في البداية تحية الى شهداء ثورة 25 يناير الأبرار والى كل الشهداء الأحرار الذين اشعلوا مشاعل الحرية وأسسوا بدمائهم الزكية مداميك صلبة قوية لنهضة المجتمع المصري وبناء الدولة العصرية على أسس الديمقراطية الحقيقية.
تحية الى شباب مصر الصاعد الواعي المثقف الشجاع المتمرد وشعبها الأبي الذي استجاب لنداء الشباب وانتفض انتفاضته التسونامية الجماهيرية العفوية المباركة وبعشرات الملايين في 30يونيو في وجه الاستبداد المتخفي برداء الدين والذي سرق الثورة الشبابية السلمية وحاول سرقة مصر كلها.
تحية الى الجيش المصري الوطني الساهر اليقظ والحامي لشعبه ووطنه بإخلاص وشهدائه الأبطال الميامين، وبالأخص قائده الشهم الشجاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي. الذي صحح المسار الديمقراطي بعد ان انحرف على يد الاخوان المسلمين ووضعه بسلام وأمان على الصراط المستقيم:
معيدا وفي الوقت المناسب ثورة الشباب الى أصحابها الحقيقيين، والأمور الى نصابها السليم، ومنقذا مصر من خطر الانقسام والتقسيم ومن سرطان عقيم أخذ يتفشى في كل مفاصلها.
والسيسي لم يقم بانقلاب عسكري لاستلام الحكم، وانما سلم القيادة فورا للمدنيين. عدا انه من الصفات الأساسية لكل الانقلابات العسكرية انها تحدث في الظلام على يد زمرة من الضباط المتآمرين. وهكذا يستولون على السلطة بالقوة وسفك الدماء.
السيسي ومعه القيادة العسكرية صبرا كثيرا على هفوات واخطاء وممارسات الأخوان الغير ديمقراطية والتعسفية بحق باقي الافرقاء السياسيين. ولم يتدخلا الا بعد ان طفح الكيل تأكد لهما ان الشعب يريد التغيير الثوري السلمي واعطى كلمته في 30 يناير في رفض ممارسات الإخوان والتي لم تكن كلمة، وانما تواقيع وصرخات لعشرات الملايين.
السيسي كان سلميا ديمقراطيا وطنيا حازما وعمل في وضح النهار، حيث اعطى جميع القوى وفي مقدمتهم الاخوان ومرسي 48 ساعة للتوافق وحل الأزمة، الا ان غرور مرشد الجمهورية المبدع أية الله العظمى محمد بديع وغباء الرئيس مرسي المطيع وعدم فهمهما بأن السياسة هي في فن تحقيق الممكن، وليس في التناحر والتخاصم والتصادم مع باقي القوى السياسية وتياراتها الشعبية. وخاصة في مرحلة انتقالية حرجة ودقيقة من تاريخ مصر والأمة العربية، نحن بحاجة ماسة فيها للتوافق ورص الصفوف وعدم فتح الثغرات ليدخل منها ملالي إيران المصطادون في المياه العكرة. اعداء العروبة ومصر لتخريب الديمقراطية الوليدة وتحويل الربيع العربي الى خريف أصفر ذابل كأشكالهم وشتاء مرعب دموي قارص كنظامهم الشمولي المذهبي العنصري البائس.
وبحق اذا كان الشهيد انور السادات هو بطل العبور الى سيناء لتحريرها من العدو، فإن السيسي هو بطل العبور الى الديمقراطية المصرية الحقيقية لاستعادتها ووضعها في أيد أمينة قبل فوات الآوان وخنقها من قبل جماعة الاخوان.
وتحية ايضا الى الدول العربية الشقيقة السعودية والكويت والامارات التي قدمت يد العون والمساعدة بسخاء وبمليارات الدولارات لتعود مصر قوية اقتصاديا ويعيش شعبها برفاه ورخاء.
فقوة مصر هي قوة لكل الأشقاء وبأس شديد على كل الأعداء.
حقيقة لا يغفل عنها الا المغفل بان من اشعل الثورة وخلع الرئيس مبارك هم الشباب وليس الاخوان. الذين التحقو بها متأخرين ولم يتعبوا البتة في قطف ثمارها، وانما سقطت فوق رؤوسهم وبين أيديهم من خلال تأثير العاطفة الاسلامية على الشعب واستغلال الشعارات الدينية لتحقيق مكاسب سياسية للحكم فقط، رغم افتقادهم لأي مشروع سياسي واقتصادي منقذ لمصر وهذا ما ظهر واضحا من خلال تخبطهم في سنة من حكم مرسي. حيث كان مرسي يتخبط حائرا تائها بين أوامر المرشد محمد بديع من ناحية وبين مسؤولياته كرئيس للجمهورية من ناحية أخرى. فكان مثلا يتخذ قرارا بضغط المرشد ثم يتراجع عنه في اليوم الثاني بحكم ضغط موقعه كرئيس. وفي النهاية تحول الى أداة طيعة بيد بديع الذي نسي المثل القائل بأن "الطمع ضر ما نفع" وأراد من خلال موقع مرسي احتكار جميع المراكز في الدولة من الرئاسة الى تشكيل الحكومة، وأغلبية بمجلس الشعب والشورى الى طرد النائب عام الاصيل وتعيين آخر خانع بديل، بالإضافة الى تعيين محافظين من جماعته فقط، الى التعدي على استقلالية القضاء ومحاصرته بالغوغاء الى محاولات لجم الاعلام وملاحقة الإعلاميين.، الى حد محاولته الوقحة بأخونة الشرطة والجيش والدولة بكاملها.
هذا عدا الانقسام الخطير في المجتمع الذي تسببت به جماعة الاخوان، مما اثار غضب الشارع المصري الذي بدأ يترحم على عهد مبارك.
لقد وعدوا ولم يفو وفي مناسبات كثيرة. على سبيل المثال وعدو في البداية بأن لا يترشحو للرئاسة ثم نكثوا بوعدهم. وعدو بأن يشاركوا الجميع في حكم مصر ثم نكثوا بوعدهم.
حقيقة اخرى لا يغفل عنها الا المغفل التائه بأن الديمقراطية قبل ان تكون صندوق اقتراع هي قيم انسانية حضارية سامية مبنية على الحرية والشفافية والنزاهة واحترام الآخر، وممارسات سياسية واجتماعية في خدمة المجتمع وحل مشاكله وفي التبادل السلمي للسلطة.
لقد تاه اليهود كما تقول الحكاية بعد خروجهم من ارض مصر 40 سنة في صحراء سيناء ليجدوا طريقهم الى فلسطين التي استطاعوا فيها بناء مملكة اسرائيل. وبعد ألفي سنة من التوهان استغل اليهود الظروف الإقليمية والعالمية افضل استغلال لانشاء دولة مؤسسات حديثة عصرية علمية متطورة على اسس تعددية ديمقراطية صلبة حيث الاحزاب هي التي تحكم وليس القبائل والعشائر والطوائف والمذاهب والدين، وحيث التبادل السلمي للسلطة يتم بشكل سلس سلمي وحضاري، وحيث الانتخابات تتم بشفافية ونزاهة لا غبار عليها، وحيث الحكام والرؤساء تتم محاكمتهم ان ارتكبوا اخطاء ولا يتم تقديسهم وتأليههم كما هي الحال في عالمنا العربي وبالأخص سوريا التي تحكمت بها عصابة من الشبيحة والقتلة والمجرمين. حيث تعرفنا على شعار ولا اله الا بشار. ومنهم من افتى حتى في الركوع لصورة المجرم بشار. والاسد او نحرق البلد.
منذ أكثر من ثمانين عاما والاخوان تائهون ليس في صحراء سيناء وحدها وانما في مصر كلها. ولن يجدوا الطريق الصحيح ولو بعد آلاف الأعوام. ولو استمعوا الى نصائح أردوغان في علمنة الدولة وليس الانسان لاستطاعوا تحقيق الكثير في بناء مصر الديمقراطية والعلمانية الحديثة.
اسرائيل نحسدها اليوم فهي تقوى ديمقراطيا وامام عدوها تتوحد.
أما نحن فدولنا واحدة بعد الأخرى تتفكك وتعيث بها اطماع ملالي ايران فتنة وفسادا وخرابا وارهابا من العراق الى سوريا واليمن والبحرين ولبنان وباقي الدول العربية. فأطماع الملالي الجشعين ليس لها حدود.
برلين 2013.07.14
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق