها خدمة لأجندتها الفارسية الصفوية ثأرا – لا للحسين كما تدعي – بل ثأراً لإطفاء نار معبدها وانهيار إيوان ملكها وإعادة أمجاد فارس الذي انهار أمام سنابك خيل المسلمين في القادسية، يتبعها ذيلها المتمثل بحزب اللات الذي يقوده حسن نصر اللات ابن متعة الولي الفقيه الذي يشارك عملياً في ذبح الأطفال والنساء والشيوخ السوريين في كل الأراضي السورية، يتبعهم حفنة من مشعوذي لواء أبو الفضل العباس القادمين من العراق ممن أطفأ الولي الفقيه سراج عقولهم يحملون السواطير والدرلات والسكاكين ليعملونها في أجساد السوريين بوحشية فاقت أنياب الذئاب الكاسرة والضباع الجائعة وهي تنهش بقايا الجيف.. فهل بعد كل هذا العهر عهر أخلاقي وإنساني يمكن أن يشار إليه!!
أمام هذا العهر وهذا السقوط الأخلاقي والإنساني تحرك علماء الأمة انتصاراً للمظلومين والمقهورين في سورية الذبيحة، يدقون ناقوس الخطر المحدق بالأمة والذي يريد استئصالها من خلال ذبح السوريين والتمكن من البلاد وبسط النفوذ فيها، استكمالاً لتثبيت أركان الهلال الشيعي الذي حذر منه العاهل الأردني قبل سنوات، ولم يلق لهذا التحذير بالاً عند قادة الأمة وعلمائها ومفكريها، حتى إذا ما أصبحت السكين فوق الرقاب تفجر أنهاراً من الدماء رحنا نسمع أصوات من هنا وهناك تنادي أن "استيقظوا يا عرب فالخطب قد اقترب".
النظام السوري العاهر لم يسكت على ما تنادى به علماء الأمة من دعوتهم لنصرة شعب سورية المظلوم ونجدته بل تمادى في عهره الأخلاقي والإنساني إلى أبعد الحدود على مسارين: في الداخل راح يدفع بكل ترسانته المدمرة التي يمتلكها ويوغل في مواجهة المدنيين والعزل والآمنين قتلاً وحرقاً ومجازر وتدمير وحصار وتجويع وتدمير بوحشية منقطعة النظير، وعلى المسار الخارجي يظهر نفسه بأنه الحمل الوديع الذي يتعرض إلى مؤامرة كونية أبطالها التكفيريون والسلفيون والقاعديون والإرهابيون والمسلحون المدعومين من دول الاستكبار العالمي والصهيونية، محذراً العالم الغربي بأن دعمه لهؤلاء لن يحول بالغد من استعمال هذا الدعم في عمليات إرهابية في عقر دارهم، ولم يكتف هذا النظام العاهر بما وجه من تحذير إلى دول الجوار والدول الغربية وأمريكا بل تقدم بشكوى عبر ثلاث رسائل إلى: رئيس مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، ولجنة مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب، يشتكي فيها عدداً من العلماء والدعاة الإسلاميين، على رأسهم مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، والداعية السعودي محمد العريفي، ومن مصر الشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ محمد حسان، والدكتور صفوت حجازي.
وحسب وكالة الأنباء الأسدية، قالت وزارة خارجية النظام في رسائلها إن القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دأب مع مفتي السعودية، والشيخ العريفي وصفوت حجازي والشيخ حسان، إلى جانب الكويتي شافي سلطان العجمي وغيرهم على "إطلاق فتاوى وأحكام وبيانات تكفيرية تحرض على الإرهاب وتدعم من يقومون به"، على حد قولها. وأضافت الوزارة أن هذه التصريحات تخدم بشكل مباشر تنظيم القاعدة والحركات المرتبطة به التي تعمل على الأرض السورية، وتأتي في إطار حملة تحريضية عدوانية تقف وراءها قطر والسعودية وتركيا وبعض الدول الغربية. وعددت الوزارة في رسالتها بعض مواقف القرضاوي التي زعمت أنها "تدعو للقتل والكراهية والتعصب ومن ثم الجهاد". كما اتهمت القرضاوي بالدعوة إلى القتل في مؤتمر القاهرة الذي انتهى بإصدار فتوى الجهاد في سورية.
وقالت الوزارة إن سماح الحكومة المصرية بإطلاق هذه التصريحات التحريضية من على منابرها "هو دليل أكيد على أن الحكومة المصرية شريكة بهذه الجرائم الإرهابية". وقالت الوزارة إنها تطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته طبقا لقرارات مجلس الأمن في مجال مكافحة الإرهاب ومطالبة الدول المتورطة بدعم الإرهاب في سورية وخاصة قطر والسعودية وتركيا وفرنسا بالتوقف عن الانتهاكات التي تهدد الأمن والسلم في سورية وفي المنطقة.
فهل بعد هذا العهر والسقوط الأخلاقي والإنساني لهذا النظام ومن يؤازره ويدعمه ويمده بالسلاح والرجال والعتاد والمال، يمكننا من إيجاد توصيف لهذه الحالة الفريدة والمميزة التي يتمتع بها هذا النظام وحلفائه، في مفردات اللغة العربية وبلاغتها تتفوق على وصفه بالنظام العاهر والساقط أخلاقياً وإنسانياً!!
 

الامارات في القلب/ سري القدوة

 عندما تتحدث عن مشاعر الفلسطيني اينما تواجد فانك لا يمكن أن تجد سوى مشاعر الحب والدفيء للإمارات العربية المتحدة الخير والعطاء والوفاء والتنمية والاستقرار والازدهار والأمن والسلامة ..

أن العلاقة الفلسطينية الاماراتية ليس علاقة عابرة بل هي تاريخ امة وشعب اصيل وعلاقة جسدها الرئيس الشهيد ياسر عرفات وأخيه الراحل الشيخ زايد بن آل سلطان أل نهيان حيث كان لهذا الحب الفلسطيني الاماراتي علاقات واقعية وركائز اساسية ساهمت الامارات من خلاله في تدعيم صمود شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وهذا كان واضحا من خلال المشاريع الهامة التي رعتها الامارات في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال العشر سنوات الاخير وأننا هنا نتحدث عن ألاف المشاريع الهامة والحيوية التي عملت الامارات العربية المتحدة وبصمت علي تنفيذها بشكل مباشر في قطاع غزة والضفة الغربية دعما لصمود المواطن الفلسطيني في مختلف جوانب الحياة الفلسطينية التنموية والخدمات والتي كان المواطن الفلسطيني بأمس الحاجة لها ولأهميتها .. ووقفت الامارات العربية المتحدة وشعبها الاصيل داعمتا للشعب الفلسطيني وذلك تعبيرا عن حب فلسطين وكان هذا الموقف الاماراتي الممتد عبر السنوات الاخيرة بدون ثمن سياسي وبدون نفاق او أي مقابل بل نابع من عمق الاصالة والتاريخ للشعبين الفلسطيني والإماراتي ولتلك العلاقة بين الشهيد الرئيس ياسر عرفات وأخيه الشيخ زايد بن آل سلطان أل نهيان .. شيخ الخير والعطاء والمحبة لفلسطين ..

لقد خسرت الساحة العربية خلال تشرين الثاني من عام 2004 اثنين من رجالها الكبار، فقد ودّعت الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن آل سلطان أل نهيان باني وحدتها ونهضتها، ورجل المواقف القومية والمبادرات الهادفة الى لمّ الشمل العربي ومعالجة الأزمات بالطرق السلمية.

وبعد الشيخ زايد استشهد الرئيس الخالد ياسر عرفات الرجل الذي ناضل من دون كلل عقوداً في سبيل قضيتنا الفلسطينية وأرضنا وتحريرها من الاحتلال الغاصب ومضى شهيدا ورمزا لفلسطين ، وظل الرقم الصعب حتى آخر رمق من حياته .. وما زال يشكل لفلسطين والأمة العربية وأحرار العالم هذا التاريخ المشرف للأجيال القادمة..

الامارات العربية المتحدة اسم في تاريخ ذاكرة الاجيال والأمة كانت وستبقي نبراسا لشعبنا الفلسطيني ورمزا لعطاء الشيخ زايد بن آل سلطان أل نهيان الخير والبركة حيث احب الرئيس ياسر عرفات وكان بينهم علاقة مميزة ودافئة تجسدت في تحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني والإماراتي وتدعيم العلاقات العربية علي اساس الوحدة والإخوة والأصالة والمصالح المشتركة بين الجميع ..

كانت الامارات العربية المتحدة حريصة دوما علي وحدة الموقف العربي بعيدا عن التشويه والانحراف والتدخل في شؤون الدول العربية وهذا النهج كرس شكل التعاون بين فلسطين والإمارات وعملت علي تعزيز الوحدة العربية في اطارها السليم والصحيح  وإيجاد التعاون بين العرب وإنهاء الخلافات بالطرق السلمية وصولاً الى التكامل والتضامن وفي هذا الإطار كان للإمارات العربية  دورا مهما في تعزيز مختلف جوانب العمل العربي المشترك وتحقيق التضامن بين الأشقاء العرب.

على الصعيد الفلسطيني كان للإمارات العربية مبادرات تاريخية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية ألفلسطينية كما كانت لها مواقف مشرّفة في الأزمات والمراحل الحرجة ودافعت الامارات العربية المتحدة عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وعن عروبة القدس وهنا لا بد لنا من وقفة امام مواقف تاريخية لا تنسي للشيخ الراحل الكبير شخ الامارات الشيخ القائد زايد بن آل سلطان أل نهيان حيث نتذكر موقفه خلال حرب تشرين عام 1973 حين قال ( إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي ) وبادر الى المشاركة في قطع الإمدادات النفطية عن الدول المساندة للعدو الإسرائيلي وفي إطار مواجهة عمليات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية ألمحتلة عملت الإمارات علي تمويل ودعم العديد من المشاريع السكنية في القدس، كما موّلت إعادة بناء المنازل التي هدمها العدو الإسرائيلي مما عزز صمود شعبنا الفلسطيني في القدس المحتلة .

ارتكزت دوما مواقف الإمارات العربية المتحدة الى مبادئ الحق والعدل والسلام وتدعيم الروابط مع العالم الاسلامي وتعزيز السلام العالمي والصداقة والتعاون مع الدول والشعوب على أساس مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل.

وفي قطاع غزة عملت الامارات علي بناء مدينة الشيخ زايد بن نهيان في شمال قطاع غزة تلك المدينة العصرية المتكاملة والتي استفاد منها المئات من اسر الشهداء والأشخاص الذين هدمت منازلهم .. مما كان لها الاثار الواضحة في التخفيف من معاناة اهالي قطاع غزة ..

أن  جهود دولة الإمارات العربية الشقيقة  التي بذلت وحولت  مدينة الشيخ زايد إلى حقيقة تجسد الحلم والأمل حيث  أن المدينة تم تمويلها من قبل فقيد الأمة العربية الشيخ زايد آل نهيان لصالح أصحاب البيوت المهدمة جراء الاحتلال الإسرائيلي وان الامارات العربية المتحدة امارات الخير والعطاء اعلنت ايضا قبل اشهر عن تبرعها بمبلغ قدره 50 مليون دولار، لبناء مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأسرى المحررين وسط قطاع غزة حيث استمر نهج الوفاء والخير والعطاء لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده من قبل الشخ الشيخ زايد بن آل سلطان أل نهيان ..

لقد غرست الإمارات العربية المتحدة حبها في قلب كل مواطن فلسطيني وكسبت حب ملايين الفلسطينيين من خلال وقفاتها المشرفة إلي جانب الشعب الفلسطيني سواء عبر المشاريع العمرانية وسيل المساعدات المتنوعة الأخرى في جميع المجالات الصحية والاجتماعية والإغاثة التي امتدت من جنين إلى مدينة الشيخ زايد شمال غزة، ولاحقاً إلى الحي الإماراتي في رفح، وكل المساعدات الصحية والتعليمية التي تقدمها الإمارات تأتي استجابة للمطلب الفلسطيني وتعزيزاً لصمود أبناء شعبنا على أرضه ..

وها هو شلال العطاء ونهر الخير يتواصل وحب الامارات لفلسطين يستمر في كل المجالات دون توقف ودون كلل او ملل معبرا عن الوفاء والعطاء ودون مقابل او ثمن فهذا العطاء المتواصل هو ثمره الاصالة والحضارة لشعب الامارات الاصيل وعراقته ووفاءه لفلسطين الارض والقضية والتاريخ والإنسان الصامد علي ارضه لتعزيز صموده ودعمه لنيل حقوقه وتقرير مصيره ..

اننا هنا لا نمتلك الا وان نقول أن الامارات في القلب ستبقي وفي الوجدان نبراسا لكل فلسطيني وستبقي فلسطين والإمارات شعب واحد وهدف واحد من اجل الرسالة التي اسسها الشيخ زايد بن آل سلطان أل نهيان والقائد الرئيس ياسر عرفات ..
  
الشكر كل الشكر والامتنان للكرم المتواصل من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، علي مواصلة دعم الشعب الفلسطيني والتضامن معه ومساندة قضاياه العادلة.

سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
 

أوجه التشابه المخابراتية بين فتح الإسلام وجبهة النصرة/ الياس بجاني


من يتابع التطورات والأحداث اللبنانية عن قرب لا بد وأنه يرى كم هي أوجه التشابه كبيرة ومتطابقة وحتى التوأمة بين حالة فتح الإسلام في نهر مخيم نهر البارد الفلسطيني الواقع في شمال لبنان بالقرب من مدينة طرابلس، وبين حالة جبهة النصرة في القصير السورية. في مخيم نهر البارد خطط عقل النظام السوري المدمر والشيطاني لتصوير السنة في الشمال اللبناني على أنهم يعملون لفرض واقع أمارة إسلامية في مناطقهم فقامت أجهزة مخابراتهم بإنتاج وتفقيس ما سمي بفتح الإسلام وسلمتها مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الذي كانت تسيطر عليه بالكامل ومعه سلمتها كل مخازن الأسلحة الموجودة فيه التي تملكها وأوكلت للمجرم والإرهابي المدعو شاكر العبسي قيادة المواجهة العسكرية ضد الجيش اللبناني بعد أن أخرجته من سجونها واضعة بتصرفه كل قدراتها العسكرية والمخابراتية ومئات المقاتلين من الفلسطينيين والعرب.
انتصر الجيش اللبناني على فتح الإسلام وطردها من المخيم بعد معارك طاحنة أوقعت ما يقارب ال 200 شهيد بين صفوفه، ولكن حتى الآن لم تتوضح كيفية خروج العبسي ومعه العشرات من ضباط مخابرات الجيش السوري من المخيم قبل سقوطه.
في بلدة القصير استنسخت المخابرات السورية نفس سيناريو مخيم نهر البارد وأعادت تظهير جبهة النصرة التي كانت فقستها من خلال أول بيان صدر عنها العام 2005 حيث تبنت يومها اغتيال الرئيس الحريري بواسطة مسرحية أبو عدس، وقد أصبحت كل الحقائق المتعلقة بمسرحية أبو عدس تلك معروفة للمحكمة الدولية التي كشفتها بالكامل وكشفت من خلالها دور المخابرات السورية وحزب الله في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وكما خرج شاكر العبسي وكل ضباط المخابرات السورية من مخيم نهر البارد قبل سقوطه، هكذا تم ترتيب انسحاب كل مقاتلي جبهة النصرة من القصير ولم يتم اعتقال ولو مقاتل واحد حي منهم.
بالمنطق التحليلي والعقلاني وبربط الحالتين ببعضهما البعض لا يمكن لأي عاقل إلا أن يرى بوضوح كامل وجلي أوجه التشابه الصادمة حيث تبرز عقلية وثقافة وأساليب المخابرات السورية التي باتت مكشوفة ومعروفة للجميع.
نسأل هل النظام السوري هو من أدخل جبهة النصرة إلى القصير كما كان أدخل فتح الإسلام إلى مخيم نهر البارد للتهويل بها ومن خلال ارتكاباتها الهمجية والبربرية سوريا وإقليمياُ ودولياً بهدف تشويه صورة الجيش السوري الحر والتعتيم على الثورة السورية العارمة ضد نظامه وتصويرها بالتكفيرية والإرهابية؟
وهل دخول حزب الله الاستفزازي والإجرامي إلى القصير جاء في هذا السياق المسرحي أيضاً؟ وهل هذا الدخول المقرون بالوقاحة والتحدي والإستكبار الهدف الأساس منه تزكية الحقد السني الشيعي وتسعير الفتنة؟
لقد اكتملت المسرحية السورية المخابرتية في القصير وأسدلت الستارة على انتصار مسرحي كبير لنظام الأسد وحزب الله على الأصوليين والتكفيريين بعد تأمين خروج كل قادة ومقاتلي جبهة النصرة منها وبنفس الطريقة التي تم من خلالها إخراج قادة وضباط مقاتلي فتح الإسلام من مخيم نهر البارد؟
ترى هل المسرحية نفسها سوف يعاد استنساخها في حلب ومحيطها حيث فقس هناك نظام الأسد مجموعات تكفيرية ترتكب الفظائع نفسها التي ارتكبتها جبهة النصرة في القصير وكان آخرها إعدام فتى في حلب أمام أهله بتهمة التعرض للنبي محمد؟ أسئلة كثيرة تطرح في هذا السياق كون غالبية المنظمات التكفيرية والأصولية من جند الإسلام وفتح الإسلام وغيرهما الكثير هي كلها من تفقيس حاضنات المخابرات السورية والإيرانية.
في هذا السياق كشف السفير جوني عبدو في مقابلته مع تلفزيون المستقبل بتاريخ 12 حزيران عن الرواية التالية التي تؤكد العلاقة المحمية بين منظمات الإرهاب ونظامي دمشق وطهران:
"يقال نت 13 حزيران/13: "في المقابلة الحوارية التي أجرتها الإعلامية بولا يعقوبيان مع السفير جوني عبدو، مساء الأربعاء، كشف المدير السابق للمخابرات، قصة جرت، قبل سنوات، بين الرئيس رفيق الحريري ومراسل سي.أن.أن. في بيروت في حينه برانت سادلر ومستشار الحريري لشؤون إيران و"حزب الله. القصة تتمحور حول الجهة التي كانت تمون، بعد الحرب الأميركية على أفغانستان، على أسامة بن لادن ويمكنها التواصل معه والمونة عليه. روى جوني عبدو: جاء برانت سادلر الى الرئيس رفيق الحريري وسأله إن كان بإمكانه أن يساعده لإجراء مقابلة مع أسامة بن لادن. فقال له الحريري: أنت تعتقد بأنه يمكن للسعودية أن تساعد في هذا الموضوع، وهذا خطأ، ولكن سأدلك الى الطريق. إذهب الى فلان الفلاني( مستشار الحريري يومها لشؤون إيران والعلاقة مع حزب الله) وابحث معه الموضوع، من قبلي.يتابع جوني عبدو: تحدث سادلر مع الشخص الذي سماه الحريري، فطلب هذا الشخص مهملة، وبعد مدة إتصل بالصحافي الأميركي قائلا له: إن الجماعة ( ايران) وافقوا على إجراء المقابلة، ولكن المشكلة بالتنفيذ، فأنت لا تستطيع أن تجريها بنفسك، بل أجريها أنا شخصيا وتبثونها أنتم على سي.أن.أن. قصة جوني عبدة هذه جاءت في سياق تأكيده أن "جبهة النصرة" يمكن سؤال إيران عنها، وليس الثورة السورية!"(
في الخلاصة إن النظام السوري الأسدي المخابراتي هو الإرهاب بعينه وهو الذي فقس كل المنظمات الإصولية والتكفيرية وسوف يستمر في ارتكاباته وفي عمليات التفقيس لم لم تتخذ الدول العربية والخليجية منها تحديداً قراراً حاسماً وتعمل على اسقاطه بالقوة وإلا فخطر النظام هذا ومعه اطماع ملالي إيران سوف تدق أبوابها.

كردستان العراق "تستقل" نفطيا/ نقولا ناصر


(بينما تظل عناوين الاتفاق العراقي الكويتي الأخير وتفاصيله موضوعا للتكهنات، فإن اختتام زيارة المالكي لاربيل من دون اتفاق على القضايا النفطية و"الحدودية" العالقة ليس بحاجة للاجتهاد لمعرفة عناوين وتفاصيل "عدم الاتفاق"، ف"إقليم" كردستان "يلعب على المكشوف")

بدأت وانتهت زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأخيرة لعاصمة "إقليم" كردستان العراق من دون اتفاق لا على القضايا النفطية ولا على القضايا "الحدودية" العالقة بين الحكومة "المركزية" في بغداد وبين حكومة "الإقليم" في اربيل، ومع أن زيارة رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الصباح للعاصمة العراقية في الثاني عشر من هذا الشهر قد اختتمت بإعلان "اتفاق" فإنها أيضا بدأت وانتهت من دون معرفة عناوين الاتفاق وتفاصيله بشأن القضايا النفطية والحدودية العالقة بين الجانبين.
وفي الزيارتين، بدا المالكي غير معني بنفط العراق وحدوده بقدر اهتمامه بتحييد الخصوم بهدف تعزيز سلطته التي تتلخص في وجود حكومة "مركزية" بالاسم فقط من دون دولة. ليظل العراق مثل "سفينة بلا ربان وبلا بوصلة في بحر هائج" كما قال رئيس "ائتلاف العراقية" المعارض إياد علاوي، بغض النظر عن الرأي في دوره الماضي والحاضر في الحال الذي وصل العراق إليه.
وبالرغم من كل التمنيات الكويتية والعراقية والعربية بأن يتوصل العراق والكويت إلى حلول متفق عليها للقضايا العالقة بينهما تنهي بقاء هذه القضايا مدخلا للأطماع الأجنبية في البلدين وللتدخلات الخارجية فيهما مرة واحدة وإلى الأبد، فإن إضفاء شرعية "اتفاق" عراقي مع الكويت على الوضع القائم الراهن بين الجارين "الشقيقين" لا يعدو كونه بشارة خادعة بتسوية تلك القضايا.
فالوضع الراهن يقوم على أساس القوة القاهرة الناجمة عما سماه آخر وزير خارجية للعراق قبل الغزو الأميركي ناجي صبري الحديثي في مقابلة مع فضائية دبي في الرابع عشر من الشهر الجاري ب"الحروب الثلاثة" التي قادتها الولايات المتحدة على العراق عام 1991 ثم "حرب الاستنزاف" التي استمرت منذ ذلك الحين بعد فرض منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه حتى غزو عام 2003 إضافة إلى "الحصار الظالم" الذي تواصل طوال فترة الحروب الثلاثة، ناهيك عن ان الوضع القائم بين الكويت وبين العراق يحظى بمعارضة واسعة من العراقيين تجاهلها المالكي ولم يبد أي اهتمام بتطمينها بالكشف عن عناوين الاتفاق وتفاصيله.
وبينما تظل عناوين الاتفاق العراقي الكويتي الأخير وتفاصيله موضوعا للتكهنات، فإن اختتام زيارة المالكي لاربيل من دون اتفاق على القضايا النفطية و"الحدودية" العالقة ليس بحاجة إلى الكثير من الاجتهاد لمعرفة عناوين وتفاصيل "عدم الاتفاق"، ف"إقليم" كردستان "يلعب على المكشوف" كما يقول المثل، ولا يترك رئيسه مسعود البرزاني مجالا للاجتهاد في أنه يعمل جاهدا لتمويل مشروع الانفصال الكردي بنفط العراق.
والهدف من زيارة المالكي للبرزاني في "عرينه" تفسره حقيقة أن البرزاني قد تحول إلى "صانع ملوك" عراقي بعد الغزو الأميركي وان المالكي يسعى إلى تحييده إن لم يستطع كسب تأييده له عشية الانتخابات المقبلة من ناحية، وإلى شق الصف "السني" المستقطب طائفيا ضد طائفيته "الشيعية" من ناحية ثانية، في خضم الانتفاضة الشعبية المتواصلة المطالبة بإسقاطه وحكومته وطائفيتها وطائفية "المعارضة" له ولها والتي تكتسب طابعا وطنيا متناميا يتجاوز كل العصبيات الطائفية بالرغم من الظاهر الخادع الذي قد يوحي بطائفيتها بسبب غلبة مذهب بعينه على سكان الحاضنة الجغرافية التي انطلقت الانتفاضة منها.
ويكرر البرزاني تهديده بالبحث عن "صيغة جديدة" للعلاقة مع الحكومة المركزية في بغداد ما لم تخضع لمطالبه وشروطه، وهو يقرن تهديداته بإجراءات عملية، فقد اوقف تصدير النفط عبر خطوط الأنابيب التي تديرها الحكومة المركزية في بغداد بسبب النزاع حول "حصة" إقليم كردستان من العائدات النفطية، ويكاد يكتمل اليوم بناء خط أنابيب "كردي" لصادرات الإقليم النفطية عبر تركيا لتجاوز رقابة الحكومة المركزية على صادراته النفطية، بينما يستمر "مجهولون" في عمليات "تفجير" خط الأنابيب "المركزي" الذي تديره حكومة بغداد بين كركوك وميناء جيهان التركي.       
وتقول التقارير إن كردستان العراق تختزن في باطنها احتياطيا نفطيا يقدر ب(45) مليار برميل، ويخطط الإقليم الذي ينتج حاليا (200) ألف برميل يوميا لزيادة الانتاج إلى مليون برميل يوميا بحلول عام 2015، وقد عرضت حكومة الإقليم على برلمانه مشروع قانون "إقليمي" لإنشاء صندوق لعائدات النفط والغاز بالرغم من عدم تشريع قانون "مركزي" خاص بهما، وفي الثالث من الشهر الماضي أقر برلمان الإقليم قانونا يؤسس لاستقلال الإقليم الاقتصادي "ضمن النظام الفدرالي"، ووقعت حكومة الإقليم منفردة أكثر من خمسين عقدا مع احتكارات نفطية عالمية من دون الرجوع إلى الحكومة "المركزية" التي أبرمت حوالي (12) صفقة فقط مع هذه الاحتكارات. ومما له دلالته غياب "كردستان العراق" عن اجتماع كبار المسؤولين العراقيين للاحتفال ب"شفافية" القطاع النفطي بفندق الرشيد في الثالث من نيسان / أبريل الماضي.
وبموازاة هذا التحرك العملي نحو "الاستقلال النفطي"، تعزز قوات البشمركة التابعة لحكومة الإقليم سيطرتها على مناطق استراتيجية جديدة حول مدينة كركوك الغنية بالنفط مستغلة انشغال المالكي بالأزمة الأمنية المستفحلة والأزمة السياسية المتفاقمة ومواجهة الانتفاضة الشعبية.
إن الأزمة الحالية في العلاقات العراقية التركية ناجمة عن دعم أنقرة لهذا التوجه الكردي، الذي تحول كما أراده الاحتلال الأميركي تماما إلى سابقة بادرت إلى الاقتداء بها محافظتا واسط وصلاح الدين اللتان وضعتا اللمسات النهائية مؤخرا على صفقات مماثلة مع شركات النفط الدولية، فالشركات التركية تمثل اليوم الوجود الأجنبي الأكبر في الإقليم، وفي العشرين من الشهر الماضي قالت صحيفة "روداو" الكردية إن تركيا "أقنعت" الولايات المتحدة بتسويق نفط الإقليم في الأسواق الأوروبية والعالمية، مستفيدة بلا شك من كون وزير الخارجية الأميركي الحالي جون كيري كان "الديموقراطي" الوحيد في الكونغرس الذي أيد قرار الرئيس "الجمهوري" جورج بوش بغزو العراق.
وكي تتغلب تركيا على معارضة الولايات المتحدة المعلنة ل"تصدير النفط من أي جزء من العراق من دون موافقة مناسبة من الحكومة العراقية الفدرالية"، كما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كيتلين هايدن، دخلت تركيا في شراكات مع شركات نفطية أميركية للعمل في الإقليم.
ويلفت النظر أن قائد هذا التوجه رئيس الإقيم البرزاني الذي ورث قيادته عن الراحل والده ويتمتع بسلطة مطلقة يثير اليوم أزمة سياسية كردية بسعيه إلى إجراء استفتاء على مشروع دستور "كردي" جديد يسمح له بالترشح لرئاسة الإقليم لولاية ثالثة بدل دستور عام 2009 الذي يحدد رئاسة الإقليم بولايتين.  
وفي هذه الأثناء، تظل الثروة النفطية الحيوية في العراق نهبا للاحتكارات الدولية وطفيليات "العملية السياسية" التي هندسها الاحتلال الأميركي من دون رقابة أو قانون ينظمها ويستثمرها لصالح شعب العراق.
* كاتب عربي من فلسطين                
* nassernicola@ymail.com

عاش اسد العرب بشار الاسد وسقط الخونه عملاء امريكا من الاخوان المجرمين/ مجدى فوده

اقول لمحمد مرسى انت اصبحت رئيس غير شرعى ولا تملك قطع العلاقات مع سوريا وفى 30 يونيه القادم ستسقط يا ابن العياط انت وجماعتك الارهابيه وسنعيد العلاقات مع الاشقاء السوريين وسندعم بشار الاسد ضد الارهابيين امثالكم اذكر الجميع ان مجمد مرسى كان مقبوض عليه بتهمه التخابر والتجسس لصالح ايران وهرب من السجن ابان نكسه يناير وايضا اووضح ان 90% من الجيش العربى السورى سنه و 10% اكراد وعلويين وايضا هلى تحجبت اسرائيل واعتنقت الاسلام يا مرسى عندما تدعم جبهه النصره الارهابيه والتى تتاجر باسم السنه يا عملاء يا خونه واقولها مره اخرى باسم الشعب المصرى ندعم بشار الاسد ضد الاحتلال الامركصهيونى وينفذه الاخوان المجرمين وجبهه الفسق والضلال المسماه بجبهه النصره
يا قرضاوى لماذا الان تهاجم بشار الاسد وانت من قلت عنه من قبل اسد العرب عشان موزه مولاتك تريد ذلك ويا عريفى يا ارهابى لماذا مفتى السعوديه المحترم رفض الفتوى بالجهاد فى سوريا وقال لا يجوز الجهاد ضد مسلم وانت دنست مسجد عمرو بن العاص وتقل الجهاد فى سوريا واجب ويصفق لك الاخوان المجرميين فقط اما الشعب المصرى لن يسمح لك بدخول مصر مره اخرى
لماذا ادعم اسد العرب بشار الاسد؟
اسمحوا لي أن أنطلق من هذا السؤال وأنا أعرف أنني أكتب عكس تيارالاخوان المجرمين والسلفين الوهابين الارهابين الذين يشيعون كذبا وضلالا  بأن نظام بشار الأسد تجاوز حتى جرائم النازيين واليهود وإستحق بالتالي لقب النظام الأكثر دموية في العالم بدون منازع.. ما الذي يجعل شابا يدعي الحداثة والتقدمية مثلي و يؤمن بالتحرر والديموقراطية ومع ذلك  يعبر عن دعمه اللامشروط لهذا الرئيس الدموي؟
نعم أقولها وأكررها ، أدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل كامل ومطلق.
في هذه المقالة سأوضح لكم باختصار ما الذي يدفعني إلى تبني موقفي هذا، سأسرد لكم بعض المعطيات والتحليلات الخاصة بما يسمى بالثورة السورية على جميع المستويات سواء السياسية أو الإعلامية أو الدولية.
سأقول لكم أولا لماذا أدعم  بشار الأسد ومعه في محنة شعبه :
أنا معه ، لأن الولايات المتحدة وإسرائيل ضدَّه، ولأني كلما قرأت في صحيفة أميركية، أو على موقع إلكتروني عِبْري، رأياً داعياً إلى إسقاطه، لاستبدال نظامه “الدكتاتوري” بآخر “ديموقراطي”، أتذكر فوراً ما فعله التدخل الأميركي في العراق، وتعود إلى مخيلتي سريعاً، مشاهد الإجرام الإسرائيلي في حق الشعبين اللبناني والفلسطيني.
أنا معه ، لأني لا أرى أن في سوريا معارضة، بل مجموعات وأفراد معترضون، بعضهم عن نية مدنية حسنة، وأكثرهم  إرهابيون انطلاقاً من خلفيات متطرفة، أشخاص ملتحون بأسلحة قطرية وإسرائيلية واخوان مسلمون ينفذون اوامر اسيادهم الامريكان باسم الدين   قادمون من الشيشان وليبيا والعراق وتونس والمغرب لا يعرفون سوى القتل والإرهاب ".
مئات من المسلحين المأجورين مدفوعين للقتل كل في يده رشاش كلاشينكوف.
أنا معه ، لأن سوريا ليست ألمانيا عام 1989 حيث سقط جدار برلين، فتحققت الوحدة لأن المجتمع واحد، وسوريا ليست جنوب أفريقيا حيث سقط النظام العنصري بفضل قيادات تاريخية مثل نيلسون مانديلا. أنا معه لأن سوريا هي يوغسلافيا، حيث إسقاط النظام لا يعني إلا الحرب وكما قال وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كاسنجر  " إن سقط بشار الأسد فإسرائيل ستمتلك نصف الشرق الأوسط".
أنا معه ، لأني كنت ضدَّه سابقاً، وتحديداً قبل عام 2005، حين كان يحكم لبنان، ولأني كنت واحداً بين آلاف الذين رفضوا إلغاء لبنان وشطبه عن الخريطة السياسية، ".
 وكنت ضده عندما ارتمى فى احضان ايران وحزب الله الارهابى وترك الحظيره العربيه  وتذكرت نصائح السيد الرئيس البطل حسنى مبارك لبشار الاسد بأن يعود للحظيره العربيه ويترك العدو الايرانى واليوم ادعم بشار العروبه ادعم الجيش العربى السورى البطل ضد الهجمه الاخوانيه الملعونه بقياده المتطرف بديعه واتباعه ابناء الارهابى البنا وسيد قطب
أعطني إعلاماً بلا ضمير .. أعطيك شعبا بلا وعي:
مقولة شهيرة اطلقها وزير إعلام نظام هتلر النازي "جوزيف جوبلز" وهي مقولة  أراها تتحقق على ارض الواقع بنسبة كبيرة  تم ذلك فى مصر وتونس وليبيا واليوم سوريا ... فما نعيشه من فوضى فى كل جوانب الحياة خلقت بيئة مناسبة يرتع فيها كل من لا ضمير عنده ... فهذه الإمبراطوريات الإعلامية كالجزيرة وغيرها من قنوات الضلال بما يملكونه من وسائل وادوات اعلامية يؤثرون فى وجدان الشعب ووعيه ... يحلون حراما ويحرمون حلالا ... يقدسون الطواغيت  ويجرمون الشرفاء وكما يقول الصحراويون في مثل هذه المواقف كمن " كيركدو الناس  في التبن" ... فلسفتهم الاعلامية بنوها على مقولة " جوبلز "  اكذب ثم اكذب ثم اُكذب حتى يصدقك الناس!!  " ...
هذه القنوات هي اخطر على الوطن العربي فى ظل هذه المرحلة الصعبة. التى لا يعلم الا الله هل يكتب لنا النجاة ام لا .
أنا هنا لا أكذب صور مئات القتلى التي نراها كل يوم،لكن السؤال المطروح : من قتل هؤلاء الأبرياء ؟ ألا يجوز لنا القول أن تلك العصابات المسلحة هي من أبادتهم فبصماتهم واضحة فيها !!!
إن ما عرفته بعض الدول خصوصا مصر وتونس و ليبيا و سوريا من حراك أدخلته الدول الإمبريالية كذبا وزورا في إطار ما يسمى بالربيع العربي ،والحال أن  من أطلق هذه التسمية مصاب بعمى الألوان وإختلط لديهم اللون الاحمر بالأخضر،لأن ما نراه اليوم هي دماء حمراء لأبرياء من الشعوب ذنبهم الوحيد أنهم " "جابتهم السمطة" وكانوا ضحايا لمخططات غربية ويهودية  هدفها الظاهر " تحرير الشعب السوري" بينما مرامه الخفي هو الإستحواذ على آخر معاقل الصمود العربي القومي.
كذب قنوات الفتنة لن يستمر طويلا وسيكتشف الناس يوما  أنهم كانوا ساذجين عندما صدقوا أكاذيبهم و هنا  تحضرني قصة الفتى الذي كان يرعى أغنامه قرب قريته، فأراد أن يتسلى ويمزح مع عشيرته، فنادى: الذئب... الذئب... أدركوني!! ونقل هدوء الريف وسكونه المهيب صوته إلى قريته، فهرع الناس إليه وكل منهم يحمل سلاحه من خنجر أو سيف أو بندقية.... فلما وصلوا إليه وجدوا الأمور هادئة، والغنم ترعى بأمان وسلام، وعندما سألوه: لماذا ناديتنا؟.. قال: إنما كنت أمزح!! فتركوه غاضبين.... وبعد بضعة أيام كرر الأمر نفسه، وصدقه الناس وجاءوه فلم يجدوا ذئبا.... فتركوه متبرمين ضجرين، وقد أيقنوا أنه كاذب ولا يؤخذ بكلامه... وفي المرة الثالثة جاء ذئب حقيقي، وهجم يفترس الغنم ويفتك بها، ونادى الغلام واستغاث وأقسم الأيمان وبكى.. وتوسل... ولكن لا مجيب.... فقد سبق السيف العزل، وما عاد للكذّاب رأي يسمع أو قول يطاع.....
 فانتم يا اخوان مسليمه الكذاب هذا العصر    حفظ الله مصر وسوريا والامه العربيه من كل سوء
Magdyfouda80@yahoo.com ".

فضائيات "المصاطب" فى زمن الإخوان/ مجدي نجيب وهبة


** للأسف .. هؤلاء لا يخجلون من  أفعالهم .. يتلونون ويتغيرون ويبدلون مواقفهم .. يضعون المساحيق حول وجوههم .. ويرتدون الأقنعة السوداء حتى لا تكشف أفعالهم الدنيئة .. إنهم جماعة ممن أطلق عليهم البعض صحفيين أو إعلاميين أو مقدمى برامج سياسية .. جماعات إنتهازية لا يهمهم سقوط وطن ، ولا يعنيهم من يحكمون سواء كانوا بلطجية أو إرهابيين .. ولكن كل ما يعنيهم هو حصد جوائز الخيانة والعار .. فهم يعيشون بلا شرف ولا حياء ولا مبادئ !!..

 ** لقد حذرنا من فضائيات حرق الوطن .. وعودتها للترويج للفوضى ودعم الإرهاب .. ولكن يبدو أنه لا فائدة .. وهم يصرون على أن تظل مصر تحت حكم الفوضى والإرهاب .. لأنهم ببساطة كالديدان والصراصير والقوارض التى لا تعيش ولا تنمو إلا فى المستنقعات والبرك والخرابات ..
** قناة "أون تى فى" فى برنامج "بلدنا بالمصرى" .. تقديم الأخت "ريم ماجد" .. أبدت غضبها وإستياءها من أحكام البراءات التى حصل عليها بعض المسئولين السابقين أو قيادات شرطية فى قضايا قتل المتظاهرين أو قضايا فساد ، ذهبت إلى المحكمة دون تقديم دليل واحد ..
** أولا .. ليس من حقك الإعتراض أو نقد أى حكم ، بل وظهورك فى الإعلام وأنتى تتوعدين من أصدروا هذه الأحكام ، وتتوعدين من حصلوا على البراءة .. وتتوعدين مبارك بمحاكمته على الثلاثين عاما التى حكم فيها مصر .. وليست الـ 18 يوم التى يحاكم عليها مبارك الأن .. لماذا لا تتحدثين عن القتلة الحقيقيين للمصريين فى 28 يناير ، وما بعد حكم مرسى .. لماذا تحاولين أن تجرجرى الأخرين لنفس حوار القصاص لدم الشهداء والشعارات التى تدرب عليها جماعات الإخوان المسلمين .. فلمصلحة من تعملين؟ ..
** نعم .. نعلم أن الأخت ريم ماجد مازالت تعانى من موقفها العنيف ضد مبارك وأسرته ، فى الوقت الذى تخدم فيه جماعة الإخوان المسلمين .. وأتساءل من يدعم هذه القناة التى قدمت لنا ريم ماجد ويسرى فودة ، وهم أكثر المدمرين والمخربين الذين ساهموا فى إسقاط مصر ، وجعلوا برامجهم أبواب مفتوحة للإخوان ، وأعضاء حركة 6 إبريل ، والإشتراكيين الثوريين ، وكل القوى الثورية التى دعمت إسقاط الدولة دون أى إعتبار لأمن الوطن .. وظلوا يدعمون الإخوان حتى وصل محمد مرسى لسدة الحكم ..
** ورغم إعتذار الإعلامى "يسرى فودة" للشعب المصرى .. ولكن يبدو أن الأخت ريم ماجد مازالت تصر على الظهور بوجهها القبيح وهى تبحث عن محاكمات مبارك وتستاء من البراءات .. ولا تدرى إلى أين وصلت مصر الأن ، وحجم الكوارث التى أحلت بنا من كل إتجاه .. وهل مصر هى مصر التى عرفناها .. نقول للأخت ريم "إتقى الله فى الوطن .. وياريت تريحينا من طلعتك البهية" !!!...
** على قناة أون تى فى أيضا .. قامت إحدى الإعلاميات بإستضافة الإستشارى "ممدوح حمزة" الذى كان له الفضل الأكبر فى إسقاط هذه الدولة ، وهو صاحب فكرة إعادة تطبيق قانون العزل السياسى لإقصاء كل المفكرين والسياسيين وأعضاء الحزب الوطنى المنحل ، حتى لو كانوا هؤلاء شرفاء ووطنيين ، وظل يخرج من حوار بإحدى القنوات ليجرى نفس الحوار فى قناة أخرى .. وهو يردد نفس الكلام .. فهو يحمل كراهية مدمرة للنظام السابق .. وهو الأب الروحى لحركة 6 إبريل وقد أهداهم فيلته الخاصة لعمل مقر للحركة .. وهو من ظل يدعم المعتصمين بميدان التحرير حتى بعد التنازلات التى قدمها مبارك للشعب .. وهو صاحب مشروع الخيام أثناء الإعتصامات ، وهو من دعم المعتصمين بالبطاطين حتى رحل النظام وسقطت مصر ..
** والأن .. لم يعد الإستشارى ممدوح حمزة ضيفا على هذه القنوات .. بعد أن إستخدموه الإخوان حتى سقطت مصر .. ثم لفظوه بل لفظته كل وسائل الإعلام ، فقد أصبح كارت محروق .. لذلك إنقلب عليهم ، وإبتعد عن حركة 6 إبريل ووجهت له عدة إتهامات .. قبل تولى مكتب الإرشاد الحكم فى مصر .. وكانت معظم هذه البلاغات ضد المجلس العسكرى السابق .. وقد إختفت كل هذه البلاغات الأن .. وعاد الإستشارى "ممدوح حمزة" للظهور وهو يحذر الشعب المصرى من عدم نزوله للشارع يوم 30 يونيو القادم ..
** قناة الفراعين .. تقدم برنامج حرب النجوم .. وبالأمس إستضافت مقدمة البرنامج أحد أعضاء الجماعة أمام ضيف من الحزب الوطنى المصرى الشريف ويحمل معه إستمارة "تمرد" .. ولكننى أتعجب من أسلوب القناة وهى تدعى أنها تستضيف الرأى والرأى الأخر .. بينما صاحب القناة يخرج علينا يوميا فى برنامجه يكشف كل خطط الإخوان ، ويهاجمهم بضراوة ، ويحشد ضدهم كل جمعة مئات الألاف فى الأسكندرية .. وهذا مجهود يشكر عليه الإعلامى "توفيق عكاشة" ..
** ولكن الشئ الغير مفهوم .. هو إذا كانت هذه هى توجهات القناة .. فلماذا تسمح القناة بإستضافة جماعات إرهابية لطرح أفكارهم على الشعب وحرق دم المشاهد ، وإثارة أعصابه .. هذا بجانب السماح بإستضافة شيخ متخلف يطعن فى العقيدة المسيحية ، ويعاد بث البرنامج مرة ثانية وثالثة .. وسؤالنا هنا ، هل تسعى القناة إلى خلق صراعات دينية طائفية .. ثم ماذا تستفيد القناة من إستضافة عضو بجماعة الإخوان المسلمين بالبرنامج .. وبالطبع تم الإتصال به وإرسال سيارة تابعة للقناة لمصاحبة الضيف حتى باب الأستديو ، ثم إعادته مرة أخرى لمكان سكنه .. فما هو الثمن ؟ .. وما هو الهدف ؟ .. أعتقد أن هذا السؤال يجيب عنه الإعلامى "توفيق عكاشة" !!!!!...
** قناة الحياة 2 .. فى برنامج "مصر الجديدة" والذى يقدمه الإعلامى "معتز الدمرداش" .. قام بإستضافة عضو حزب الضمير الذى صورته كاميرات الإعلام وهو يقود حملة للهجوم على المثقفين ، وتقوم القناة فى نفس البرنامج بإستضافة المخرج "محمد العدل" بل والأعجب أن يقوم الأستاذ "معتز الدمرداش" بإستضافة من يدعى "أحمد المغير" على الهواء مباشرة ، وهو يطلق عليه ناشط سياسى .. وأتساءل ، هل يجلس المجرم والإرهابى بجوار الضحية ثم يخرج علينا الإثنين فى حوار يقال عنه أنه حوار حيادى .. ثم من هو أحمد المغير القاطن فى قلعة الإخوان .. والذى تفوه بألفاظ وعبارات كان يجب أن يقبض عليه فورا ويوضع خلف الأسوار .. ولكن لأننا لسنا فى دولة بل فى لا دولة .. فلا قانون ولا نائب عام حيادى يحقق فى البلاغات ، بل أصبحنا فى مهلبية .. والكارثة أن يوافق الإعلام على هذه المهلبية ، ويقوم بتقديمها للمشاهد !!..
** ولأننا نتذكر السلبيات ونقوم بكشف كل الإعلاميين الذين يصيبوننا بالغثيان .. وهم يقدمون الرأى والرأى الأخر للشعب ولجمهور المشاهدين فى تلك الظروف الحالكة .. إلا أننا لا يسعنا إلا تقديم كل حب وتقدير للأستاذ القدير إبراهيم عيسى ، وبرنامجه الرائع "هنا القاهرة" .. وتحياتنا للأستاذ "وائل الإبراشى" .. فقد تحملنا كثيرا عندما كنا نهاجم بعض برامجه وأرائه ، والأن هو أدرك كما أدرك الكثيرين أنهم كانوا مخدوعين وشعروا أن مصر فى خطر .. وأن الإخوان أكثر خطورة من الإستعمار .. وتحياتى أيضا إلى الإعلامية الرائعة ، الأستاذة "أمانى" مقدمة برنامج "صباح أون" على قناة أون تى فى !!...
** هذه بعض القصاصات التى سوف نكشفها تباعا عن الإعلام والإعلاميين .. حماكِ الله يا أرض مصر من طيور وخفافيش الظلام ومكتب الإرشاد !!..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين